أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وليد مهدي - الاتجار بالعلمانية : كامل النجار انموذجاً















المزيد.....

الاتجار بالعلمانية : كامل النجار انموذجاً


وليد مهدي

الحوار المتمدن-العدد: 3174 - 2010 / 11 / 3 - 11:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في محاورة مازن الوراق له المنشورة في الحوار المتمدن في الرابع والعشرين من اكتوبر تحدث السيد النجار عن التشكيك والإلحاد في الاديان , ومن يومها ترددت في التعليق أو الكتابة حول ما جاء في محتوى الموضوع من هجوم صاعق على كل ما هو موروث ، خصوصاً الموروث الديني الإسلامي ، إذ كان حديث النجار عن الرسول محمد وكانه يتحدث عن سادي مريض لا يختلف عن جوزيف ستالين أو أدولف هتلر , في نفس الوقت فإن الموضوع لم يكن مقالاً يدرج ضمن خانة رأي الكاتب وإنما حوارا يجريه الحوار المتمدن معه , وهذا هو سبب ترددي , فموقف هيئة تحرير الحوار المتمدن من سلسلة الحوارات هذه ، وبدلاً من مراجعة باقي المقالات وما قد تكشفه من توجهات السيد النجار بات لزاماً علي أن " أنبه " هيئة تحرير الحوار المتمدن إلى أنها في تبنيها لمثل هكذا محاورات إنما تسيء للحوار المتمدن بنظر الجمهور المناصر لليسار والمسحوقين في العالم !
وبغض النظر عن السوء الذي كانت عليه شخصية " محمد " فإن الاستتار بالعلمانية والإصلاح الاجتماعي والمطالبة بالحقوق فيما يكون التوجه متماشياً مع الهجوم الإعلامي غير المسبوق على كل ما هو مقدس ٌ وإسلامي من قبل منظومات التحكم والسيطرة الرأسمالية النيوليبرالية فهو امر غير مقبول برايي الشخصي ويتنافى مع تطلعات وأهداف الحوار ورسالته في درب الإصلاح الفكري والثقافي للمجتمع الإسلامي – الشرقي .
فالحملة التي يقودها تجار السوق الراسمالي الذين تعمل بخدمتهم حكومات الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوربي ، وتعمل طائعة صاغرة دونها كثير من حكومات العرب لها بعد ثقافي إيديولوجي كان منصباً فيما مضى على الشيوعية ، وكان الإسلام السياسي " رأس حربة " هذا الهجوم في المنطقة العربية والإسلامية وخصوصاً في افغانستان بعد اجتياح السوفييت لها ، ومعروف أن القاعدة صنيعة الاستخبارات المركزية الامريكية ، أما أن يتحول الشيوعيون " الجدد " إلى خندق النيوليبرالية المتهالك ضد أيديولوجيا غذتها الدوائر الغربية ضد الشيوعية فهذا موضوع كبير وخطير ويحتاج إلى دراسة ووقفة ٌ وتحليل ..
نعم حوارنا المتمدن موقع ٌ أصيل وحر ٌ بما في الكلمة من معنى ، ولكن السؤال الذي يفرض نفسه على هيئة تحرير الحوار هو :
هل أصبحت الحرية تبريراً ليتحول الحوار إلى صوت يخدم مصلحة قوى الاستعمار النيوليبرالي في حملته المستمرة منذ أكثر من قرن في تفكيك وتفتيت " التاريخ " والموروث الثقافي المتشكل عبر سبعة آلاف سنة في الشرق الأوسط ؟
شخصياً ، ككاتب يساري علماني اجد الكثير من المثالب في هيكل الفكر الإسلامي ، لكن هذا لا يعني ان الإسلام لم يكن إلا نزعة سادية شيطانية كما يطبل لها الشيوعيون الجدد أو المتاجرين بالعلمانية وحقوق الإنسان كما يفعل النجار القابع في قلب العاصمة الإنكلوسكسونية " لندن " ، ليس الإسلام ديناً فقط ، بل هو " حضارة " قادت الإنسانية في مرحلة من مراحل صيرورتها وتشكل الوعي الجمعي البشري وهذا لا يستطيع إنكاره أي أكاديمي في العالم .
الإسلام كإيديولوجية وثقافة وحضارة له بعد انثروبولوجي قيمي ضارب الجذور في تاريخ الشرق القديم فيه مساوئ " نسبية " قياساً لواقع الفكر الكوني الراهن ، لكنها مزايا في الهيكل الزمني لواقعها التاريخي ، تقديرها المرحلي التاريخي في حينها ( قبل 1400 سنة ) كان ظرورة مرحلية تفرضها سياقات الحتمية التاريخية في حركة التاريخ مثل العبودية وتعدد الزوجات وحتى قطع اليد والرجم .. العالم القديم باسره كان " متوحشاً قاسياً " ولم يكن " محمد " من يبدع هذه الوحشية ، ولم يتحرر البشر من العبودية إلا بعد ظهور الآلات في الغرب لتحل محل القوى العضلية البشرية شيئاً فشيئاً ، فكانت العبودية وسيلة مرحلية بل التحرر من العبودية نفسه كان وسيلة مرحلية من قبل حكومة