أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل عودة - من السهل بدء انقلاب في لبنان - من الصعب انجازه!!














المزيد.....

من السهل بدء انقلاب في لبنان - من الصعب انجازه!!


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 3245 - 2011 / 1 / 13 - 23:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    






من السهل بدء انقلاب في لبنان - من الصعب انجازه!!
نبيل عودة

استعرت الأزمة اللبنانية بخطوة استقالة وزراء حزب الله، والوزير المحسوب على رئيس الدولة، وأسقطت الحكومة اللبنانية.

العديد من المواقع وصفت ما يجري بأنه بداية الانقلاب العسكري لحزب الله ضد مؤسسات الدولة اللبنانية.
من الواضح أن إسقاط الحكومة، يعني تفريغ الساحة السياسية اللبنانية من سلطة تتولى مسؤولية تداعيات القرار ألاتهامي للمحكمة الدولية حول مقتل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، وحتى لو استمرت حكومة الحريري بتصريف أمور البلاد، فلن تكون لها صلاحيات أكثر من إدارة بلا صلاحيات اقتصادية أو سياسية أو قضائية.
هذا الأمر يعني أنه نشأت في لبنان اليوم سلطتان، سلطة حزب الله المعتمدة على قوة عسكرية، وسلطة شكلية تسمى حكومة "تصريف الأعمال" . وليس سرا ان الجيش اللبناني اضعف من ان يواجه حزب الله لفرض الشرعية اللبنانية .
السؤال الذي يتبادر إلى الذهن لماذا فشلت الوساطة السعودية السورية؟!
والسؤال الأهم: لماذا يخاف حزب الله من تداعيات صدور القرار ألاتهامي للمحكمة الدولية إذا كان يصر أنه بريء من مؤامرة اغتيال رفيق الحريري؟!
بات واضحاً، أن المحكمة الدولية تجاوزت الواقع السياسي اللبناني. بمعنى أن قراراتها التي ستصدر لن تتأثر بما يجري على الساحة اللبنانية، وحتى بظل طلب رسمي من الحكومة اللبنانية بإبطال المحكمة، المحكمة لن تستجيب لأن صلاحياتها تتجاوز أي طلب حكومي أو رئاسي لبناني.
لا شك أن الحديث عن حزب الله بات يشكل دخولاً إلى نفق مغلق وطريق مليئة بالمطبات.
الصورة التي اكتسبها حزب الله ، بعد صموده وتصديه البطولي بكل المعايير أمام عدوان إسرائيل، وإنزاله خسائر لم تتوقعها إسرائيل،ولا سابقة لها بها نسبيا. والدرس السياسي والعسكري الذي قدمه للعالم العربي والشعوب العربية، حول إمكانية الصمود والرد بقوة على المنتصرين دوماً على الجيوش العربية وحكام الأنظمة العربية، بات يشكل في الوعي العربي هالة مقدسة تسقط كل انتقاد سياسي عقلاني لأي خطوة يتخذها الحزب في الواقع اللبناني، وذلك ليس فقط بضغط قوته العسكرية، وقدرته على الإطاحة العسكرية بكل القوى السياسية التي تمثل الأكثرية في لبنان، وترفض أن تخضع لسيطرة حزب الله السياسية، تحت حراسة حرابة، بل بسبب الهالة المقدسة التي أكسبته شعبية عربية واسعة، باتت تتغاضى عن أي تصرف سياسي شاذ ومخالف للشرعية اللبنانية.
من هنا صعوبة التعبير أحياناً عن موقف سياسي سليم، متجرد من الهالة المقدسة التي اكتسبها حزب الله بجدارة في مواجهة إسرائيل، ولكن لا يمكن جعل ذلك "فيتو مطلق" على الواقع السياسي اللبناني.يسمح له بأن يضرب بعرض الحائط بشرعية الدولة اللبنانية .
اللعبة السياسية الديمقراطية في لبنان، يجب حمايتها من تدخل السلاح، أي سلاح كان، إن كان سلاح حزب الله أو أي تنظيم آخر.
إن خوف حزب الله مد قرارات المحكمة الدولية، يثير أسئلة مشروعة كثيرة، ترى ما هي الخطوة التالية بعد إسقاط حكومة الحريري؟!
لن يوقف أي انقلاب في لبنان صدور قرارات المحكمة الدولية. حتى لو قامت حكومة برئاسة شخصية سنية خاضعة لميول حزب الله، وهذا أمر يبدو بعيداً عن الواقع السياسي وتوزيعة القوى السياسية في لبنان، ولكن رغم افتراضنا ذلك، ستظل المحكمة الدولية حرة من أي تغيير كان داخل الساحة السياسية اللبنانية.
من الواضح أن لسوريا دوراً في هذه الأزمة، لم يُسهل الوصول الى اتفاق مع السعودية، لتجاوز الأزمة اللبنانية، ويبدو أن الشرط الوحيد الذي يصر عليه الطرفان السوري وحزب الله، هو وقف صدور القرارات الاتهامية للمحكمة الدولية.
ومع ذلك تبدوا لي أن كل الخيارات المفتوحة أمام حزب الله وحلفائه في لبنان أحلاها مر أيضاً.
هناك إجماع دولي على دعم حكومة الحريري ورفض لأي محاولة انقلابية عسكرية، من هنا لم يختار حزب الله تحريك قوته العسكرية، بل اختار الشكل السياسي المعتمد على قوته العسكرية، باستقالة وزراءه واستقالة الوزير (بيضة القبان) المحسوب على رئيس الدولة، والذي شكل غطاء صورياً بعدم انتمائه لحزب الله. واستقالته تعتبر الفاصل الدستوري في سقوط الحكومة.
ويسأل السؤال: ماذا بعد؟!
الحل أمام حزب الله ليس سهلاً. حليفه الجنرال ميشيل عون، طالبه بتحرك عسكري، ولكن حزب الله أكثر عقلانية من شريكه الذي لا يفكر إلا برئاسة الدولة ولو على خراب بصرى.
هل سيؤدي انقلاب عسكري ينفذه حزب الله إلى تغييرات في الخارطة السياسية في لبنان؟! أم سيقود ذلك الى تدخل قوى أجنبية، بما فيها إسرائيل، بخطوة لن تخدم إلا إسرائيل على كل المستويات السياسية والعسكرية؟
لا أعتقد أن حزب الله جاهز لمثل هذه المغامرة،وتقديري ان الشيخ حسن نصرالله لن يتورط في معركة خاسرة من هذا النوع ، لأنها ستكون انتحارا سياسيا . ولكن الأمر يتعلق أيضاً بالتأكيد باستعداد سوريا لأزمة بالغة الخطورة لا أحد يعلم اتجاهات تطورها العربية والمنطقية والدولية.
ربما تطمح سوريا إلى طلب من حكومة لبنان يعود بموجبها الجيش السوري من أجل "فرض النظام" وعملياً السيطرة على لبنان وتحويله إلى ولاية سورية. حتى حزب الله يخاف من هذا الاحتمال.
ربما من السهل البدء بأزمة سياسية،او عسكرية... ولكن يبدوا أن الأصعب معرفة الخروج منها، خاصة في ظل أوضاع شرق أوسطية ودولية لن تقف على الحياد، وواقع سياسي بالغ التركيب والتعقيد، كما هو الحال في لبنان.
[email protected]



