أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - وليد مهدي - تركيب هيكل الاقتصاد العالمي التبادلي حتى العام 2012















المزيد.....



تركيب هيكل الاقتصاد العالمي التبادلي حتى العام 2012


وليد مهدي

الحوار المتمدن-العدد: 2946 - 2010 / 3 / 16 - 10:59
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


خلاصـة :

هذا التقرير يمثل بنية نظرية لمراحل التطور التاريخي للإقتصاد العالمي ، يتم عرضه بصورة مبسطة وسهلة للغاية تمكن قارئ العربية غير المختص من فهم حقيقة الأزمة المالية ما يشكل إسهاما ً في نشر الوعي الإقتصادي لأوسع شريحة من المجتمع .
فهذا الكيان اللاعياني للإقتصاد العالمي يمثل ترابط بنيوي ما بين أربع مكونات جوهرية لــه حتى العام 2012 والذي حددناه كأقرب مدة زمنية يمكن أن يحافظ عليها " هرم " الاقتصاد العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية ، هذه المكونات ( القائمة على مبدأ التبادل ) هي :
اقتصاد الفيزياء ، اقتصاد المعدن ، اقتصاد الورق ، اقتصاد الأرقام
هذه الحلقات ، و بالنظر لها من زاوية " آنية " تبدو كحلقات مترابطة متحدة المركز كما تظهر من المخطط الأول ، لكن عند النظر إليها من زاوية زمنية متتابعة تبدو كهيكل ثلاثي الأبعاد هرمي نامي مع الزمن ليشكل هيكل ( الايكونمترونك ) رباعي الأبعاد المشدود النمو للأعلى من قبل اندفاع الحلقات الداخلية ( الرقمية – الورقية ) التي بنتائجها تزيد من ثراء الولايات المتحدة ومراكز السيطرة على البورصات في العالم والبنوك المركزية الدولية وبالخصوص البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي على حساب قوة العمل والإنتاج ، دعامة الاقتصاد الحقيقي التي تزيد معاناتها وفقرها لكونها تحمل الهرم على أكتافها ..
النتيجة التي تخلص إليها هذه النظرية :

1. العالم بحاجة إلى إدارة مركزية تعالج أي مشكلة في الهيكل الكلي للإقتصاد العالمي عبر نموذج " الإيكونترونك " هذا الذي يحتاج إلى بنية حاسوبية مستندة على بيانات دورية على مدار الساعة ما يعني تحتاج إدارة الاقتصاد العالمي إلى مراكز مراقبة في كل أسواق العالم تشرف عليها مباشرة لتحدد هي بدورها حجم كل أسطوانة بما يخدم النمو الطبيعي للإقتصاد العالمي .

2. الحجم الحقيقي للإقتصاد الطبيعي الفيزيائي ( منتوجات ) يحتم فرض السعر المكافئ لساعات عمل بشرية ثابتة في أي بقعة على سطح الكرة الأرضية على غرار ما يعرف اليوم في السوق من مفهوم " سعر " الوحدة الحرارية للنفط أو سعر الوحدة الحرارية للغاز ، يجب أن تكون هناك تسعيرة وحدة حرارية للجهد البشري أو الجهد " الآلي " وهي متغيرات تقوم على مفاهيم يحتاجها هيكل الاقتصاد العالمي إذا ما تحققت له إدارة مركزية ، سيضطر إلى وضع مثل هذه التسعيرة التي ستكون ثابتة أو بمتغيرات طفيفة حول العالم لتضمن حيوية وديمومة اقتصاد بني البشر الذي سيخفف الكثير من أعباء الفقراء الكادحين حول العالم ..!
مدخـــل

هذا التقرير يلخص البنية أو الهيكل الكلي المبسط للاقتصاد الكوني وتتمثل بأهم تكويناته الأساسية التي يمكن تصويرها ورصدها عبر " تجسيم " حقب طويلة ممتدة من التاريخ الاقتصادي ، وتتمثل في بعدي :
( تمثيل أو تشفير القيمــة Value characterizing ) و ( الزمــــن Time) ، حيث تتشكل صورة بيانية ( مجسمة ) للاقتصاد تظهره وكأنه كيان بيولوجي نامي " فضاء – زمني " نابض بالحياة التي تتمثل بالإنتاج وتدوير المواد الخام والمستهلكة ضمن هذه البنية.

فبدءاً من الفجر الأول للمقايضة في حقول وغابات وسهول البشر البدائيين ، ونهاية بوول ستريت wall st. تتكون صورة أو " هيكل structure " يمثل بنية عضويــة " فضاء – زمنية " أو رباعية الأبعاد للاقتصاد العالمي ، هذه البنية في الحقيقة ورغم بساطتها تعطينا رؤية استراتيجية جديدة لعلم الاقتصاد تكشف عن عيوب بنيوية خطيرة في هيكل الاقتصاد الأممي الذي تحيا حضارتنا العصرية بواسطته .

هذه البنية توصلنا إليها من خلال أتباع منهجي لمنطق اقتصادي جديد يقوم بوضع القيمة الحقيقية للاقتصاد ( السلع والوحدات الحرارية للشغل المنجز) كأساس في بناء الاقتصاد ورصد النمو التاريخي لـــه والهيكل النهائي الذي تكونه والذي يظهر بوضوح حقيقة ان الاقتصاد المتعارف عليه حالياً قد يخفي عيوباً بنيوية خطيرة تقود الجنس البشري إلى يوم قيامة ٍ من صنع البشـــر ، لكون الوعي الجمعي بات عاملاً جوهرياً في التأثير على قوانين السوق و بالأخص العرض والطلب ، وقد تجلى ذلك بوضوح في الأزمة الراهنة .!
فالبنية الاقتصادية المدروسة في علم الاقتصاد الحالي ( المعادلة الواقعية ) مبنية على متغيرين أساسيين وهما : الإنتاج والاستهلاك ، من دون التركيز على عامل الزمن وعمر كل منتج وكل مستهلك ، حيث هناك منتجات تعمر فترة طويلة قبل أن تستهلك ، وهناك منتجات سريعة الاستهلاك إلى درجة إنها لا تكاد تظهر في هذه البنية الفضاء – زمنية للكيان الاقتصادي الكوني .

إن هذا المنطق والمنهج الجديد ، قـد يدفعنا إلى تسميته بــ " ايكونمترونك Economtronic " من مصطلح مقارب هو " السيكوترونك Psychotronic " الذي كان يعنى بدراسة السيطرة على النفس والعقل والظواهر الباراسايكولوجية في الاتحاد السوفييتي السابق .
هذا التقرير يكشف عن توفر القدرة على رصد المشاكل بسهولة ويفتح المجال أمام السيطرة على الاقتصاد بسهولة اكبر عبر فهم " مسار الإضافـــة Addition Track " الممتد عبر الزمــن و الذي يبرز حقيقة الحيوية " الكلية " في بنية الاقتصاد ، هذه الكلية Holism ذات الفلسفة المعرفية التي تميز العقل الشرقي عن العقل الغربي ، والتي تراعي عامل الزمن وتشكل الكيان الزمني بين المنتوجات والمستهلكات .

