أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - وليد مهدي - الآلة الواعية .. بين الوهم ِ والحقيقة















المزيد.....

الآلة الواعية .. بين الوهم ِ والحقيقة


وليد مهدي

الحوار المتمدن-العدد: 2964 - 2010 / 4 / 3 - 13:49
المحور: الطب , والعلوم
    


إن فكرة صناعة الوعي و رغم شديد وقعها على تفكيرنا ، خصوصاً لدينا نحن في العالم الإسلامي ، إلا أن أمم المستقبل الناجحة هي التي سترتاد هذا المجال العلمي غير المسبوق بما لا يقبل الشك ، لأن الوعي الصنعي ( الاصطناعي ) سيكون النافذة الحقيقية لفهم الوعي والذاكرة في الدماغ البشري ناهيك عن الميزات الأخرى التي تخص تطور التقانة الصناعية .

فلا يمكننا مثلاً ، استيعاب فكرة حيازة السيارات التي نقودها على وعي يؤهلها أن تكون عاقلة ً مدركة مثل البشــر بعد عقود من اليوم ..؟

هذه الفكرة ومن خلال متابعتنا للإمكانيات المتاحة للبشرية عبر مسار الزمن ، فإن الوعي الصنعي Artificial consciousness هو أهم المسارات الاحتمالية المستقبلية لنهوض و " تفوق " أي امة ٍ من الأمم في القرن الحادي والعشرين ، إذ لا توجد إلا رؤى فلسفية في هذا الميدان حتى الآن في عموم العالم ، ولو آل لأمة من أمم الشرق الأقصى أن تفتتح عصر الوعي في الآلات فهي حتماً ستتفوق على الأمم الغربية التي ابتدأت عصر الآلات كما تخبرنا بذلك قراءة بسيطة عبر مسارات الزمن الاحتمالية المتنوعة التي تعطي فرصة للشرق في صناعة الوعي أكثر من الغرب .

فالشرق الأقصى في آسيا هو الذي يعمل بجدية عالية لتحقيق ذلك في الروبوت في اليابان و كوريا والصين ، رغم أن الأبحاث في أوربا و أميركا ليست قاصرة لكنها تركز على التطبيقات بما يخص الذكاء الصنعي بصورة عامة الذي يلعب الدور الأكبر في الصناعات الآلية الحديثة ، فضلاً عن التطبيقات الطبية بما يتعلق بالدماغ وصناعة الأعضاء الحركية البديلة في مجال ربط الكومبيوتر بالدماغ وتوجهاته الحديثة التي تسعى لربط الحاسوب بالدماغ البشري ، وهي مؤشرات تدل على أن الغرب يسعى لأستثمار الذكاء في الآلة لمنافع تجارية وطبية ، لكن الشرق يبدو انه يريد خلق الآلــة الواعيــة ربما لتحقيق تفوق ٍ نوعي على الحضارة الغربيـــة ..!

فالوعي في الآلة لا يعني تحويل ربوتات مبرمجة مسبقا ً إلى مخلوقات معدنية ذات وعي ومشاعر فقط ، بل إتاحة فضاء جديد من فضاءات المعرفة الإنسانية لدخول ميدان التطوير التقني والإيذان بولوج عصر جديد من عصور العلوم والهندسة ، فالذاكرة ستصبح مختلفة عن التي في حواسيب اليوم ..

ستكون ذات سعة خزنية اكبر و إمكانيات متنوعة مختلفة ، كذلك الاتصالات ، لن تعتمد على الموجات الكهرومغناطيسية المستخدمة حالياً ، وإنما تعمل بنظام اتصالات الدماغ البشري الخفي الذي لا يزال لغزاً يحير المعرفة البشرية ، وهو ما يعرف بتوارد الأفكار أو التخاطر( التلباثي Telepathy ) التي تفوق سرعته سرعة الضوء بما يتيح لنا الإطلاع على أحداثٍ كونية في الفضاء لا تراها العين التي لا تدرك إلا أشعة النجوم بسرعة الضوء والتي تستغرق ملايين السنين قبل أن نبصرها ..

