أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نصر الرقعي - تنازلات نظام مبارك.. حقيقية أم إنحناء للعاصفة!؟















المزيد.....

تنازلات نظام مبارك.. حقيقية أم إنحناء للعاصفة!؟


سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)


الحوار المتمدن-العدد: 3270 - 2011 / 2 / 7 - 14:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا شك أن الجميع تابع التنازلات السياسية الكبيرة والمرة التي قدمها نظام "مبارك" للقوى السياسية المعارضة تحت ضغط غضب الشارع المصري وحركة المتظاهرين والمعتصمين في "ميدان التحرير" .. ولا شك أن الجميع لاحظ هذا التغيير الكبير في الخطاب الإعلامي والسياسي للنظام المصري – خصوصا ً بعد حدوث غزوة جيش الجمال والحمير على المعتصمين في ميدان التحرير! – إلا أن الشارع السياسي العربي والمراقبين والمحللين السياسيين العرب وغيرهم إختلفوا في تقييمهم لحقيقة هذه التنازلات التي قدمها نظام "مبارك" للمعارضة المصرية وللشارع المصري وإختلفوا في تفسيرهم لطبيعة هذه التغييرات الضخمة والكبيرة في تصرفات وخطاب النظام السياسي والأمني المصري التي تلت غزوة جيش الجمال والحمير لميدان التحرير! .. فقبل أيام قليلة من هذه "الغزوة" المبكية والمضحة في نفس الوقت – وشر البلية ما يُضحك! - كان الإعلام المصري الرسمي وشبه الرسمي يصف ما يحدث في ميدان التحرير بأنه أعمال غوغاء ومؤامرة خارجية محاولا ً تشويه صورة الشباب المتظاهرين والقوى السياسية المعارضة بطرق مضحكة وسخيفة وقديمة عفا عليها الزمن كوصفهم بأنهم عملاء ومأجورون!!!.. ولكن اليوم نجد هذا الإعلام الحكومي نفسه يصف هؤلاء "الشباب" بأنهم أبطال وثوار تمكنوا من تغيير الحياة السياسية المصرية بالكامل وقاموا ما عجزت عنه الأجيال المصرية منذ مائة عام!! .. بل ووجدناهم وشاهدناهم يستضيفون بعض هؤلاء الشباب في قناة النظام الرسمية في برنامج "مصر النهارده" ليعبروا عن إنتقاداتهم الشديدة للنظام بل والسماح لهم بالتعبير حتى عن إصرارهم على مطلب "تنحي الرئيس"! .. كذلك الحال في تناول الخطاب الإعلامي الرسمي للقوى السياسية المعارضة بما فيهم الخصم اللدود للنظام أي الإخوان المسلمين حيث لاحظت أن النظام أصبح يذكرهم بشئ من الإحترام والإعتراف بهم كأطراف سياسية وقوى وطنية معارضة لا يمكن تجاهلها!.

والسؤال الأول هنا : ما هو سر هذا التغيّر الكبير في تصرفات وخطاب نظام "مبارك"!؟ .. فبعد كل ذلك السلوك الديكتاتوري والتهميشي وكل ذلك الخطاب المتعجرف والإقصائي والتخويني للخصوم السياسيين والمعارضيين أصبح النظام يقدم تنازلات تليها تنازلات لهؤلاء المعارضين وأصبح خطابه الإعلامي والسياسي – بين ليلة وضحاها! – خطابا ً هيّنا ً لينا ً وديا ً يستجدى رضا الشارع المصري بل ورضا وود المعارضين والخصوم السياسيين !!!؟؟.. فماهو سر هذا التبدل الضخم في السلوك السياسي والخطاب الإعلامي!!؟.. وأما السؤال الثاني – وهو الأهم - فهو : هل هذا التغيّر أو التغيير(*) هو تغيّر حقيقي صادق وجوهري دائم و"إستراتيجي" أم تغيّر طارئ سطحي و"تكتيكي" مرحلي أملته الظروف المحيطة؟؟؟!.

