أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسن فلاحية - ثنائية العلاقات المصرية الإيرانية















المزيد.....

ثنائية العلاقات المصرية الإيرانية


محمد حسن فلاحية

الحوار المتمدن-العدد: 3226 - 2010 / 12 / 25 - 01:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بدأت العلاقات الدبلوماسية الايرانية المصرية منذ تأسيس الدولة الحديثة في إيران حيث فتحت مصر سفارة لها في طهران في عام 1921 واعترفت الحكومة الايرانية رسمياً بالحكومة المصرية مباشرة بعد استقلالها وأرسلت "فتح الله باكروان" باعتباره أول قائم بأعمال إيراني الى مصر وذلك بالتزامن مع السنوات الاولى لإنقلاب رضا شاه على أخر ملك إيراني من سلالة القاجار"أحمد شاه". وأخذت العلاقات المصرية الإيرانية تتوطد بعد الزواج السياسي للملك الايراني السابق محمد رضا شاه بالملكة فوزية شقيقة الملك فاروق في العهد الملكي بمصر.وشهدت علاقات محمد رضاشاه بمحمد أنور السادات حديث الصحافة أنذاك وما يجمع الرجلان من مودة يقال أن الشاه الايراني أمد الرئيس المصري بإمدادات عسكرية في حرب سيناء.
بعد قيام الثورة في إيران عام 1979 استضاف السادات الشاه الايراني الذي يعاني السرطان ولم يستقبله أحد في العالم ووصف السادات أية الله الخوميني بعد ثورة79 على أنه "عار العالم الاسلامي ومريض نفسي " هذا مازاد الطين بلة في العلاقات المصرية بطهران واقامت الحكومة المصرية إحتفالات باهرة بعد رحيل الملك الايراني السابق وقطعت العلاقات الدبلوماسية الايرانية المصرية بأمر من أية الله الخوميني بعد الثورة الايرانية بأشهر قليلة ففي 6 أكتوبر عام 1981 أغتيل الرئيس السادات خلال حفلة أقيمت بمناسبة بمناسبة حرب أكتوبر على يد ناشط إسلامي من جماعة الجهاد الاسلامي المدعوم من إيران واعتبر القاتل في إيران على أنه شهيد واستبدلت السلطات في طهران شارع الوزراء باسم شارع اسلامبولي .
وشهدت العلاقات المصرة الايرانية في عهد الرئيس السابق محمد خاتمي مساع كثيرة قد بذلت لعودة العلاقات المصرية الايرانية إنطلاقاً من تغيير اسم الشارع لكن الخلاف الايراني المصري أكبر من أن يكون على إسم شارع فهو خلاف ستراتيجي على تقاسم الادوار في المنطقة وقضايا متشابكة تبدأ من تصدير الثورة الى الدول العربية في الخليج والعراق والمساعي التي يبذلها النظام الايراني الشيعي بالتغلغل في الحديقة الخلفية لمصرفي السودان ودول أفريقية مجاورة وإضعاف دورها القومي في العالم العربي بدءاً بالعراق مروراً بفلسطين وصولاً الى الخليج.
بعد تولي نجاد للحكومة بذل مساعٍ كثيرة لعودة العلاقات بين البلدين الى طبيعتها ففي عام 2007 أعلن نجاد رسمياً استعداد بلاده لفتح سفارة لها في مصر لكن واجهت مصر الدعوة ببرود و في تاريخ 30 مارس 2009 امتنع الرئيس المصري حسني مبارک من الحضور في القمة العربية بعد معرفته بحضور نجاد في الإجتماع السنوي للجامعة العربيةفي الدوحة .
و في عام 2008 حصلت ضجة سينمائية نتيجة انتاج وبث التلفزيون الايراني فلم اعدام فرعون(من قبل جمعية إحياء شهداء النهضة الاسلامية التابعة لفيلق القدس ايراني الجناح الخارجي في الحرس الثوري في ايران) يصور الفلم الايراني السادات بالخائن نتيجة اتفاق السلام الذي وقعه مع اسرائيل وتصوير قاتله بالبطل تبعته ردة فعل تمثلت بانتاج فلم مصري تحت عنوان الخوميني إمام الدم.-في ردة فعل الحكومة المصرية على الفلم أغلق مكتب قناة العالم في القاهرة والغيت مبارراة كرة القدم الودية التي كان من المقرر اجراءها.و طالبت الازهر وهي أهم مدرسة دينية في العالم الاسلامي بحرق الفلم .
وبتاريخ 8ديسمبر2008 خرج فريق من المتظاهرين الطلاب الذين ينتمون الى الحركات الطلابية التي تساند فصائل متطرفة ترفض التطبيع بين مصر وطهران تسمى "الحركة الطلابية للمطالبة بالعدل " وهي تنتمي الى النظام الايراني وقامو بالتظاهر أمام مكتب الرعاية المصرية في شارع"شريعتي قرب جسر رومي بطهران" تنديداً بمحاصرة غزة ورفعت ضعارات ضد الرئيس حسني مبارك.في المقابل أصدرت وزارة الخارجية المصرية بياناً نددت فيه بالمظاهرات المناوءة للحكومة المصرية.وفي 30 دسمبر 2008 و خلال رابع أيام الحرب الاسرائيلية في غزة تجمع عدد من مليشيات الباسيج أمام مكتب رعاية المصالح المصرية ومنحو الراعي للمصالح المصرية بترك طهران خلال فترة لا تتجاوز شهر تنديدا بمواقف مصر حيال غزة .
الايرانيون يقولون أنّ الغرب يعارض علاقات ودية بين مصر وطهرانايران تتهم الغرب وعلى رأسهم الولايات المتحدة واسرائيل بتدهور العلاقات مع مصروذلك لما تقتضيه مصالحهم من خلال حصر السلطة في يد حسني مبارك.فظل يعول الايرانيون على الاخوان المسلمين في مصر لتولي الحكم في يوم من الايام.
مصر كانت تقود الأمة العربية في عهد الراحل جمال عبد الناصر وبدأ هذا الدور يتقلص شيئاً فشيئاً بعد أن صار دورها هامشياً وذلك بسبب تهميش دورها في منظمات دولية وذلك إثرالمشاكل السياسية والاقتصادية التي تواجهها مصرواستفحال مشاكل تحيط بمصر.وتقتسم اليوم مصر دورها مع السعودية بعدما كانت تنفرد بهذا الدور في عهد الناصر وحتى السادات.
