أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نصر الرقعي - ماذا يخطط القذافي للتوانسة منذ الآن!؟















المزيد.....

ماذا يخطط القذافي للتوانسة منذ الآن!؟


سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)


الحوار المتمدن-العدد: 3254 - 2011 / 1 / 22 - 12:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(العقيد القذافي ودوره في تخريب الديموقراطيات الوليدة في العالم العربي!؟ )

أشد ما يخشاه الطاغية العقيد معمر القذافي – حاكم ليبيا العسكري والمطلق – وأقدم الحكام العرب والأفارقة في السلطة - هو قيام تجارب ديموقراطية حقيقية في العالم العربي وخصوصا ً في دول الجوار (الشمال إفريقية)!!.. ولعلكم تذكرون موقفه المشبوه المعادي للتجربة الديموقراطية الموريتانية وكيف أخذ يسخر منها ويسفهها ويصفها بالمهزلة وشن حملة إعلامية دعائية ضدها بغرض تشويهها والتقليل من شأنها من خلال أبواق إعلامه أو تصريحاته للصحف والقنوات الفضائية!!.. تلك التجربة الديموقراطية الوليدة التي إستقبلها الشارع العربي يوم حدثت وولدت بفرح وسرور وعدم تصديق (!!!) تلك التجربة التي لم يهنأ للطاغية القذافي بال ولم يقر له قرار حتى تم إجهاضها عن طريق إنقلاب عسكري إنتهى بترشيح رئيس هذا الإنقلاب لنفسه في الإنتخابات بعد أن خلع بزته العسكرية – ربما بتشجيع من القذافي ودعم مالي كبير حيث كانت بينه وبين القذافي زيارات ولقاءات متبادلة !! – لينجح هذا الإنقلابي في تلك الإنتخابات المشكوك في نزاهتها أصلا ً ويصبح هو الرئيس "المنتخب" !!!.. ومن يدري فقد يكون للقذافي بالتحالف مع جهات دولية دور ما في القضاء على التجربة الديموقراطية الموريتانية في مهدها بالفعل!.. وأتوقع أن يلعب العقيد القذافي الدور نفسه مع التجربة التونسية الديموقراطية الوليدة بعد أن نجحت الثورة الشعبية بالإطاحة بحليفه السياسي والأمني "بن علي" والتي حاول العقيد القذافي في خطابه المشبوه والموتور أن يشوهها ويشكك فيها منذ البداية حيث حاول تصوير هذه "الثورة الشعبية" كما لو أنها أعمال فوضى وغوغائية غير حضارية بل ومحاولة تصويرها كما لوأنها مؤامرة دولية ضد "بن علي" من خلال موقع "ويكيليكس"!!؟؟!.. ومن ومن يدري فقد يتضح لاحقا ً أن للقذافي ظلعا ً بصورة ما في ذاك المخطط الأرهابي التخريبي الخبيث الذي ثبت أن وراءه أعوان "بن علي" في الحرس الرئاسي وبعض مليشيات الحزب الحاكم وبعضهم تم القبض عليه وهو بإتجاه الهورب إلى "ليبيا" فضلا ً عن أخبار تم تناقلها داخل ليبيا مفادها أن نظام القذافي قام بتسريب وتهريب كم هائل من الأسلحة الخفيفة إلى تونس في أوج الإنتفاضة!!!.. ذاك المخطط التخريبي الخبيث الذي كان يستهدف نشر أقصى وأقسى دراجات الفوضى والغوغائية والذعر في قلوب التونسيين وإثارة الغريزة الأمنية لديهم إلى أقصى حد ممكن!.. هذه الغريزة الجماعية الأمنية التي تدفع الشعوب والبشر عادة إلى تقديم "مطلب الأمن" على "مطلب الحريه" ومطلب الديموقراطية!!.
الشاهد إنني على يقين تام – أكرر بأنني على يقين تام – بحكم معرفتنا بسلوك ومكر ومخططات العقيد القذافي الذي عرفناه وخبرناه – كليبيين - لأربعة عقود من الزمان بأنه لن يهدأ له بال ولن يقر له قرار حتى تتم الإطاحة بالديموقراطية التونسية الوليدة والتي تحدث على مرمى حجر من خيمته البالية والمكروهة في ليبيا لدى الغالبية العظمى من الشعب الليبي المقهور!.. وقد يتحالف القذافي في سعيه للقضاء على التجربة التونسية الديموقراطية مع جهات وأجندات دولية لا تريد إنتشار وتوطين الديموقراطية في العالم العربي لأن إقامة نظام ديموقراطي حقيقي يعني خلاص هذه الشعوب من حالة التبعية والقهر وإستلاب الإرادة مما يعني بروز قيادات سياسية منتخبة تعكس أرادة هذه الشعوب .. قيادات محكومة بدساتير وبرلمانات وبجماهير شعبية تتحرك في الشوارع ومعارضات داخل مجالس الأمة (البرلمانات) مما يعني عدم قدرة هذه القوى الدولية تحقيق مآربها داخل هذه الدول الديموقراطية بسهولة ويسر كما هو الحال الآن حيث القرار في يد "شخص واحد" واسع السلطات مطلق الصلاحيات يملك مقدرات الأمة والتحكم في مسار الدولة وبالتالي يسهل التفاهم معه أو التحكم فيه من خلال لعبة الترهيب والترغيب والعصا الغليظة والجزرة اللذيذة وتوجيهه – بالتالي - حيث يريدون!!.. فالقوى الغربية من حكومات ومخابرات وشركات رأسمالية إمبريالية ضخمة تفضل كثيرا ً التعامل مع حاكم "ديكتاتور" واحد بيده كافة الصلاحيات على التعامل مع حكومة ديموقراطية منتخبة تخضع لمراقبة ومحاسبة الشعب والبرلمان والشارع والرأي العام!!.. أي إنهم يفضلون حكاما ً من نمط القذافي وبن علي ومبارك وحكام الخليج وغيرهم!!.. فهذا أفضل لهم ولمصالحهم الحيوية والإستراتيجية والأمنية في المنطقة كما أنه أفضل وأنفع لتحقيق أمن ربيبتهم "إسرائيل"!!.

