أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سهيلة بورزق - رسالة اٍلى جسدي














المزيد.....

رسالة اٍلى جسدي


سهيلة بورزق

الحوار المتمدن-العدد: 2832 - 2009 / 11 / 17 - 19:45
المحور: الادب والفن
    


أكان عليّ أن أكتب بحرقة الغياب عنك أنت المصلوب والمرتعش كحبة قمح في قلب السنبلة ؟ ثم لماذا أكتب اٍليك بصيغة المذكّر وأنا لا أفهم لماذا يستهويني ذلك ؟ ألأنّ الذكورة قانون طبيعي تقتديه الضرورة الحياتية في جميع الأمور؟ لماذا يعنيني السؤال عنك كلّما تناسيت ذاتي فيك؟ ولماذا يهمني

أمرك اٍلى درجة التهمة بك؟ كان يجب أن تكون مؤنثا حتى وأنت تتقيّد بروح ذكر شارد فلست أشك في العري الفاحش الذي يسكنك والثقوب الفاجرة التي تتوسط قناعتك ··· يا جسدا متوحدا في صمت الرغبة والجنون· بالأمس فقط وصلتني رسالة مستعجلة من قلبي أخبرني أن العمر فيك شهوة وأن القصائد طيور مبتلة بالعشق وأن الوديان والجبال والأشجار والسماوات أجساد مختلفة تبادلك العبادة بغير اللغة التي يفهمها البشر· أتبتسم في خبث استثنائي لي؟ سأبتسم أيضا وسأحبك أكثر حين تولد رعشتي فيك زمنا غير طائش ، سأبتسم في خبث مثلك لأنّ جميع الأجساد تخون في ترف غير معلن وتدمع لأجلك، هل تصدق ذلك؟· ما زلت أتألم بك رغم السنوات ولا زلت أفتش بين دفاتري القديمة عن رسائلي الأولى اٍليك ،هل وصلتك رسائل قلبي ؟ هل وصلتك رسائل طفولتي؟ليس هناك فرق بين الطفولة والقلب،كما ليس هناك فرق بينك وبين الألم، ربّما الفرق الوحيد الذي يميّزك عن باقي الأجساد المتحركة وحتى الجامدة هو التّورط في الحياة أكثر كلّما امتزجت فيك المتعة مع الحب فبدونهما يتحوّل الشبق فيك اٍلى عنصر خيال غائب غير متدارك وغير متواصل· قالوا عنّي عاهرة ··· هل تسمعني؟
أنا أبتسم··· أوووووف نسيت كدائما أن أخبرك أن جرائم الشرف ارتفعت اٍلى درجة الخزي والعار، هم يقولون ذلك وصحفهم واٍعلامهم المرئي والمسموع ،اٍنهم يتهمونك بتهم الاستعجال في محبتك ، هم لا يعرفون أن شرح الأمور يستوجب الغرق فيها حتى الثمالة وأن الشرف لا علاقة له بك وأن القتل بسببك يمارسه الاٍنسان وحده لأنّه ناطق ، و لأنّه يستعمل عقله لكي يتعذب به ولكي تتقادفه الأخلاق المتوارثة عن جدود احترفوا الفشل في كلّ شيء·أنا لا زلت عذراء بك بفتنة التقاسيم التي تعانقك عند كلّ حكاية ، أحاول الآن أن أتذكرك في سرّي حتى لا يسمع أفكاري أحد فأسجن في غياهب التهمة وأتحوّل اٍلى أنثى مشروعة للفكرة وللتّحرش اللغوي الغبي·أعاتب غيابك اليوم فلم أتعوّد منك الغياب أبدا،أنا حزينة في شيطان الوقت، أعدّ الساعات الثملة لكي لا أنتحر،أنا منتحرة من دونك لو تعلم ومفككة الأخلاق لا كما يفهمها الشارع المتحالف ضد الحب والجسد واٍنّما كما يفهمها الله وحده· قل لي متى ستعود من رحلتك الطويلة؟ هل سكنك القفار من دوني؟ هل اعتلتك خيوط العنكبوت الشرسة؟، ستعذبك اٍذن وسأتعذب معك على طريقة ماما نويل التي لم يسمح لها بالظهور اٍلى غاية الآن ،لقد قيل لي اٍنها حورية من الجنة توزّع المتعة على الأطفال الكبار في سنك في عيد ميلادها من كلّ عام ، قيل لي أيضا اٍنّ الرّجال معها يقترفون الكتابة على جسدها لكي يختلفون ويصمتون عن معصية الجسد· ها هي بابي موصدة في انتظارك ، حينما تعود لا تدقها ستجدني جالسة على كرسي حكايتنا أتلصص على ذاكرتي ،وعلى الكثير من الأسئلة التي لم يحدث أن أجبتني عليها هروبا منّي·يا الله ما أحوجني اٍليك الآن في رغبتي الجامحة · لم أعد أسمع أصوات الرّجال وهم ينقرون بحبرهم على زجاج الورق ، الرّجال الأغبياء الذين خلقوا في شكل شر وتعلموا الغواية على يد باب نويل الأحمق الذي تحوّل بعد عمر اٍلى حلم جميع الأطفال في عيد الكريسمس· سأنتظرك اٍذن وعلى كتفي أغنية في شكل طير تنسيني برد الغياب و برد جوعي اٍليك· لك غيمة وقبلة·



#سهيلة_بورزق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دونجوانية الجسد
- أنا في أمريكا
- الرجل العنكبوت
- غواية نهد
- ألو يا جزائر
- ما تقتله التكنولوجيا في رمضان
- شهرة الكاتبة العربية
- شرف الرّجال
- تقاطع
- أمريكا وسياسة عرب الداخل
- ضجيج في رأسي
- الوهم
- الكاتب
- تجاعيد
- شالوم
- الرّعب الأمريكي
- فقاعة عيد
- رسالة قلب الى محمود درويش
- ثقوب في الذاكرة
- رأسي ورنة خلخالي


المزيد.....




- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سهيلة بورزق - رسالة اٍلى جسدي