أما جواب السؤال فمعروف ومحسوم وهو أن هذا التغيّرات الكبيرة التي حدثت – بين عشية وضحاها! - في السلوك السياسي والخطاب الإعلامي لنظام "مبارك" هو ثورة الشارع المصري التي بدأت بذلك الخروج الشعبي الكثيف والمخيف مرورا ً بتوجيه ضربات شعبية غاضبة وساحقة لمراكز أجهزة الأمن والشرطة ومقار الحزب الحاكم كرد شعبي ثوري إنتقامي عنيف على الأسلوب الوحشي المهين الذي تعامل به النظام وأجهزته البوليسية مع تظاهرات الشعب المسالمة!.. إنتهاء ً بإحتلال المتظاهرين لـ"ميدان التحرير" وإعلان الإعتصام فيه يوميا ًوبشكل دائم إلى أن تتحقق مطالب الشعب ومطالب قواه السياسية والشبابية!.. فهذه الثورة الشعبية وما صاحبها من تعاطف محلي ودولي (شعبي ورسمي) وما صاحبها أيضا ً في بداياتها من أعمال إنتقامية شعبية ثورية بثت الذعر في قلوب النظام وأنصاره وأيضا ً ما صاحب هذه الثورة الشعبية من أعمال سلب ونهب من قبل بعض الغوغاء.. هذه الثورة .. أفقدت نظام "مبارك" الديكتاتوري هيبته السياسية محليا ً وهزت صورته الإعلامية دوليا ً وأضعفت قوته وقبضته الأمنية بشكل كبير جدا وجعلت "العصبة الحاكمة" تشعر بالخوف من هذا الشعب الثائر وهذا الشارع الفاعل وأرعبتهم من هذا الوضع المتفجر الذي – إن تطور- وإذا زاد الغليان والهيجان الشعبي – سينتهي الأمر بالإطاحة بهذا النظام بشكل جذري كامل وهو ما تخشاه "أمريكا" و"إسرائيل" والغرب بشكل عام لذا وجدنا " أمريكا" حاولت التضحية بحليفهم "مبارك" في سبيل إستمرار النظام ولو بوجه آخر مختلف ورأس جديد!.

إذن لسنا في حاجة للتفكير طويلا ً في سبب هذا التغيير الذي أجراه النظام – غصبا ً عنه - في سلوكه السياسي وخطابه الإعلامي فالسبب معروف للجميع وهو ثورة الشارع المصري!.. ولكن السؤال الثاني هو السؤال الكبير والخطير بالفعل والذي يحتاج إلى تفكير عميق وبحث دقيق!.. والمتمثل في السؤال التالي : (هل هذا التغيّر أو التغيير(*) هو تغيّر حقيقي صادق وجوهري دائم و"إستراتيجي" أم تغيّر طارئ مؤقت سطحي و"تكتيكي" أملته الظروف المحيطة)؟!.

هناك إجابتان لهذا السؤال:

الإجابة الأولى تقول أن كل هذه التغيّرات الظاهرة في سلوك وخطاب النظام إنما هي تراجعات مرحلية "تكتيكية" لجأ إليها نظام "مبارك" تحت شدة الضغوطات المحلية والدولية الهائلة التي تعرض إليها من أجل المحافظة على بقاءه وذلك عن طريق الإنحناء أمام هذه العاصفة الشعبية الكبيرة إلى أن تمر وتهدأ وعن طريق إحتواء هذه الضربة الخطيرة الموجعة حتى يسترد عافيته ويستجمع قوته ثم يعمل – بطريقة أمنية خبيثة – إلى تصفية الحساب مع "القوى والعناصر" المعارضة التي كانت وراء تفجير هذه الثورة الشعبية وبالتالي رد الصاع لهم بصاعين بل والإنتقام منهم بوحشية الوحش الجريح كما هو سلوك أي "بلطجي"!.. إذن – وحسب هذا الرأي والتفسير – فكل هذه التراجعات والتغيرات في سلوك وخطاب نظام "مبارك" ما هي إلا عملية إنحناء ذكي وخبيث ومؤقت أمام العاصفة حتى تمر وتهدأ الأوضاع ثم يحين وقت الإنتقام!.. وهذا هو رأي الغالبية من المعتصمين في ميدان التحرير وبعضهم يعتقد أنه إذا تراجع عن هدف إسقاط النظام برمته ورحيل "مبارك" فهذا يعني أنهم يحفرون قبورهم بأيديهم!.

