أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نبيل عودة - الحاخامات أيضا يتكلمون باسم الرب !!















المزيد.....

الحاخامات أيضا يتكلمون باسم الرب !!


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 3210 - 2010 / 12 / 9 - 14:37
المحور: حقوق الانسان
    


عشرون دولة أطفأت حريق الكرمل امام عجز حكومة القوانين العنصرية، ومن سيطفئ حريق الحاخامات لعقول الكثيرين من ابناء الشعب اليهودي ؟!
نـبـيـــل عــــودة
قبل ايام فقط ، نشر المعهد الاسرائيلي للدمقراطية استطلاعا للرأي ، يظهر فيه المجتمع الاسرائيلي مجتمعا عنصريا معاديا للمواطنين العرب ،وحسب نتائج الاستطلاع، أكثرية المواطنين اليهود لا تريد عربا في الدولة، ولا يريدون ان يشارك العرب في القرارات المصيرية ، ولا أن يكونوا جيرانا "لنا" ( أي لليهود )، ولا أعرف اذا كان القصد جيرانا لدولة بنيامين نتنياهو اليهودية أيضا ، أي تهجيرالعرب من كل الشرق الأوسط ، وليس جيرانا للمواطنين داخل حدود الدولة فقط!!
نشر تلك النتائج المقلقة ، حرك بعض الصحافة وبعض أصحاب الرأي اليهود للتعبير عن " قلق " من المعطيات . وانتهت الحكاية هنا. لم يقلق أحدا من المسؤولين، ان 46% من مواطني اسرائيل اليهود لا يريدون جارا عربيا. وبالطبع هناك معلومات لم تتضح بكل بشاعتها العنصرية ، حول رفض جيران من أثيوبيا، ورفض جيران من روسيا، ورفض جيران من العمال الأجانب .. ورفض جيران من عائلات فيها اولاد مع عاهات خلقية ، أي رفض مجاورة 60% - 70% من مواطني الدولة ، وبالتالي ، ما تبقى، هو طهارة الجنس اليهودي الأبيض النقي من الشوائب. ويؤسفني أن أقول بكل صراحة ، او وقاحة.. أن هذا يذكرني بنظريات إثنية عنصرية دفع العالم ثمنا رهيبا للتخلص منها ، ودفع الشعب اليهودي نفسه الثمن الأكثر ألما في التاريخ البشري الحديث كله!!
ما دفعني لهذه المقدمة ان 50 حاخاما يهوديا ، حاخامات مدن رئيسية في اسرائيل، ويخضع لتعاليمهم مئات الاف الطلاب والمواطنين ، ويشكلون التيار الديني الرئيسي والمسيطر على المجتمع اليهودي في اسرائيل، وقعوا على فتوى دينية تدعوا اليهود الى عدم تأجير منازل ، او بيع منازل للعرب، لأن التوراة تحظر ذلك. وجاءت هذه الفتوى كخطوة لدعم موقف حاخام مدينة صفد شموئيل الياهو ، السابق لزملائة الحاخامات في اصدار فتوى عنصرية تحض على عدم تأجير منازل في صفد للطلاب العرب الذين يدرسون في كلية صفد . كان توقعي الشخصي ان رجال الدين اليهود يتمتعون بعقل متنور ومنفتح سيرفض فتوى حاخام صفد. وتبين ان العكس تماما هو الصحيح. حين يصير الدين سياسة ، والسياسة دين تنمو الفاشية والعنصرية ، وفي نظام مثل النظام الاسرائيلي ، القانون والقائمين عليه ، "لا يسمعون" تصريحات رجال الدين اليهود العنصرية المليئة بالسموم الشوفينية القذرة ، و"لا يسمعون" تصريحات رجال السياسة الفاشيين ، ونظرياتهم العنصرية التي يحولونها الى قوانين لا تخجل الأنظمة الفاشية البائدة. فكل شيء يحط من مكانة العرب ، ويحرض ضدهم دمويا، ويفتي ضد ممارستهم لحقوقهم الأولية في السكن والتعليم والعمل والحقوق المدنية ، يصبح مسموحا وقانونيا ، بمفهوم ان القانون يغيب حين يكون التحريض ونفث السموم العنصرية ضد المواطنين العرب.
نعم ، هذا الواقع خلق في اسرائيل دولتان ، دولة قانون لا شك فيها، ولكنها تتقلص مساحتها ، كلما اقتربت من الأقلية العربية في اسرائيل، وتبدأ في الظهور الحر المنفلت دولة الفاشية الدينية والفاشية القومية ، المندمجتان بتناغم مثير للإستهجان . وهذا التحالف بينهما مع الأسف بات يقود الدولة ، عبر السيطرة التي لم تعد مخفية على نظام الحكم وهيئاته، والسير قدما نحو نظام ابرتهايد، سيتجاوز قريبا نظام جنوب أفريقيا المندثر ، ما لم تحدث صحوة يهودية توقف انهيار نظام القانون في الدولة، وتوقف سيطرة عنصريين على مناصب مسؤولة في نظام الحكم.
شكرا لرئيس الحكومة نتنياهو الذي استنكر. فتوى الحاخامات اليهود ، وكفى الله حكومته شر القتال. ويبدو استنكاره شبيها بمهمة اطفاء حريق الكرمل ، التي نفذتها 20 دولة أجنبية امام عجز كامل لحكومته ، التي لو كرست لموضوع خطر الحرائق في اسرائيل نصف الوقت الذي تكرسه لسن القوانين العنصرية ، لما وقعت مأساة الكرمل . ولكن السؤال المطروح الآن: من سيطفئ حريق الحاخامات لعقول ابناء الشعب اليهودي؟
لا يمكن العبور على هذه الفتوى ، وعلى القوانين العنصرية، التي جمعت أهم رجال دين في اسرائيل ، مع ابرز سياسيين في حكومتها ، في مهرجان عنصري لا نعرف مرادفا له الا في حقبة اوروبا السوداء.