الوعـــي و الباراسايكولوجي

خطوات تطور الوعي في المستقبل ، الوعي الآلي ، تؤكد إن ظواهر الباراسايكولوجي التي تشكل اليوم لغزاً ستحل بحل مشكلة " الوعــي " التي ستؤدي كذلك إلى حل العديد من المشاكل العلمية في عالم اليوم ..
فما يحدث اليوم في السماء كما ترصدها التلسكوبات ربما يكون قد حصل قبل ملايين السنين بسبب سرعة الضوء البطيئة نسبيا مع حجم الكون ، لكن مالذي يحدث الآن بالضبط ؟

بعد تطوير الوعي في الآلات ، و إتقان استخدام التخاطر سنرى للكون هيئة أخرى لم نألفها وربما لن نصدقها لفترة طويلة ..!

لكن الفتح الأعظم سيكون :

إدراك عالم ٍ آخر ، عالم ٌ لا تكونه الذرات و الجزيئآت كما نعرفها ، وإنما مسارات الزمن كما سندرسها في هذا الكتاب ..
فهذا العالم الجديد ، لابد من دخوله والتعرف عليه قبل أن تحدث الانتقالة النوعية في الذكاء الصنعي ليتحول إلى وعي صنعي ..
هذا العالم ، وخلال دراستنا لأبرز صفاته سنجد بأنه يشبه كثيراً الملكوت الإلهي الذي تحدثت عنه ديانات الشرق القديمة ، فهل سيحدث التلاقي التاريخي الكبير بين عالمين ، عالم الغيب الخفي وعالم الشهادة المحسوس عبر بوابة التقنية والعلوم ..؟

هل هذا يفسر " هوس " اليابانيين والكوريين بحلم الآلة الواعية ؟

لو تحقق ذلك بالفعل ، فسوف يعود الشرق للتاريخ ، وستظهر لأول مرة فلسفة شرقية ، فتصبح دراسة الفيزياء و البارافيزياء هي دراسة الدين نفســـه ..!

فالمذاهب والديانات التي ترجع بأصولها للأنبياء أو الأولياء أو الشخصيات التاريخية الدينية الكبيرة ، ستعيد صياغة وقولبة أفكارها وحتى عقيدتها وفق فلسفة علمية جديدة حول العالم الآخر كالتي في الفيزياء اليوم تفسر العوالم الغيبية المتنوعة وتداخلها مع عالمنا البسيط نسبيا مقارنة بها ، فيكون الدين عندئذ هو العلم ، أو على الأصح ، العلم وحده سيكون الهوية العقائدية والاجتماعية للبشــر..!

فالعالم الذي تكون به المعلومات الدماغية بعد موت الجسد ، بهيئة تكوينية ما فوق زمنية ( رباعية الأبعاد ) لا علاقة لها بفناء وتفسخ الجسد ، وتكون قابلة لوضع اليد عليها ومعرفة محتواها من البيانات التي تفسر حالات الوعي التي مر بها الجسد غنما تعني أن عصراً جديداً تمر به البشرية ، عصر التوحد التاريخي الكبير بين الدين والعلم ..

عند ذلك ، ستخطو معارفنا الخطوات الأولى لتفسير ماهية الروح تفسيراً علمياً واضحاً ومثمراً لأبعد الحدود في مجال الاستفادة من استرجاع الذكريات سواء أكانت لأحياء منا أو لأموات ربما مر على موتهم ملايين السنين .. !

