أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - صدقي موسى - وسائل الاعلام...صوت للفقراء














المزيد.....

وسائل الاعلام...صوت للفقراء


صدقي موسى

الحوار المتمدن-العدد: 3260 - 2011 / 1 / 28 - 22:36
المحور: الصحافة والاعلام
    



أكثر ما يرجوه الفقراء في هذا الزمن بالاضافة للحياة الكريمة، وسيلة اعلام توصل صوتهم وتحكي همومهم وامالهم ومطالبهم، فهم احوج ما يكون لمتنفس يفرغون من خلاله ما اعترى صدورهم من وجع والم، ويعبرون من خلالها عن طموحاتهم واحلامهم، ويقولون للعالم نحن هنا فالتفت الينا.
وفي ملاحظة شاملة لوسائل الاعلام العربية والاجنبية بشكل عام، نجد مشكلة لديها في هذا الاطار تتمثل بانشغالها بشكل مقصود او غير مقصود عن متابعة قضايا الفقراء والفئات الاجتماعية الضعيفة والمهمشة، ويتضح ذلك بنقاط عدة من ابرزها:
• الذي يمتلك ويحتكر وسائل الاعلام هم اصحاب الأموال والمقتدرين، وبالتالي هي تمثل هذه الفئة وتدافع عن مصالحها، والفقراء الذين لا يجدون قوت يومهم لا يجدون وسيلة تعبر عن رأيهم ومشاكلهم.
• وسائل الاعلام تولي الاهتمام الاكبر في متابعتها الاعلامية للاخبار الرسمية، والاحداث السياسية، والاخبار الاقتصادية التي تهم اصحاب رؤوس الاموال، اضافة لاخبار المشاهير، وهي في معظمها ابعد ما يكون عن اهتمام انسان يبحث عن لقمة عيش له ولاطفاله.
• طغيان الطابع التجاري الربحي على هذه الوسائل وسعيها لارضاء المعلنين على حساب فئات المجتمع الاخرى، وبالتالي انعكاس ذلك على المضمون الذي يقدم عبر تلك الوسائل والذي يؤدي في النهاية الى تهميش الفقراء والطبقات المنهكة.
• الاعلانات التجارية للسلع والتي تتسم بالرفاهية والموجهة الى المقتدرين ماديا لا تراعي مشاعر الفقراء الذين يتولد لديهم الاحساس بالحقد على المجتمع، والشعور بالحرمان والاحباط بذات الوقت لعدم قدرتهم على شراء هذه السلع الباهظة.
• وسائل الاعلام تركز في متابعتها الاعلامية للبيئات الفقيرة على اخبار الجريمة والاثارة، عاكسة صورة قاتمة وسلبية عن الفقراء، متناسية الاسباب والمسببات التي أدت الى وقوع هذه الاحداث.
• ولعل من ابرز الأمثلة ما تقوم به الوكالات العالمية بنشر لقصص الحروب والاغتصاب والتخلف في بعض دول العالم الثالث، دون التطرق الى الاستعمار الذي كان سببا لهذه النتائج، بنهبه لثروات هذه الدول، وعمله على زرع بذور الفتنة فيها قبل خروجه.
• المجرمون والقتلة والمتسولون في البيئات الفقيرة هم نجوم وسائل الاعلام، ومن تأخذهم بعين الاعتبار، في الوقت الذي تتجاهل فيه هذه الوسائل الادباء والمفكرين والسياسيين والمبدعين الذين خرجوا من وسط الفقر وشظف العيش، فمن بين الفقر وظلمته يوجد قصص نجاح وتحد تستحق أن تتابع ويكتب عنها، لتكون محفزا لغيرهم للجد والعمل وزرع الأمل في نفوس الفقراء لمحاكاة هؤلاء الناجحين والاقتداء بهم.
• في حال تكرمت وسائل الاعلام وتابعت قصصا انسانية للفقراء فانها تتاجر بمعاناتهم، وتنقل مشهدهم بشكل غير انساني فيه اذلال لهم ولكرامتهم، واستغلالهم كدعاية لبعض الشركات من خلال تبرعها لهم (كيس رز وسكر وعدس...الخ)، وبالتالي اصبح الفقير ومعاناته مادة للتكسب والربح.