الملف النووي الايراني وعقدة تسابق التسلح:
ثنائية التعامل مع القضية الفلسطينية دعم ايران لحماس ودعم مصر لحركة فتح فإيران من جهة ومصر والسعودية من جهة أخرى فالخلاف الثلاثي يمتد أساساً بالسيطرة والنفوذ على المنطقة بدءاً بالعراق ومروراً باليمن وعقدة الحوثيين وأمن الخليج ووصولاً لفلسطين ولبنان .واليوم يضاف التنافس المصري الايراني على القارة السمراء بعد كشف تهريب السلاح الايراني الى السنغال. فمصر لديها موقع يؤهلها للقيام بدور ريادي في المنطقة بسبب ما تتمتع به من مساحة جغرافية شاسعة وعدد سكانها وتاريخها العريق وأضف ما تتمتع به مصر من طاقات يؤهلها إسلامياً ودولياً .
العلاقات الإقتصادية المصرية الايرانية:
منذ القدم كانت نشاطات إقتصادية تربط مصر و إيران تمثل بارسال بذور القطن وذلك بسبب الجودة العالية لهذه البذور ومساعدة ايران على تطوير حقول الفواكه وذلك بسبب التقنية العالية التي كانت تمتلكها مصر وتفتقدها إيران .وتطور النشاط الاقتصادي عام 1939ليصل الى قمته عبرتصدير ايران التنباك والحرير والقماش الفضي والحريري .وبدأت جامعة القاهرة تدرس اللغة الفارسية عبر تدشين كرسي اللغة الفارسية في هذا التأريخ .وعمل صهر رضا شاه "جم"كسفير إيراني في القاهرة على تنمية العلاقات الى أبعد الحدود ولكن وصلت تلك العلاقات الى أدنى مستوى بعد قيام الثورة الاسلامية في إيران.
دبلوماسية رحلات الطيران:
يبدو أن الجليد في علاقات البلدين الذي لم يتمكن من إذابته شئ يسعى مسؤولو الرحلات أن يبدؤوا بإذابته .حيث حاول حميد بقايي معاون الرئيس الايراني بعد توقيعه على إتفاق بهذا الخصوص في توقيع إتفاقية لإستئناف الرحلات بين البلدين وهو أمر جديد يمكن أن يؤدي الى فتح صفحة جديدة بين البلدين.
بعد مجئ حكم الجنرالات في مصر وهي حكومة يسارية خاصة في عهد حكومة محمد نجيب وجمال عبد الناصر توترت العلاقات الثنائية بين البلدين .ودعمها لحكومة مصدق الزعيم الوطني الإيراني.ودعم تأميم النفط في ايران .من هنا وجه مصدق باستقبال حميم من قبل عبد الناصر خلال زيارته للقاهرة لكن بعد الانقلاب عادت العلاقات الى برودتها القديمة بعد ولادة حلف بغداد عام 1954 والدور الذي لعبت ايران في إنشاءه لمواجهة ناصر والقوميين واليسار في المنطقة .
كان قد قطع عبد الناصر علاقاته مع طهران بعد أن تحولت علاقات اسرائيل بايران في مسارات يهدد الامن القومي المصري عام 1960 .وعادت علاقات البلدين قبل شهرين من رحيل عبدالناصروعندما كان ناصر على فراش المرض وكان يدير السادات يدير البلاد بالنيابة عنه قبل شهر عن رحيله .
وفي عام 1960 و1964 تمكن ناصر من قيادة الامة العربية بحث العرب على استخدام اسم الخليج العربي وعربستان وهي ذروة قيادته للأمة العربية التي اثارت مخاوف ايران .وفي عام 1980 توترت أكثر علاقات البلدين بعد الحرب العراقية الايرانية ودعم مصر للعراق في حربه ضد طهران .وحادثة مقتل السادات عام1981 زادت الطين بلة .ولكن بعد بمجئ خاتمي استعادت المياه مجاريها بين البلدين بعد طلب مصر ايران للانضمام الى مجموعة جي 15.لقاء وزراء خارجية مصر عمر موسى وكمال خرازي في كوالالامبور الاول من نوعه لكن احال اسم شارع قاتل السادات دون التطبيع .
يرى الايرانيون في التطبيع بين مصر وايران منافع تدر عليهم يعللونها بالتالي:1-التعامل الثنائي بين البلدين في ظل سياسة عزل ايران 2-التعامل بين دول المنطقة عبر بوابة مصر3-الحيلولة دون تنامي ظاهرة التطرف في المنطقة 4-تعزيز العلاقات بين الدول الاقليمية 5-التعاون النووي بين البلدين6-مساعدة ايران على تحسين علاقاتها مع امريكا7-تعزيز علاقات ايران مع جامعة الدول العربية.
إشكالية التطبيع المصري الايراني:
1. تقريب وجهات نظر دول المنطقة حيال قضايا اقليمية مثل الاعتراف باسرائيل .
2-شق الصف العربي أكثر مما هو عليه.
التأكيد على استئناف العلاقات من قبل إيران يهدف الى :
1.نشر التشيع في مصر للحصول على قاعدة لحزب الله في مصر ومسك مراكز مهمة مثل الازهر من قبل موالين لطهران.
لم تبد مصر رغبة في استئناف العلاقات للاسباب التالية:
يرى المتابعون بأن ايران تنوي من خلال استئناف علاقاتها مع مصر الى تحجيم السعودية ودورها في الخليج ومواجهة اعداء اقليميين لها في المنطقة على رأسهم اسرائيل من خلال الضغط عليهم عبر هذه الورقة.ترى ايران العقبة الرئيسية في طبيع علاقاتها مع مصر هي الرئيس المصري من خلال النفوذ الامريكي .وتعتقد ايران بأن هنالك خلاف كبير بين مصر والسعودية على قضايا اقليمية مثل العراق ولبنان يمكن أن تستثمرها لصالحها.بعدمافشلت في السابق من اضعاف دور مصر في المنطقة عبر بناء علاقات مع السعودية في زمن خاتمي.
كان الرئيس المصري حسني مبارک في حديث له مع مجلة “القوات المسلحة” المصرية قد أكد بأن القضايا الأمنية، السياسات الايرانية المناوئة لعملية السلام ودعمها لجماعات متطرفة ، من بين أهم نقاط الختلاف بين ايران و مصر لا يمكن معالجتها بهذه السرعة .فلا يمكن التكهن متى يمكن أن تستأنف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وتبدأ مرحلة التطبيع .



