نور الدين بدران
الحوار المتمدن-العدد: 975 - 2004 / 10 / 3 - 06:03
المحور:
الادب والفن
كنتُ على نافذة اليفاع
لا أدري ماذا أنتظر
والبدر تمّ والليل كالحبر
هطلت حورية حمراء
وانشقّت اليابسة محيطا
ولم أكن أعرف البحر
وهبتني صندوقا من ذهب أرجواني
وبأيماءة كسلى
قالت : " هذه أمانة العمر"
نسيتُ الزمان والمكان ونفسي
وتهتُ
حملتُ الرسالة الثقيلة كالجبل
وطرتُ
لم يقبلها أحد مني
ولم ألق سوى الوجوم واللوم
وخلفي نباح وعواء وزئير
حتى لفظتني الحقول والمدن
وتظاهرت المزابل بالزكام
والشوارع المقفرة
تأفّف من إخفاقي ظلي
فحطم سجنه الأبدي
وخانه الفرار .
سرتُ حتى الكهولة
على رصيف ثلجي
تحت الصواعق وأمطار الحبّ
أقمتُ حتى
تهشّمت آخر مرآة لديّ
فانتشرتُ في الشظايا
والنجوم تتوارى كالمحجّبات
بحصاة لضآلتها لاتُرى
تعثرتُ
أي شيطان رماها أمامي
أي ملاك
وقع الصندوق وانفتح
وتدحرج رأسي .
#نور_الدين_بدران (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