أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - وليد مهدي - ميدان التحرير : رمزُ ثورةِ هذا الجيل وميزان رؤيته الجديدة















المزيد.....

ميدان التحرير : رمزُ ثورةِ هذا الجيل وميزان رؤيته الجديدة


وليد مهدي

الحوار المتمدن-العدد: 3268 - 2011 / 2 / 5 - 18:28
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


-1-

قال عنهـا شومسكي بانهــا اروع ما رأيت في حياتي ..!
ووصفهـا كثيرون في عالمنا العربي ، بأنها بداية دخول الامة في عصور الحداثة التي دخلتها الامم الحرة قبلنــا ..
إنهــا ثورة الشباب المصرية المباركة التي ولدت من رحم الفضاء الافتراضي للمعلومات الدولية أو ما نسميه " الإنترنت " .
الثورة التي اقامت قلعة صمودها في قلب قاهرة المعز ، ميدان التحرير ، هذه المدينة الكبرى التي يسيطر عليها اكبر الانظمة البوليسية القمعية في العالم العربي ، نظام حسني مبارك ، نظام الرجل الاوحد ..
اصبح هذا الميدان الكبير رمزاً للصمود والثورة منذ يومها الاول في 25 يناير ، بعد أن اجتهد الامن المركزي للنظام على منع المتظاهرين من الوصول إلى الميدان حتى انهار هذا الجهاز في جمعة الغضب لطالما افتخر بهذه الآلة القمعية النظام ، واليوم يستعين بمافيا الشوارع بدلاً منها لتصبح جمعة 28 يناير حداً فاصلاً في تاريخ مصر وحادثة فارقة في عموم ثورات الجماهير عبر التاريخ الإنساني ، إذ اثبت شباب مصر إنهم اقوى من كل آلات القمع البوليسية ..
فلم يصل الثوار إلى ميدان التحرير فحسب في جمعة الغضب ، وإنما سقطت القاهرة كلها بين ايديهم بعفوية وتلقائية غير مخططة اعتمدت على الزخم الشعبي المهول الذي لم يتوقعه النظام ..ولا المخابرات الامريكية كما تحاول الإدعاء اليوم !
سقط الميدان بيد الثوار ، وأقاموا به قلعة الحرية والصمود ، البقعة المباركة التي شدت انظار البشر في كل العالم ، متاريس .. خطوط دفاعية .. مستشفيات ميدانية .. تفتيش دقيق ومنظم ، ومع ان المدافعين عن الميدان لم يكونوا مسلحين ، لكنهم خاضوا المعارك التي كلفتهم ما يقارب الالف إصابةٍ في يومين .. وسطروا اروع ملاحم الصمود في وجه نظام عميل حكم مصر لاكثر من ثلاثين سنة عجز عن اقتلاعهم من ميدان الصمود هذا امام مرآى الإنسانية كلهــا ..!
نحن نتحدث عن ميدان عظيم يتسع لما يزيد على المليون ، لم يكن في العالم من يصدق ثورة في عالمنا العربي بهذا الشكل ولا حتى المجانين ، لكنها حدثت ولا تزال تحدث..
ملايين منظمين بلا سلاح .. ويعتصمون بميدانٍ محصن اختلق النظام المصري عديد الاكاذيب والحيل الدرامية لاختراقه بالامن والشرطة والقتلة والخيول والجمال .. فلم يفلح ..
لا يزال المعتصمون في الميدان ، وبعد ليلتين قاسيتين مجهدتين ( الثالث و الرابع من شباط الجاري ) هدد فيها النظام الثوار بالموت المتعدد الالوان على ايدي الامن و" البلطجية " ، ها هي الملايين في هذه الليلة ( الخامس من شباط ) تحتفل بصمودها الكرنفالي فرحاً في قلب الميدان ..

-2-

ما نوصي به الشباب والنخب السياسية من هؤلاء الثوار ، أنتم لستم بمعتصمين في الميدان ..
لقد اسقطتم النظام وحطمتم اسطورة البوليس ، كاد مبارك ان يهرب لولا أن قام الثوار بتسليم القاهرة للجيش !
لا نريد تحريض الشعب المصري ضد جيشهم ، لكن عاطفتهم تجاهه ضيعت عليهم نجاح الثورة في جمعة الغضب أن تحقق هدفها الكبير برحيل مبارك وكل رموزه الآخرين الذين اخذوا بالصدمة التي استفاقوا منها بعد سيطرة الجيش على الوضع خلال الايام التي تلت ..!
الثورة بدأت تتآكل مطالبها تدريجياً ، والجيش هو السبب ، إذ عاد مبارك ونظامه لتفكيره القديم البدائي في الحكم ، الترويع .. والتجويع .. والتخريب .
ما نريد قوله يا شباب مصر ما قاله عزمي بشارة على الجزيرة قبل يوم ، انتم ثوار ولستم متظاهرين محتجين معتصمين لديكم مطالب بالإصلاح ، الإصلاح مسؤولية النظام نفسه .. والنظام الذي لا يقبل بالإصلاح إلا بالف شهيد واربعة آلاف جريح فهو نظام قمعي يراوغ لتثبيت نفسه مجدداً ليعاود الإنتقام من الثورة وثوارها .. وقد لمستم هذا بعد خطاب مبارك العاطفي الذي سبق محاولته الإنتقامية البشعة يوم الثلاثاء جعل ميدان التحرير مثل ساحة بكين الحمراء !
لا تخونوا دماء الشهداء وتقفزوا من مادةٍ دستورية إلى اخرى ..
ثورتكم هي ثورة الحرية على النظام ودستوره ، وسقف مطالبكم الاول هو اسقاط النظام وابعاد مبارك عن البلاد ، وفيما بعد تضحياتكم ودماء شهدائكم ... يجب أن يحاكم مبارك ، خيانة أن تتركوه يرحل .. وهو اقل ما يلزمكم من الوفاء لدماء الشهداء ..

-3-

اليوم هو الثاني عشر لهذه الثورة ...
والعالم كله لا يزال يترقب ما يحصل ، وعينه لا تزال على الميدان و شبكات التلفزة تراقب ما يجري في مصر كلها أولاً باول ..
ما تحتاجونه هو التنسيق بين التظاهرات ، خصوصاً تظاهرات السويس والاسكندرية والقاهرة ..
إذا شعرتم أن موقف ميدان التحرير يضعف ، فعليكم أن " تشعلوا " الاسكندرية والسويس تحت ارجل الامن والشرطة ، ولا تجاملوا الجيش ولا تبدو التعاطف معه واعتبروا حياده سلبياً ..
على الجيش أن يعي بانه مقصر تجاه شعبه ، وعليه أن يعي ايضاً ان قيادته الممثلة بمبارك هي قيادة غير شرعية ..
توعية الجيش هي مسؤوليتكم ، اقرعوا يفتح لكم ، اقرعوا على مسامع جيشكم أنهم مقصرون وعليهم أن لا يطيعوا مبارك ولا طنطاوي أو عنان الذين يتلقون الاوامر من البنتاجون كما تبين هذا من الإعلام الذي واكب احداث الثورة ..
استعملوا المنشورات ، الكتابات على الحائط .. ، يجب أن يقتنع الجيش بأن الشعب هو الشرعية والنظام الحاكم مجرد " بلطجية " يمتهنون القتل والخداع والكذب ..
اطلبوا من الجيش أن يتذكر عبد الناصر وحبه لشعبه ، كيف قدم استقالته فاعادته الجماهير ..
نفس هذه الجماهير تلفظ اليوم مبارك ، مبارك ليس قائداً حقيقياً للجيش ..