فكون علم الاقتصاد الحديث من منجزات الحضارة الصناعية التي بدأت في الغرب ، فمن الطبيعي ان نجد هذا العلم يعتمد في طرقه الإجرائية على منهج الفكر الغربي ذي السمات التفصيلية الجدلية النقدية متعددة الرؤى ووجهات النظــر .
فيما هذا التقرير ، هو اتجاه جديد في علم الاقتصاد ، قديم بالنسبة لطريقة وتوجه الفكر الجماعي الشرقي الذي ينطلق من الرؤية " الكلية " الجامعة أحادية التوجه ، التسليمية التي لا تحتمل النقاشات المطولـــة كونها تعتمد على قضايا تسليمية " حسية " لا تقبل الشك ، وفي هذا التقرير يرتسم الإقتصاد بهيكليته المبسطة التي تعطي القارئ فكرة كاملة عن اقتصاد العالم وكأنه " جهاز apparatus " أو منظومــة System مكونة من وحدات تعمل بتناغم منسق ، و اختلال التنسيق بين هذه الوحدات هو الذي سبب الأزمة المالية وسيكون السبب في كوارث اقتصادية كبرى إذا لم يراعى هذا التنسيق ، أما إذا أخذت دول العالم هذا " الكيان الاقتصادي الكلي " في الحسبان ، فالحق أقول ، لن يبقى في العالم جائع .. !

هيكل الايكونمترونك Economtronic Structure ٍ

التحليل السابق ( الذي تناولناه في المدخل ) في كون الاقتصاد العالمي عبارة عن هيكل أو جهاز مكون من وحدات تعمل بنظام خاص ، إنما يمثل قراءة تلخص مسيرة سبعة آلاف سنـــة ، وهي عمر الحضارة البشرية المكتوبة ، ومن خلال ما سنقدمه عن كيان الاقتصاد العالمي رباعي الأبعاد سيجعل القارئ يفهم حقيقة الأزمة المالية الحالية و منها انفجار فقاعات آسيا ، وول ستريت ، و دبــــي ، وما قد يحدث من تقلصات دراماتيكية للإقتصاد العالمي بعد هروب رؤوس الأموال من أماكن نموها " غير المنظم " بالنسبة للجهاز الكوني في أسواق الاقتصاد العالمية التي ستشهد انهيارا محتوما يعود بها في العقد المقبل إلى اقل مستوى من " الانتفاخ الرقمي - الاقتصادي " اعتماداً على نتائج تستخلص في هذا التقرير حول حقيقة جهاز الاقتصاد الكوني وتغير شكله الهرمي أو المخروطي و تقلصه نحو المكعب أو الاسطواني ..!

هذا التقرير يوضح بنية الإقتصاد العالمي إعتماداً على تاريخ تطورها التي تشبه نمو جذوع الأشجار ، وكم هو بسيط هذا البناء دون ان يفهم علماء الاقتصاد إن فهمه الكامل لا يتيح فقط التخلص و الأمان من الأزمات وإنما توزيع الثروة بشكل عادل يأخذ كل ذي حق ٍ حقـه فلا يبق جائع في هذا الكوكب ، فالأزمة المالية العالمية مجرد تنفيس بسيط في هياكل فقاعية للاقتصاد تدفعه للعودة إلى شكل طبيعي أكثر عدالة ، وعدم مراعاة هذا الكيان الكلي يؤدي إلى تفوق هذه " التنفيسات " البسيطة مثل الأزمة المالية ، فما يمكن أن يحدث في الاقتصاد إنفجارات تؤدي إلى حروب كونية ، ونعتقد أن من أسباب الحرب العالمية الثانية ذلك الإهمال للهيكل الاقتصادي العام ( من خلال ما سوف نتابعه ) .

نمو وتركيب الهيكل Composition and Growth of Structure

تضاف " حلقة " جديدة من " تمثل القيمة Value characterizing " ( هذه المصطلحات سنفصلها لاحقاً ) على مسار الإضافةAddition Track في حلقات النمو في كل حقبة تطورية تضفي نوعاً جديداً من أنواع الإقتصاد .
الحلقة الأولى هي الإقتصاد الفيزيائي " الحقيقي " ، والتي نمت وتطورت كاسطوانة خارجية بفعل طاقة الوقود الحيوي التي ذكرناها سابقاً ، نمت في قلبها اسطوانة جديدة هي الاقتصاد المعدني ، وهي جزء من الاقتصاد الحقيقي لكنها تطورت على مسار الزمن كحلقة متميزة بسمك كبير نمت للداخل منها اسطوانة الاقتصاد النقدي الورقي في العصر ما بعد الصناعي ، وكما هي مقاطع جذوع الأشجار ، كل اسطوانة تنمو من الداخل نحو الخارج بفعل تناميها مع تنامي حلقة داخلية جديدة تتوسع ..

هكذا ظهرت اسطوانة الاقتصاد الرقمي العولمية في قلب الاقتصاد العالمي كآخر حلقة شذوذها في النمو التصاعدي السابق لنمو الأسطوانات الأخرى يقود الاقتصاد العالمي نحو الهيئة غير المتسقة كما سندرسها لاحقاً ، كونها لا تنمو في انسياق طبيعي مثل الحلقات القديمة لأنها تتأثر بالإرادة والعقل الجمعي البشري إذا يكون البعد السيكولوجي عاملاً أساسياً في صعـــود وهبوط قيمتها ما يجعلـهـا على
شفير " الانهيار " في كل لحظة لانعدام المساند الحقيقية " الورقية والمعدنية والفيزيائية " وتبين هذا جلياً في انهيارات الدومنو في نيويورك التي لفت كل العالم حتى في ظل اقتصاد قوي مثل اقتصاد دبــي ، فانهيار وول ستريت كما يظهر من الشكل ( 1 ) كان سببه فقدان " السيولة " النقدية ، أي وبلغة هيكل الايكونمترونك ضعف وقصور اسطوانة الاقتصاد الورقي ما أدى إلى انهيار البورصات الرقمية المعتمدة على المضاربات .
وهذا يعني ، إن البورصات معرضة لانهيار آخر ليس بسبب " السيولة " وإنما انخفاض مستويات المعادن النفيسة ( الذهب والفضة ) ، فانخفاض هذه المعادن سيؤدي إلى كوارث أخرى ..
وليس هذا فحسب ، وبلغة الايكونمترونك أيضا ، الاقتصاد العالمي معرض للانهيار ليس بسبب فقدان المعادن النفيسة وإنما بسبب ضعف قاعدة الإنتاج الحقيقي " الحيوية " كما حصل في الحرب العالمية الثانية حيث انشغل البشر بالحروب لا بالعمل في بناء الاقتصاد العالمي ..!

هذه النظريــة ( الايكونمترونك ) توضح حقيقة الاقتصاد العالمي في نموه عبر الزمن ، وحقيقة أن النظام الرأسمالي هو نظام طبيعي جدا ً كما في الهيئة ( A ) في الشكل رقم ( 1 ) ، وهو بمثابة هرمون محفز للنمو عبر تاريخ الحضارة الطويل ، لكن هذا التحفيز ، وكما يحدث في الأطفال ، يتوقف عن عمله بعد النضج ، ويستقر النظام العالمي على الهيئة ( B ) في نفس الشكل ، فالشكل الثاني ( ما بعد الرأسمالي المخروطي ) هو اقتصاد جديد لا يزال جنيناً في رحم العولمـــة ، إنــه اقتصاد الاستقرار والرخاء في كافة المجالات وفي كل بقاع الكرة الأرضية ، و هو النموذج الذي نوصي برعايته والاستفادة من تجربة الرأسمالية في تقويته وضبطه ، لنتابع الشكل رقم (1) ويمثل :

" منظومة الاقتصاد الكوني التبادلي القيمة أو جهاز الايكونمترونك Economtronic Apparatus "

وهو المنظومة رباعية الأبعاد لاقتصاد العالمي و الاقتصادات الجزئية المحلية التي تكونه .

