أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منير شحود - فجر الحرية الجديد














المزيد.....

فجر الحرية الجديد


منير شحود

الحوار المتمدن-العدد: 3266 - 2011 / 2 / 3 - 01:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بدأها الشعب التونسي، ويعيشها في هذه اللحظات الشعب المصري، وتتلهف إليها شعوب بلداننا الأخرى... إنها يقظة شعوب المنطقة بعد سبات كاد أن يخرجها من التاريخ، بفعل القمع والاستبداد المفوَّض به دوليا، والذي حول هذه الشعوب إلى مجرد أفراد خائبين وخائفين، لا حول لهم ولا قوة، وقد فقدوا ثرواتهم وكراماتهم وحريتهم.
هذه المرة لم يعد من الممكن خداع الشعوب بالشعارات الطنانة الكاذبة، لإبقائها في غفلتها. ورفعت الأجيال الجديدة شعاراتها بوضوح: الحرية والكرامة والعدالة، كنقيض لما عانته من استعباد ومهانة وظلم. ولم نجد شعاراً واحداً في الانتفاضتين التونسية والمصرية يهتف ضد الصهيونية والإمبريالية، ليس لأنهما بريئتان، بل لأن الأجيال الشابة خاصة عرفت أين تكمن المشكلة بالضبط، ولم تعد تخدرها وترهبها شعارات السلطات، ولا المعارضات الأيديولوجية المتداعية.
أوشك المستبدون أن يقنعوا العالم بأن شعوبهم مجرد "رعاع" لا يستحقون الحرية والديمقراطية، وبالتالي لا بد من ضبطهم بأسوأ الأساليب القمعية. وأمَّن المستبدون للخارج ولأعدائنا ما يسمى بـ "الاستقرار"، لقاء إطلاق يدهم في تدمير بلدانهم وتخريبها واستعباد شعوبها. كان ثمة وطن بلا مواطن، وبالتالي لم يكن الوطن سوى مزرعة، وهذه الثورات ستصنع المواطن، ومعه الوطن.
تظهر التجربة المصرية الحية، كما الحالة التونسية قبلها، كيف تستمر القوى الأمنية التي تحمي الأنظمة بدورها التخريبي في المراحل الانتقالية، ويكشف ذلك مدى الدور الإجرامي التي يمكن أن تصل إليه في معاداة الأوطان والشعوب. لقد انسحبت القوى الأمنية المصرية من الشارع، لتترك فراغاً ساهمت في تعزيزه، وبذلك يطبق المستبدون عملياً نظريتهم الشهيرة: "إما نحن أو الطوفان"! ومع ذلك، للقمع حدود، وأنظار العالم كله موجهةً إلى الحدث، لحظة بلحظة. ولم يعد بالإمكان ارتكاب الجرائم الوحشية في غفلة من العالم.
وتحققت الوحدة الوطنية الحقيقية في انتفاضة الشعب المصري، وقد ذهب الاحتقان الإسلامي المسيحي أدراج الرياح. ويؤكد ذلك أن مثل هذه التناقضات لم تكن سوى لعبة الاستبداد، أو نتيجة لظروفه؛ فالناس عندما يقعون في الإحباط، يتحولون إلى سلوك معاوض ومرضي، لا يلبث أن يتلاشى في الشروط السوية.
ولا يظنن أحد أنه بمنأى عما حدث في تونس، ويحدث الآن في مصر، فقد حددت الشعوب هدفها الرئيس، الحرية والديمقراطية. وإن من يريد استباق الأحداث في بلده، عليه أن يعمل على تحقيق هذا الهدف، مع أن ذلك يتطلب شجاعةً ووعياً استثنائياً من قبل الحكام، وغالباً ما لا يمكنهم القيام به، بسبب من قصر النظر أو العجز، وقد يذهبون في غمرة عجرفتهم إلى حتفهم بأنفسهم، أو يهربون.
ليست السياسة الخارجية إلا امتداداً للسياسة الداخلية، ولا يمكن أن تحترم الأنظمة شعوبها في الوقت الذي تثير فيه المشاكل مع الآخرين، كما لا يمكن أن يكون قهر هذه الشعوب سوى خدمةً تُقدَّم لأعدائها على طبق من ذهب.
بعد أن تتحرر شعوبنا، وتستعيد ذواتها، ستكون قادرة على أن تستعيد الحقوق الوطنية المسلوبة، بالطريقة التي تقررها، ممثلةً بمن انتخبتهم بصورة حرة. وستصبح من الآن فصاعداً محط احترام كل شعوب العالم، وستفرض نفسها على جميع الدول، سواء كانت صغيرة أم كبيرة، بعد أن كاد التاريخ أن ينساها. إنه عصر التنوير والتواصل الذي اكتسح العالم برمته، وتأخر علينا.
تعيش مصر الآن مفترقاً مفصلياً، ويتصدى الأحرار لكل مظاهر الهمجية التي تعبر عن وجه الاستبداد الحقيقي. ومهما يكن فلن يرجع التاريخ إلى الوراء، وعندما تستعيد مصر دورها في المنطقة على أسس جديدة، ستكون رافعةً كبيرة لباقي شعوب المنطقة، وحافزاً لاستمرار مسيرة التغيير، الذي أصبح قاب قوسين أو أدنى.



#منير_شحود (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دروس ثورة الياسمين التونسية
- وهم الأبدية العربي
- هل المشكلة في الأقليات أم في الأكثرية؟
- محنة رياض سيف
- البرادعي بين التكفير والتفكير
- أية مصلحة وطنية
- الآفاق المفتوحة للتواصل على شبكة الانترنت
- هل وقعت حماس في الفخ؟
- سر الأرملة السوداء
- في اللغة الفارغة والمعاني الخادعة
- مشهد قطع الرقاب في اللوحة البعثية القاتمة
- الوطنية المسلوبة
- محظوظ شعب سوريا ونظامه!
- جنون عظمة السلطة و-خرف- المعارضة
- تضامناً مع الدكتورة ماري الياس...لأنني خبرت ذلك مراراً
- في التمييز بين المقاومة والإرهاب
- حين تبكي ذرى القدموس
- قطع لوصل ما انقطع
- مؤتمر البعث والفساد والحوار مع أمريكا
- ماذا بعد الانسحاب السوري من لبنان؟


المزيد.....




- بتكليف من بوتين.. شويغو في بيونغ يانغ للقاء الزعيم الكوري ال ...
- نتنياهو وإيران: تلويحٌ بالتغيير من الداخل واستدعاء واشنطن إل ...
- -واينت-: مقتل جندي من جولاني في خان يونس وإصابة 4 آخرين بجرو ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل أشخاصا أحضروا كاميرات لبث مباشر لضر ...
- هل بدء العد النازلي نحو -القنبلة النووية الإيرانية-.. من يص ...
- أشار إلى عملية البيجر.. سفير إسرائيلي: هناك -طرق أخرى- للتعا ...
- ‌‏غروسي: أجهزة الطرد المركزي في نطنز ربما تضررت بشدة إن لم ت ...
- OnePlus تعلن عن حاسب ممتاز وسعره منافس
- جيمس ويب يوثق أغرب كوكب خارج نظامنا الشمسي تم رصده على الإطل ...
- الاستحمام بالماء الساخن.. راحة نفسية أم تهديد صحي خفي؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منير شحود - فجر الحرية الجديد