-4-
مبارك ونظامه لم يقدموا تنازلات لولا الملايين التي نزلت للشوارع ، ولولا شعور مبارك بانه فقد السيطرة على الشارع المصري ..
عمر سليمان زل لسانه في آخر مقابلاته وقال :
بناء جهاز الشرطة يحتاج إلى اشهر ..
هم يعون تماماً بأن المنظومة القمعية لم يعد بمقدورها ارتداء الزي الرسمي سواء من الشرطة أو الامن المركزي ، يجب أن يبقى هؤلاء يعيشون في رعبٍ دائم ٍ من شعبهم ..
الشرطي ورجل الامن يخشى الشعب اكثر من خشيته للنظام ، يجب أن تحافظوا على زخم الثورة وتبقوا هؤلاء في خوفهم المزمن منكم ..
نظام مبارك يمارس معكم سياسة النفس الطويل ..
فلتكن ثورتكم هي ثورة النفس الطويل ، لا تعولوا على " الغرب " أن يضغط على مبارك لتسليم السلطة ، الغرب يراقب ثورتكم وحين يشعر ان الزمام بايديكم يصرح اوباما وكلينتون بان السلطة يجب أن تنتقل " الآن " ، لكن ، حين تفقد الثورة زخمها وقوتها وحضورها في الشارع .. ستعود اميركا واوربا إلى صمتها القديم تجاه مبارك الذي سيدعمونه ويسدوا إليه بالنصح والخبرة لمنع تكرار هذه الثورة مجدداً !
لتمضي ثورتكم إلى آخرها ، لتطيح باجهزة قمعه التي يجب ان تقاوموها بما اوتيتم من قوة يوفرها لكم زخم التجمعات البشرية الكثيفة التي لاطاقة للنظام بمواجهتها ..
فلتبارك ثورتكم ما بقيت ، وليبارك الله مصراً وشعبها في الآبدين ..