ففيه نلاحظ الاسطوانة الخارجية ( نموذج A ) وتمثل " تحصيل " الإنتاج والاستهلاك ، للداخل منها قيمة تمثيلية لهذا الإنتاج ، أو بمثابة " تشفير Encoded" لعملية واحدة هي " الإنتاج – الاستهلاك " التي تتحول من قيمتها الفيزيائية الخارجية الحقيقية إلى قيمة " معدنية " تكافئها المعادن مثل النحاس والحديد والفضة والبلاتين والذهب ، والتي تختزل جميعا ً في " نجم " المعادن وهـــو " الذهــب Gold " .

وهذا ما نقصده بتمثل أو تشفير القيمة value characterizing أي تحولها إلى قيمة رمزية على مسار نامي متطور مع الزمن " مسار الإضافة " الذي ينمو ليشفر مرة أخرى القيمة المعدنية إلى قيمة ورقية paper value تنمو وتشفر أخيراً إلى قيمة رقمية Digitalic Value .
القيم أو الحلقات الداخلية للإقتصاد هي التي تتحكم بهيكل الاقتصاد الكلي ..
فالأرقام تتحكم بالأوراق ، و الأوراق تتحكم بالمعادن ، و الأخيرة تتحكم بعملية " إنتاج – استهلاك " الموحدة في بنية الاقتصاد العالمي رباعية الأبعاد وهذه جميعاً تخضع لمتغيرات الوعي الجمعي المؤثرة في قوانين العرض والطلب .
الشكل التالي يوضح هذه المنظومة التي يحركها الوعي الجمعي لسبعة مليارات إنسان في العالم حسب قوانين العرض والطلب المؤثرة في الإنتاج والتسويق .
المخروط على اليسار ( A )( الاقتصاد الهرمي الحالي ) يمثل الاقتصاد العالمي الحالي وهو في صعود ، لاحظ أن نمو الحلقات الداخلية ( الرقمية والورقية ) للأعلى يشكل تحفيزاً على تسارع الاقتصاد بدفع القواعد السفلى المعدنية والفيزيائية على اللحاق بها ما " يرهق " العمال والفلاحين في العالم ..!


الاقتصاد الفيزيائي ( الحقيقي ) Physical Economy( PH.E):


وهو الغذاء و الأدوات الطبيعية والتصنيعية التي تعتمد في وجودها على " الجهد " البدني والفكري البشري المبذول في سبيل جمعها من الطبيعة أو إنتاجها بالزراعة أو الصناعة .
وكما قلنا ، العملية الإنتاجية الاستهلاكية موحدة في هذا النظام بما يشبه نمو وتقشر الأشجار .
وهو قاعدة الاقتصاد الكوني القديم و المعاصر ، وقد ابتدأ ظهور هذا النوع من الاقتصاد منذ فجر البشرية الأول ، أي ما قبل الحضارات السومرية والمصرية والصينية التي أسست قواعد حضارتنا البشرية الحديثة .
كانت البشرية تعتمد في إدارة اقتصادها الفيزيائي هذا على " المقايضة " أي تبديل فائض الإنتاج لدى فرد أو جماعة معينة بفائض الإنتاج لدى فرد آخر أو جماعة أخرى ، وبقي هذا النظام في إدارة الاقتصاد الفيزيائي حتى عصور " التعدين " حيث أضيفت " المعادن " كحلقة جديدة للاقتصاد العالمي .
يمثل هذا التكوين أو الوحدة من جهاز الايكونمترونك ما ينتج وما يستهلك فيه ، حيث تتضخم هذه الحلقة باستمرار بسبب توالي عملية الإنتاج ، وتفقد من تضخمها باستمرار بسبب توالي الاستهلاك ، لكن المعدل العام يبقى تزايد الإنتاج في الحصيلة وتنامي الاقتصاد الفيزيائي تماماً مثل جذع الشجرة النامي والفاقد للقلف ( المستهلك ).
المادة الأساسية في بناء ونمو هذه " الاسطوانة " هي العقول و العضلات البشرية و " البترول " الذي يمثل كيانات عضوية هالكة عبر التاريخ للمخلوقات الحية ، أي إن ، هذه الطبقة الاسطوانية من هيكل الاقتصاد الكوني التي تمثل الكيان المادي الحقيقي للاقتصاد العالمي تنمو وتتطور بواسطة :
الوقود الحيوي Biological Energy ، سواء البشري أو الاحفوري التاريخي ، أو الوقود المستخلص من النباتات .

الاقتصاد المعدنـــي ( الذهبي ) Golden Economy GO.E :

وهو جزء من الاقتصاد الفيزيائي الطبيعي ، و ابتدأ بعد " التعدين "، أي اكتشاف المعادن التي يسرت المقايضة وجعلتها أكثر انسيابية وسهولة ، وبه تبدأ عصور الحضارة بداياتها الحقيقية ، وكما نلاحظ من الشكل السابق فهو يقع إلى داخل جذع الاقتصاد الكلي الحلقي ، وظهر منشقا عن الأول على مسار الإضافة .
فقد أصبح النحاس والحديد ومعادن أخرى معياراً أو " قيمة " معلومة مكافئة لقيمة الغذاء و الأدوات والجهد المبذول في وجودها " .

فما هذه المعادن إلا معيار مكافيء للقيمة الرمزية " المشفرة Encoded" ، ولكنه لا يعادل قيمة حقيقية للاقتصاد سادت عن الذهب والفضة في أذهان الناس منـذ عصور الحضارات الأولى التي تطورت شيئاً فشيئاً بعد الحضارة البابلية لتصبح " مسكوكات " نقدية تحمل شعارات الملوك وأباطرة العالم القديم بعد اليونان والرومان ، المال أو المسكوكات النقدية الذهبية والفضية يسرت إدارة الاقتصاد العالمي وهي أفضل حلول الحضارة لنموها وديمومتها لكنها ليست مثالية لكونها أبعدت شكل الاقتصاد الحقيقي المعتمد على الموجودات والسلع الطبيعية والجهد البشري المبذول ، حيث أصبح بالإمكان استغلال الإنسان للإنسان دون جهد يذكر بمجرد امتلاك المسكوكات النقدية ، فمن المفترض أن من يمتلك النقود يكون " مؤهلاً " لإدارة الإقتصاد لكونها تختزل ، أو تشفــر الإمكانيات البشرية والحضارية ضمن منظومة كلية ، والعبث والإنفاق غير الموجه لهذه " الشيفرات النقدية codes coinagic " يؤدي إلى وقوعها بأيدي بشر غير كفوئين أو بقدر من المسؤولية الكونية التي تمنعهم من ارتكاب أخطاء بحق الأمم من بني البشر عبر تخريب بنية الاقتصاد الكلية سواء المحلية أو العالمية من دون قصد ، حيث تتماثل بنية الاقتصاد المحلي والعالمي حسب مبدأ الهولوغرام Hologramic principle .
حيث يماثل شكل الوحدة الكلية في الهولوغرام شكل وحداته التكوينية الجزئية .

