كيف أدرك الشرق الوعي الكلي ؟

وليد مهدي

الحوار المتمدن-العدد: 2967 - 2010 / 4 / 6 - 13:52
المحور: الطب , والعلوم
    

هذا المقال رد على استفسار الأخ " Leo " حول معرفة الشرق للوعي الكلي .. رغم كل التأخر الذي تعانيه فلسفة الشرق الاولية عن ركب الحضارة المعاصرة ..

في الحقيقة ، فإن المتابع لسلسلة تطور المعرفة البشرية في مجالي السيكولوجيا والفيزياء يدرك بان حضارتنا هي حضارة " المكان "
الحضارة التي يرتادها الغرب اليوم والتي ابتدأت من بابل قبل اكثر من اربعة آلاف عــام..
فالهندسة هي ليست أساس البناء والعمران فحسب..
إنما أساس الصناعة بمختلف تنوعاتها ..
الشرق القديم في بدايته السومرية المتواضعة كان يظهر " بقايا " لحضارة أخرى ، حضارة لم تترك لنا من تقنياتها إلا القليل فيما يتعلق بالأهرامات وجنائن بابل المعلقة ، فالسومريون أنفسهم رووا عن ميراثهم لتقنية حضارة سابقة لطوفان عظيم غطى العالم ، وكما يظهر من خلال دقة " التنجيم " والفلك ونظام التوقيت والزمن ، فإن الحضارة المفقودة هي حضارة الزمن ..!
لم يظهر إلا مؤخراً حقيقة " قوة " الزمن ، فبعد النظرية النسبية ، وظهور ما يعرف بالهندسة النيمانية في منتصف القرن الماضي اتضح بما لا يقبل الشك أن شكل العالم بمقياس رباعي الأبعاد يختلف عن شكله الذي تصوره الكاميرات وتراه العيون ... إنه " خريطة " من مطبات والتواءات زمكانية ، حتى إن الزمن يلعب فيه الدور الأبرز وكأنه هو القوة والجاذبية وكل قوة أخرى في الطبيعة ..
حضارتنا المعاصرة ، توقفت فيزيائها منذ مئة سنة عند هذا الحد !
الزمن بقي لغزا رغم كل شروح النظرية النسبية ، ومن الواضح لمن يدرسون الباراسايكولوجي إن الوعي كظاهرة غنما هو " هيكل " رباعي الأبعاد للدماغ ، هناك البعد الزمني للعقل لا يزال خفيا ، وبما إنه مرتبط بالجاذبية الطبيعية او الجاذبية السوداء التي شخصها أينشتاين ، وهي معاكسة للأولى ..
فمن الطبيعي أن نستنتج إن أي حضارة سابقة لحضارتنا العصرية من الممكن ان تكون تطورت بتقنيات " الزمن " وتمكنت من " قلب اتجاه الزمن " الذي يؤدي إلى خلق الجاذبية المضادة ..
الصورة في الشرق القديم معقدة في هذا الشأن ، ففي الصين القديمة رواية عن ان الصين هي مهد لحضارة مبادة كانت قبل خمسين ألف سنة ، كانت لديها أطباق طائرة ، تعمل بالضد من الجاذبية .. كانت ترى مستقبل كل البشر .. أي كانت لديها تقنية في رؤية مسارات الزمن التي ترصدها الهندسة النيمانية لدينا ، ولكن بمجالات اخرى غير الفلك ، وإنما هندسة الزمكان الاجتماعي ، وقد اشار إليها القرآن بأنهم قوم نوح " إنهم كانوا اشد و أطغى " ..
هذه الحضارة البائدة نتفوق عليها فقط في الكهرباء .. وعلوم الذرة وهي معرفة تتعلق بهندسة المكان ..
كذلك حققت حضارتنا عليها تفوقاً نوعياً محسوباً وهو " الآلات الميكانيكية " والروبوتات الذكية ..
ولو آل امتزاج ميراث " آغارتـــا " الصينية البائدة المتعلق بالوعي والزمن مع ميراث " أميركـــا " التي تقود الغرب حالياً ، فإن " عصر الأنسنة الآلية " يأذن بالظهور لا محالــة ، وهذا هو الذي سندرسه بالتفصيل مستقبلاً ..
التفوق النوعي لتلك الحضارة إن وجدت سيكون بالوعي والعقل وعلاقته بالزمن والماضي والمستقبل .. لكنه يقصر في الميكانيكا والآلات المعقدة ، والحديث يطول في هذا الموضوع وإن شاء الله سنفرد لـــه دراسة مفصلة منهجية علمية في القريب العاجل ..

#وليد_مهدي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل