أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد مهدي - مورفين ٌ .. و ابتسامة














المزيد.....

مورفين ٌ .. و ابتسامة


وليد مهدي

الحوار المتمدن-العدد: 2998 - 2010 / 5 / 7 - 14:51
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


قضى سنيناً من عمره ينصت ُ ويستمع لما توحي به مخلوقات ٌ ما ورائية غريبة ( ربما كانت هلاوس ) ، اسماها الملائكة والشياطين ..
فهو ينصت للملائكة ويستمع لما تتلوه الشياطين ، هذا النبي المبتعث من خابي الرماد.

توحي الملائكة بأن " المتعة Pleasure " ... بالنسبــة للبشر .. لا تعدو أن تكون مورفين Morphine ..!

استغرب َ هذا الناسك حينما استمع لهديل هذه المخلوقات السماوية أول مرة ، كانا اثنين يتحدثان إلى بعضهما ، الأول كان مستجداً في معرفة البشر ، تم تكليفه للمرة الأولى في متابعة أحوال الإنسان ، أما الثاني ، فكان مرؤوسه الأعلى وقد قضى في خبر البشرية ، مدة ً وجيزة ، بضعة آلاف السنوات ..

كان يعلم المستجد ويخبره ، فيما النبي الرمادي ينصت :

البشر مخلوقات طيبة ، مجبولة ٌ على الخير ، لكن الله كلفها بمهمة شاقة وصعبة ، أن تبني نفسها بنفسها وتتطور في مسار الزمن لتصنع " الحضارة " ..

وفر الله لها " المتعة " كي تتداوى من شقاء يومها ، وأول ُ متاعها هو " النوم " ..
فيه تتجدد المركبات التالفه والمعطوبة في تكوين أغشية خلايا أدمغة البشر ، فتعود بعد صحوها قادرة على المتابعة والاستمرار .

سأله الثاني : مالذي يحدث لو كفوا عن الاستمتاع , أو كفوا عن النوم ؟
أجابه الأول : ستتحطم الخلايا العصبية ويقصر عمر البشر كثيراً .. بالفرح والابتسامة .. واللذة ، وأبسطها النوم يستعيد عقل البشر عافيته و دافعيته على الاستمرار والبقاء .. فهي علاج " مؤقت " للكرب والضرر الحادث في النفس البشرية ..

مشكلة البشر إنهم عادة ً ما يدمنون على الاستمتاع فيصبحوا أسرى للذائد الحياة ، فبدلاً من أوقات يسيرة يقضيها البشر في ترميم الدماغ والنفس بمكنونها الروحي المعقد ، تستغرق هذه المخلوقات في إدمانها على اللذات ..
حتى تدخل الكثير من نفوس بشر القرن الحادي والعشرين الذين كلفنا بمراقبتهم في حرب ٍ ضروس ٍ مع الزمن ..
فاللذة حينما تصبح غاية تدخل في حربها مع الزمن .. تحاول جر البشر إلى " قتل " الوقت .. !

مدمنوا اللذات والمتع ، من هؤلاء المكونين لنسيج الحضارة في القرن الحادي والعشرين لم يعودوا يروا في اللذات وسائل طبيعية للتصحيح والتصليح ..!

التصحيح النفسي ، والتصليح العضوي ، الحضارة الغربية ، التي تقود الجنس البشري حالياً ، من خلال النزعة السلوكية في تفسير النفس ، هذه النزعة المسيطرة على العقل السياسي الإنكلوسكسوني ، وعبر آلتها الإعلامية الجبارة جعلت الجنس البشري يسير نحو غاية واحدة ٍ أكيدة : المتعــــــة Pleasure ... !

مع ذلك ، اعلم أيها المستجد أن في " شرق " الكوكب ، أمم اليابان وكوريا والصين بشر ٌ من صنف ملكوتي أصيل ، غايتهم العمل و شرفهم " الإتقان " .. لا تعدو المتعة أن تكون في حياتهم تصحيحية عابرة .. !
لهذا السبب ، الله يحرك التاريخ نحوهم ... سيجعلهم أسيادا ً على البشر رغم انف الغرب .. !
سيعيدون الإنسانية إلى غايتها الأساس : العمل والإتقان ، والمتعة لا تستعمل إلا بقدر الحاجة ..

نبي الرماد لم يفهم بوضوح مالذي يقوله هؤلاء ...؟

إنهم يقولون بأن البشرية تسير للخارج من مسار " القدر الحضاري " النموذجي الذي حدده الله لهم ، وأن التاريخ سيعود بالإنسانية لتسود أمم الشرق لأجل " التصحيح " في مسار الفكر الإجتماعي ..

