خبث السياسة الإعلامية عند فضائية الجزيرة

ناس حدهوم أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 3259 - 2011 / 1 / 27 - 10:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

كشف المستور. هكذا تسمي فضائية الجزيرة المعلومات التي سربها وتبناها موقع ويكليكس لتصبح
هذه المعلومات قنبلة تنفجر في وجه السلطة الفلسطينية وبالتالي هدية ثمينة لمنظمة حماس الخصم
اللذود لمنظمة التحرير الفلسطينية . فعلا هي مصائب قوم عند الآخرين فوائد.
لقد أقامت فضائية الجزيرة الدنيا ولم تقعدها مروجة لهذه المعلومات ومضخمة إياها لتقنع الشعب الفلسطيني بإسقاط السلطة الفلسطينية بضربة واحدة قاضية . في حين هذه المعلومات لم تكن
تقاريرا رسمية يعتد بها وإنما مجرد حوارات وراء الكوالس لا قيمة لها على الأرض والواقع. وربما هي
مجرد فلتات كان لها ما يبررها وغير قابلة للتطبيق . وقد وصل الخبث الإعلامي مداه حينما ( سقطت
البقرة وتجمعت السكاكين) سكاكين من يديرون الحوار بخصوص هذا الأمر على فضائية الجزيرة .
وبالذات سكين الداهية أحمد منصور الذي لم يكن يحاور السيد صائب عريقات بطريقة سليمة وإنما
كان يستعمل الأسلوب البوليسي المحض وسلوك محاكم التفتيش كما قال صائب عريقات نفسه.
كان ذلك السلوك رهيبا ومقيتا ولا يمت بصلة لأخلاق الصحافة إطلاقا . فكان يعامل الرجل الذي يحاوره
كأنه متهم مسبقا ومتلبسا بجريمة نكراء . لكن هذا يعد طبيعيا عندما يتحول الصحفي مرتزقا ينفذ
أمر ولي نعمته . والغريب في الأمر هو أن جل الصحفيين دون استثناء كانوا يمارسون اللعبة بنفس
الدهاء والخبث والإصرار لإرضاء جهة معينة . كانوا يسلكون نفس السلوك العدواني في الحوار مع
من يختارونهم لذلك . كانوا يجيئون بجمل معينة وبترها عن سياقها العام والجوهري فيقفون عند
( ويل للمصلين ) . وهذا إن دل على شيء فإنما ليعطينا دلالة واضحة عن كون هؤلاء الذين فضلوا
أن يكونوا مرتزقة ينفذون الأمر الصارم لولي نعمتهم ( خنفر ) المدير العام للفضائية التي صارت اليوم
مشبوهة لكونها تخدم مخططا رهيبا يشتت جهود الأمة العربية ولا يجمع شملها ويساهم في خلق
الفتن والنواعر بين الفرقاء المختلفين ويصدهم عن مواجهة العدو الحقيقي لهذه الأمة وهي إسرائيل . وكل هذا المخطط الجهنمي وضعوا له عنوانا كحق يراد به باطل ( الرأي والرأي الآخر)
ولسيما حينما يطلع لنا محاور مختلف يفضح الطبخة الإعلامية المتقنة بدهاء وخبث واضحين
حينئذ يقوم الصحفي الذي يدير الحوار بمقاطعة الرأي الآخر وتحويل جوهر الموضوع إلى سؤال خارج عن السياق . بما يعني عندنا في المغرب ما نسميه ( الغميق ) .
دعنا نطرح هذه الأسئلة لعلها تضيء لنا جانبا من الأهذاف المتوخاة من كل هذه الزوبعة لنرى
لمن ولمصلحة من يحدث كل هذا التضخيم في هذا التوقيت المبطن.
- من هو المستفيذ من هذه الشوشرة التي لن تكون أخيرا سوى زوبعة داخل فنجان لا أقل ولا
أكثر ؟
- وما مدى إستفاذة حماس من هذه القنبلة التي تشبه صوارخها وسياستها العبثية ؟
- وهل الهدف الرئيسي والأساسي هو إسقاط السلطة الفلسطينية ؟
- ولماذا دولة قطر البترولية الفاحشة الثراء تمول حماس وتخدم خطها السياسي دون أن يكون
هناك بينهما قاسم سياسي مشترك .؟
عملية الخلط للأوراق أصبح العرب يجيدونها ويلتجئون إليها كلما دعت الظرفية لذلك . وقد وصل
الحقد والخبث بهذه الفضائية إلى تسخير مرتزقتها من أجل تخوين مناضلين فلسطينيين معروفين
بنضالهم في منظمة عتيدة قادت الجهاد والمقاومة ضد العدو الصهيوني منذ زمن بعيد . وبالتالي
إلصاق التهم الرخيصة والمغرضة لإظهارهم كقتلة رفاقهم في درب الكفاح الفلسطيني المستميت
ضد العدو الصهيوني . وأعطوا للتنسيق الأمني مع إسرائيل أكثر من بعده ومساحته . أليس من
حق السلطة الفلسطينية أن تبرم هدنة مع العدو ؟ أو ليس من حق هذه السلطة أن تمنع بالتالي من يريدون خرق الهدنة وعدم الإلتزام بإطلاق النار ؟ ألم نسمع حماس نفسها وعلى الفضائية
نفسها وهي توافق على الهدنة مع إسرائيل ؟
إن تسريب هذه المعلومات التي يريدون لها أن تكون جبلا لن يلد إلا فأرا بعد كل هذا المخاض
الهدف من كل هذا هو التلاعب برؤوس العرب الفارغة . ولنتمعن في المتابعة التي اتخدت في
حق الضابط الإنجليزي بطل هذا التسريب المفتعل . لم يكن سوى تسديد كفالة وإطلاق سراحه.
وهذه الزوبعة مجرد حوارات من وراء الكوالس لا قيمة لها على الأرض والواقع . ولن تضر بالمصالح
العليا للقضية أبدا . لقد حولونا إلى أضحوكة عالمية أمام العدو الصهيوني ونحن نكيل التهم المجانية
لبعضنا البعض والشتيمة ونحن في حالة هستيرية يرثى لها . وقد قدمنا هدية ثمينة وطريفة
أيضا للعدو الصهيوني بالدرجة الأولى .

#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل