أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسن فلاحية - ثورة الياسمين في تونس موجة -تسونامي رعب - في قلوب الحكام العرب














المزيد.....

ثورة الياسمين في تونس موجة -تسونامي رعب - في قلوب الحكام العرب


محمد حسن فلاحية

الحوار المتمدن-العدد: 3248 - 2011 / 1 / 16 - 00:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد أن طويت صفحة الحقبة البورقيبية في تونس رغم جميع الإرهاصات التي خلفتها تلك الحقبة من تأسيس دولة تونسية حديثة وتسمية مؤسسها الحبيب بورقيبة بأبي التوانسة "أتاتورك التوانسة" بسبب الإصلاحات التي كانت متّبعة في التعليم ومنح المرأة حريتها وحيويتها إلا أنها وبسبب كونها تتسم بالديكتاتورية وانتهت دون حسرة من قبل أهل تونس .فكان زين العابدين بن علي الرئيس التونسي المخلوع والذي حكم البلاد أكثر من ثلاثة وعشرين عاماً هو أول من أراد طي فترة البورقيبية واليوم انقلب السحر على الساحر الا أن هذه المرة من يريد طي فترة العابدينية الشعب نفسه وليس جنرالاً ولا منقلب أخر.
من هنا فإن التطورات الأخيرة التي انطلقت شرارتها في تونس تبقى موضع اهتمام الابحاث والدراسات العربية والأجنبية التي تسعى الى معرفة الشخصية العربية وما يدور حولها من غموض وتغيّرت تلك الاهتمامات بين ليلة وضحاها وأصبحت تتحول هذه الدراسات من نتائج مليئة بشتائم الشعوب العربية بسبب صمتها المطبق حيال ما تتعرض له من قبل أنظمتها الى تقارير تثني على الشعوب العربية التي وصلت الى مبتغاها بسبب تضافرها ووحدة صفها (لكن ألا يبدو أن التحليل الذي يقول بأن النظام التونسي سقط بسبب أنه أقل فتكاً من بقية الأنظمة العربية والاقليمية مثل النظام القمعي في إيران الذي ملأ الشوارع بالجثث ولم يردعه رادع صادق الى حد كبير؟!) .
إن الشعب العربي طوال فترة حكم الجنرالات ورؤساء الجمهورية(بالتوريث والانقلابات )والملوك والامراء العرب الذين غيّبوا الشعب العربي عن دورهم في الحياة السياسية والاجتماعية قد نجح أخيراً في الاطاحة بأول نظام ديكتاتوي وهذا أول الغيث فإن أحداث تونس قد تصبح إنطلاقة نحو إعادة النظر بالدراسات والتقاريرالتي تشير بالاصبع الى الشخصية العربية على أنها شخصية موالية وخانعة للسلطة ومستسلمة وضعيفة ومغيبة في فترة زمنية غير قليلة.
فمن بين ثمار ثورة الشعب التونسي هي بث روح الأمل في جميع الشعوب العربية ودفعها للإنتفاضة ضد الحكومات العربية المنضغلة بالفساد ونهب ثروات شعوبها ولربما تصل هذه الشرارة بلهيب ملتهم نحو العواصم العربية المجاورة والبعيدة من تونس على حدٍ سواء وموجة "تسونامي رعب " في قلوب الحكام العرب.
ولعلّ الابرز فيما يحدث بتونس هو مايترك بظلاله على الساحة العربية فيما يتعلق بالعمل التنظيمي العربي الذي من الممكن أن يعيد النظر بأطروحاته بسبب أنها لم تتطابق وطموحات الشارع العربي كون ماحدث في تونس لم يعدو سوى ثورة شعبية عارمة لم تتدخل بها لا الأحزاب القومية ولا الإسلامية ولا العلمانية وإنما حصل عبارة عن ثورة غضب جماهيري ضد الظلم والفساد والمحسوبية ثم تحولت الى ثورة مناهضة للحكم التونسي القاهر فخيبة أمل المعارضة التونسية ومن وراءها العربية بسبب أنها لم تستطع تجييش الشارع العربي قد تدعوها الى إعادة النظر ببرامجها وأطروحاتها التنظيمية وما حدث بتونس خير دليل على ذلك وسيقوي ما حدث ، العمل النقابي الذي كان له دور فاعل فيما جرى بتونس من ثورة بعيدة كل البعد عن ريموت كنترول تقوده الاحزاب وإنما النقابات التي أثبتت نجاحها.
أما بشأن الاحباط الذي يسود السياسيين وغيرهم من أبناء الشعب العربي والتونسي على وجه الخصوص والذي برز فيه تخبط واضح بعد الفراغ الذي تركه حادث الاطاحة بـ "بن علي" في تونس مباشرة فهو لا يعدو كونه يعود لفقدان تجربة التغيير السلمي في بلداننا العربية فما حدث من قبل من تغيير إما كان عبر انقلابات دموية أو إحتلالات أجنبية و ما حدث بتونس فكان مشهداً متفاوتاً للغاية عما ألفناه في السابق.
فيما يخص إمكانية حصول تغيير جذري بتونس ومن وراءه العالم العربي يعود ذلك اساساً الى إمكانية التحرك وسط الجماهير وفاعلية طرحه على العالم فإن مايحدث الان في تونس هو عبارة عن ظاهرة فريدة من نوعها لم يسبق لها مثيل حيث لم يستطع شعب ما في منطقتنا العربية في الاطاحة بزعيم جبار عبر مظاهرات سلمية فكانت المظاهرات التغييرية إما توأد بالمكان أو لم تكن شاملة هذا ما جعل التغيير محبطاً ومنتقصاً قبل هذا الأخيربالنسبة للشعوب العربية والنخب على حد سواء.
لماذا يخاف البعض من التجربة الديمقراطية التونسية الحديثة؟ ومن يخاف أكثر من هذه التجربة هل هم الحكام العرب أم المتآمرون على شعوبنا وألا أنّ الخوف يكمن في الجهل مما قد يحصل في هذا البلد ومن وراءه بقية البلدان العربية ، ألا تعتبر تجربة الحرية والديمقراطية في تونس ومن وراءه الدول العربية قد تشكل حجر الاساس نحو ديمقراطية عربية حقيقية تبعث على التفاؤل ؟ إذن لماذا لا ندعم التوانسة لأن تجربتهم ليست تجربة محلية فقط بل تجربة لكل العرب ؟.
هل يتمكن التوانسة من إحداث تغييرجذري عبرالاستعانة بتجربة ديمقراطية لم تلد النور في هذا البلد أم أنّ هذا التغييرسيكون فاشلاً ومحبطاً بسبب التراكمات والخوف من الحريات والديمقراطية الفتية وعدوى هذه الظاهرة الى بقية الدول العربية وما سيتركه هذا الامر من تغيير وبالنهاية مؤامرة ديكتاتورية قد تحاك ضد هذا البلد من قبل الجيران والاشقاء بسبب ما ذكرناه أم العكس من ذلك صحيح ، هذا ما ستكشفه الايام القادمة وستعري حقيقة من يتأمر على حرية الشعوب العربية.