لذلك فأمثال "العقيد القذافي" من طغاة الحكام العرب المحاربين للديموقراطية التعددية الحقيقية في العالم العربي إنما هم في حربهم الشرسة والخبيثة سرا ً وجهرا ً ضد الديموقراطية يخدمون أجندة هذه القوى الدولية التي تعتبر أن قيام نظم ديموقراطية حقيقية في العالم العربي سيضر بمصالحها وأمن إسرائيل على المدى الطويل !.. وهؤلاء الحكام والقادة يستخدمون أحيانا ً بعبع الخوف من الفوضى والغوغائية وبعبع الخوف على "الوحدة الوطنية" لتنفير الجماهير من التعددية الديموقراطية بل ويستخدمون أحيانا ً الخطاب الديني السلفي المغلق المتخلف الرافض للديموقراطية التعددية بدعوى أنها كفر بواح أو أنها تؤدي إلى تفريق الأمة وتهديد وحدتها الدينية من أجل تنفير الشعوب من الديموقراطية ومحاصرة دعاة الديموقراطية بدعوى أنهم دعاة تغريب أو دعاة فتنة أو دعاة بدعة أو بدعوى أنهم عملاء مأجورين لدى الغرب ضد أمتهم العربية المسلمة وضد خصوصياتها الثقافية وهويتها الدينية !!!!.

أما الأسلحة التخريبية التي سيلجأ إليها القذافي في تخريب الديموقراطية التونسية هو أولا ً سلاح المال الذي سيتغلغل من خلاله في قطاعات شعبية وسياسية وعسكرية وأمنية وثقافية وإعلامية وصحفية محاولا ً شراء أكبر قدر من الأنصار والأعوان والأدوات من ضعاف النفوس والضمائر – الموجودين في أي مجتمع – ممن يعرضون خدماتهم على من يدفع لهم أكثر!.. أي كما حصل في موريتانيا حيث تمكن القذافي من التغلغل هناك من خلال سلطان المال وتمكن من أن يشترى مجموعة من صغار الساسة والمثقفين الموريتانيين المرتزقة .. ومن هؤلاء مجموعة من أدعياء القومية العربية والناصرية أصدرت بيانا ً أعلنت فيه إعتبارها أن العقيد معمر القذافي هو قائد وزعيم لكل العرب بلا منازع (!!!!) وأنها تتبنى كتابه الأخضر وديموكراسيته الشعبية المباشرة المزعومة كحل لكل مشكلات الأمة العربية؟؟؟!!! .. والسلاح الثاني هو سلاح المؤامرات والفخاخ السياسية والدسائس المخابراتية القذرة وخلق الفتن داخل تونس لإشعال نار الفتنة ودفع الأمور في إتجاه التصادم والإنفجار وبالتالي تهيئة الظروف العامة في تونس لحصول إنقلاب عسكري يطيح بالديموقراطية الوليدة وبمكتسبات الثورة الوطنية الشعبية التونسية المجيدة!.

وأتوقع أن يقوم القذافي في وقت قريب بالإدلاء بتصريحات تصالحية هادئة يغازل فيها الشعب التونسي وربما يشيد فيها بشجاعته وحكمته وقدرته على تجاوز المحنة محاولا ً إمتصاص غضب التوانسة ونقمتهم عليه بعد ذلك الخطاب المشبوه والموتور الذي أهانهم فيه وتمنى لو أن الطاغية "بن علي" كان قد حكمهم مدى الحياة!! وشكك في ثورتهم وتضحياتهم ودعاهم فيه إلى العودة إلى رشدهم بإرجاع "الزين" للحكم بدعوى أنه هو الرئيس الشرعي وهو خير من يحكمهم!!!..فأنا أتوقع أن يتراجع القذافي عن تلك التصريحات البائسة التي أغضبت التوانسة وعموم الشارع العربي المتعاطف مع ثورتهم الباسلة وقد يدعي أن "الصورة" لم تكن لديه واضحة حينها (!!!) ثم ومن باب الإغراء سيعدهم بوضع كل إمكانيات ليبيا المادية تحت تصرفهم وقد يعلن عن إقامة مشروعات سكنية ضخمة في تونس للشباب أو تعويض أهالي الضحايا والشهداء!!.. والسبب في هذا التراجع المتوقع وهذا "السخاء الخبيث" المفاجئ هو ضمان قدرته على التغلغل في الكيان الإجتماعي والسياسي والإقتصادي والعسكري التونسي بغرض تخريب وإفشال العملية الديموقراطية برمتها من داخلها وبالتالي عودة الديكتاتورية في صورة إنقلاب عسكري مدعوم سرا ًمن جهة القذافي وفرنسا وجهات دولية أخرى وربما "إسرائيل" أيضا !.. وبالتالي إعادة حالة الإحباط والسكون واليأس والركون للشارع التونسي والشارع العربي والشارع الليبي ولسان حال العرب والتوانسة والليبيين بعد تجرع مرارة هذه الإنتكاسة المرة التي ستفرح القذافي وجهات دولية أخرى يقول:" لقد ضاعت دماء شهداء الثورة الشعبية هدرا ً" و"مافيش فايدة" و... "دع الخلق للخالق"!!!.. و..."الديموقراطية لا تصلح لنا ونحن لا نصلح لها"!!! و"ليس في الإمكان أحسن مما هو كائن"!!!.. و"الديكتاتورية الوطنية أفضل وأرحم من الديكتاتورية الدينية"!!.. و"أخف الضررين وأهون الشرين" و...." لسنا جاهزين للديموقراطية بعد.."!!....إلخ إلخ ... من العبارات التي ترسخ اليأس والركون للأمر الواقع !.. وهو ما يخدم الأنظمة العربية وأجندة بعض الدول الغربية وكذلك إسرائيل في المنطقة ويعود بالتالي العالم العربي للسبات من جديد!!!.. وهو في صالح حكامنا وأصنامنا بكل تأكيد ومنهم بل وعلى رأسهم هذا "الأخ العقيد" و"القائد الفريد"!!!.