صحيح ان العالم تغير . ولكن سيطرة العقول الأصولية ، بغض النظر عن نوع اصوليتها ونوع الرب الذي تدعي انها تتكلم باسمه ، تقود كلها الى نفس التصرفات ، ولا أستهجن ، ان تتكاثر ظواهر العنف الدموي ضد المواطنين العرب ، ولا أطرح تخيلا، بل اعتمادا على ظواهر واقعية عايشناها ، وبعضها وصل الى القضاء في اسرائيل ، فهل يجب ان ندفع ضريبة الدم قبل ان يتحرك جهاز القانون الذي لا نشك بقدراته واستقامته ، اذا أوصل المسؤولين القضية الى ابوابه ؟!
لا يعني الأمر اني أتجاهل الطرف الآخر المتطرف دينيا ، والذي يزعق بمواقف مقرفة تصف ابناء الشعب اليهودي بأوصاف غير عقلانية، ولا نتردد في استنكارها ومطالبة اخراس هذه الأصوات وقمعها بلا رحمة، وعزلها عن المجتمع البشري . وها هو ضررها يصيب اولا اصحاب الحق ابناء الشعب الفلسطيني ، داخل اسرائيل بالأساس.
طبعا هذا ليس تبريرا لفتوى الخمسين أصولي يهودي .
الحاخام الرئيس لمدينة اشدود ،يوسف شينين، عين نفسه متحدثا باسم الرب ،قال :" ان الرب المبارك ،خصص ارض اسرائيل لشعب اسرائيل" وأضاف لا فض فوه:" ان العنصرية مصدرها في التوراة ". وبرر بان أقواله لا تعني العنصرية، انما الفصل ، لأنه يوجد عالم بمثل هذا الكبر ودولة اسرائيل بمثل هذا الصغر وقد خصصها الله لشعب اسرائيل " وقال الحاخام شلومو افينير من بيت ايل مبررا فتوى الحاخامات العنصرية:" يجب ان لا نساعد العرب للتجذر في اسرائيل " ، وانه وقع على الفتوى :" لأنه اذا بحث يهودي عن شقة ، فيجب تفضيله عن الأغيار ( غير اليهود )وثانيا ، ان العرب يشكلون 25% من مواطني الدولة، ولا أظن انه يجب ان نعطيهم سببا للتجذر في الدولة " ويبدو ان سعادة الحاخام مصاب بمرض النسيان ، فقد صرح لراديو الجيش انه لا يذكر متى وقع على الفتوى .
كل أولئك الحاخامات يتلقون أجورهم من حكومة اسرائيل ، أي موظفي دولة. وأي مواقف تتناقض مع القانون الاسرائيلي ، وفيها تحريض عنصري يعاقب عليه القانون ، وفتوى تتناقض مع القانون تصدر عن موظفين رسميين في مؤسسة حكومية يجب ان تقود الى فصلهم ومعاقبتهم أمام القضاء ، ولا ينقص تشكيل ملف قضائي ضدهم أي بند جنائي . وغني عن القول ان رئيس الحكومة استنكر بشدة فتواهم ورفضها. فهل للقانون أسنان مع غير العرب ؟
الم تُقرر السلطة حظر الكهانية ( حركة الحاخام العنصري مئير كهانا ) لأنها حركة عنصرية تتناقض مبادئها مع القانون بسبب تحريضها ضد المواطنين العرب ؟ ما الفرق بين مواقف الحاخامات وحركة كهانا؟ بل السؤال الأخطر ، حركة كهانا كانت تشكل حركة غير رسمية ، والحاخامات الخمسين هم رجال رسميون بمسؤوليتهم ملايين المواطنين في اسرائيل. و كلماتهم ليست مجرد تعابير تجرفها الريح بل مواقف تؤثر على اوساط واسعة جدا من الجمهور اليهودي ، قرأنا نتائجها في استطلاعات الرأي ، وآخرها ما سجلته في بداية مقالي، عن استطلاع المعهد الاسرائيلي للدمقراطية .
حاخام مدينة صفد شلومو الياهو عقد في الشهر الماضي اجتماع طوارئ تحت اسم: " الحرب الصامتة – نقاتل ضد التآكل (القصد اندماج اليهود بالعرب ) في المدينة المقدسة صفد". شارك بالمؤتمر الذي عقد في قاعة الثقافة - بيت يغال ألون في صفد 400 شخص، وقيل رسميا بالمؤتمر ان اساس المشكلة هي الكلية في صفد، والتي يشكل الطلاب العرب أكثرية فيها،وتكلم هناك عنصري معروف هو باروخ مارزل، وممثل "حركة لاهافا - حركة منع تآكل اليهود في الأرض المقدسة "- بمفهوم ذوبانهم واندماجهم مع الآخرين!!
من هنا يمكن ان نفهم ان الخوف الكبير أيضا أن يتحول العرب إلى شعب من الأكاديميين ، بدل النظرية الصهيونية التي هزمناها ، بتحويل العرب الى شعب من سقائي الماء والحطابين.
وهذا يطرح تلقائيا أهمية تخصيص الموارد والجهود للتعليم والرقي العلمي ، والانتشار في جميع مجالات العلوم والتكنلوجيا مهما كانت العراقيل كبيرة.ويطرح أيضا أهمية اقامة مؤسسات تعليم أكاديمية في المجتمع العربي في اسرائيل، وعلى رأسها جامعة عربية ، والموضوع ليس منافسة من سيكون السابق الى اقامة جامعة ، كما قرأنا من بعض الذين أقدامهم ليست على الأرض، محولين الموضوع الى منافسة مضحكة وسخيفة في الجري السريع.من يملك الامكانيات المادية او الفكرية يجب ان يفكر بعقلية علمية وليس بعقلية قبلية عشائرية .
فتوى الأصوليين اليهود يجب ان تدفعنا الى تنسيق بمستوى مختلف ومنهجي ، لسنا اعداء لأي شعب، ولا نكره أي انسان بسبب انتمائه الاثني او الديني او اللون. وهناك قاعدة واسعة لتشكيل حركة واسعة تشمل قوى عقلانية ودمقراطية يهودية ترى الخطر من الأصولية اليهودية على مستقبلها أيضا ، وصوتها كان بارزا ضد اصوليتهم.
لم اتفاجأ من هذا الاندماج بين الفكر الديني والفاشية القومية . وقد سبقنا الى التحذير منها اكاديميون ومثقفون يهود ، طرحوا الموضوع بكل خطورته حين قالوا بأنه تتطور في اسرائيل فاشية دينية . ونحن للأسف لم نتحرك الا بالادانة والاستنكار ، بدل ان نبدا تشكيل تحالف سياسي واسع ، يهودي عربي . كل الظروف تشير الى الجاهزية الفكرية لنشوء مثل هذا التحالف. ولا تبرير للتعويق الا في قصورنا الفكري !!



