أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - تونس ومصر طلائع النهوض الديمقراطي للشباب في الشرق الأوسط















المزيد.....

تونس ومصر طلائع النهوض الديمقراطي للشباب في الشرق الأوسط


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 3268 - 2011 / 2 / 5 - 12:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد كانت انتفاضة الشعب التونسي حدثاً تاريخياً كبيراً يصعب اليوم تقدير دوره وتأثيره لا على بعض الدول العربية فحسب بل وعلى جميع شعوب دول الشرق الأوسط. فمنذ فترة قصيرة لم يكن يتوقع أحد ما حصل في تونس في ظل نظام استبدادي قمعي شرس تجاسر حتى على اعتقال أي شخصية وطنية تونسية تجرأ على ترشيح نفسها في الانتخابات الرئاسية الأخيرة, وفاز بن علي في الانتخابات الأخيرة على طريقة صدام حسين, حيث يكون عدد الأوراق في صناديق الاقتراع أكثر من عدد المصوتين أنفسهم. كما انتخب مدى العمر تماماً كسلفه صدام حسين.
وأحداث تونس ما تزال متواصلة ولم ينته ترتيب البيت التونسي الجديد حتى انتفضت شبيبة مصر معلنة رفضها مواصلة الخضوع والخنوع للدكتاتور الذي سيطر على حكم البلاد ثلاثين عاماً وأوصلها إلى الحضيض في الفقر والبطالة والجوع والحرمان. وها نحن أمام شعب من الشباب الذي يصر على قرارات متشابكة في مقدمتها الخلاص من الدكتاتور وإعادة بناء الدولة المصرية على أسس ديمقراطية وإعادة كتابة أو تعديل الدستور المصري لصالح الإصلاح العام ومكافحة البيروقراطية والفساد ونهب المال العام. لم يكن أحد يتوقع أن ينهض هذا الشعب وبهذه الحمية الرائعة التي أطاحت بصواب حكام مصر وتركت الأحزاب التقليدية المصرية لاهثة وراء حركة الشباب المقدامة. لا يمكن الادعاء بأن هذه الحركة عفوية ودون وعي من الناس. فكل حركة شعبية عفوية تحمل في ثناياها وعياً فردياً وجمعياً تبلور عبر سنوات الحكم المنصرمة وتراكم الأوجاع الناشئة عن نظام استبدادي أذاق الشعب المصري مر العذاب والهوان والحرمان. من كان يزور مصر يرى إنها تزداداً إهمالاً ويزداد الفقراء فقراً والأغنياء غنى.
وشعوب الدول العربية هي الأخرى تتراكم وتتبلور فيها الوجهة العامة للانتفاض على النظم الاستبدادية الحاكمة فيها. وها نحن نتلمس ذلك التحرك في أغلب دول المنطقة دون استثناء. ابتداءً من اليمن فالسودان والجزائر ومروراً بليبيا وسورية والسعودية والعراق., إضافة إلى إيران حيث يغلي الشباب غضباً وسيفجرون الأرض تحت أقدام الحكام الأوباش ثانية, وستكون هذه المرة أشد وأقوى من سابقتها. ومن يتصور أن الحركة المعارضة للنظام الإيراني قد اختفت أو تلقت ضربات لا تنهض منها سيكون خاطئاً حقاً.
ومن يلقي نظرة فاحصة على أوضاع العراق المبتلى بنظام سياسي قائم على المحاصصة الطائفية والأثنية, سيجد أمامه تحركاً شعبياً جديداً يرفض الوضع الاقتصادي والاجتماعي ونقص الخدمات في البلاد. فمظاهرات البصرة في العام الماضي التي قوبلت من قبل حكومة المالكي بالحديد والنار, قابلت مظاهرة الحمزة بنفس الأسلوب وفرقت بالقوة مظاهرة الديوانية المطالبة بالخبز والنور. ولكن ماذا ستفعل إن هبت المظاهرات الشعبية الشبابية في كل أنحاء العراق مطالبة بالخبز والنور والحياة الديمقراطية. لقد تحرك سكان منطقة الحسينية والكريعات في بغداد, وتحرك المثقفون وأبناء وبنات الشعب في شارع المتنبي مستجيبين لنداء الشباب في الفيسبوك, وكانت نموذجاً للتنظيم والوعي بالمسؤولية وأسقطت بيد الحكومة في توجيه النيران إليها أو إرسال البلطجية لفظها. إن هذه المظاهرات المنفرد
ة ستشكل تدريجاً حلقات في سلسلة واحدة تسع وتشمل مدناً أخرى في سائر أنحاء العراق. وسترتبط بشعارات المجتمع المعيشية والاجتماعية كالخبز والنور والعمل ومكافحة الفساد وبشعارات سياسية عامة وملحة مطالبة بالحرية الفردية والديمقراطية وحقوق الإنسان, عندها ستكون الحكومة عاجزة عن مواجهة هذا الشعب الذي ذاق الأمرين خلال العقود الخمسة الأخيرة. وستردد كلها مع شاعر السلام والديمقراطية كاظم السماوي:
وإذا تكاتفت الأكف فأي كف يقطعون
وإذا تعانقت الشعوب فأي درب يسلكون
نحن أمام حركة شبابية شعبية وضعت الأساليب السابقة خلف ظهرها وتركت الأحزاب التقليدية تتحرك بالعجائز الذين يقودونها من أمثالي خلفها, لأن هذه الأحزاب لم تدرك حتى الآن مزاج الشباب وحاجاتهم وتطلعاتهم, لأنها لم تفهم مضمون العصر الجديد والتقنيات التي أصبحت تحرك الشبيبة في كل مكان, وهي من الثمار الإيجابية الجديدة للعولمة, لثورة الإنفوميديا على الصعيد العالمي, شاء الإنسان أم أبى.
ما لم يمسك الشباب بقيادات الأحزاب الوطنية التقليدية ستلفظهم الحياة وتستبدلهم بغيرها, وعليهم الخيار الأوحد: التجديد بكل شيء, بمن في ذلك قياداتها, باعتباره الطريق الأوحد نحو المستقبل المشرق الذي يقوده الشباب وليس الشيبىة من أمثالي.
علي الشبيبة العراقية أن لا تنتظر تحرك الأحزاب التقليدية, وإذا ما تحرك الشباب ستلتحق بهم الأحزاب, كما هو الحال في مصر المنتفضة, شاءت ذلك أم رفضت.
إن إدراك طبيعة الحركة الشبابية المصرية وأبعادها الثورية على صعيد مصر وبقية الدولة العربية والمنطقة يرتبط عضوياً بإدراك طبيعة العصر والمهمات الملقاة على عاتق الشعوب وخاصة الشبيبة المنظمة والواعية لما تريد. وكل ما قيل عن حركة عفوية للشبيبة المصرية فهو من باب الاجتهاد في التحليل, فالمراسلات اليومية المكثفة بين الشباب ومشكلاتهم ومشكلات المجتمع والوعي المتنامي في صفوفهم هو الذي حرك الشارع المصري وجلب الناس الفقراء والمعوزين والمظلومين إلى الحركة ودفعهم بقوة ها-ئلة إلى الشارع. فهي وبهذا المعنى لم تكن عفوية بل حركة واعية ومنظمة ولها قيادات كثيرة هم الشباب الواعي من النساء والرجال الذين جمعه الفيسبوك والتويتر واليوتوبيا وغيرها من أساليب وأدوات الاتصال الجمعي الحديثة.
لنندمج بهذه الحركة الشعبية لنكون جزءاً منها نحن أبناء وبنات الشعب العراق الذي يئن تحت وطأة المحاصصة الطائفية والفساد المالي والإداري والقرارات البائسة لحفنة من القوى التي لا تريد الخير لهذا الشعب من أمثال رئيس مجلس محافظة بغداد ومن لف لفه.
لترتفع رايات الخبز والنور والحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان ورفض ربط الدين بالدولة عالية في سماء ومظاهرات العراق اليومية. ليتحرك الشبيبة الذين تسعى الأحزاب الإسلامية السياسية زجهم بمواكب حسينية لينسوا أوضاعهم المعيشية البائسة وحياتهم المتخلفة, ليطالب الشباب العراقي المقدام كل المسؤولين المتخمين مالاً والكثير منهم بالسحت الحرام, باحترام الحسيين واستشهاده من خلال الالتزام بإرادة الشعب وتوفير العمل والخبز والضياء والعيش الكريم بدلاً من دفع الناس الشيعة للزحف من مدن العراق المختلفة إلى كربلاء ليمرضوا في الطريق أو ليموت البعض الكثير منهم بأسلحة قوى الإرهاب.
لترتقي الأحزاب السياسية الديمقراطية العراقية, إن وجدت, إلى مستوى حركة الشباب المصرية والتونسية, وتعمل مع الشبيبة العراقية وتفهم مطالبها وحاجاتها اليومية وتحولها إلى شعارات يومية تجذب الشباب وتغير خطابها السياسي الراهن وصحافتها وإعلامها بما يتناغم والمرحلة الجديدة من حياة شعوب المنطقة.
5/2/2011 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعب العراقي مدعو للتضامن مع أهلنا في الديوانية!
- مظاهرة الديوانية ...هل هي بداية لتحرك شعبي عفوي معارض؟
- نحو نهوض شعبي متعاظم لكنس النظم الاستبدادية!
- هل المحكمة الاتحادية العراقية مستقلة في قراراتها؟
- هل من رياح منعشة وأخرى صفراء عاتية تهبُّ على العراق والدول ا ...
- هل صبركم صبر أيوب ايها الكرد الفيلية؟
- نحو تصعيد حملة الدفاع عن الديمقراطية لا إضعافها!
- الإرهابيون وحكومة بغداد!
- حرية الشعب والرأي في العراق في خطر!
- هل نقد المسؤولين والثوار خط أحمر وأكثر؟
- الدعوة لاتحاد القوى والشخصيات الديمقراطية مهمة آنية عاجلة
- ماذا يجري في العراق.. إلى أين تجرنا مهازل قوى الإسلام السياس ...
- هل من سبيل لحياة حرة وديمقراطية في العالم العربي؟
- ملاحظات أولية حول خطة التنمية الوطنية للفترة 2010-2014 في ال ...
- من المسؤول عن قتل وعن حماية اراوح المسيحيين في العراق؟
- [قووا تنظيم الحركة الديمقراطية في العراق], ليكن شعار قوى الت ...
- لا خشية من المؤمنين الصادقين الصالحين, بل الخشية كل الخشية م ...
- هل هذا يجري حقاً في إقليم كردستان العراق؟
- الحكومة الاتحادية الجديدة في العراق وأزمتها التي ستتفاقم!
- متى تكف الذكورية في الدولة والحكومة والأحزاب عن تهميش المرأة ...


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - تونس ومصر طلائع النهوض الديمقراطي للشباب في الشرق الأوسط