#محمد_حسن_فلاحية (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قضيتنا بين صُداع المفاهيم؛القومية والمذهبية والعلمانية
- نبشٌ في ذاكرة السجن(الجزء2) : دراسة في طرق الإستجواب وإنتزاع ...
- نبشٌ في ذاكرة السجن(الجزء1) دراسة في طرق الإستجواب وإنتزاع ا ...
- حدائق المياه في قم وتراجيديا جذوع نخيل عربستان
- ثنائية العلاقات المصرية الإيرانية
- العراقيون من أصول إيرانية(المعاودين) ودورهم السياسي في إيران
- جريمة جديدة بحق معالمنا الأثرية في ظل تشريع الهدم والتدمير
- كردستان العراق خطوة نحو إعلان الإستقلال
- ما جدوى العقوبات الامريكية ضد طهران؟
- عماد الدين باقي مرة أخرى في إفين
- قراءة في كتاب : تراجيديا الديمقراطية في إيران
- لماذا لم يتمكّن العرب و الإيرانيون التوصل الى إتفاق ؟
- اليوم والشهر العالمي لحقوق الإنسان بين الواقع والتطلّعات
- ضرورة الحفاظ على لغة الضاد
- صرخة شط العرب تصل الى كارون
- الفاشيون في إيران ومحرقة كتب التاريخ
- لماذا يُتّهم نجاد باليهودية؟!
- المرأة الإيرانية ودورها في التغيير
- استيفان وعمر وعبد الزهرة ومصالحة أطفال العراق
- إتفقنا على أن لا نتفق ، حول ندوة قناة الحوار


المزيد.....




- إدانات دولية وتحذيرات بعد الهجوم الإيراني على قاعدة العديد ا ...
- إيران: ضرباتنا ضد إسرائيل -استمرت حتى اللحظة الأخيرة-
- هجوم صاروخي إيراني جديد على إسرائيل
- البيت الأبيض: ترامب منفتح على الحوار لكن الإيرانيين قد يسقطو ...
- ترامب يعلن نهاية الحرب بين إسرائيل وإيران
- كشف كواليس التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران ...
- مسؤول إيراني يؤكد موافقة طهران على وقف الحرب مع إسرائيل
- ترامب يتوقع استمرار وقف القتال بين إسرائيل وإيران -للأبد-
- فيديو: انفجارات قوية تهز العاصمة الإيرانية طهران
- وزير خارجية إيران: لا اتفاق على وقف إطلاق النار -حتى الآن- ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسن فلاحية - ثورة الياسمين في تونس موجة -تسونامي رعب - في قلوب الحكام العرب