أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد حسن فلاحية - لماذا لم يتمكّن العرب و الإيرانيون التوصل الى إتفاق ؟















المزيد.....

لماذا لم يتمكّن العرب و الإيرانيون التوصل الى إتفاق ؟


محمد حسن فلاحية

الحوار المتمدن-العدد: 3205 - 2010 / 12 / 4 - 01:26
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


الدكتور "جون ليمبرت "هو آخر سفير أمريكي في إيران و دبلوماسي رفيع المستوى في وزارة الخارجية الأميركية وأستاذ دراسات الشرق الاوسط وكان قد التقى المرشد الأعلى الحالي للجمهورية الاسلامية الايرانية خلال إحتجازه كرهينة في السفارة الامريكية بطهران لمدة 444 يوماً في عام 1981 ولديه رؤية واضحة وتاريخية للعلاقات التي تربط إيران بجيرانها العرب وذلك لطبيعة عمله كدبلوماسي في المنطقة وهو يعرف الكثير عما يدور فيها من هنا جاء حديثه لمجلة " فورين بوليسي " في 01/12/2010 تحت عنوان " ؟Why Can t Arabs and Iranians Just Get Along " حاملاً البعض من الحقائق السياسية والتاريخية حول علاقات العرب بإيران وهويخصص حديثه حول ما جاء في وثائق ويكيليكس التي كشفت مدى الصراع بين الدول العربية وإيران ويلقي نظرة معمقة على جذور هذه القضية والظروف التي حالت دون توصل الجانبين الى إتفاق وتعايش سلمي بينهما .
يشيرالدكتورليمبرت بتحليله في مجلة "فورين بوليسي" بالوثيقة التي سربها موقع ويكيليكس التي تشير الى أنّ بعض الدول العربية لا تخفي رغبتها بأي شكل من الاشكال للقضاء على النظام الايراني ولكن رغم ذلك ظل أحمدي نجاد يتحدث عن مؤامرة تهدف الى خلق التوتر وإثارة الاحقاد بين طهران والعواصم العربية وما وصف نجاد للولايات المتحدة بأنها ترمي عبرنشر هذه الوثائق الى إظهار إيران على أنها مشكلة مستعصية في الشرق الاوسط ما هي الا تستر على حقيقة تخيم على علاقات الطرفين وهي تعبر عن صدمة قاسية لنجاد حيال ما نقلته هذه الوثائق .
ويصف السفير الامريكي الاسبق العلاقات التي تربط طهران بنظيراتها العربية على أن هذه العلاقات متأرجحة ولا تظهر بهيئة موحدة حيث أن هنالك علاقات جيدة جداً بين البعض من الدول العربية وإيران كما هو الحال بالنسبة للعلاقات التي تربط كلاً من قطر وعُمان بإيران أو علاقات متوترة كما هو الحال بالنسبة للبحرين والسعودية وما تربطهما من علاقات مع إيران وهنالك تربط الامارات والكويت بإيران علاقة متوسطة نسبياً .ويضيف أنه بشكل عام يمكن أن نصف العلاقات التي تربط كلا الجانبين على أنها علاقات سلبية كما تظهر الصورة ذلك؛ evertheless, the big picture is negative, as the cables dramatically show.
ويطرح ليمبرت هذا التساؤل وهو أنه ما هي حقيقة الاسباب وراء خلق هذه الاجواء المتوترة والتي تميل الى السلبية بين العرب والايرانيين ؟ وهل يمكن تعميم نظرة دول الخليج العربي نحو إيران الى جميع العالم العربي؟ ولماذا تحاول إيران أن تتحمس الى القضية الفلسطينية الى هذا الحد ؟ وهل أنّ السعودية في واقع الامر تؤيد توجيه أي ضربة قد تبادر بها إسرائيل أو الولايات المتحدة ضد إيران؟
يضيف ليمبرت الى العلاقات التاريخية بين الطرفين حيث أنها قديمة تعود الى ترابط إيران بدول الخليج العربي وعلى رأسها العراق حيث هنالك أكراد العراق وعلاقاتهم بأكراد إيران في شمال غرب هذا البلد وهنالك عرب بالملايين في إيران و لغتهم الام عربية (الاحواز) millions of Khuzestani Iranians speak Arabic as a mother tongue وهم سكان جنوب غرب إيران وكذاك شيعة إيران لديهم علاقات بشيعة المنطقة وبعض سكان الخليج وهم شيعة حيث أن الكثير منهم يعود أصوله الى شمال الخليج العربي comprise about 20 percent of Iraq s population; and many prominent families of the Arab Gulf states trace their origins to southern Iran. (عرب الجزر والساحل الشرقي - الاحواز) وأيضاً هذه الاواصر يمكن تعميمها على 20% من شيعة العراق ولذلك يمكن أن ننفي أن التوتر هذا يعود الى التباعد التاريخي بين الجانبين فهم قريبون الى بعضهم الاخر بحكم العلاقات التاريخية والجغرافية فعدم توافق بين الرؤى بين كلا الطرفين يعود بالدرجة الاولى الى عدم الثقة بينهما ووجود نوع من المنافسة السياسية حول حجم السيطرة على المنطقة والنفوذ والظهور بمظهر القوة الاقليمية .