كل هذا الاحتمال في مسار المستقبل المعرفي بعد فتوح الوعي نضعه في يد القارئ بالترافق مع فلسفة علمية جديدة ، تدرس الوعي لا بالمنظار العصبي أو النفسي فقط ، وغنما بمنظار البعد الرابع لمسيرة تطور الوعي ، والمسارات التي تتخذها عمليات الإدراك في الدماغ ، مع توضيح الجوانب ممكنة التطبيق في الآلات ..
هذا المنهج سيصبح مفهوما لدى القارئ بسلاسة بعد إتمامه للفصل الأول ، ففيه نستعرض حقيقة فلسفة المسارات وعلاقتها بالوعي بمستويات مختلفة ..
سندرس فيه مفهوم الزمن وعلاقته بالوعي ومساراته التي تظهر له بجلاء كل هذه التوقعات المحتملة عبر مسارات حركة التاريخ المتعددة التي نتناولها بتدرج يقصد تعريفها وشرحها بصورة وافية و قابلة للفهم المبسط ، والتي ستجعل القراء والباحثين الموضوعيين يعيدون النظر في تفسير الآية :

" يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً "

فبدلاً من اعتبارها ترسم الخط الأحمر للبشر في حدود معرفتهم ، نعتبرها في نهاية مطافنا أنها كانت جواباً لليهود الذين سألوا النبي محمد ( ص) عنها ، فالروح هي " أمر الله " الذي إذا جاء تغير حال البشرية ، وما أوتي الذين سألوا عنها إلا يسيرا من المعرفة ، فمن الصعب الحديث عن أبعاد رباعية أو نظرية نسبية في ذلك الزمن ..

الآلـــــــة الواعية والعوالم الغيبية

فالاتصالات التي تخترق الزمان والمكان إنما تعني أن عالم الوعي الذي ستكون الآلات دليلنا إليه هو عالم ٌ آخر ، وعندما نسميه بأنه عالم الغيب الروحي القديم في الشرق فلا نعني بذلك إنه عالم الأشعة تحت الحمراء غير المرئية أو عالم الأشعة فوق البنفسجية و الأشعة السينية و أشعة كاما و الأشعة الكونية غير المرئية أيضاً ، هذه العوالم بالإمكان تحسسها بالأجهزة التقليدية .. و نصنفها في هذا الكتاب ضمن جملة العالم المحسوس البسيط نسبياً ..
عالم الغيب في كتابنا هذا هو ما وراء " الفضاء – زمن " ، الذي بينته النظرية النسبية ، وما تحت العالم الكوانتي الكمي الذي تحدثت عنه نظرية الكم .

فالمسارات التي سنبحثها توضح لنا بأن هذه العوالم الخافية عن الإدراك الحسي البديهي لا يمكن دراستها وتحديد خريطة موضوعية عنه إلا بواسطــة " الآلات الواعية " كما سنقدم الأدلة الموضوعية التي نراها مناسبة في ذلك ..

فالوعي في الآلة هو منظومة إدراك يمكن تطويرها لتجاوز العالم الحسي البشري المحدود ثلاثي الأبعاد إلى إدراك العالم رباعي الأبعاد الذي وضحته لنا النظرية النسبية في الفيزياء ، وتوقفت عنده أبحاث العلماء في الاتحاد السوفييتي بما عرف هناك بعلم السيكوترونك psychotronics ، والذي درس التخاطر Telepathyبين الأدمغة وقدرات تحريك الأشياء عـــــن بــــعد Psychokiness كظواهر لا يوجد لها تفسير فيزيائي موضوعي بالنسبة لأفق وفلسفة الفيزياء العصرية ..

ما يعني أن الوعي في الآلة سيفتح الباب أمام تفسير ٍ جديد للجاذبية واستغلالها ، وكما سنرى في فصول هذا الكتاب أن هيئة الكون الفضاء زمنية ترينا شكلا جديدا للجاذبية يكون مترافقاً مع جاذبية مضادة قد تسهم في تحقيق نقلة نوعية في قدرات وسرعة الرحلات عبر الفضاء ، وقد تضعنا على أولى الخطوات في دخول عصر الطيران الكوني ، عصر الأطباق الطائرة UFO..

هذا العصر الجديد ، سيتيح أيضا ً وضع اليد على ماهية الذاكرة والوعي البشري مجيباً في الوقت نفسه على الكثير من الأسئلة التي حيرت العلماء حول أعماق النفس البشرية وإمكانياتها وقدراتها ..