الاقتصاد الورقي Paper Economy P.E :

وهو الشكل الجديد لتشفير قيمة الاقتصاد النقدية ، ونما عبر التاريخ للداخل من الحلقة الذهبية كما لاحظنا في الشكل رقم ( 1 ) ، فقد ظهر هذا الشكل الجديد من أشكال تسيير وإدارة الإقتصاد العالمي بعد عصر الصناعة وتطور صناعة الورق والمطابع ، وتمثل بداية بــ" الصكوك المصرفية " و " الأوراق النقدية" التي زادت من سهولة تحريك الإقتصاد وسرعة الإنجازات الاقتصادية الكبرى في عصور الحضارة الحالية ، فالأوراق النقدية شكلت محوراً لإدارة شكلي الاقتصاد السابقين :
الطبيعية والمعدنية ، حيث أصبح الاقتصاد المعدني ( الذهبي بالدرجة الأساس ) مشفراً إلى صكوك ورقية مصرفية ترمز للذهب الذي يرمز أصلاً للإقتصاد الحقيقي ، وهكذا أصبح الذهب مغطى كقيمة اقتصادية طبيعية بالورقة النقدية ، وتم اعتماد هذه " التغطية " في مصارف عالمية مالية كبرى معتمدة كمؤسسات محايدة ومقيمة للعملات في العالم ، كما حدث بمعاهدة برتون وودز التي حددت تغطية 35 دولارا لاونصة الذهب في أواسط القرن العشرين .
وهكذا أصبح الاقتصاد العالمي مكوناً من ثلاث حلقات متحدة المركز :
فيزيائية ، معدنية ، ورقية ، فدائرة الفيزياء للخارج لأنها المظهر الحقيقي للاقتصاد ، أما اقتصاد المعادن فهو للداخل منها تليها الحلقة المركزية " المسيطرة " وهي العملات النقدية كقيمة تعريفية للذهب والمعادن الأخرى نمت في قلب جذع الاقتصاد الكوني.
في المنظومة الكلية أو الجهاز الكوني تظهر مفاهيم " النمو Growth " ، التضخم swell " ، " العجز inability " ، " الركود paralysis " و " الانكماش shrinkage " في عدم اتساق حجوم الحلقات وفق المفهوم المجسم ( الاسطوانات بالمفهوم رباعي الأبعاد ) فيما بينها عبر متغيراتها الزمنية. ( تحتاج مناقشتها إلى بنية رياضية - هندسية لنموذج الايكونمترونك في بحث علمي منفصل )

كانت الورقة النقدية هي الحل البديل لدى حضارة بني البشر بعد عصر الصناعة وصولاً إلى مطلع القرن العشرين ، حيث ظهرت اندفاعــة أو وثبة vault بنيوية في كيان الاقتصاد العالمي عمرها حتى ذلك العام يزيد على الألف سنة وتتمثل في " تحكم " فئات محدودة من البشر امتهنت العمل " النقدي " و أصبحت تدير انتقال الأموال ، عبر عمليات البيع والإقراض ، فالبيع من المفترض ان لا يتخطى قيمة ربحية مقاربة للقيمة الطبيعية الفيزيائية للمنتج ، و الأكثر من هذا ، تقوم بتنمية هذه الأموال التي تطورت من صيغة الأوراق النقدية المتداولة بين أغلب البشر إلى صيغة ما يعرف بالسندات و الأسهـــم التي تكون متداولة بين أصحاب الأموال الطائلة في تسلسل يؤدي إلى تزايد سعرها بوساطة البيع متخطياً القيمة الطبيعية " الفيزيائية " كثيراً.
( هذا التخطي يمكن متابعته في الرسم ( ( A من الشكل السابق ( 1 ) في متابعة نمو الحلقات الداخلية قطرياً وطوليا ً للهيكل أسرع من الحلقات الخارجية الحقيقية للاقتصاد ما يعطي الاقتصاد شكله الهرمي ، إن تزايد الثروات كقيمة ورقية نقدية مكافئة للقيمة الحقيقية الطبيعية للاقتصاد الفيزيائي هو الذي جعل السندات المالية أيسر في نقل وتحريك الثروات عبر العالم ، لكن ، تبقى مشكلة التحكم في إدارة هذه العمليات المالية عبر العالم ، فهذه الأموال تعاني من " النمو " والاندفاع على حساب القيمة الحقيقية للاقتصاد الفيزيائي مما يساعد الاقتصاد العالمي على النمو أسرع تماما مثل قمة النبات النامية أو مثل اندفاع الجذور برأس مدبب ، لكن هذا التنامي على حساب القواعد الفيزيائية للاقتصاد والتي تتمثل في جهود و أعمال وإنتاج فقراء العالم الكادحين ، التدبب أو التحدب في قمة الهيكل العالمي للإقتصاد يجب أن تكون اقل ما يمكن حتى لا يرهق الفقراء الكادحين العاملين ، بناة الاقتصاد الحقيقيين ..!
(تناقش هذه المسألة في مشاكل الإقتصاد العالمي في موضوع الأمراض البنيوية في الاقتصاد الكوني)


الاقتصاد الرقمي( Digitalic Economy( Dig.E:

وهو الاقتصاد الذي تقوده المصارف والمتاجر في الأسواق والبورصات العالمية ، آخر حلقات النمو التاريخي للإقتصاد العالمي والمتطور عبر الزمن بصورة طبيعية عن سلسلة تطورات تاريخية كبرى في الإقتصاد الكوني :
ففي البدء تحول الاقتصاد الفيزيائي الذي كان سائداً في العالم في العصور ما قبل الصناعية إلى قيمة معدنية ثم إلى قيمة ورقية ، والتي تحولت إلى " أرقام Digits " في الحسابات المصرفية والبورصات العالمية ، هذه الأرقام نقلت البنية الكونية للإقتصاد إلى الحواسيب الرقمية بعد المكاتب ورفوف الأرشيف ، وحققت قفزات كبرى في القرنين العشرين والحادي والعشرين عبر تحولها من حسابات جامدة تجري عليها فوائد المصارف و أرباح القروض الربوية الدورية ، تحولت هذه الأموال إلى الأسواق بصورة أسهم وسندات و إعتمادات بنكية فدخلت الأسواق التي تتقلب " بحيوية " فأخذت هذه الأرقام بالتذبذب و التأرجح كل ساعة بل كل دقيقة وحتى كل ثانية بسبب دخول الوعي الجمعي البشري بشكل واضح في قلب الجهاز الاقتصادي العالمي..!
حيث تصعد البورصات وتهبط مؤشراتها انسياقاً وراء قوانين السوق الجوهرية " العرض والطلب " و المتأثرة ، فيؤدي العرض والطلب التنافسي إلى تخلل القيمة الحقيقية للإقتصاد حيث تتمدد القيمة الإقتصادية وتتقلص بصورة مخالفة للنمو الطبيعي للإقتصاد العالمي التراكمي التاريخي الحلقي، لكن وبصورة طبيعية لنمطية تسارع الإقتصاد الرأسمالي الربوي الانتفاخي الفقاعي ، فإن العالم الغربي كان ضامناً لجريان العالم كله خلفه وبقاءه في الصدارة إلا إن ما غاب عنه هو عدم وجود " آليات الضبط " المنظمة التي تشرف على نمو الإقتصاد الرأسمالي – الدجتالي( الرقمي Digitalic Economy) .
فالقيمة الحقيقية للإقتصاد تحولت إلى قيمة أسهم وسندات تتم المضاربة بها في الأسواق العالمية التي تؤثر في جملة الإقتصاد العالمي بمسار صاعد في التشكيل الهرمي.
فهذا التأثير يبتدئ من المصارف الاعتيادية التي تترابط دوليا ً في شبكات واسعة من بنوك تعطي المودعين بها " فوائد " سنوية وشهرية ، فمقابل تامين الأوراق النقدية في هذه المصارف تتزايد القيمة الرقمية لهذه الأوراق ، وهكذا بنمط مشابه تنمو قيمة الأسهم التجارية والصناعية الخاصة بالشركات والمجاميع التجارية ولكن بخلاف المصارف تخضع هذه المضاربات لتغيرات السوق في كل لحظة ما يجعل دخولها من قبل " المغامرين " شبيه إلى حدٍ بعيد بالمقامرات والمراهنات .. فليس الربح مضمون دائماً بالنسبة للأفراد ، لكن ، وراء كواليس الدوائر المتحكمة بالـــ"مسرحية " الإقتصادية في عصر الإقتصاد الرقمي ، هناك القوى الموازنة بين دعائم التكوين الإقتصادي الثلاث في العالم
البترول – الذهب – الدولار ، والتي تضمن عبر إدارة هذا المثلث نقلات صاعدة بجوف الاقتصاد الرقمي تضمن لها المزيد من الربح والثراء على حساب الكادحين الفقراء ..!
فالدولار الأمريكي عملة العالم كله بعد الحرب العالمية الثانية وخطة ( مارشال ) ، و هو عملة التبادل العالمي لأسواق الذهب والبترول خصوصاً ، فما يعرف بسياسة " البترو دولار " هو الضامن لسيادة الدولار عالمياً عبر الحاجة له لشراء النفط ..
ففي انتصاف القرن العشرين حدث تغير جوهري في بنية الاقتصاد العالمي وهو تحول "القيمة الحقيقية " للإقتصاد إلى نمط جديد من الأنماط الطبيعية ويتمثل في تزايد اعتماد الاقتصاد على " المحروقات " الاحفورية للكائنات الهالكة عبر التاريخ بدلاً من " العضلات " الآدمية الحية ..
فبالإضافة للقيمة الطبيعية للإقتصاد ، العامل البشري كان أهم العوامل التي تضع اللمسات الحيوية على تكوينه ، ففيها جهود ذهنية وجهود عضلية ، ظهرت الآلات في القرن العشرين ، و بعد تطورها حلت بالتدريج محل مساحة واسعة كان يحتلها الجهد العضلي ، لكن ، دون أن تزيحه تماما ً ، وهذه هي أهم تلميحات الإيكونمترونك ، حيث لا يوجد استبدال وإنما " إضافة " عبر مسار الزمن ، وكذلك بدأ الكومبيوتر بإشغال حيز كبير في إدارة الإقتصاد الرقمي مخففا ً العبء عن العقل البشري ، وهكذا دخلت حلقة جديدة " متسارعة النمو " في بنية الاقتصاد الكوني ، لكن نمو هذه الحلقة " الرقمية " مثل الفرس البرية التي يصعب ترويضها ..!
فهي تتأثر بالبعد السيكولوجي للإقتصاد كثيراً ومن الوارد أن تنسف الحلقة الرقمية الاقتصاد العالمي برمته ربما بواسطة حمية هوجاء للمراهنات والمضاربات في البورصات ، حيث تجعله يتسارع مجوفاً ( فقاعياً ) مع الزمن سابقاً حلقات الاقتصاد الأخرى كما في الشكل ( 2 ) ، فالأزمة المالية حدثت في حلقات ( اسطوانة ) الورق التي لم تستطع تلبية مضاربات حلقة الأرقام ، لكن ، هناك مشكلة اكبر في اقتصاد العالم تتمثل في علاقة الورق بالمعادن وعلاقة الأخيرة بالاقتصاد الحقيقي الخارجي .
فالاقتصاد العالمي بعد عصر الصناعة وحتى العام 2012 سيبقى في نسقه الهرمي ( المحفز على النمو بسبب طبيعة النظام الراسمالي البنيوية ) والذي يتجسد في صورة الهرم على ورقة فئة الواحد دولار الذي اعتبر فجر الدولار فجر " النظام العالمي الجديد" الهرمي أو المخروطي الذي قادت أميركا فيه البشرية لمائتي عام ، هذا الهرم الذي شارف على ان ينهار كلياً ليتحول إلى الشكل الجديد " الآسيوي " المكعب أو الاسطواني .
سندرس هذه المشكلات البنيوية " الخفية " وعمقها في الجزء اللاحق .