فحكام الدول العربية في الخليج على سبيل المثال دولة البحرين وهي دولة سنية ، تخشى من تنامي قوة الشيعة في بلادهم ويعتبر المتطرفون في كلا الطرفين ؛ الشيعة في إيران والسنة في دول الخليج العربي البعض الاخر بأنه عدو لدود له .
ويشير الى أنه يجب أن نضيف عامل الحس القومي المفرط المتمثل بالشوفينية للمشكة ، فالايرانيين يفخرون بجذورهم التي تعود الى ماقبل الاسلام والعرب يعتبرون أنفسهم وارثي راية الاسلام وتشرفو بنشرهذا الدين .من هنا يعتبر ليمبرت عدم وجود بُعد نظر وحالة العناد في الطرفين وراء استمرارية الصراع بين العرب والايرانيين . فعلى الرغم من قرون الترابط الجغرافي والأواصر التأريخية التي تربط الجانبين إلا أنها لم تستطع فك رموز هذا الصدام ولم يتعرف الجانبان على بعضهما الاخر رغم ما ذكرناه من تقارب بينهما .ففي أجواء مثل هذه والتي تسودها عدم الثقة وجهل كامل بالاخر تحولت هذه العلاقات الى أرض خصبة لنشر الأحقاد والعداوات بينهما .
ويذكر ليمبرت الى أنه على رأس قمة هذا النزاع التاريخي وانعدام الثقة القومية والمذهبية هنالك حقيقة سياسية لابد من ذكرها وهي وجود نظامين سياسيين متمايزين بين ضفتي الخليج العربي حيث أن الاولى التي تحكم إيران بجمهورية منبثقة من فقه سياسي شيعي تهدد النظام العربي في الخليج عبر تصديرثورتها لهم ، ولابد من إضافة نقطة في غاية الاهمية وهي تعود الى الوقاحة في الدبلوماسية الايرانية و ما ينتج عنها من شكوك وتخويف الجانب الاخر وما ستجلبه هذه السياسة لجيرانها فجميع المساعي الايرانية نحوتجاهل هذه القضية والظهور بمظهرالتودد لجيرانها بشكل غير متواصل كانت تبوء بالفشل بشكل مستمربسبب ماذكرناه ، لذلك يجب القول بأن عامل معاداة العرب لدى الايرانيين أقوى من أن يمكن التستر علي أو كبح لجامه ( وهي حالة تكشّر عن أنيابها بشكل متواصل ) .
ينقل جون ليمبرت في مقاله الى أن إحدى أهم أسباب معاداة العرب لدى النظام الايراني بسبب أجندة دعائية تهدف الى الاستهلاك الإعلامي المحلي الصرف و كذلك بهدف صرف أفكار الرأي العام الداخلي عما تواجهه من تحديات وأزمات داخلية والتغطية عليها عبر استخدام النموذج الأمثل لذلك في القضية الفلسطينية وأحداث يوم القدس وإجراءات مشابهة ما هي الا محاولات تصب في نفس الاتجاه . فالكثير من الدول العربية عرفت هذه الحقيقة وتوصلت من خلال هذه الاجراءات التي تقوم بها الحكومة الايرانية الى نتيجة مهمة وهي أن إيران لا تنوي دعم نضال وحقوق العرب لكنها تسعى الى إستخدام هذه القضايا للإستهلاك الاعلامي واستخدامها كورقة لوضع علامات استفهام أمام كل ما تقوم به الدول العربية وإحراجها أمام شعوبها .
ويتساءل ليمبرت في ختام مقاله هل أن الدول العربية في الحقيقة تدعم توجيه ضربة لايران ؟ ويجيب أنه نظراً لما ستؤول اليه الامور نتيجة هذه الحرب فالإجابة ستكون بالسلب ، وهي كلا .ولكن نظراً لكل هذا الكم الهائل من عدم الثقة التاريخية والشكوك القائمة التي تسود الجانبين فمن الطبيعي أن تشعر دول الخليج العربي بما تشعر به الولايات المتحدة من خصام وكره حيال إيران .



#محمد_حسن_فلاحية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليوم والشهر العالمي لحقوق الإنسان بين الواقع والتطلّعات
- ضرورة الحفاظ على لغة الضاد
- صرخة شط العرب تصل الى كارون
- الفاشيون في إيران ومحرقة كتب التاريخ
- لماذا يُتّهم نجاد باليهودية؟!
- المرأة الإيرانية ودورها في التغيير
- استيفان وعمر وعبد الزهرة ومصالحة أطفال العراق
- إتفقنا على أن لا نتفق ، حول ندوة قناة الحوار
- هذا هو حال شعب ٍيملک الأرض والثروات!!
- قراءة في كتاب إيران بين ثورتين


المزيد.....




- السعودية.. 28 شخصا بالعناية المركزة بعد تسمم غذائي والسلطات ...
- مصادر توضح لـCNN ما يبحثه الوفد المصري في إسرائيل بشأن وقف إ ...
- صحيفة: بلينكن يزور إسرائيل لمناقشة اتفاق الرهائن وهجوم رفح
- بخطوات بسيطة.. كيف تحسن صحة قلبك؟
- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد حسن فلاحية - لماذا لم يتمكّن العرب و الإيرانيون التوصل الى إتفاق ؟