أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وليد مهدي - تنويريون تحت الطلب















المزيد.....

تنويريون تحت الطلب


وليد مهدي

الحوار المتمدن-العدد: 3220 - 2010 / 12 / 19 - 15:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ليست بالظاهرةِ الجديدةِ هي ، إطارها العامُ هو تنوير عقول العامة النفعي الانتهازي ، و هي موجودة منذ فجر التاريخ , دائماً في قائمة برامج " السلطة " الممثلة اليوم بالرأسمالية وحكومات العالم العربي والإسلامي ، إلا إن الجديد فيهـا خروجها عن حدود الاحتمال القصوى إلى " الشذوذ " واللاعقلانية ، وادخالها الثقافة الإنسانية في تهويمات كبرى ، هي الآن تنثال وتستشري إلى حدٍ بلغ بمفهوم الثقافة الإسلامية الشائع عن " الحقيقة " بانها باتت مجرد " سلعة " او منتج ثقافي قابل للتزوير والتقليد له ثمن يوازي البراعة والدقة في إقناع المتلقين بالتاريخ الجديد المزيف ، تحت جناح صفقاتٍ خفية ..
اليافطة الدعائية العريضة في هذه السوق السوداء السرية هي " التنوير " والغاية من تسويق هذه المنتجات هي تغيير محتوى عقول الجماهير بمقابل ثمن ، تغيير محتواها الاخلاقي القيمي لتكون كالغنم طيعة وسهلة الانقياد ، بمقابل ثمن بخس قد لا يساوي ليلة باريسية حمراء .. و ربما اقل من ثمن زجاجة ويسكي من النوع الفاخـر ، بسبب كثرة المعروض منها والمنافسة المحمومة حسب قوانين العرض والطلب !
لا توجد لهذه الصناعة اي غايـةٍ اخلاقية ، حرفييها متنوعين ، منهم من امتهن التنوير لاجل الربح ، سواء اكان في داخل العالم العربي ام خارجه ، " صنعةُ " التنوير بالنسبة إليه صفقةٌ من صفقات بزنس الافكار ، آخرُ صيحةٍ من صيحات عصر الإعلام الرقمي المعولم ..
اما الآخرون فقد كان امتهان التنوير عندهم لغايةٍ اخرى ، تسموا فوق كل الغايات .. !
التزلف لاولياء نعمتهم ، حتى يكونوا مقبولين في اوربا واميركا كمواطنين من الدرجة الاولى ، بلاد الاغراب التي احاطتهم باسوارٍ من قلق " الاختلاف " وتحديداً بعد الحادي عشر من سبتمبر ، فما كان منهم ، لتحقيق قيمة اجتماعية عليا ، إلا أن يطعنوا امتهم في الظهــر .
يعيدوا نبش قبر محمد على مرآى ومسمع " الاسياد " ، لم يعد لهم من شغلٌ شاغلٍ إلا جلد ذات الامة ليلاً ونهاراً منذ ذلك الحين ، لاجل عظمةٍ ملساء ترمى إليهم من موائد الارباب ..
اولاء جميعاً ، من الفصيلين ، ومن الجنسين ، و رغم ما يعلنوه من دعوى الإصلاح وإضاءة العتمة في ايام ليالينا ، هم يدركون جيداً في سرهم إنهم ضائعون تائهون مفسدون مع سبق الإصرار ..
*******
قيل لنا في البدء كانت الكلمة ، فهل ينتفض من رقاده موسى ( النبي ) ليرى ماذا حلّ بالكلمــة ، اي سوق هذا الذي بات يبيعها ويشتريهــا.. ؟
وقيل لنا ايضاً أن في فجر اليونان كانت الحكمة ، حيث شمسها العظيمة بما هي اصالة وقيمة لا يقدرها ثمن ..
فهل يمكن لارسطو وافلاطون استعادة جماجمهم من ذرات اديم التاريخ شاهدين هذا المنجز العظيم المسمى بالتنوير العابر في إنفاق نبش التاريخ وإهانة رموزه .. !
هي مجرد رسملــة في البنى والمفاهيــم وما تصنعه من خصخصةٍ للعقل و الزمان ، مجرد صناعة معرفية تحويلية للكلمات ، تصيّـرها بلطات مسدسٍ تقتلُ هويةَ الإنســان ..
هل يمكن لهؤلاء جميعاً ان يعودوا للحياة ليعاينوا هذا التطور" الكوني " الذي ادخل الحكمة في محميات راس المال ، حبسها في اقفاص النفعية ، احتكارها حتى يحين الوقت المناسب لاطلاقها بما يتفق مع مصلحة الامن القومي الامريكي وفق قواعد وآليات سوق البزنـس ؟
ليست " ويكيليكس " هي الفضيحة الاخيرة لتجارة الحقيقة وتحويلها إلى سلعة تؤدي دورهـا الفاعل في إعادة بناء الخريطة الجيوسياسية الدوليـة ، يزخرُ فضائنا الرقمي ويغص بدكاكين التنوير وغسل الادمغة سواء كانت اسلاموية جهادية تزيد من قيم " الامة " إنتحاراً ، أو ليبرالية مزيفة لا شاغل عندها سوى لوليتــا المنكوحة في ظل الدابة ظهراً وام قرفــة التي حكم عليها " محمدٌ " بالإعدام شطراً..!