• تبعا للنقطة السابقة، قضايا الفئات المهمشة يتم تسليط الضوء عليها بشكل جزئي ولا تمثل كل هذه الفئات، اضافة الى أن وسائل الاعلام التي تابعت هذه الحالات قدمت حلولا وقتية، ونقلت التسول من الشارع الى شاشات التلفزة وورق الصحف، بشكل يعقد المشكلة بدل حلها.
• هنالك خلل في القيم الاعلامية لدى وسائل الاعلام، فبنظرها أن الفقر والفقراء لا يحملون قيمة اعلامية تستحق النشر والمتابعة، وان اولت اهمية فهي في مجال الاثارة والصراع والسلبية، مع أن البيئات الفقيرة تحمل من القيم الاعلامية والاخبارية الكثير، وهي مادة دسمة لتقارير وتحقيقات صحفية ومقالات تجذب الجمهور وبذات الوقت تسلط الضوء على قضايا لم يلتفت اليها أحد.
• كما أن وسائل الاعلام تعتبر مسؤولة بشكل أو باخر عن حالة الفقر، بنشرها ثقافة الاستهلاك وتعزيز غنى الاغنياء وزيادة ثرواتهم.
مما سبق، ندق ناقوس الخطر، فتهميش الفقراء والضعفاء والكادحين والمشردين اعلاميا، ومعالجة قضاياهم بسلبية وسطحية، سيولد اجيلا من الكراهية والتطرف والعنف وتكون معول هدم لا بناء، وبطبيعة الحال المسؤولية ليست فقط على الاعلام، وانما هو جزء من دائرة حلول متكاملة يشترك فيها المستوى الرسمي والشعبي ومؤسسات المجتمع الاخرى، لكن الاعلام يقوم بدور مهم في التخفيف عن الفقراء ويكون متنفسا لهم، فموجة احراق النفس من قبل الفقراء والعاطلين عن العمل وغيرهم، والتي بدأها محمد بوعزيزي في تونس، انما هي محاولة لايصال الصوت والتعبير عن حالة من الغضب والحرمان، فلو وجد مثل هؤلاء صوتا يسمعهم ووسيلة اعلامية تكون لسان حالهم لافرغوا مشاعرهم من خلالها وعبروا عن همومهم وقضاياهم.
واجمالا، هذا يتطلب من وسائل الاعلام اعادة النظر في سياستها الاعلامية ومتابعتها لقضية الفقر، انطلاقا من واجبها الانساني والاخلاقي والمهني، وأن تكون صوتا للفقراء، وتسلط الضوء على قضاياهم بهدف ايجاد حلول لهم وعيش كريم.
فواجب على وسائل الاعلام تقديم صورة صادقة ومعبرة لكافة فئات المجتمع وطبقاته، من منطلق المسؤولية الاجتماعية، بشكل يحفظ كرامة الفقير وتعزز الانسجام والتكافل بين فئات المجتمع ذاته، فالفقير والغني، والعامل وصاحب العمل هم جزء من النسيج الاجتماعي ومساهمون في بناء الوطن؛ فعلى وسائل الاعلام تعزيز التقارب والتواصل بين فئات المختلفة وفتح باب للحوار وكسر حاجز النفور لايجاد مجتمع متماسك ومترابط، والقضاء على بذور الحقد والكراهية.



#صدقي_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صحافة المواطن نافذة للأشخاص ذوي الاعاقة
- الصورة... لغة الأمس واليوم والغد
- رجل ثلج
- الذاكرة الوطنية بعد 60 عاما من النكبة
- -حرب الأفيون- الجديدة بأيدي اسرائيلة
- العرب وروح المبادرة
- هذيان لاجئ فلسطيني
- رمضان وأحلام الوحدة(2)
- رمضان ومبادرة الوحدة (1)
- فلنجنب مدارسنا الخلافات الحزبية
- -ممر السلام- أفيون مخدر أم تحول جذري؟
- الأسطورة المقاوِمة: لازِمة من لوازم الإرث الفلسطيني
- 100 مليون دولار!!! ويرفضها!!
- كفاك تضليلا سيادة الرئيس
- صرخة من الأغوار لعلها تلامس شغاف القلوب
- احياء قضية حق العودة في وسائل الاعلام
- حرب الاحتلال غير المعلنة على البيئة الفلسطينية
- يا عمال فلسطين اتحدوا
- 11 عاما على مجزرة قانا ودماء المجازر تنزف
- من لابناء الاسرى؟


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - صدقي موسى - وسائل الاعلام...صوت للفقراء