أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم المطير - جريمة 8 شباط لا يمحيها الزمان














المزيد.....

جريمة 8 شباط لا يمحيها الزمان


جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 3271 - 2011 / 2 / 8 - 15:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يجري الحديث ، في مثل هذه الأيام ، كل عام، عن الذكرى السنوية لحدثين عراقيين مترابطين هما سقوط نظام عبد الكريم قاسم بانقلاب عسكري – دموي ومقتله بدون عدل ولا محاكمة ، ونجاح انقلاب 8 شباط وسقوطه بعد تسعة شهور. بمعنى آخر فقد ولدت الذكرى وانتهت بأسمين وصوتين وقائدين لكل منهما صراعاته مع الأنا والضمير .

عبد الكريم قاسم (ذات وضمير ) أرتهن نفسه وحياته بثورة 14 تموز لإثبات حقيقة ما ، حقيقة وطنيين أرادوا خدمة أبناء الشعب العراقي.

عبد السلام عارف (ذات بلا ضمير) حاول أن يحدد مسار ثورة 14 تموز خارج نطاق العلاقة الثورية داخل صفوف الشعب العراقي تحت احتمال سمي في حينه بـ(الوحدة العربية) كـ(هدف قومي) منعزل عن الواقع .

وُجد مستويان من النجاح والسقوط في آن واحد والمسافة بينهما قصيرة لا تتعدى تسعة شهور .

نجح عبد الكريم قاسم في أثبات القدرة على واقعية نجاح الثورة يوم 14 تموز ، بينما نجح عبد السلام عارف في نقل انطباع النجاح إلى سقوط الثورة يوم 8 شباط الأسود، بينهما مسافة طويلة في مجابهات عبد السلام لعبد الكريم قاسم حتى وصل الجدل بين القاسمية والعارفية، منذ الأيام الأولى، إلى طريق مسدود فتدخلت اختيارات تآمرية خارج نطاق الوعي والإدراك. سيطرت أثقال المشاكل على ثورة 14 تموز فسقطت كقطع أحجار الدومينو الواقفة عند بدء ضربة عبد السلام عارف التآمرية الغادرة بالتحالف مع حزب البعث والرئيس المصري جمال عبد الناصر وبعض صفوف القوى القومية .

سألت نفسي من أين آخذ مدخل هذه الواقعة العملية الكبرى في تاريخ العراق الحديث وقد أشبعت بحثاً منذ ذلك اليوم وحتى الآن ..؟ من أين أتصدى لها .. كمشكلة سياسية .. أم كمشكلة أخلاقية .. أم كمشكلة من مشاكل الحكم وطبيعته في العراق ..؟

وجدتُ نفسي أمام ضرورة تقليد ما يفعله رجال الاقتصاد عند بحثهم قضية اقتصادية معينة فنجدهم يسألون أنفسهم : هل أميز بين القضية الجزئية والشاملة أو أن أربط بين القضيتين ..؟

قررتُ أن أبتعد عن الجزئيات ولا أروح لأوليات الواقعة أو المسببة لها لسبب واحد بسيط هو أن الكثيرين كتبوا عن ذلك ، ولأن الشروط الخاصة بالبحث والكتابة غير متوفرة فأنا أعيش في مكان و بلد بلا مصادر متوفرة عندي والأسباب معروفة .

ثمة طريقة وجدتها للدخول إلى الواقعة .

لماذا وقع الانقلاب ..؟

لا يمكن لأي أحد أن يقول أن ثورة 14 تموز عندما قام لهيبها الجماهيري في الشارع وفي المؤسسات الحزبية معاً لم تكن تملك حصانة تاريخية ولا حتى وقتية لتصونها وتصون انجازاتها ومسيرتها . كان الواضح منذ البداية أنها فاقدة للصفة الأبدية ، أي أنها لم تكن وجدت كي تبقى .

لم تكن الثورة موحدة الهدف والقوة . لم تتوفر لديها الرؤية القادرة على إحداث التغيير الاجتماعي ، لم تكن قادرة على صياغة العدالة لا في المجتمع ولا في أخلاق عدد غير قليل من الحكام الذين جاءت بهم الثورة نفسها . كما أنها لم تدخل المجالات الإصلاحية الموضوعية بوعي عميق . لا بد من الاعتراف أن الهياكل البنائية لجسم الثورة ، سياسياً ومادياً ، كان في غاية الهشاشة وكان معظمه قاصراً على أن تتحول (أفكار) الثورة إلى (أداة) قابلة للتجديد والحركة داخل صفوف المجتمع والجماهير . فأنقلب المعنى من عملية (تغيير اجتماعي) إلى عملية (صدام سياسي) بعيد عن الأخلاق والفضيلة والحق والواجب ، أعني إلى أساليب المناورة والخداع والكذب والتآمر والغدر بين جميع الضباط و قوى الثورة المعادين لقيادة عبد الكريم قاسم الوطنية ولبعض توجهاته نحو الجماهير .

لهذا نشأت ضغوط بائسة متبادلة بين القوى .

مشاكل ثقافية ونقابية .