كيف حدثت الأزمة المالية * ؟

وفق الشكل ( 3 ) وهو منظومة الإيكونمترونك ، نلاحظ إننا سنكتب تعبيراً أدق لوصف السبب بدلاً من ( فقدان السيولة ) السائد في المحافل الاقتصادية هذه الايام ، ففي الشكل التالي نلاحظ ان السبب هـــو :
ضعف السيولة مقارنة بحجم المضاربات " المتطاولة " والتي تعرف في السياق الدولي العام " الفقاعات " مثل الأسطوانية الطولية للإقتصاد الأمريكي في وول ستريت Wall st.
لاحظ في الشكل ( 3) الثروة الرقمية المشطوبة قدرت بثلاثين ترليون دولار ( ثلاثين ألف مليار دولار ) حسب آخر إحصائيات العام 2009 ، كيف يمكن للثروة أن تشطب من قيمة الاقتصاد العالمي ..؟؟
إذا دققنا في هذا الشكل نجد إن أزمات : الكساد الكبير و أزمات آسيا ، و الأزمة المالية الحالية إنما تكون بسبب النمو المتطاول للاسطوانات الداخلية : الرقمية والورقية ..
ومن متابعة الشكل المبسط هذا ، يمكننا استشفاف انهيار مستقبلي إذا ما توافرت الظروف ويتمثل في فقدان السيولة المعدنية ( و الأصح ضعف الإسناد المعدني ) من الذهب ، وهو سيؤدي إلى تراجع دراماتيكي من جديد ولكن ، حتى في هذه المرة ، لا يمثل الذهب الاقتصاد الحقيقي ..!

ما يعني إن الاقتصاد العالمي بحاجة إلى إدارة مركزية تراعي حسابات دقيقة في حجم كل اسطوانة نامية في بنية الاقتصاد العالمي أو المحلي لأي دولة في العالم ، وهذا النموذج الرقمي – الهندسي سيصبح دليلاً في التنبؤ بأي أزمة مستقبلاً وسيكون خير معين للنهوض بدولٍ منهارة أيضاً ، وهذا بدوره سيسهم في جعل العالم خالياً من الفقر حقيقة وليس وهما ..

العالم بحاجة إلى إدارة مركزية تعالج أي مشكلة في الهيكل الكلي للإقتصاد العالمي عبر نموذج " الإيكونترونك " هذا الذي يحتاج إلى بنية حاسوبية مستندة على بيانات دورية على مدار الساعة ما يعني تحتاج إدارة الاقتصاد العالمي إلى مراكز مراقبة في كل أسواق العالم تشرف عليها مباشرة لتحدد هي بدورها حجم كل أسطوانة بما يخدم النمو الطبيعي للإقتصاد العالمي الذي سيصبح عبارة عن مجسم هندسي " متغير " أو تفاعلي تظهر فيه تقلصات و تمددات في اسطواناته بالإمكان بث تحولاته عبر الإنترنت لتكون معلومة لدى أي متتبع أو مختص في العالم . فنسق الهيكل العام ثلاثي الأبعاد لكنه متحرك أو تفاعلي ما يعطيه بنية زمنية إضافية تجعله رباعي الأبعاد ولهذا السبب أسميناه بالإيكونمترونك .


مخاطر بنيوية في هيكل الإقتصاد الكوني
Structural Risks of Universal Economy



سرطان الإقتصاد الكوني Economic Global Cancer

مشكلــــة النمو غير الطبيعي للأموال بأن تودع في بنوك ، فتقوم هذه البنوك بزيادة هذه الأموال وفق نظام خاص يسمى سعر الفائدة ، أو تقوم هذه البنوك بتقديم قروض مصرفية تساهم في تعديل وبناء مسار الإقتصاد الكوني وتحفزه على النمو السريع من جهة لكنها من جهة أخرى تبني " تجاويف " فقاعية في هيكلية اقتصاد العالم، فهذه الفوائد التراكمية تكون سنوية أو شهرية أو غير ذلك ، النتيجة هي ، تحول الورقة النقدية من قيمة مكافئة للإقتصاد الفيزيائي إلى " قيمة حقيقية " للإقتصاد ..!
فالأوراق بدأت تنمو دون أن تستأذن من " الاقتصاد الفيزيائي الحقيقي " ، إنها تنمو ببطء لكن تراكم هذا النمو سيؤدي إلى " تضخم " القيمة في أماكن دون أخرى كما لاحظنا في الاشكال السابقة ، فلن يكون هناك نمو متوازن بين الوجود الفعلي للإقتصاد والوجود الورقي ، هذا النمو المتباطئ والذي عرف قديماً باسم " الربــا" وحرمته الأديان في قيمة النقود أدى إلى تزايد المشاكل في هيكلية الإقتصاد العالمي التاريخية التراكمية ، فما يخفى على الكثير من الناس إن الإقتصاد العالمي كيان تاريخي عمره بعمر الحضارة البشرية أي ما يقارب السبعة آلاف سنـــة ..!
وتنامي الربـــا بصورة مضطردة بعد عصر الصناعة الحديث أدى إلى مشاكل فقاعية تزيد من قيمة الإقتصاد في الدول التي تسهل هذه القروض على حساب القيمة الحقيقية الفيزيائية الواقعية ...!
فهذه الدول ينمو اقتصادها ظاهرياً بفعل الانتفاخ الفقاعي الربوي ، ويبدو و كأنها عمالقة إقتصادية يكسبها الشكل الفقاعي للإقتصاد المزيد من ( شهرة المحل ) مثل الولايات المتحدة التي انتفخت بما يزيد على حجم اقتصادها الفيزيائي لمدة خمسين سنة ، حتى لو تجاوزت الأزمة الحالية التي فجرت فقاعتها فهي ستنفجر في كل الأحوال ، الفقاعة الربوية أصلاً قنبلة أو لغم في بنية العالم تنفجر عاجلاً أو آجلاً ولا يمكن للغرب أن يفر من فقاعاته للأبــــد ..!
فالمصارف التي تقرض بفوائد كبيرة تقوم بزيادة سرعة البناء والنمو الإقتصادي من جهة لكنها تزيد من " قيمة " الإقتصاد فوق استحقاقه من جهة أخرى ، كذلك المضاربات والبيع المتخطي للقيمة الطبيعية الفيزيائية كثيراً ، ما يؤدي إلى " موجــــة " في تزايد قيمة كل شيء في تلك البلاد ..أي " الإنتفاخ " ..كما حصل في التمدد المتسارع للإقتصاد الأمريكي خلال الخمسين سنة الماضية .
فهي تنمو أسرع وتبني أسرع ، وتسدد ديونها أسرع ، وتجذب العمالة والقوى البشرية أسرع ، وتعاد الدورة من جديد بزيادة فوائد " المستثمرين " بفائض القيمة هذا الذي يثريهم ويعود بالفائدة على البلدان التي يبنوها وجلها في الغرب ، لكن ، على حساب الإقتصاد الكوني ككل ، حيث يتحول إلى اقتصاد هرمي سنامه وقمته البلدان التي توفر سيولة نقدية وتسهيلات مصرفية عالية في الولايات المتحدة وأوربا فيما بقية العالم الذي يوفر العتاد الحقيقي للإقتصاد الكوني " البشر " سيعاني من تدني قيمة الاقتصاد عبر " هبوطات " حادة في قيمة العملات الوطنية على مستوى العالم التي تدفع إلى تدني قيمة الإقتصاد الفيزيائي إلى أقل من استحقاقه الحقيقي مما يؤدي إلى " فقاعات سالبة " كما يحدث في الإقتصادات الآسيوية التي انفجرت على العالم مدمرةً كل شيء ، إلى درجة أن الدولارات التي ملأت أميركا بها الدنيا لم تتمكن من احتواء هذا المد الفيزيائي الجارف من الإنتاج في آسيا والذي خفض أسعار البضائع إلى مستوى حير علماء الإقتصاد في الغرب كثيراً ، سنناقش هذا بالتفصيل في الفقرات التالية .


مشكلــــة الفقاعات الإقتصادية Economic bubbles الموجبــــة في الغــرب

نمو الأموال سرطانياً نقصد به تزايد " قيمة " الورقة النقدية " أو سندات المال دون مقابل في زيادة الثروة الطبيعية الفيزيائية ، وينطبق هذا حتى على عمليات البيع الطبيعي البسيط إذا ما تلاعبت بقوانين العرض والطلب وادت إلى زيادة القيمة ( * * )، فقيمة سيارة مثلاً تساوي عشرين ألف دولار ( بالورقة النقدية ) لكنها بالقيمة الفعلية الفيزيائية ( الطبيعية ) تعادل شغلاً بشرياً منجزاً يكافئ عشرين ألف ساعة عمل في " آسيا " و أربعمائة ساعة عمل في أوربا ..وهي تساوي ما قيمة مئتي برميل نفط خام في الخليج !
من هذا المثال نفهم أن سعر السيارة رغم ثباتيته النسبية لكنه لم يعد يكافئ القيمة الحقيقية للاقتصاد الطبيعي بل بات يخضع للتغيرات الحضارية الجيو – سوسيولوجية ، أي دخول العامل السيكولوجي الاجتماعي كعامل أساسي في الإقتصاد العالمي بعد أن كان ثانوياً في اقتصاد العالم ما قبل الصناعة ، وفي هذا السياق أسعار العقارات كثيراً ما تتأثر بهذه المتغيرات مما زاد من شروخ أزمة الإدارة المالية الكونية ، فالسمعة المحلية ( شهرة المحل ) أصبحت أهم أسباب هذه التمدد السرطاني في القيمة النقدية بسبب البناء " الهرمي " للإقتصاد العالمي ..
فسوق العقارات هي أكثر ما تخضع لهذه الهرمية ، فالعقارات في نيويورك كانت حتى وقت قريب في العام 2000 هي أغلى العقارات في العالم وربما وصل السنتمتر المربع الواحد إلى قيمة ألف متر مربع في تركيا مثلا ً ، وهذا يعني ان القيمة أصبحت هرمية بسبب سمعة الولايات المتحدة الدولية ومكانتها الاقتصادية في العالم بسبب سيطرتها على مراكز إدارة المال في العالم عبر تحكمها في تحويل قيمة المحروقات ( جهد الآلة ) إلى أوراق الدولار بسياسة البترو- دولار ، لكن المشكلة في دولارات أميركا إنها تطبع بدون غطاء " بترولي " وهذا ما يفسر التزايد المتسارع لأسعار النفط قبل ألازمة المالية العالمية في 2008 حين اقترب سعر البرميل من مائة دولار ، وهذه القيمة المتمددة التي لا تكافئ الجهد الفيزيائي أو المقدار الفيزيائي الطبيعي للاقتصاد الحقيقي هي ما تعرف اليوم بالفقاعة الاقتصادية التي انفجرت فحاول ان يرتد الاقتصاد العالمي إلى شكله الحقيقي والغرب عبثاً يحاول اليوم ترقيع الفقاعة الاقتصادية و إيقاف التسرب " الرقمي " في الاقتصاد.
هذه الفقاعة الاقتصادية كلما كبرت ، زادت الأوراق في أيدي الرأسماليين و الأرقام في بورصاتهم وازدادوا ثراءً على حساب جهود البشر الذي يمضون ساعات عمل شاقة في بناء الاقتصاد الحقيقي العالمي ، أو قيمة الطاقة المتحررة من تكسر الأواصر الكربونية النفطية بديلاً عن العضلات ( *** )، الفقاعات تكبر ، وساعات العمل تزداد قيمتها ضآلة فتزيد معاناة كثير من البشر في العالم في شكل جديد من أشكال العبودية حيث تتقلص القيمة في مناطق الفقر في العالم ، خصوصاً في إفريقيا و آسيا و أميركا الجنوبية ، فيما في الجانب الآخر من عالم يتحكم فيه حفنة من الأثرياء بالثروات يزدادون ثراء بسبب تمدد الفقاعات في أرقام حساباتهم المصرفية ، هذه الفقاعات مهددة بالانفجار في أية لحظة بسبب أخطاء إدارية بسيطة تراكمية على مدى طويل أو طارئة كما حدث في العام 1929 حيث شهدت " وول ستريت Wall St " ما عرف بأزمة الكساد الكبير ، و انفجار الفقاعة الاقتصادية الأمريكية في 2008 بفعل أزمة الرهن العقاري ، إذ يعود الاقتصاد بعد كل حال " تنفيس " في الفقاعة الكبرى إلى قيمة حجم للاقتصاد أدنى من قيمتها التمددية ، ولو آل للأزمات الاقتصادية الاستمرار فهي ستعود بعد سنوات إلى الحجم الحقيقي للإقتصاد .. الطبيعي الفيزيائي الذي يساوي الاقتصاد العالمي مكافئاً بساعات عمل بشرية ثابتة في أي بقعة على سطح الكرة الأرضية على غرار ما يعرف اليوم في السوق من مفهوم " سعر " الوحدة الحرارية للنفط أو سعر الوحدة الحرارية للغاز ، لما لا تكون هناك تسعيرة وحدة حرارية للعضلات الآدمية ؟ هيكل الاقتصاد العالمي إذا ما تحققت له إدارة مركزية سيضطر إلى وضع مثل هذه التسعيرة التي ستكون ثابتة أو بمتغيرات طفيفة حول العالم لتضمن حيوية وديمومة اقتصاد بني البشر الذي سيخفف الكثير من أعباء الفقراء الكادحين حول العالم ..!