#محمد_حسن_فلاحية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراقيون من أصول إيرانية(المعاودين) ودورهم السياسي في إيران
- جريمة جديدة بحق معالمنا الأثرية في ظل تشريع الهدم والتدمير
- كردستان العراق خطوة نحو إعلان الإستقلال
- ما جدوى العقوبات الامريكية ضد طهران؟
- عماد الدين باقي مرة أخرى في إفين
- قراءة في كتاب : تراجيديا الديمقراطية في إيران
- لماذا لم يتمكّن العرب و الإيرانيون التوصل الى إتفاق ؟
- اليوم والشهر العالمي لحقوق الإنسان بين الواقع والتطلّعات
- ضرورة الحفاظ على لغة الضاد
- صرخة شط العرب تصل الى كارون
- الفاشيون في إيران ومحرقة كتب التاريخ
- لماذا يُتّهم نجاد باليهودية؟!
- المرأة الإيرانية ودورها في التغيير
- استيفان وعمر وعبد الزهرة ومصالحة أطفال العراق
- إتفقنا على أن لا نتفق ، حول ندوة قناة الحوار
- هذا هو حال شعب ٍيملک الأرض والثروات!!
- قراءة في كتاب إيران بين ثورتين


المزيد.....




- البحرية الأمريكية تعلن قيمة تكاليف إحباط هجمات الحوثيين على ...
- الفلبين تُغلق الباب أمام المزيد من القواعد العسكرية الأمريك ...
- لأنهم لم يساعدوه كما ساعدوا إسرائيل.. زيلينسكي غاضب من حلفائ ...
- بالصور: كيف أدت الفيضانات في عُمان إلى مقتل 18 شخصا والتسبب ...
- بلينكن: التصعيد مع إيران ليس في مصلحة الولايات المتحدة أو إس ...
- استطلاع للرأي: 74% من الإسرائيليين يعارضون الهجوم على إيران ...
- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..الصدر يشيد بسياسات السعود ...
- هل يفجر التهديد الإسرائيلي بالرد على الهجوم الإيراني حربا شا ...
- انطلاق القمة العالمية لطاقة المستقبل
- الشرق الأوسط بعد الهجوم الإيراني: قواعد اشتباك جديدة


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسن فلاحية - ثنائية العلاقات المصرية الإيرانية