لكن ، مالذي تقوله الشياطين في ذلك ؟
ليس صعباً استماع همسهم ، لا يحتاج لإنصات ، يستمع إلى نجواهم دوما ً وهي تتردد مثل موسيقى مجنونة صاخبة :

البشر هؤلاء الحمقى ، هؤلاء الأغبياء ... أدمنوا على استقبال مخهم للدوبامين ، المسبب للإحساس بالمتعة واللذة.
لم يعودوا يفكروا بغير الاستمتاع ...
نحن من نقودهم ، ورائدنا عزازيل ، شعاره " حقنة مورفين مشوبة ٌ بابتسامة " .. !
هكذا نعامل البشر .. وسنقودهم إلى عالم منغلق يبدأ بالمتعة وينتهي فيها ، لن يكون تقدمهم المادي منجيا لهم ..
لقد أدمنوا .. ولم يعد هناك اليوم مظهر ٌ لوجودهم سوى المرح ، يحيا المرح !

بعد سنين طويلة ، بدأ يفهم ويدرك ، لماذا حرمته الأقدار من كل بهجة .. !
لماذا لم يكن في حياته إلا هذا الشتاء قارس البرودة من الأحزان ..
لقد أسدى له الله صنيعاً في كل ما كان .. وسيكون ..
خر راكعاً و أناب :
صفحك عني يا "رفيق " إحساسي ، الآن فهمتك فقط ..
الآن أيقنت ..
أن لا حول لي ولا قوة في تغيير هذا العالم ..
أنت من تملك خيوط كل شيء ، وتحرك التاريخ إلى ما تشاء .. الآن ُ فقط فهمت قصد " محمد " :
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
لا حول ولا قوة إلا بك .. فخذ بأيدينا إلى ما ترضى فأنت كما أرضى
*************
ابتسم في وجه طفل ٍ لأنه بحاجة أن يرى الحياة ابتسامة ..
ابتسم في وجه العجوز الذي أثقلته صروف الأيام ، علها تداوي بعضاً من جراحه ..
ابتسم بما يكفي أن تحفظك ابتسامتك مقبولاً بين الناس ..
لكن ، لا تجعل منها " قناعا ً " تخفي به أحقادك ..
لا تحقنها مثل الأفيون لتخدع بها بني جنسك من البشر لتحقيق غايات إمتاعك .. !
المتعة وسيلة تصحيح وتصليح ، وليست غاية ..
لا تجعل المتعة تضيعك في خدر العدمية التي تقودها الفرعنة الغربية ..
وما أمر فرعون َ برشيد ..



#وليد_مهدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سقوطُ بغداد : مدرسة ُ الحرب الجديدة وكلمة ٌ أخرى سيقولها الت ...
- لماذا نعتقد ؟ .. الإيديولوجيا من منظور عصبي
- العقل والدين Mind And Religin
- العقل ُ : آلة ُ بناء ِ الحضارة
- الوعي والزمن
- الباراسايكولوجي بين نظريتي الكم و النسبية
- نظرية - عربية - في علم الاقتصاد
- كيف أدرك الشرق الوعي الكلي ؟
- الآلة الواعية .. بين الوهم ِ والحقيقة
- الروبوت الواعي المفكر_فكرة الوعي الآلي
- تركيب هيكل الاقتصاد العالمي التبادلي حتى العام 2012
- مراقب العقل ( الضمير )
- دراسات قدرات الدماغ الخفية( الباراسايكولوجي) في الإتحاد السو ...
- الباراسايكولوجي والطاقة الفراغية الكمية_Parapsychology & Qua ...
- الباراسايكولوجي والطاقة Energy and Parapsychology
- الطاقة Energy .. رؤية علمية معاصرة
- أزمة الطاقة Energy crisis ..العلاقة الجوهرية مع تخلف الفيزيا ...
- عاشوراء - بابل ، وعاشوراء كربلاء ، اخوة من أم واحدة !
- ثلاثة خطوات إستراتيجية لإنقاذ العراق - 3
- ثلاثة خطوات إستراتيجية لإنقاذ العراق - 2


المزيد.....




- قبل وبعد الضربة الأمريكية.. ماذا يظهر تحليل CNN لصور منشأة ف ...
- وزير الدفاع الأمريكي: دمرنا برنامج إيران النووي وقضينا على ط ...
- سوريا: قتلى ومصابون جراء -هجوم إرهابي- استهدف كنيسة بدمشق
- البابا يدعو إلى السلام ويدعو الدبلوماسية لإسكات السلاح إزاء ...
- ما تداعيات الضربة الأمريكية على إيران؟
- هل تنسحب إيران من اتفاقية انتشار أسلحة الدمار الشامل؟
- هل انخرطت أمريكا رسميا في الحرب على إيران؟
- الجيش الإسرائيلي يعلن أنه يتحقق من نتائج الضربات الأمريكية ع ...
- هل دمرت الضربات الأمريكية البرنامج النووي الإيراني؟
- مظاهرة في المغرب تندد باستمرار الإبادة في غزة


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد مهدي - مورفين ٌ .. و ابتسامة