أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - علي الأسدي - ثورة التونسيين ... لا تدق ناقوس الخطر في العراق…… ؛؛














المزيد.....

ثورة التونسيين ... لا تدق ناقوس الخطر في العراق…… ؛؛


علي الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 3250 - 2011 / 1 / 18 - 23:50
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


ثورة التونسيين ... لا تدق ناقوس الخطر في العراق…… ؛؛
ذكرت صحيفة الديلي تلغراف البريطانية اليوم الثلاثاء 18 يناير الجاري أن طنا ونصف من الذهب الخالص تقدر قيمتها 38 مليونا من الدولارات سرقتها زوجة الديكتاتور الهارب ليلى الطرابلسي من البنك المركزي التونسي عشية الهروب من عقاب الشعب التونسي ، هذا عدا عشرات الملايين من العملات الأجنبية نقدا وأرصدة في حسابات في المصارف الأجنبية. والغريب أن حاشية وأنصارالرئيس ما يزالون متمسكين بالسلطة على أمل أن تعود الأمور إلى مجاريها ، ويتناسى الشعب موبقاتهم كجزء من النظام الديكتاتوري الفاسد ورئيسه ، متظاهرين بالنزاهة وبياض اليد. ليس أقل من اليقظة ما يحتاجه الشعب التونسي ، لمراقبة الذئاب من رموز السلطة التي تلعب أدوار الحملان قبل أن يعاودوا الكرة لاستعادة الجنة المفقودة. ما أهمية الدرس التونسي لشعوب البلدان العربية التي تعيش أوضاعا أكثر مأساوية مما كابده التونسيون؟ إنه درسا بالغ الأهمية ، فهناك اكثر من سحابة دخان في الأفق العربي ، وليس متأخرا لمن بيدهم السلطة أن يحترموا صبر وحلم الشعب. وعليهم أن يفكروا بالحكمة الخالدة ، " يمكنك أن تكذب على كل الناس في بعض الوقت ، وبعض الناس في كل وقت ، ولكن لا يمكنك أن تكذب على كل الناس في كل وقت ".
السؤال الذي يطرحه الشعب التونسي على المسؤولين السعوديين ، كيف تمنحون حق اللجوء للص لم يخفي سرقته بل حملها معه مع بقية أمتعته ومررها عبر نقاط الرقابة الجمركية والجوازات. أي عرف دبلوماسي يسمح بهذا ؟ وأية تقاليد ضيافة أجازت ذلك ؟ بل أي مستوى من الأعراف والأخلاق يتغاضى عن ذلك ، وأية مصداقية يحمل البيان الذي أصدرته الحكومة السعودية عن وقوفها مع خيارات الشعب التونسي ، بينما تسمح سلطاتها لسارق أكثر من طن ونصف من الذهب من خزينة الشعب التونسي للاقامة على أراضيها ؟

بالنسبة لبلادنا وشعبنا " العراق " ، لم تسر الأمور كما تمنيناها بعد تداعي صرح ديكتاتورية غاشمة ، وما يجري الآن أمام أنظارنا يماثل كثيرا ما ثار الشعب التونسي ضده ، وربما أشد سوء. واذا كان بعض الفساد كان متداولا بين التونسيين ، لكن ليس كله ، اما في العراق فالفساد واسع وواضح وضوح القمر في ليلة دامسة الظلام ، والشعب يعرف كل شيئ. يعرف السير الذاتية ، والسجل المدني ، وأنساب الرجال والنساء من أقارب وأصدقاء المسؤولين ، وعناوين وظائفهم وعناوين سكنهم وأخلاقهم قبل التغيير وبعده ، ويعرف ما لا يعرفون هم أنفسهم عن تاريخهم ، وما عليهم إلا أن يعوا الدرس التونسي جيدا. فما الذي يتوقعه الحكام في بلادنا عندما تحل لحظة الثورة؟

كانت صحيفة الغارديان البريطانية قد نشرت مقالا يوم السبت 15 يناير الحالي حول الأحداث الأخيرة في تونس بعنوان " اضطرابات تونس تدق ناقوس الخطر في المنطقة " ، جاء فيه : ان أحداث تونس تثير أعصاب المسؤولين في دول عربية عدة خوفا من أن تنتقل عدوى الأحداث في تونس إليها " ، لكن الكاتب الموقر ربما لم يعلم أن الشعب التونسي قد منح بن علي ثلاثة وعشرون عاما ليسمع أخيرا ناقوس الخطر فيحزم أمره ويهرب. أما في العراق فالأمر مختلف بعض الشيئ ، اللصوص في بلادنا يأكلون ولا يشبعون ، يسرقون ويقولون هل من مزيد؟ والأهم من ذلك كله أن مسامعهم لا تميز بين ناقوس الخطر ورنين الذهب .. ؛؛