الشمال الامريكية الصناعية لتحطيم قدرة حكومة الجنوب الامريكية الزراعية المعتمدة كثيرا على القوى البشرية اذ بان الحرب الاهلية الامريكية .. مع ذلك .. لا نقرأ التاريخ بطريقة السيد النجار الانتقائية التعميمية فنقول أن الحرية الأمريكية بدعة سببها جشع الرأسماليين من أباطرة السوق للسيطرة والنفوذ والتحكم لغسل عقول الجمهور ، بل نقول بأنها صيرورة مرحلية في تاريخ تطور الاقتصاد والفكر الإنساني عامة , وما حدث ويحدث له جوانب سلبية وجوانب ايجابية ، كذلك هو الإسلام سواء بشكله القديم أو تحولاته الحديثة عبارة عن تناقضات وتداخلات سببها تعقد الواقع المعاصر وتصارع القوى العالمية التي ساد على العالم منها مؤخراً الراسمالية الغربية الوحشية والتي لها ضلع كبير في " خلق " مسخ الافكار الإسلاموية المتشددة ، دون ان نبرء رجعية هذا الفكر ، مع ذلك ، العمل وفق سياق منظم من تفكيك وهدم كل ماهو إسلامي في التاريخ إنما يصب في طريق تيار الهجوم الإنكلوسكسوني الراسمالي على كل العالم بكل ثقافاته لتحقيق طموحات " نهاية التاريخ " و " صدام الحضارات " و " الحكومة العالمية " المجنونة ..
ليس ما يفعله النجار او بقية "التحررين" الجدد المتباكين على حقوق الإنسان والمجتمع الإسلامي بعمل اكاديمي رصين يدرس المجتمع بابعاده القيمية التاريخية ويعالجها من منطلق الطبيب المداوي للمريض ..
ما يفعله النجار و الكثير من المتاجرين بالعلمانية هو موقف أطباء المختبرات البحثية النازية و الستالينية و" الأطباء " المتاجرين بالأعضاء البشرية من بينهم استشاري " الجراحة " النجار .. !
العمل بطريقة هؤلاء يعني قتل روح الأمة وتحطيمها معنوياً كي لا تقف على ركائزها التاريخية تمهيداً لتحقيق أجندة الرأسمالية والسوق الحرة ، لربما تنطلي مزايداتهم وشعاراتهم البراقة حول الحقوق والدولة المدنية على القراء العاديين .. لكنها مكشوفة ومفضوحة لجميع الباحثين والاكادميين المختصين بعلم الاجتماع والانثروبلوجيا والسيكولوجيا فهم يدركون جيداً مدى رعونة ووصولية مثل هؤلاء " تجار الحضارة " لبناء ارضية خصبة تمهد الاستعمار الكابتالي الجديد العاصف في المغرب العربي ودول الخليج ومصر والعراق و الشام ..
إذ لا يمكن لأي بيئة اجتماعية أن تنهض دون خلفية " تاريخية " تكون أساساً لنهوض جديد في تفاصيل نتاجه ، قديم في تجذره الراسخ في ارض التاريخ ، و التعدي على المقدس الموروث وفق طريقة النجار ونصرة و السعدون وعلم الدين ... إلخ إلخ من الكتاب في الحوار إنما يعني تشويه الوعي الثقافي ومسخه ، إذ لا يمكن من الناحية العملية استبدال العقل الشرق أوسطي الإسلامي بالعقل الاجتماعي الأوربي الحالي ، فتجارب الشيوعية في دول شرق آسيا و أميركا اللاتينية واضحة وبينة و أثبتت أن الشيوعية كفكر والعلمانية كمنهج " تضطر " للتحول إلى صورة جديدة ملائمة لبيئتها الاجتماعية ، وكذلك الحال بالنسبة للبيئة الاجتماعية الإسلامية بالإمكان تشذيبها وتهذيبها والخروج بنسخة حضارية محدثة منها على أسس التاريخ السحيق .
أما الادعاء بأن الإسلام و " محمد " كإيقونة مقدسة هما السبب في عدم " مطاوعة " الإسلام للتحديث ، وإن الإرهاب والتشدد والرجعية راسخة في القرآن فهذا حديث سطحي ذرائعي تبريري ليس إلا ، السبب في التعصب والتشدد هو " الهجوم " الإنكلوسكسوني على الشرق والغرب الإسلامي ، وتشدد الفكر الديني جاء ردة فعل لهذا الهجوم المستمر منذ ما يزيد على المئة عام على كافة الصعد السياسية والعسكرية والثقافية والاقتصادية .. وللأسف الشديد .. ما يفعله الكثير من كتاب الحوار المتمدن يزيد في تكريس هذا التعصب و يفاقم مشاكل المجتمع الإسلامي ولا يحلها ، ربما حصل الحوار المتمدن على مراتب متقدمة في عدد متصفحي الإنترنت ، وحصل على جائزة بن رشد " الغربية " الدعم للفكر الحر ، وتزايد عدد كتابه على الخمسة عشر ألف كاتب .. وربما سيحقق النجاحات تلو النجاحات بعد انقضاء عقد ٍ كامل ٍ على عمره , لكن في مقابل ذلك سيجد الحوار المتمدن بعد حين نفسه خندق لا يواجه الرجعية الإسلامية فحسب وإنما الطيف الكبير الواسع من أيديولوجيا النضال و التحرر اليساري العالمي ..!