-5-

رغم القمع الشديد وسياسة تكميم الافواه التي نهجتها الحكومات العربية المستبدة الشمولية ، إلا ان " هذا الجيل " الجديد والمختلف تماماً عن فضاء الثقافة العام للأجيال التي خلت ، و الذي صاغته تفاعلات وضغوط الحكومات القمعية من جهة وضغوط الإمبريالية من جانب آخر ، هذا الجيل لم يرث " الإذلال " الذي تاصل في ثقافة الاجيال التي سبقته والتي ختمت بامضاء السلطة حتى وإن خالفتها مظموناً ..!
النخب المصرية الثقافية والسياسية وحتى " الفنية " والتي منها رموز بارزة تبكي دماً على نظام مبارك الذي تآكل ولم يعد له الحضور الاسطوري الذي عشش في اذهان هذه النخبة ، اعتبرت ما فعله شباب مصر " لعب عيال ولع البلد عالفاضي " ، ولم لا ؟ فهي نخبة تربت في اكناف الذل والهوان ، ولا تقدر أن تفهم معنى الكرامة الإنسانية ، لهذا السبب ، هي ترى الجانب السلبي القاتم من الثورة ، وهو الثمن الحتمي المستحق الذي تتطلبه ولادة الامة في عهدٍ جديد ..
هذا الجيل مختلف لانه تنفس عبر الإنترنت في التعبير عن نفسه ، لم يخش الحاكمين ، ولم يضع في آفاق تصوره بطش المستبدين كما هو حال طيف واسع من النخب المصرية " المستفيدة " من وضع الإستقرار الذي تباكو عليه ..
هذا الجيل قرر إدخال " الامــة " في عصر الحداثة بعفوية وتلقائية اكتسبها من مناخ " الحرية " التي وفرها له الإنترنت ، هذا الجيل استطاع ان يفعل في ايامٍ معدودات ما توقعته اجيال سبقته بأنه لن ينجز إلا في عقود على مستوى العالم العربي ، هم ليسوا احداثاً غضُ .. هم " قادتنا " اجمعين نحو الحداثة وغدٍ منيرٍ مشرق ، قادتنا وسبيل خلاصنا بمختلف توجهاتنا اليسارية والتقدمية و " الماضوية الرجعية " كحال الاخوان المسلمين الذين وقفوا موقفاص تاريخياً مشرفاً تجاه الثورة ..
إذ رأينا مباركة الاخوان المسلمين لها واعترافهم بانهم يدعمونها مع إنها ليست ثورتهم وحدهم ..
ما تجدر الإشارة إليه في ظل تسارع احداث الثورة الجماهيرية الكبرى الرائعة ، تصريحات النخب في مصـر ..
ما لم تقدر عليه " ثقافة " بعض الفنانين ( الممثلين ) في مصر هو عدم هضم معنى الحداثة والتحول الديمقراطي لبلادهم في ان تحتل مكان الريادة الذي تستحقه بين الامم على صعيد تحولها السياسي إلى الديمقراطية ، فهؤلاء ذوو ثقافة سطحية تافهة من امثال هالة صدقي التي اعتبرتهم ( عيال ياخدو مصروفهم من اهلهم ) كما صرحت لقناة الحرة ، وطلعت زكريا ( مثل دور طباخ الريس ) الذي صرح عبر احدى فضائيات النظام المصري بانني اعرف " الريس " جيدا واخبرني بانه لن يترشح لولاية ثانية ..!
خرج بعدها مبارك بساعة فقط معلناً على الملأ إنه لن يترشح لولاية ثانية ..!
وكذلك سماح انور التي قالت ( احرقوا من في ميدان التحرير ) وكأن النظام استجاب لها بعد ساعات ، إذ استخدم " البلطجية " قنابل المولوتوف الحارقة ضد من كانوا في التحرير .. !
وكذلك محمد صبحي وغادة عبد الرازق وعمر الشريف وهشام سليم ، ممن استغربوا " إهانة " رمز مصر الممثل بمبارك عندما طلب الثوار منه الرحيل وترك البلاد ..!
هؤلاء جميعاً كان الاولى ان يحافظوا على الموضوعية والحياد تجاه جمهورهم وليس الدفاع عن مصالحهم الشخصية على حساب مصر والأمة التي قرر القدر ان تدخل " الحداثة " أو العمل على ان يكونوا ادوات " إعلامية " بيد النظام لترويع وقتل شعبهم عبر السيطرة والتحكم بمشاعر الجماهير ، فالجمهور المصري يحب الفنانين ويتأثر بتصريحاتهم لحدٍ بعيد ، وهذا ابداع عظيم يحتسب ظاهرياً للمخابرات المصرية التي تحت يد عمر سليمان الذي استخف الثوار بعض المتحذلقين في أن يكون الرئيس البديل المؤقت ..!
ولا نجد إلا القلة القليلة من النخبة الفنية التي ساندت الثورة كامثال تيسير فهمي وخالد الصاوي و خالد ابو النجا ممن اعتصموا مع الثوار بعض الوقت في ميدان التحرير ، هذا الميدان الرمز والميزان الذي كشف النخبة المثقفة السياسية والادبية والفنية ، بل حتى الدينية في مصر على حقيقتها ، فاسقط رهان المراهنين ومزايدة المزايدين على الوطنية والقومية والحرية والإنسان و " الحق " من امثال شيخ الازهر... أو البابا شنودة ورجال دينٍ تافهين آخرين وحركات دينية أمثال " التيار السلفي " ممن ساندوا النظام وروجوا لإشاعاته ..
وعلى عكس ما تصور الكثيرين ، بدا القرضاوي " الظلامي " أو إمام الإرهاب كما نسميه نحن التقدميين بانه من رجال دينٍ نادرين يحتاجهم " هذا الجيل " للثبات والصمود لإكمال مشواره في طريق إنجاز هذه الثورة لبلوغ ذروة غاياتها ..
ليس هذا الكلام بالمتطرف ، هي الحقيقة التي سطرتها دماء الشهداء من قضوا رمياً بالرصاص أو رجماً بالحجارة أو طعناً بالسكاكين أو دهساً بالسيارات الامنية وحتى الدبلوماسية الامريكية التي صورها الشباب بكاميرا المحمول وهي تتعمد دهسهم ، لتخرج الخارجية الامريكية بادعاء انها سرقت وعادت بعد السرقة لتتنصل من جريمة الدهس " العمد " الواضح في مقطع الفيديو والذي شاهدناه بالامس على قناة الجزيرة .. ويكاد المريب ان يقول خذوني !

-6-

مبارك لا يريد الرحيل ، يريد قتل الجماهير حرقاً وتبضيعاً دافعاً بمنتسبي جهازه القمعي إلى ميدان التحرير
وشانه شان اغلب الحكام القمعيين العرب ، لا يزال يعيش في غياهب التاريخ ..
لا يزال يؤمن بان " مصر لمن غلب " ، اللامبارك هذا لا يحمل في آفاق تصوره إلا صورة الدم والقتل ، وكنا قد وجهنا له نداءً يوم الجمعة الماضي بانه سيدخل التاريخ لو سلم السلطة لشعبه سلمياً ..
لكن من سرطن شعبه بالمبيدات ، واغرقهم في عرض البحار بالعبارات ، وعذبهم في السجون ، وجوعهم عمداً راكعاً ساجداً على اقدام الغرب .. لا يختلف هذا المجرم عن هتلر وصدام حسين ..
الآن ربما عرف الاخوة في ميدان التحرير والمصريين عامة معنى ان يحكموا من قبل قاتل متبجح يشعر إنه في ايامه الاخيرة ..
صدقونا ايها الاخوة ، صدام حسين كان من هذه الطينة ، ومبارك يكشف عن وجهه القبيح أمام الإنسانية رغم تظاهره بدعم حرية ، هاهو يكشف لنا وجها طالما اخفاه مرتكباً مذبحة باطلاق كلابه إلى ميدان التحرير لاقتلاع المحتجين الراسخين كالجبال في هذه الساحة التي اضحت اليوم عنواناً للحرية والكرامـة ..
لا نريد ان نتحدث كثيراً ، كل الذي نود قوله انني كعراقي ادعوا كل العراقيين والعرب إلى الوقوف إلى جانب انتفاضة الثورة الجماهيرية المصرية ، هذه الثورة التي تتآمر عليها الإمبريالية ورسمت لها هذه الخطط حفاظاً على مصلحة الغرب في مسرحية ومكر تظهر دعوة الولايات المتحدة لمبارك بالتنحي المبطن فيما لم تقطع العلاقات الدبلوماسية ولا المساعدات لهذا النظام ..
النظام المصري وعلى راسه مبارك ثلة من القتلة العملاء لاميركا ، فقد انذرت السفارة الامريكية القريبة من هذا الميدان قبل يوم من الحادث باخلاء موظفيها غير الاساسيين تحسبا للإضطرابات و " المذبحـة " ..
هذه هي اميركا ، تفعل بالشباب المصري ما فعلته في شباب العراق الثائر عام 1991 , وجهت مبارك كما وجهت صدام ، وذرفت دموع التماسيح على المجزرة كما فعلت في 1991 على شيعة العراق ..
اميركا تعود لدعم نظام مبارك بعد ان تخلت عنه في الليلة التي سبقت المذبحة ..عبر الإمتناع عن إدانة اعلامية صريحة وواضحة من قبل البيت الابيض .. !
المذبحة كانت بطاقة مرور لمبارك في البقاء براس السلطة مجدداً ...
على الامـة كلها بمختلف اطيافها الفكرية والقومية والمذهبية والدينية ان تقف إلى جانب الشعب المصري وتناصر قضيته بالمال والسلاح والرجال ولا تقف مكتوفة الايدي كما فعلت مع العراق في الماضي عندما ذبح شعبه على مرآى ومسمع الدنيا ..
نحن بحاجة إلى مواقف إجرائية سريعة تنظم اولويات عملنا النضالي لفتح قنوات اتصال وتاسيس برامج تثقف وتوعي ابناء هذا الجيل في عالمنا العربي وفي مصر تحديداً لتسهيل عملية " ولادة " الفكر السياسي العربي التقدمي الشاب الرافض لكل اشكال الهيمنة والإستبداد والإستبعاد ..
واقترح تأسيس مواقع تفاعلية على الشبكة لتوجيه هذا الجيل واستقطاب كفاءآته القيادية ، او الاصح اكتشاف قياداته خصوصاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي كتويتر والفيسبوك ..
نحن لا نتحدث عن انتفاضات ومواقف تجاه حسني مبارك وحده ، نحن في مواجهة مسؤولية تاريخية تجاه هذه الاجيال التي تمتلك طاقة التغيير التي زلزلت نظامين قمعيين خلال شهرين ، هذه الاجيال التي فقدت ثقتها بنا وبكل تيار سياسي ، يكون من ابسط واجباتنا تجاهها هي دعمها تنظيمياً ومادياً وحتى لو تطلب الامر مساندته بالنضال المسلح .. فما جرى في ميدان التحرير في قلب القاهرة وامام المجتمع الدولي يؤكد ان هناك " مؤآمرة " للإلتفاف على الثورة الشعبية المصرية ..
النظام المصري واجهزة مخابرات اخرى تسعى لمصادرة الثورة عبر التخريب وآخرها تفجير محطة انابيب الغاز ، محاولة خلق مبررات لاعتقالات في صفوف الشباب ..
ومن ثم , توجه تهمة " العمالة " لاسرائيل أو ايران وحزب الله لكل ثوري يرفض الظلم من هؤلاء الشباب ..
هذا السيناريو القبيح الذي كان يمارسه صدام في العراق ، لجأ إليه مبارك كحلٍ أخير ..
لابد أن نتحرك بأسرع وقت .. لقطع الطريق على سيناريو تحويل الثورة الشبابية المصرية إلى مؤآمرة اخوانية إيرانية في اكبر عملية خداع يمارسها النظام المصري ، وهو بارع جداً في الخداع ، ولكننا نثق بان فجراً جديداً اطل على الامة والشباب في مصر سيكملون هذا الطريق حتى آخره مهما حاول هذا النظام ودوائر المخابرات الدولية التي ترشده للخروج من نفق الثورة المظلم ..
شبابنا ماضون في ثورتهم حتى تحقيق الخلاص تحت نور الصبح المبين ، صبح الحرية والكرامة .