أما إذا عجز القذافي عن التغلغل المالي والمخابراتي بشكل كاف ٍ في تونس سواء في أعماق الكيانات السياسية المختلفة والمتنافسة أو في المؤسسة العسكرية والأمنية ووجد أن مؤامراته ودسائسه قد باءت بالفشل فسيحاول التضييق إقتصاديا ً على تونس وحرمانها من المساعدات والإتفاقيات والإستثمارات الإقتصادية التي كان يقدمها لنظام شريكه وصديقه ونظيره "بن علي" وقد يختلق مشكلة مع تونس كذريعة لغلق الحدود وطرد العمال التوانسة من ليبيا كما فعل ذلك عدة مرات إبان حكم بورقيبة بغرض الضغط الإقتصادي على الحكومة التونسية أو بغرض الحجر الوقائي على الليبيين كي لا يتأثروا بإتصالهم المباشر من خلال الزيارات السياحية أو العلاجية إلى تونس بالنموذج الديموقراطي التونسي !!.. من يدري !!؟؟.. من يدري ماذا يخطط العقيد القذافي للتوانسة منذ الآن !؟.

سليم نصر الرقعي



#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القذافي دعا بن علي للعودة مع وعد بدعمه!؟
- نحرق أجسامنا أم نحرق حُكامنا وأصنامنا!؟
- رد الشعب التونسي الأصيل على هذيان القذافي!؟
- الأنموذج التونسي لا النموذج العراقي!؟
- القذافي للتوانسة:إتمنى لو حكمكم -الزين- مدى الحياة!؟
- عاجل : فوضى شعبية تعم بعض المدن الليبية!؟
- بين ثورة سيدي بنغازي وثورة سيدي بوزيد!؟
- شاب ليبي فقير حاول حرق نفسه في ليبيا!؟
- الطريق إلى القدس يمر من الشارع العربي!؟
- إنتفاضة الشارع هي الحل!؟
- نعم!.. أنا كنت في جره وطلعت إلى بره!؟
- قراءة في وثيقتين من وثائق -ويكيليكس- تخص ليبيا!؟
- اليوم 24 ديسمبر عيد ميلاد ليبيا !؟
- مؤسسة القبيلة وجودها الحالي ضار!؟
- قضية مذبحة بوسليم إلى أين!؟
- هل حان وقت التخلص من المقرحي!؟
- هل في ليبيا فقراء ومساكين!؟
- في ذكرى إختطاف منصور الكيخيا !؟
- ويكليكس:القذافي تعرض لمعاملة مهينة في أمريكا!؟
- فوائد فضائح وثائق ويكيليكس!؟


المزيد.....




- بعيدا عن الكاميرا.. بايدن يتحدث عن السعودية والدول العربية و ...
- دراسة تحذر من خطر صحي ينجم عن تناول الإيبوبروفين بكثرة
- منعطفٌ إلى الأبد
- خبير عسكري: لندن وواشنطن تجندان إرهاببين عبر قناة -صوت خراسا ...
- -متحرش بالنساء-.. شاهدات عيان يكشفن معلومات جديدة عن أحد إره ...
- تتشاركان برأسين وقلبين.. زواج أشهر توأم ملتصق في العالم (صور ...
- حريق ضخم يلتهم مبنى شاهقا في البرازيل (فيديو)
- الدفاعات الروسية تسقط 15 صاروخا أوكرانيا استهدفت بيلغورود
- اغتيال زعيم يكره القهوة برصاصة صدئة!
- زاخاروفا: صمت مجلس أوروبا على هجوم -كروكوس- الإرهابي وصمة عا ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نصر الرقعي - ماذا يخطط القذافي للتوانسة منذ الآن!؟