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانفصال في السودان: نهج سيتسارع في الواقع العربي البائس!!!
- التباس الوعي القصصي
- المسيحيون في الشرق: هل هم المشكلة او الغطاء لمشكلة الانظمة ا ...
- العنصرية.. وباء أخلاقي، اجتماعي، ثقافي وسياسي
- العرب قضية أمنية بنظر حكومة نتنياهو
- لغتنا العربية وهويتنا القومية ؟
- كورنت- 30 كيلو غرام يدمر دبابة 100 طن
- انجاز فلسطيني مرحلي هام: إجماع دولي واضح ضد الاستيطان وضد سي ...
- الحاخامات أيضا يتكلمون باسم الرب !!
- - صارخ ٌ في البرِّيَّة - للشاعر شفيق حبيب
- متى نغير مجتمع الكوتات النسائية؟!
- ثقافتنا تغير شكلها
- سميرة تفسر علم المنطق
- ملابسات الفاجعة الرهيبة في مصنع تكرير النفط في حيفا
- عونطة إسرائيلية
- أزمة المقال الصحفي
- الفن عندما يرقى الى مستوى المسئولية
- دولة الفقراء
- جامعة عربية في الناصرة مشروع نهضوي حضاري سيغير وجه مجتمعنا
- من يستفيد من الهجوم على مشروع الجامعة العربية في الناصرة؟!


المزيد.....




- الجيش الأمريكي يعلن تفاصيل اجتماع قائد -سنتكوم- مع وزير الدف ...
- بايدن يقارن هجوم -حماس- بالمحرقة النازية ويحذر من معاداة الس ...
- الشرطة الفرنسية تخلي قاعة في جامعة السوربون احتلها مؤيدون لغ ...
- تفاؤل أميركي بمفاوضات القاهرة وحماس تحذر إسرائيل
- كلية حقوق كولومبيا تدعم طلابها بعد رفض قضاة محافظين تعيينهم ...
- تأكيد مقتل رهينة إسرائيلي محتجز في غزة
- الشرطة الفرنسية تخلي قاعة في جامعة السوربون احتلها محتجون مؤ ...
- قتلى وجرحى في غارة إسرائيلية على مدينة غزة
- انتقادات دولية لإسرائيل عقب استهداف رفح وواشنطن تتحدث عن -عم ...
- واشنطن تعلق على تقارير بشأن تعليق إرسال أسلحة لإسرائيل


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل عودة - من السهل بدء انقلاب في لبنان - من الصعب انجازه!!