مشكلــــة الورقة الأمريكية الخضراء ( الدولار )
وصناعة الفقاعة السالبــــة في " آسيا "

ما زاد المشاكل في الاقتصاد العالمي وجعله ينحرف كثيراً عن قيمة " الجهد " الآدمي للعمال والفلاحين في العالم نحو تمدد جنوني في قيمة الورقة النقدية هو تحول العملة النقدية إلى " تغطية " قوامها المنعة الدولية والسمعة العالمية للإقتصاد كما فعلت الولايات المتحدة الأمريكية التي تطبع الدولار بدون تغطية ذهبية منذ الحرب الفيتنامية ، فالحرب العالمية الثانية انتهت في 1945 م بانهيار الإقتصاد العالمي ، حيث كانت الصناعة والزراعة ترتكز في أوربا والولايات المتحدة قبل الحرب ، والحرب أدت بقيمة الجهود البشرية التي انصبت في تمويل التدمير والتخريب في البنى التحتية لغالبية الإقتصاد العالمي أدى إلى انفجار الفقاعة الغربية ، بل ، وتكسر قيمة الاقتصاد في أوربا وروسيا وآسيا إلى ما دون مستويات القيمة الحقيقية للإقتصاد الفيزيائي بسبب زوال البنى الهيكلية للمؤسسات والمصانع وتفشي الأمراض و " اليأس " والبطالــة ، فالعامل السيكولوجي يدخل في " تمديد " القيمة الإقتصادية ، وهنا جاءت النجدة من الولايات المتحدة الأمريكية لأوربا بخطة مارشال ، حيث يقبع اغلب الرأسماليين وأدهاهم من الذين جنوا ثروات " قيمة " نقدية عالية ، الفخ التاريخي الذي وقعت به الولايات المتحدة الأمريكية هو اعتمادها مبدأ التضخم العالمي في الإقتصاد ، والذي يتم تجميله في المحافل الأكاديمية باسم : التضخم الوافد ..الذي أسهم بشكل ٍكبير في صناعة فقاعة سلبية لا يؤدي انفجارها إلى انكماش في الاقتصاد كما يحدث في الغرب الصناعي – الزراعي ، بل العكس ، تفجر الاقتصاد وتمدده في شذوذ يشبه شذوذ الماء بعد تجميده ، حيث أدى التضخم الوافد في اليابان والشرق الآسيوي وفي الصين خصوصاً إلى تمدد الاقتصاد الفيزياوي الحقيقي في الشرق بما يوازي تمدد الفقاعة الفارغة الرقمية في الغرب ، بسبب إنضغاط الاقتصاد الفيزياوي إلى دون طبيعته ..!
فعندما نقول تضخم في اقتصاد دولة ما فهذا يعني أن العملة النقدية زائدة فوق حاجة السوق ما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار ، لكن من النادر ان يتم الحديث عن تضخم الإقتصاد العالمي رغم وجود عملة دولية رائجة هي الدولار وتعاني من هبوطات مرعبة قلصت قيمتها أمام عملات عالمية ثلاثين مرة خلال ربع قرن ، ما أدى إلى " عزل " آسيا في حقبة من الحقب ، وبالتحديد الصين ، التي سعت من خلال نظامها الاشتراكي إلى نوع من الإصلاحات الهيكلية التي قادتها في سبيل الاكتفاء الذاتي ، ما جعلها تحتقن بثورة الإنتاج الذي فاض عن الحاجة وشجعت سيولة الدولار في العالم على تسويق المنتجات الصينية بدرجة عالية حيث القيمة السقوطية للدولار كانت السبب في ضغط الإقتصاد الفيزيائي إلى أقصى حدٍ ممكن في الصين ( تكوين الفقاعة السالبة ) ما أدى إلى تسويق المنتج الصيني للعالم بأسعار خيالية في رخصها ، حال الفقاعة السلبية كان يلف العالم ، لكن من استفاد منه هو البلدان الفقيرة جداً والتي نهضت بسبب التخطيط الحكومي بمدة قياسية ، ما أدى إلى تنامي الاقتصاد الآسيوي الذي دعم الاقتصاد العالمي مطلع القرن الحادي والعشرين مستفيداً من تضخم الدولار الذي انعكس بارتفاع أسعار النفط إلى حدٍ بعيد ، كون البترول لا يباع إلا بالدولار حصرا ، ما يعكس التضخم في جانب رئيسي هو ارتفاع أسعار النفط المتسارعة بفعل تنامي الطلب العالمي وضعف الدولار الذي يطبع بدون تغطية ..!
فالحديث عن التضخم في الاقتصاد العالمي لن يضر الغرب كثيرا قدر ما يضر المناطق الفقيرة من العالم فيزيد معاناة الفقراء ( **** )، فالاقتصاد الرقمي يتنامى بفعل منعة ومركزية الحضارة الغربية التي هي قبلة الجهود و الأموال العالمية لأجل الاستثمار ، وطبع زيادة في الورق النقدي الأخضر تزيد من ثراء و أرقام الأسواق الغربية ، لكنها تخفض قيمة الدولار بسبب توفره ( حسب قانون العرض والطلب ) ما يعني تراكم المعاناة بتدني الأجور والسعي إلى رفعها وما يشكل هذا اللا استقرار في أجور العمل من معاناة واضطراب في الهيكل الاقتصادي ، وتكوين ما يعرف بالتضخم الوافد ، رغم ذلك ، فقراء آسيا واعتمادا على قواهم البشرية جرفوا خلال العقد الأول من مطلع القرن الحادي والعشرين هذه الدولارات المتضخمة مثل سيل عارم عملاق ..!

