أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سهيلة بورزق - أوطان ليست للبيع














المزيد.....

أوطان ليست للبيع


سهيلة بورزق

الحوار المتمدن-العدد: 3269 - 2011 / 2 / 6 - 09:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لنفترض أن العالم تحوّل اٍلى رقعة ضيقة ، أو لنفترض لمرة واحدة أننا نحن أضيق من عين اٍبرة في تبرير شرّنا تجاه الآخر، لنفترض أن الذي يحدث في تونس الخضراء، وفي مصر أم الدنيا مجرد تراشق أفكار، لا قطرة دم سالت، ولا أرواح ازهقت، ولا مرحلة جديدة من الظلم والظلام ستأتي… لنفترض أيّتها السماء أن الله لا يرى ما يحدث، لذلك فالأجساد الضعيفة تحترق، وينبت منها وردة بعطر الله…لازلت أشعر أن الافتراض قيمة دلالية مرفوعة في النّصب على الشعوب، وقيمة سياسية معتّقة بنفاق الساسة والحكام.
لا أخفي عليكم أنّني من كثرة رؤيتي للدماء لم أنم منذ أيام، لكنّني شعرت بفائض من عزّة النفس أمام اصرار هذا الجيل الثائر على الحياة في شرف وحرية وانسانية، كان يلزمني قطعة قماش بيضاء ناصعة، لكي أختار للوطن العربي الكبير علم موّحد بألوان موحّدة، ونشيد وطني موحّد تيمنا بالثورات التي ستحدث مستقبلا في بلدان عربية أخرى، انتهك الاٍنسان فيها، وأصبح الشّر صديقا للحياة في جميع سبلها.
يقينا أنا لا أحلم، ولا أريد أن أستفيق من غفوة ثورة الشارع العربي، فلا قيمة للوجود بلا انتفاضة، ولا استمرارية بلا عتق، أنا متماسكة الآن كجبل، ومطمئنة من أنّ الشباب العربي مفخرة لنا في صموده، وخوفه على الأجيال اللاحقة من طاغوت الحكام.

هل تجدون لغتي كلاسيكية؟، أعترف لكم أنّ الحالة التي نشهدها لا تستدعي أبدا لغة طرزانية، فأنا الآن أكتب وأنا في حالتين متضاربتين بين الهدوء والغضب، وبين الصراخ والتّعجب، وبين الملل من رؤية الوطن العربي مساحة جغرافية مغضوب عليه لو هو خالف أوامر ماما أمريكا، والخالة اسرائيل، وبين تدفق الجهل والأمية والفقر على أهالي القرى، وبين دلالة وجود الحاكم الفلاني في المكان الخطأ، بعضهم يستحقون الاغتصاب علنا أمام جموع غفيرة من البشر، والتنكيل بهم حتى الموت… ألسنا نموت يوميا خوفا من جبروتهم؟، ألسنا لا نجد دلالة واحدة لقيمة وجودنا؟، ألانشعر أننا لا نختلف عن أي حيوان أليف؟.. معذرة على هذا التشبيه، لكن الحقيقة مرّة أمام ما يتمتع به الحاكم العربي من جاه وسلطان…جميعهم يتعالجون خارج بلدانهم خوفا على صحتهم من فتك التشخيص العربي الخاطىء، أليس من العار أن يتركوا بلدانهم تحت خط الشك، ويمارسون حياتهم العريضة، والطويلة في أفخر بلدان العالم؟…ليس الشعوب هي من لا تعمل، ليس الشعوب هي الغبية، الحكام العرب هم سبب كل ذرة تخلف… ليتني كنت امرأة بجانحين، كنت سافرت اٍلى تونس، ومصر، ونثرت على رؤوس الثوار حقول حرية، لكنّني أعود وأقول ان الحرية عزيزة وغالية، لذلك فهي تأتي دائما في صيغة الألم.

الموت حق على جميع البشر، لكن الحياة أحق بنا… لي نبض عربي لا يتوقف عن الغناء في حضرة الثّوار…راجعوا آلامكم، واحبوا أحلامكم، فهي أكثر من قضية، وأكثر من ثورة، وأكثر من اصرار.



#سهيلة_بورزق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خيانة بالخطأ
- قاعدون... قاعدون
- مقص اللغة الأجنبية
- مدافن جماعية للجوع
- غفوة
- ركعة واحدة
- أسئلة حول منهجية التّعليم
- مع حرية الفكر
- تراجع المقروئية عند العرب
- بين قوسي مصر والجزائر
- موقع فوبيا للأدب والجنون يدعوكم للكتابة
- الثقافة وطن
- رسالة اٍلى جسدي
- دونجوانية الجسد
- أنا في أمريكا
- الرجل العنكبوت
- غواية نهد
- ألو يا جزائر
- ما تقتله التكنولوجيا في رمضان
- شهرة الكاتبة العربية


المزيد.....




- -الأغنية شقّت قميصي-.. تفاعل حول حادث في ملابس كاتي بيري أثن ...
- شاهد كيف بدت بحيرة سياحية في المكسيك بعد موجة جفاف شديدة
- آخر تطورات العمليات في غزة.. الجيش الإسرائيلي وصحفي CNN يكشف ...
- مصرع 5 مهاجرين أثناء محاولتهم عبور القناة من فرنسا إلى بريطا ...
- هذا نفاق.. الصين ترد على الانتقادات الأمريكية بشأن العلاقات ...
- باستخدام المسيرات.. إصابة 9 أوكرانيين بهجوم روسي على مدينة أ ...
- توقيف مساعد لنائب من -حزب البديل- بشبهة التجسس للصين
- ميدفيدتشوك: أوكرانيا تخضع لحكم فئة من المهووسين الجشعين وذوي ...
- زاخاروفا: لم يحصلوا حتى على الخرز..عصابة كييف لا تمثل أوكران ...
- توقيف مساعد نائب ألماني في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سهيلة بورزق - أوطان ليست للبيع