هذه كلها ، مسارات مستقبلية للمعرفــة الإنسانيــة نحو عصر ٍ جديد من عصور الصناعة المتفوقة ، والعقيدة المعرفية – الدينية الموحدة ، و قد تصل حتى إلى علاقات بشرية – كونية مع ما كان يعرف باسم الملأ الأعلى أو عالم الملكوت وفق قنوات تواصل إلكترو – حيوية ( ربمــا ) !

فعلى الرغم من الهلع الكبير الذي يصاحب هذه الفكرة في الغرب ، و الأفكار التي تصور الآلة و كأنها إذا ما أصبحت واعية ستسعى إلى السيطرة على العالم و قد تستعبد الإنسان بعد مدة من التطور ، إلا أن اغلب العلماء المفكرين في مستقبل الحاسوب و الروبوت يجدون أن الآلة مهما تعاظمت قدراتها ستبقى آلة صنعية يمتلك العقل البشري القدرة في السيطرة عليها ..



#وليد_مهدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الروبوت الواعي المفكر_فكرة الوعي الآلي
- تركيب هيكل الاقتصاد العالمي التبادلي حتى العام 2012
- مراقب العقل ( الضمير )
- دراسات قدرات الدماغ الخفية( الباراسايكولوجي) في الإتحاد السو ...
- الباراسايكولوجي والطاقة الفراغية الكمية_Parapsychology & Qua ...
- الباراسايكولوجي والطاقة Energy and Parapsychology
- الطاقة Energy .. رؤية علمية معاصرة
- أزمة الطاقة Energy crisis ..العلاقة الجوهرية مع تخلف الفيزيا ...
- عاشوراء - بابل ، وعاشوراء كربلاء ، اخوة من أم واحدة !
- ثلاثة خطوات إستراتيجية لإنقاذ العراق - 3
- ثلاثة خطوات إستراتيجية لإنقاذ العراق - 2
- ثلاثة خطوات إستراتيجية لإنقاذ العراق - 1
- ماذا أعد - الله - للعراق ؟
- عندما تستفيق ُ آسيا - 2
- عندما تستفيق ُ آسيا - 1
- نهاية الإنكلوسكسونية ... والدخول في عصر التنين ( الفصل الراب ...
- نهاية الإنكلوسكسونية ... و الدخول في عصر التنين ( الفصل الثا ...
- نهاية الإنكلوسكسونية ... والدخول في عصر التنين ( الفصل الثان ...
- هل تفرض الصين نفسها بديلاً إقتصادياً وثقافياً عندما ينهار ال ...
- نهاية الإنلكوسكسونية .. والدخول في عصر التنين ( الفصل الأول ...


المزيد.....




- كيف أثر التغير المناخي على شدة أمطار الإمارات وعُمان؟ دراسة ...
- الرواد الروس يخرجون بأول مهمة إلى الفضاء المفتوح لهذا العام ...
- انفجار هائل يغطّي مجرّة بأكملها.. تبعد عنا 12 مليون سنة ضوئي ...
- مشاحنات روسية أميركية بمجلس الأمن بشأن تسليح الفضاء
- الإمارات: حالات -محدودة- مرضت بسبب التأثر بالمياه الناجمة عن ...
- بوتين: النجاح في ساحة المعركة يعتمد على السرعة في حل المشكلا ...
- الجزائر.. منتدى تكنولوجيا الإعلام
- ما مشروع -نيمبوس- الذي ضحت غوغل بموظفيها وسمعتها من أجله؟
- رجل مصاب بالسرطان.. نمت رموشه بطريقة نادرة
- تبوك السعودية تحقق توصيف مدينة صحية من منظمة الصحة العالمية ...


المزيد.....

- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب
- الماركسية وأزمة البيولوجيا المُعاصرة / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - وليد مهدي - الآلة الواعية .. بين الوهم ِ والحقيقة