#وليد_مهدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هوليود .. وعالم ما بعد الموت
- الصين و حضارة - التسويق - الجديدة
- الكِتابة والمسؤولية : مراجعات في ثقافة الإنترنت ( 1 )
- العِلموية والإسلام (5)
- العِلموية والإسلام (4)
- العِلموية والإسلام (3)
- العِلموية والإسلام (2)
- العِلموية والإسلام (1)
- العراق : هرم الحضارات والتأريخ في الذكرى التسعين لثورة العشر ...
- لكتاب - اليسار - في الحوار المتمدن مع التقدير
- تكنولوجيا التخاطر Telepathy technology
- السحر السياسي الأسود
- حادثة اسطول الحرية و الدور التركي - الأطلسي - في المنطقة
- رجل ٌ .. وإيمانٌ عظيم
- سياسة بريطانيا و أميركا : تراكمات أخطاء حررت المارد الشيعي م ...
- مورفين ٌ .. و ابتسامة
- سقوطُ بغداد : مدرسة ُ الحرب الجديدة وكلمة ٌ أخرى سيقولها الت ...
- لماذا نعتقد ؟ .. الإيديولوجيا من منظور عصبي
- العقل والدين Mind And Religin
- العقل ُ : آلة ُ بناء ِ الحضارة


المزيد.....




- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- لوموند: المسلمون الفرنسيون وإكراهات الرحيل عن الوطن
- تُلّقب بـ-السلالم إلى الجنة-.. إزالة معلم جذب شهير في هاواي ...
- المقاومة الإسلامية تستهدف تحركات الاحتلال في موقعي المالكية ...
- مكتب التحقيقات الفيدرالي: جرائم الكراهية ضد اليهود تضاعفت ثل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وليد مهدي - الاتجار بالعلمانية : كامل النجار انموذجاً