لم يكن كارل ماركس حاضراً مع الشيوعيين .

ولم يكن غاندي حاضراً مع الوطنيين .

لم يكن لا يسوع المسيح ولا النبي محمد حاضراً مع المتعبدين والمؤمنين .

لذلك ظهرت اتجاهات أخلاقية لم تتخلص من التبعية السياسية . لم تستطع الثورة أن تعبر عن احتياجات شاملة وبالتالي عجزت من خلق عناصر البقاء والتطور والديمومة. لم يساعدها أحد على بناء أخلاق سياسية معاصرة تتخلص فيها من ثأر التاريخ العراقي العنيف طيلة عدة قرون . كان لكل واحد ولكل مجموعة نظريته غير المتوافقة مع واقع العصر والتاريخ والتغيير .

قامت الثورة يوم 14 تموز لكن ردتها الثقافية حدثت بعد أربع وعشرين ساعة .

اهتزت الثورة من أساسها عن الخير المتوقع حين وضعت العنف بدل المحبة ، وحين وضعت المصلحة الأنانية مكان الضمير . كانت الثورة تتعجل نفسها وتتعجل النجاح في المدى القصير بسبب خلافية أحد قادتها وبسبب عدم وجود عمق ثوري في رؤية القائد الآخر .

ما بقيت ثورة 14 تموز طليقة السراح غير أربع من السنين وبضعة أشهر وما بقي منها الآن غير ظمأنا إلى نبع ذكراها وغير آلام شعبنا حين هبط الظلام عليه وعليها في الثامن من شباط عام 1963 إذ قطـّع الانقلابيون الفاشست بيد الجرائم الوحشية كل جذور الثورة البراقة وثمارها ،كلها، أيضا، فظلت مسيرة الشعب العراقي منذ ذلك اليوم حتى الآن كيانا منفصلا عن أشجار الديمقراطية المنشودة وغلالها التي يسعى الآن شعب العراق متحركا نحوها بصعوبة بالغة لكن بثقة انتصاراته القادمة على صهوة عالم جديد بحركة الشباب الجديد الذي انطلقت عربته الحرة من قلب بلد الشاعر ابي القاسم الشابي الذي ظل يحيا مع إرادة الشعوب المحبة للحياة والسلم والديمقراطية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بصرة لاهاي في 8 شباط 2011



#جاسم_المطير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا حاشية نوري المالكي .. قولوا له الحقيقة ..!
- أيها الحكام العراقيون اهتفوا أو ارحلوا.!
- المسافة السيكولوجية بين الوطن والمنفى في أشعار طالب غالي
- ديوان شعر الجماهير المصرية عنوانه : الرحيل..!
- هذا عصر التغيير يا لبيدوفتش عباوي..!
- المعمار الهندسي في قصص فرات المحسن
- أيها الحكام العراقيون: أصحابكم محاصرون .. ويسقطون..!
- أيها العراقيون لكل الناس هتاف.. فمتى تهتفون ..؟
- لا تعذروا (الشرطة الوطنية) إذا هزجوا للمال الحرام..!
- تكبروا .. تجبروا .. تعفتروا.. تعنتروا .. تبختروا يا سادة الم ...
- أيها التونسيون المنتصرون حذار من ثعالب المرحلة الجديدة ..!
- الفاشست يقتحمون مقر اتحاد الأدباء..!
- عن رواية زهدي الداوودي ذاكرة مدينة منقرضة
- سقط الدكتاتور التونسي سقوط الحيوان المحاصر..
- ليلى الخفاجي تفجر قنبلة ذرية في الفضاء الخارجي ..!
- أجمل وزارتين في العراق، الداخلية والدفاع.. !
- لا تصدقوا هذا البرلماني لأنه لا يميز الفرق بين الحلو والمر.. ...
- في مكتب نوري المالكي زواج وطلاق في عشرين يوما..!
- فضيحة وزارية عراقية على موقع ويكيليكس ..!
- نوري المالكي يعلمنا كيف نكره الديمقراطية..!


المزيد.....




- فرنسا: الجمعية الوطنية تصادق على قانون يمنع التمييز على أساس ...
- مقتل 45 شخصا على الأقل في سقوط حافلة من على جسر في جنوب إفري ...
- جنرال أمريكي يوضح سبب عدم تزويد إسرائيل بكل الأسلحة التي طلب ...
- شاهد: إفطار مجاني للصائمين في طهران خلال شهر رمضان
- لافروف عن سيناريو -بوليتيكو- لعزل روسيا.. -ليحلموا.. ليس في ...
- روسيا تصنع غواصات نووية من جيل جديد
- الدفاع الأمريكية تكشف عن محادثات أولية بشأن تمويل -قوة لحفظ ...
- الجزائر تعلن إجلاء 45 طفلا فلسطينيا و6 جزائريين جرحى عبر مطا ...
- لافروف: الغرب يحاول إقناعنا بعدم ضلوع أوكرانيا في هجوم -كروك ...
- Vivo تكشف عن أحد أفضل الهواتف القابلة للطي (فيديو)


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم المطير - جريمة 8 شباط لا يمحيها الزمان