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - صارخ ٌ في البرِّيَّة - للشاعر شفيق حبيب
- متى نغير مجتمع الكوتات النسائية؟!
- ثقافتنا تغير شكلها
- سميرة تفسر علم المنطق
- ملابسات الفاجعة الرهيبة في مصنع تكرير النفط في حيفا
- عونطة إسرائيلية
- أزمة المقال الصحفي
- الفن عندما يرقى الى مستوى المسئولية
- دولة الفقراء
- جامعة عربية في الناصرة مشروع نهضوي حضاري سيغير وجه مجتمعنا
- من يستفيد من الهجوم على مشروع الجامعة العربية في الناصرة؟!
- حكومة تفصل القوانين لبقائها
- هل يعرف قادة اسرائيل لغة غير لغة الحرب؟!
- إسرائيليات
- إذا اضطررنا سنقسم كذباً
- انتفاضه في عين ماهل
- إسرائيل بعد 26 أيلول .. دولة يحكمها رسميا المستوطنون!!
- ثرثرة عربية في مواجهة النووي الإسرائيلي
- ملاحظات حول قرار لجنة المتابعة إعلان الإضراب بذكرى انتفاضة أ ...
- مقياس تدريج الجامعات، مقياس للتطور العلمي، الثقافي والاجتماع ...


المزيد.....




- أبو الغيط يأسف لاستخدام ‎الفيتو ضد العضوية الكاملة لفلسطين ب ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- -الرئاسة الفلسطينية- تدين استخدام واشنطن -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- فيتو أمريكي بمجلس الأمن ضد العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم ...
- مؤسسات الأسرى: إسرائيل تواصل التصعيد من عمليات الاعتقال وملا ...
- الفيتو الأمريكي.. ورقة إسرائيل ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحد ...
- -فيتو-أمريكي ضد الطلب الفلسطيني للحصول على عضوية كاملة بالأم ...
- فيتو أمريكي يفشل مشروع قرار لمنح فلسطين العضوية الكاملة بالأ ...
- فشل مشروع قرار لمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة ...
- فيتو أمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نبيل عودة - الحاخامات أيضا يتكلمون باسم الرب !!