اهذا هو التنويــر ؟

ألهذا الحد وصل بكم الإنحطاط فلم يعد أمامكم ، لا منجز علمي ، ولا ارتقاء اخلاقي ولا إنتاج معرفي فلسفي فكري ، عصري و تقدمي ، سوى نبش القبور وطعن الامة في هويتها ، هذه الامة المفلسة التي لا تمتلك شيئاً إلا التاريخ ، تسلبوها آخر ما تملك لتعلنوا قتل محمدٍ والتاريخ ..!
اي نوعٍ من البغاة أنتم ..؟
ولنختصر عليكم العناء ، نحن على وعي بانكم جعلان تدب على سفح " محمدٍ " الجبل ، فليس بامثالكم يقتل إلهُ التاريخ هذا الذي حول الصحراء إلى اعظم حضارات البشـر ، هذا اليتيم ، راعي الغنم ، الذي سبك بناء الحضارة من رمال جزيرة العرب ..
نستغرب لأمرٍ واحد فقط ، إلى متى ستبقون فارين من كوابيس دونيتكم بمحاولة تحقيق ادنى قدرٍ من القيمة في فضاء المعلومات " العربي " هذا استرضاء للاسياد اولياء نعمتكم ؟
متى ستواجهون حقيقة ان لا قيمة لكم في عالم " الاسياد " سوى قتل هوية الامة ، لن يقبلوكم كمواطنين صالحين في الغرب ولا في البلاد العربية الإسلامية بعد ان يتم للاصولية المسيحية ما قيل باشعياء الرسل والمذبحة الكبرى هرمجدون ..!
إنهـا بحق ، أبشع مستويات الوضاعة القيمية التي وصلت لها نفوسكم المسعورة التي لم تشرق شمس الحقيقة عليها بعد ..