من أين جاءت لآسيا كل هذه القــــوة ؟

السبب هو بساطة " الرقمية " و " الورقية " في بنية الاقتصاد الآسيوي واعتماد آسيا على الاقتصاد الفيزيائي الحقيقي بدرجة كبيرة بجانب ضغط التضخم الوافد عليها ما يعني إن الفجوات الفقاعية هي من النوع السلبي و النموات الرقمية في البنية الإقتصادية الآسيوية سالبة ٌ أيضا ً ، لذا فإن :
العالم خلال العقد المقبل ، بعد العام 2012 سيشهد تحول مركزية الإقتصاد الكوني إلى آسيا بصورة طبيعية ، هذا الإقتصاد " الجديد " بحاجة إلى بناء على أسس وآليات ضبط تستفيد من التجربة الرأسمالية الهرمية لتتحول إلى نمط جديد من الإقتصاد المكعب الذي ستتضح ملامحه خلال العقد المقبل ، وبحدود العام 2020 حيث تصبح الصين قوة الاقتصاد الأولى في العالم ، وإلى ذلك الحين سيلجأ الآسيويون إلى عملات قوية قابلة للتغطية بالإقتصاد الحقيقي مثل اليوان الصيني الذي يحتاج طبعه إلى ضبط مكافئ لقيمة الإقتصاد الفيزيائي الصيني في حالة بقي على حاله كعملة وطنية ، وإلى مكافئة الاقتصاد الفيزيائي العالمي الكلي في حالة تحويله إلى عملة ً دولية ، كذلك الدينار الخليجي الموحد ، من شأنه أن يصبح عملة المبادلة الدولية إذا أصبح بديلاً عن الدولار في بيع النفط بشرط مكافئته كعملة نقدية دولية تغطي الإقتصاد الفيزيائي العالمي " النفطي " ضمن مراحل متدرجة طويلة الأمد .
اليورو ، عملة دولية " محترمة " كونها تحترم حجم الإقتصاد الأوربي ولا ترمي به أوربا في مغامرات لا طائل منها كما تفعل أمريكا بفعل توسعها العسكري والسياسي و المخابراتي في العالم الذي دفعها إلى ضخ الدولارات بما يفوق حجم الإقتصاد الكوني نفسه ، إضافة إلى وجود خلل جوهري في نظامها المالي الذي يسمح بفعل حريته إلى عدم تقييد الأرباح و التحويلات ونمو الإقتصاد الرقمي الذي نفخ أميركا حد الإنفجار ، وجعل أرقامها في وول ستريت تتطاول حــد الانهيار
، وما حدوث كارثة جديدة عنها ببعيد ..!

هوامـــش :

( * ) الأزمة المالية ليست مفاجئة ولا كانت غير متوقعة من قبل الاقتصاديين ، كانت هناك أزمات مستمرة ، لكنها لم تكن خارجة عن السيطرة في سنوات القرن العشرين المائة ، كون الاقتصاد العالمي في مجمل ذلك القرن تركز في الولايات المتحدة و أوربا ، خصوصا بعد الحرب العالمية الثانية و انهيار الاقتصاد العالمي ، للمزيد أنظر :
بول هيرست & جراهام طومسون ، ما العولمــة ؟ الاقتصاد العالمي وإمكانات التحكم ، بترجمة فالح عبد الجبار ، عالم المعرفة ، الكويت (2001 ) .

( ** ) سبق وان سجل الاقتصاد العالمي هذه الأسباب فيما عرف بالأزمة الآسيوية في منتصف التسعينيات ، حيث كانت " تايلاند " مصدر الأزمة في آسيا ، وقد أدت تدفقات رأس المال التي رفعت حجم الاقتصاد بنسبة 12 % من مجموع الناتج المحلي التايلندي في العام 1995 ، حيث لم تكن هذه الأموال تعزز الإنتاج المحلي الفعلي الزراعي والصناعي بل تسهم في نفخ فقاعة أسعار الأصول ، فسعر صرف العملة ينهار إذا ما سحب المقرضون أموالهم ، فديون تايلاند كانت ( 45 . 6 ) مليار دولار فيما كانت احتياطاتها النقدية كانت فقط ( 37 . 7 ) مليار دولار ، وحسب القاعدة " الإيكونترونكية " في نموذج هذه النظرية فإن هذه الديون أسهمت في بناء الفقاعة التي دفعت " مركز " اقتصاد تايلاند للاندفاع الذي أخلى المساند الحقيقية للهرم ، أي الاقتصاد الفعلي والمعدني خصوصا الذهب ، للمزيد حول أزمة تايلاند :
نفس المصدر السابق ، ص 210 – 211 .

( *** ) بالإمكان أن نفهم معنى هذه الكارثة عندما نطالع بيانات العام 1997 في تموز التي تقول أن 39 % من ديون اليابان كانت رأس مال المصارف . المصدر السابق ص 214 .

( **** ) صندوق النقد الدولي أوصى في الأزمة الآسيوية بضرورة تخفيض السيولة ودفع الاقتصاد للإنكماش لتحقيق التوافق بين إجمالي العرض والطلب مع إن ذلك يزعزع الاقتصاد ويهدد بفناء الدول الآسيوية ، لهذا السبب فلن يوصي بهذه الوصية في ظل الأزمة التي سببتها أسواق الولايات المتحدة الفقاعية .
انظر المصدر السابق ، ص 239 .



#وليد_مهدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مراقب العقل ( الضمير )
- دراسات قدرات الدماغ الخفية( الباراسايكولوجي) في الإتحاد السو ...
- الباراسايكولوجي والطاقة الفراغية الكمية_Parapsychology & Qua ...
- الباراسايكولوجي والطاقة Energy and Parapsychology
- الطاقة Energy .. رؤية علمية معاصرة
- أزمة الطاقة Energy crisis ..العلاقة الجوهرية مع تخلف الفيزيا ...
- عاشوراء - بابل ، وعاشوراء كربلاء ، اخوة من أم واحدة !
- ثلاثة خطوات إستراتيجية لإنقاذ العراق - 3
- ثلاثة خطوات إستراتيجية لإنقاذ العراق - 2
- ثلاثة خطوات إستراتيجية لإنقاذ العراق - 1
- ماذا أعد - الله - للعراق ؟
- عندما تستفيق ُ آسيا - 2
- عندما تستفيق ُ آسيا - 1
- نهاية الإنكلوسكسونية ... والدخول في عصر التنين ( الفصل الراب ...
- نهاية الإنكلوسكسونية ... و الدخول في عصر التنين ( الفصل الثا ...
- نهاية الإنكلوسكسونية ... والدخول في عصر التنين ( الفصل الثان ...
- هل تفرض الصين نفسها بديلاً إقتصادياً وثقافياً عندما ينهار ال ...
- نهاية الإنلكوسكسونية .. والدخول في عصر التنين ( الفصل الأول ...
- أميركا .. و كلمة الوداع الأخير
- بين يدي الله .... في ذكرى تسونامي آسيا


المزيد.....




- بورصة -وول ستريت- الأمريكية تتلون بالأحمر بعد بيانات اقتصادي ...
- شويغو: عرض النصر سيقام العام الجاري بمشاركة الحائزين على الم ...
- “الاصفر عامل كام عراقي“ سعر مثقال الذهب اليوم في العراق عيار ...
- ارتفاع أسعار النفط مع تجدد المخاوف في ظل توترات الشرق الأوسط ...
- انخفاض أسعار الصرف اليوم…سعر الدولار في السوق السوداء الأربع ...
- الأكبر في العالم.. تفاصيل مشروع قطري جزائري جديد بميزانية ضخ ...
- ما المكتوب على القناع الذهبي للملك المصري توت عنخ آمون؟ وما ...
- وزيرة الخزانة: اقتصاد أميركا قوي والخيارات متاحة للرد على ال ...
- -بلومبرغ-: فريق ترامب يدرس إجراءات ضد الدول التي تتخلى عن ال ...
- الاقتصاد الأمريكي ينمو 1.6% في الربع الأول من العام بنسبة أق ...


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - وليد مهدي - تركيب هيكل الاقتصاد العالمي التبادلي حتى العام 2012