قد يعتقد المعنيون أنه مازال في الوقت متسع ، قبل أن ينفجر الغضب العراقي ، وأنه من السابق لأوانه حزم الأمتعة والتوجه الى ايران المجاورة. صحيح أنه لم يمضي من الوقت الا ثلث ما استغرقه الغضب التونسي قبل أن ينفجر حمما ولهيبا ، ليصيب الرعب اللصوص فيهربوا الى غير رجعة. قد يخدع المعنيون أنفسهم بأن الوقت مازال مبكرا ، فلم العجالة ، فلم يتم جمع نصف طن من الذهب بعد للمئات من أمثال زوجة بن علي ، وما زالت الملايين المنهوبة لم تبلغ العشرات ، فالعراق ليس تونس ، وشركات النفط الأمريكية والبريطانية والفرنسية والصينية والروسية لم تضخ ذهبا بعد ، فهي ليست على عجالة ما دامت قد ضمنت الخزين النفطي العراقي لثلاثين عاما قادمة ، فلم عليهم أن يستعجلوا؟
ولعل ما اقتطع من قوت الفقراء وكدحهم لم يشبع نهمهم بعد ، فما أتاحته لهم الولايات المتحدة الأمريكية من حرية في التصرف بخزائن العراق من النقد والذهب والآثار وممتلكات الدولة ما زال دون الطموح. ولعلهم يرددون مع بعضهم ومع أنفسهم وهم يراقبون أحداث تونس ، أننا لسنا معنيون بهذا فما أتيح لنا هو من بركة الله ونعمته. وربما عليهم أن يتأملوا القول المأثور " السكون الى الوضع المألوف قد يعطي احساسا كاذبا بالأمان ، ولكنه يلغي كل فرصة لتحسينه ".

لا نتهم أحدا بعينه ، ولانسمي أحدا باسمه ، لا نحسد أحدا على ما امتلك ويملك ، لسنا على خلاف مع أحد ، لم نعرف أي أحد من المسؤولين شخصيا ، ولا نتمنى لأحد المصير الذي انتهى اليه بن علي وعائلته. كل ما نريد قوله هو رسالة تحذير قصيرة جدا: لا تقيدوا الحريات الديمقراطية ولا تزيفوها ، توقفوا عن تزييف الانتخابات ، توقفوا عن التدخل في استقلالية القضاء والصحافة ، ألغوا قانون الانتخابات الذي تلاعبتم به ليخدم الأحزاب الحاكمة ، أحموا حقوق الانسان العراقي ، انصفوا ألمرأة العراقية المغيبة قسرا وظلما ، أوقفوا تعذيب المعتقلين وعاقبوا من يساهم بذلك ، أصغوا لفقراء الشعب ووفروا فرص العمل ، عوضوا المتضررين من الظلم والقهر والتمييز في الوظائف الحكومية ، واستفيدوا من عبر التاريخ ، أطردوا المتملقين والانتهازيين من حولكم ، أنظروا حولكم بامعان ، فستجدون أن الكثير مما مارسه نظام بن علي في تونس موجود وممارس في ظلكم ، والمطلوب منكم هو الاستفادة من الدرس التونسي البليغ ، قبل أن يدرككم الوقت.



#علي_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظات حول مقال - لينين صانع رأسمالية الدولة الاحتكارية - . ...
- ملاحظات حول مقال - لينين صانع رأسمالية الدولة الاحتكارية -.. ...
- الحرب الباردة ... وانهيار التجربة الاشتراكية ... ( السادس وا ...
- الحرب الباردة ... ونهاية التجربة الاشتراكية ...(الجزء الخامس ...
- الحرب الباردة … ونهاية التجربة الاشتراكية … ( 4)…
- الحرب الباردة ... ونهاية التجربة الاشتراكية ... ( الجزء الثا ...
- الحرب الباردة ... ونهاية التجربة الاشتراكية ....( الجزء الثا ...
- الحرب الباردة ... ونهاية التجربة الاشتراكية ....( الجزء الأو ...
- كوريا الشمالية ... مشاكل كثيرة وخيارات محدودة .. ( الأخير ) ...
- كوريا الشمالية ... مشاكل كثيرة وخيارات محدودة ..(1).؛؛
- الصفقة .. التي أنقذت حياة أياد علاوي السياسية ... ...؛؛
- أيرلندا... وضواري المضاربة الدولية ..؛؛
- هل يستفيد المالكي وعلاوي من أخطاء.. الحقبة الماضية .. ؟؟
- الاقتصاد الأمريكي .. وتحديات ما بعد الاشتراكية.. ..(الأخير)
- الاقتصاد الأمريكي ... وتحديات ما بعد الاشتراكية .. ..(1)
- صندوق النقد الدولي .. وشروطه المجحفة بحق العراق..؛؛
- ماذا وراء الحملة المعادية للجالية الاسلامية الألمانية... ؟؟
- جائزة نوبل للسلام لسجين الرأي الحر … ليو اكسياوبو....
- لماذا يدفع العراقيون ثمن أخطاء قادتهم…؟؟
- هل ترغم العقوبات الأمريكية إيران ... على وقف نشاطها النووي . ...


المزيد.....




- ماذا كشف أسلوب تعامل السلطات الأمريكية مع الاحتجاجات الطلابي ...
- لماذا يتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إجراءات ضد تيك ...
- الاستخبارات الأمريكية: سكان إفريقيا وأمريكا الجنوبية يدعمون ...
- الكرملين يعلق على تزويد واشنطن كييف سرا بصواريخ -ATACMS-
- أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية ب ...
- سفن من الفلبين والولايات المتحدة وفرنسا تدخل بحر الصين الجنو ...
- رسالة تدمي القلب من أب سعودي لمدرسة نجله الراحل تثير تفاعلا ...
- ماكرون يدعو للدفاع عن الأفكار الأوروبية -من لشبونة إلى أوديس ...
- الجامعة العربية تشارك لأول مرة في اجتماع المسؤولين الأمنيين ...
- نيبينزيا: نشعر بخيبة أمل لأن واشنطن لم تجد في نفسها القوة لإ ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - علي الأسدي - ثورة التونسيين ... لا تدق ناقوس الخطر في العراق…… ؛؛