سوق البغاء الأيديولوجي

لم يكن مفاجئاً مثل هذا الطرح ، الحرب الصليبية الجديدة التي أعلنها الغرب بعد هجمات سبتمبر..
لكن المفاجئ هــو " خناجر " الفكــر الغادرة التي انهالت على التاريخ الإسلامي من كل حدبٍ وصوب ، اولاء ضعاف القيم ، المحسوبين كمثقفين في هذه الامة تحولوا إلى طابورٍ خامس في فضاءات المعرفة يعمل لمصلحة الاصولية الغربية المتسترة بالليبرالية والتنوير .. !
الذين وجدوا ضالتهم في اميركا ووجدت هي منفعتها " المؤقتةُ " بهم بعد سقوط بغداد ، المطبلين المروجين لنهاية التاريخ وفق نموذج النيوليبرالية الذي يسعى لكي يخصخص كل شيء ، حتى الهواء الذي نستنشق ..
لقـد آمنوا بالرأسماليــة ، هذه التفاهــة التي يعبدهـا الانتهازيين ، الذين يحبون لعب الدور الوسيط الذي يربح باقل جهدٍ ممكن ، من هم على هذه الشاكلة من هؤلاء لا يرعوون حتى ان يطلبوا من اميركا أن تربط عدادات لكمية الاوكسجين المستنشق في البلعوم البشري ، خصوصاً المتزلفين الطامحين لتحقيق الحضور في المجتمع الغربي ، ربما وضعوا دراساتهم وبحوثهم على موائد البيت الابيض لخصخصة الهواء على ان تبتدء التجربة في بلاد الإسلام والمسلمين ، ولن نستغرب هذا ابداً ، فهم قتلةُ الامة وجلادي تاريخها ..
يقولُ فيهم الشاعـر :
كلابٌ هم للاجانبِ ولكن ..... على ابناء جلدتهم اسودُ
اولاء ضعاف الذات ، وبسطاء الكيان المعرفي ، المنزلقين كالأصلة نحو جحور اسواق البيع المباشر المفتوح للــ" العلمانية " و الــ" التنوير " ، هم اليومَ يعرضون بضاعتهم ويروجون في الإنترنت لتجارتهم ، في الاسواق التي فتحتها الولايات المتحدة في الشرق الاوسط لتركيع وتطويع الوعي الجمعي الإسلامي .
بعد الحادي عشر من ايلول ، بدأت الحرب الإعلامية الموجهة عبر اسواق البزنس الفكري في اوربا بشكل مختلفٍ آخر ..
فهي في اوربا مقنعة بالاصولية المسيحية ، وهدفها الإرهاب الإسلامي ..
اما في العالم العربي فهي مقنعةٌ بالتنوير وهدفها الإرهاب الإسلامي ايضاً ..
السبب في ذلك التلون هو أن الراسمالية جبانةٌ بلا مبادئ ، الكل يعرف هذا ، هي بلا دين .. واستنهاض بوش للمشاعر المسيحانية غايته ليس الدفاع عن المسيحية ولكن لتحقيق ما عرف حينها بالسيطرة على امبراطوريــة " نفطستان " العالمية الممتدة في اواسط آسيا و بحر قزوين و الشرق الاوسط ، عبر تشجيع الغربيين ، إعادة " شحن " المخيال الجمعي المسيحاني بصور الإسلام المتوحشة ..
ليس هناك من تنظيم يمكنه فعل ذلك عدا تنظيم اميركــا ، القاعدة ، ليست القاعدة هي الإسلام ..!
المسيحية الغربية التي تحاول بعثها هذه الدرامــا الهوليودية من رماد التاريخ هي مجرد قناع دعى له ليو شتراوس لمواجهة " إلحاد " الشيوعية ، كان ذلك في جامعة شيكاغو منتصف القرن الماضي كما ينقل هذا لنا محمد سيد رصاص .. واليوم يثيرها هنتغتون و " غرف عملياته الفكرية " المنتشرة عبر الكوكب الازرق ضد : الفكر المحمدي الإسلامي والكونفوشي الصيني ( بتعبير اصولي غربي ) .
ها هي الراسمالية " المهتزة " اليوم بعد الازمة المالية ، تجيش مشاعر المجتمعات الغربية تجاه المسلمين ، وكل ما هو إسلامي ، عبر التنظيمات التي صنعتها اميركا في الحرب الباردة لمواجهة السوفييت ، القاعــدة ، التي تضرب بامر امريكا في كل مكان ، لينبري من ثم اجلائنا التنويريين لصب الكيل والشتيمة على الإسلام ومحمد ..
اخجلوا من انفســكم ، لا تدوم اميركــا لكم ، ولا الحضارة الغربية ستبقى يانعة مورقة كما عهدتموها ، رعونة وتخبطات سياسييها تقودها للدمار لا محال ، شأنها شأن اي حضارة في التاريخ ..
فاين تذهبون ؟
تعودون للبلاد المحمدية لتعملوا بالتقية ؟
فنحن واثقون أن ساعتها لم تكن لتظلكم ارضٌ أخرى ولا سماء ..



#وليد_مهدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاصولية الغربية المتسترة بالتنوير , كوابيسٌ وأوهام
- الديالكتيك و- التنوير - الانتهازي
- الاتجار بالعلمانية : تعليقات وردود
- الاتجار بالعلمانية : كامل النجار انموذجاً
- هوليود .. وعالم ما بعد الموت
- الصين و حضارة - التسويق - الجديدة
- الكِتابة والمسؤولية : مراجعات في ثقافة الإنترنت ( 1 )
- العِلموية والإسلام (5)
- العِلموية والإسلام (4)
- العِلموية والإسلام (3)
- العِلموية والإسلام (2)
- العِلموية والإسلام (1)
- العراق : هرم الحضارات والتأريخ في الذكرى التسعين لثورة العشر ...
- لكتاب - اليسار - في الحوار المتمدن مع التقدير
- تكنولوجيا التخاطر Telepathy technology
- السحر السياسي الأسود
- حادثة اسطول الحرية و الدور التركي - الأطلسي - في المنطقة
- رجل ٌ .. وإيمانٌ عظيم
- سياسة بريطانيا و أميركا : تراكمات أخطاء حررت المارد الشيعي م ...
- مورفين ٌ .. و ابتسامة


المزيد.....




- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وليد مهدي - تنويريون تحت الطلب