أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل عودة - حكومة تفصل القوانين لبقائها














المزيد.....

حكومة تفصل القوانين لبقائها


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 3168 - 2010 / 10 / 28 - 01:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حكومة تفصل القوانين لبقائها
نبيـل عـودة
طلاب المدارس الدينية، هو الجمهور المميز في إسرائيل. الميزانية الجاهزة للتصويت تشمل 111 مليون شيكل "منح دراسية" لطلاب المدارس الدينية للسنتين القادمتين، ومع ذلك، كعادته، لم يجرؤ نتياهو على طرح فوري لهذا البند في الميزانية، وأجله إلى أسبوعين، بحجة إقامة لجنة خاصة لبحث الموضوع.. ولكن أخيرا صودق على الميزانية بالقراءة الأولى في الكنيست .
ماذا ستبحث اللجنة ، او ماذا بحثت ؟!
لا أحد يعرف الا انها اقيمت من أجل تمرير هذا البند في الميزانية، حتى تظل الأحزاب الدينية المتزمتة (الحراديم) مخلصين لنتنياهو وحكومته.
هذا ليس جديدا، طلاب المدارس الدينية لا ينتجون ويعيشون على حساب جمهور العاملين في إسرائيل.ولا يخدمون في الجيش ، وهذا الموضوع يثير غضب اوساطا يهودية كثيرة ، ونسجله فقط كأمر واقع !!
الطرفة السياسية، المبكية المضحكة، أن نتنياهو تشاطر، وأضاف إصطلاح دمج طلاب المدارس الدينية بسوق العمل... صح النوم !!
بعد 63 من حياة التطفل يفكرون بدمجهم بسوق العمل !!
ربما يطرحوا مشروعا مفصلا لدمجهم بسوق العمل ، كالعادة يا أم شحادة، سيستغرق نقاشه 63 سنة أخرى ، ثم يحال للجان المختصة للتداول به 63 سنة أخرى ، ولا أعلم في أي جيل قادم يمكن دمجهم بسوق العمل !!
فقط أذكر ما جاء في الصحافة العبرية ان عدد المتدينين المتزمتين الطفيليين الذي لا يعملون ويقبضون منحا( معاشات) من الحكومة ، تضاعف خلال 30 سنة . أي الدمج بالعمل حلم شكسبيري في ليلة صيف ، اذا استمرت الحاجة للطفيليين من دعم الحكومات ومنع سقوطها.
التحايل الأكبر هو شمل كل الطلاب في إسرائيل، عن طريق لجنة،ما اكثر لجان هذه الحكومة ، لدرجة ان الوزراء لا يعرفون عن لجانهم الا من النشر .
أي بدون رتوش ، العاب سحرية لتمرير قانون تمييزي يفتقد لأي مبرر تعليمي، أخلاقي، اقتصادي، تنويري، كل مبرراته واضحة إبقاء الأحزاب الدينية المتطرفة تحت إبط حكومة نتنياهو. وكله بشكل "ديمقراطي" و "قانوني". قد يتساءل القراء العرب ، وما دخلنا نحن العرب في مصائب قوم آخرين؟!
نحن أيضاً، العرب في إسرائيل، نشتغل ساعات عديدة أسبوعياً، حتى يأكل من لا يعمل، ويلبس من لا ينتج، وفوق ذلك يشتموننا ويحرضون على قتلنا، ولا نحصل على نصف ما يحصلون عليه من ميزانيات ومنح وهبات ، شيء نسمع به وشيء لا نسمع به ويستحق التسجيل في كتاب جينيس لشدة غرابته ...
هذه الميزانيات، أحق أن توزع على أكثر من 850 ألف طفل فقير، أحق أن تخصص ل 1,7 مليون إنسان تحت خط الفقر في إسرائيل، وخاصة من يعلمون ، ودخلهم لا يكفي، وليس للتوزيع على طفيليين ، يأكلون ولا يعملون بحجة التوراة ودراسة الدين.
الذي لا يعمل مشكلته في ذاته، ليساعده الرب أن يجد قوت يومه ، وليطلبوا أن تنزل عليهم الموائد من السماء.. فهو على كل شيء قدير!!
المستهجن هو صمت الأحزاب، التي تمثل جمهوراً واسعاً من اليسار والوسط واليمين، الذين يرفضون أن يعيش قسم من المجتمع الإسرائيلي بهذا الأسلوب الطفيلي.
الدين، والتدين لا يعني أن يعيش الإنسان طفيلياً، لا هم له إلا دراسة الدين.ماذا ينتظر مجتمعه منه غير المزيد من الظواهر الطفيلية؟!
تقديم 111 مليون شيكل لطلاب الجامعات هو أمر مشروع ويعود بالفائدة الاقتصادية والعلمية والحضارية على أي مجتمع بشري.
أين صوت براك وحزبه في حكومة تخدم الطفيليين وتتنكر لمن يستحق الدعم حقاً ، وهو المتخفي بمظلة حزب اشتراكي ديمقراطي ؟!
ألم يجن الوقت، لنهج سياسي نظيف،لا يخضع للابتزاز من أي طرف كان؟!
وزير الأقليات أفيشاي برافرمان (حزب العمل) يكاد يكون صوتاً وحيداً، إذ أعلن أنه لن يصوت من أجل هذه الميزانية إذا شملت هذا البند.وهو غاب عن الجلسة.هرب من المواجهة حفاظا على كرسي الوزارة. لا تفسير آخر ،رغم انه طرح رؤية صحيحة بقوله بأن "رئيس الحكومة، والكتل الدينية المتزمتة، تنظم عملية اقتناص برلمانية، بحيث تطرح بنود الميزانية لطلاب المدارس الدينية للتصويت بدون أن يجري بحث منظم، ويبدو أن هذه مهمة لجنة رئيس الحكومة التي أقامها لبحث الموضوع!!"
هذا القانون ليس جديداً في ميزانيات إسرائيل، بل هو قائم منذ 30 عاما، الفرق أن الوعي العام لوضع حد لطفيلية أوساط دينية، معزولة، متزمتة، تعيش على حساب المنتجين في الدولة، بات مفضوحاً، وقدمت التماسات للمحكمة العليا ضده، ورأت المحكمة أن الموضوع لم ينظم بشكل قانوني في الميزانية، مما جعل الحكومة "تنظم" قانوناً التفافياً على المحكمة العليا، لتمرير هذه الميزانية التي اثق أن الأكثرية المطلقة من سكان إسرائيل ترفضها!!ً
حزب كاديما أوضح موقفه بالقول أن نتنياهو كسر السبق بالتلون والوقاحة والاستخفاف بالجمهور في إسرائيل. وأنه يوم الأحد الماضي أعلن عن إقامة لجنة، ويوم الاثنين أدخل الأموال المخصصة لطلاب المدارس الدينية للميزانية، وأن هذا يشير الى نهج ثابت مخجل من التجاهل والاستهتار بثوابت السلطة . ودعت كاديما كل من تحدث عن حق الطلاب الجامعيين بالمساواة مثل حزب العمل، وجدعون ساعر وزير التربية من الليكود، ان يصوتوا ضد قانون تمرير الأموال لطلاب مدارس دينية متزمتة، أن يتمسكوا بأقوالهم ويصوتوا ضد الميزانية وضد مناورة نتنياهو وزعماء الأحزاب الدينية المنضوية في ائتلافه بدل المساعدة على إقرار قانون التفافي على المحكمة العليا.
وكما هو متوقع لجنة نتنياهو أنهت عملها في "فحص" ميزانية طلاب المدارس الدينية، ومن المتوقع أن توصي بما أقيمت من أجله، بالمصادقة على قانون الميزانية، وأن تقترح (غطاء لا طائل منه) خطة لتشجيع الخروج للعمل في الوسط الديني المتطرف!!
وكما ذكرنا جرى التصويت ومررت الميزانية بالقراءة الأولى ...
عملياً لا شيء جديد تحت شمس نتنياهو والأموال ستدفع للطفيليين.... ويطول عمر حكومة نتنياهو، الا اذا حدث ضغط سياسي من الطلاب والجمهور .. ولا اريد ان استعمل تعبير انتفاضة سياسية شعبية حتى لا اتهم بما لم أقصده !!



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يعرف قادة اسرائيل لغة غير لغة الحرب؟!
- إسرائيليات
- إذا اضطررنا سنقسم كذباً
- انتفاضه في عين ماهل
- إسرائيل بعد 26 أيلول .. دولة يحكمها رسميا المستوطنون!!
- ثرثرة عربية في مواجهة النووي الإسرائيلي
- ملاحظات حول قرار لجنة المتابعة إعلان الإضراب بذكرى انتفاضة أ ...
- مقياس تدريج الجامعات، مقياس للتطور العلمي، الثقافي والاجتماع ...
- ما يقبله الفلسطينيون اليوم ليس شرطا ان يقبلوه غداً
- حتى يظل السلاح طاهرا...!!
- دراسة قانونية اسرائيلية تدعي: لا حق قانوني للاجئين بالعودة
- بورغ يعود للسياسة برؤية سياسية مثيرة
- مرتعبون من سجلاتهم!!
- الثقافة والعولمة
- القصة كمادة فكرية
- انصرف من امامي ايها المغفل *
- ما هو الرنين من تصفيق يد واحدة ؟
- حوار مع الكاتب نبيل عودة
- عسر الفهم والرؤية المغلقة المسبقة في نقاش غطاس ابو عيطة
- متشائم ، متفائل وواقعي


المزيد.....




- لماذا يواجه نتنياهو -قرارا مصيريا- بشأن غزة بعد إعلانه الانت ...
- نتنياهو: -نعمل على توسيع اتفاقيات السلام بعد انتصارنا على إي ...
- ماذا قال البيت الأبيض عن جهود ترامب بشأن انضمام دول خليجية و ...
- إيران تكشف عن أضرار -كبيرة- بالمنشآت النووي وتؤكد أن تعليق ا ...
- الاتحاد الأوروبي يمدد عقوباته على روسيا حتى مطلع 2026
- إيران تعلن حجم الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية جراء الضرب ...
- مهرجان موازين يحتفي بدورته العشرين بحضور فني عربي وعالمي ممي ...
- غزة تشيع نضال وكندة.. رضيعان قتلهما الحصار الإسرائيلي
- رئيس وزراء إسرائيل يتحدث عن فرص جديدة لتوسيع -اتفاقات السلام ...
- مصدر إسرائيلي: دعوة ترامب لوقف محاكمة نتنياهو جزء من تحرك لإ ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل عودة - حكومة تفصل القوانين لبقائها