أما الإجابة الثانية فمفادها أن نظام "مبارك" قد تغيّر بالفعل - غصبا ً عنه – مكرها ً أخاك لا بطل! – بسبب الضربات الشديدة التي تعرض لها من ثورة الشارع المصري مما أدى إلى إضعاف قوته والنيل من هيبته وبالتالي حدوث تبدل كبير في موازين القوى السياسية بفعل ظهور لاعب سياسي قوى جديد وهو حركة الشباب وثورة الشارع المصري التي فرضت هذه التغيرات الإضطرارية والجوهرية على هذا النظام وأشعرت القائمين عليه بالخوف ودفعتهم إلى القبول – على مضض - بالواقع الإجتماعي والسياسي الجديد الذي خلقته الثورة الشعبية الشبابية .. ويصر أصحاب هذا الرأي على أن نظام "مبارك" ليس بوسعه العودة للوراء – إلى مابعد إنتفاضة الشارع المصري - أو التحايل مرة أخرى على المصريين لأن الشارع المصري وقواه السياسية قد غيروا – بثورتهم التي زلزلت أركان النظام - شروط اللعبة وعرفوا جيدا ً الطريقة الوحيدة والفعالة لتحقيق إرادتهم وفرض مطالبهم وهي الخروج الكثيف و... المخيف للشارع لمواجهة النظام وأجهزته البوليسية!.
لذا – وحسب هذا الرأي والتفسير – فالتراجعات والتغيرات التي حدثت بسرعة وبشكل كبير في سلوك وخطاب النظام السياسي المصري والتنازلات المرة التي قدمها للقوى السياسية المعارضة ليست "إنحناء إضطراري مؤقت" أمام العاصفة – كما يقول أصحاب الرأي الأول - بل هو تغيّر جوهري وحقيقي وواقع سياسي وإجتماعي جديد فرضه الشارع والشباب المصري مما أدى إلى تبديل معادلة وموازين القوى السياسية في مصر!.. أي أن هذه الثورة الشعبية أدت بالنتيجة إلى إضعاف قوة وهيبة النظام في مواجهة قوة الشارع وقوة معارضيه!.

فهاتان هما الإجابتان اللتان تفسران حقيقة التنازلات المريرة التي قدمها نظام "مبارك" للمحتجين ضده وللمعارضين له وتفسران كذلك هذه التغيرات الكبيرة التي حدثت بشكل واضح وظاهر في سلوكه السياسي وخطابه الإعلامي كما هو مشهود من خلال متابعة القناة الفضائية المصرية الحكومية!.. وأترك الأمر للقارئ الحصيف للترجيح بين الإجابتين!.
سليم نصر الرقعي
(*) هناك من الباحثين في الظواهر الإجتماعية والسياسية من يفرق بين مفهوم "التغيير" ومفهوم "التغيّر" فالتغيير – على وزن التفعيل – عندهم – هو "التبدل" الذي ينشأ بشكل واعي وإرادي وإختياري مقصود أما التغيّر فهو "التبدل" الذي يحدث بشكل تلقائي أو تراكمي طبيعي بشكل لا واعي ولا إرادي مقصود!



#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الغرب بدأ يتخلى عن الحكام والقادة العرب!؟
- تنحى مبارك أم لم يتنحَ فإن الثورة نجحت!؟
- هل سيتعاطف العالم مع ثورة الشارع الليبي القادمة!؟
- ثورة الشارع المصري ورعب دول الجوار!؟
- سر الموقف الإمريكي من ثورة الشارع المصري!؟
- مبارك سيكون مسؤولا ً عن حمامات الدم القادمة!؟
- النظام .. يُريد .. إسقاط الشعب!؟
- اللجان الشعبية كأداة تنظيمية أهلية وقت الثورات والأزمات!؟
- قناة العربية وثورة الشارع المصري!؟
- الريس -مبارك- لم يفهم بعد !؟
- تحية لأحرار مصر!؟
- طغاة العرب يقولون: نحن لسنا تونس!؟
- لماذا نشرت الجزيرة هذه الوثائق الآن بالذات!؟
- الشرارة التونسية وصلت إلى مصر!؟
- ماذا يخطط القذافي للتوانسة منذ الآن!؟
- القذافي دعا بن علي للعودة مع وعد بدعمه!؟
- نحرق أجسامنا أم نحرق حُكامنا وأصنامنا!؟
- رد الشعب التونسي الأصيل على هذيان القذافي!؟
- الأنموذج التونسي لا النموذج العراقي!؟
- القذافي للتوانسة:إتمنى لو حكمكم -الزين- مدى الحياة!؟


المزيد.....




- الناطق باسم نتنياهو يرد على تصريحات نائب قطري: لا تصدر عن وس ...
- تقرير: مصر تتعهد بالكف عن الاقتراض المباشر
- القضاء الفرنسي يصدر حكمه على رئيس حكومة سابق لتورطه في فضيحة ...
- بتكليف من بوتين.. مسؤولة روسية في الدوحة بعد حديث عن مفاوضات ...
- هروب خيول عسكرية في جميع أنحاء لندن
- العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يدخل المستشفى التخص ...
- شاهد: نائب وزير الدفاع الروسي يمثل أمام المحكمة بتهمة الرشوة ...
- مقتل عائلة أوكرانية ونجاة طفل في السادسة من عمره بأعجوبة في ...
- الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
- شويغو: هذا العام لدينا ثلاث عمليات إطلاق جديدة لصاروخ -أنغار ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نصر الرقعي - تنازلات نظام مبارك.. حقيقية أم إنحناء للعاصفة!؟