[email protected]



#وليد_مهدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مبارك يحزم حقائبه
- روبرت فيسك : الغربُ لا يريد ُ ديمقراطيةً في تونس ولا ايَ بلد ...
- كامل النجار : ملحدٌ تحت مجهر التفكيك -4-
- محمد حسنين هيكل يحكم بالإعدام شنقاً على انتفاضة الخبز والكرا ...
- الانتفاضة ُ التونسية و طريقُ الثورةِ الجديد : حاكمية الامة
- صفعة ُ جماهيرَ تونس : ردها إن استطعت يا بيت اميركا الابيض
- كامل النجار : ملحدٌ تحت مجهر التفكيك -3-
- كامل النجار : ملحدٌ تحت مجهر التفكيك -2-
- كامل النجار : ملحدٌ تحت مجهر التفكيك -1-
- الجنسُ والتنوير : رؤية ٌماركسية -4-
- الجنسُ والتنوير : رؤية ٌماركسية -3-
- الجنسُ والتنوير : رؤية ٌماركسية -2-
- الجنسُ والتنوير : رؤية ٌماركسية -1-
- الماركسية ُ والتنويرُ المزيفُ
- أتنويرٌ هذا أم تبشير يا سيدة وفاء سلطان ؟
- تعالوا نتعلم التنوير
- الماركسية وأسطورة عدوانية الإسلام
- تنويريون تحت الطلب
- الاصولية الغربية المتسترة بالتنوير , كوابيسٌ وأوهام
- الديالكتيك و- التنوير - الانتهازي


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - وليد مهدي - ميدان التحرير : رمزُ ثورةِ هذا الجيل وميزان رؤيته الجديدة