أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عودة - التباس الوعي القصصي















المزيد.....

التباس الوعي القصصي


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 3242 - 2011 / 1 / 10 - 15:43
المحور: الادب والفن
    


قضايــا ثقافيـة
التبــاس الوعــي القصصي



في قصصي الأخيرة ،التي تجاوزت السبعين أو الثمانين قصة معظمها نشر وبعضها القليل ما زال تحت العمليات التجميلية والتقويم ... تعرضت بسببها للكثير من الملاحظات النقدية، معظمها تثلج الصدر، ولكن بعضها لا استطع العبور عنه دون ملاحظات وانطباعات ثقافية عامة.
اعتمدت في قصصي الجديدة، عدا الأسلوب الجديد لغويا وفنيا في كتاباتي القصصية، مفاهيم فلسفية متعددة، كانت بالنسبة لي سابقا نبراسا سياسيا بالأساس، ربما أثرت فكريا على كتاباتي الثقافية والسياسية العامة ، ولكني رأيت فجأة أني قادر على تحويل أصعب المقولات الفلسفية إلى موضوع قصصي شيق وسهل الفهم، وان القيمة الثقافية الروحية في الفكر الفلسفي الذي أسرني منذ بداية وعيي،لا يقل أهمية عن الفهم السياسي أو الاجتماعي أو الأخلاقي، وهكذا وجدت نفسي غارقا في سلسلة كتابات قصصية أمسكتني عن أي كتابة أخرى لفترة أشهر امتدت منذ أواسط العام 2010 وحتى شهرين قبل أن نطوي 2010 وتوقفت بسبب استلامي رئاسة تحرير يومية سياسية.
ما ساءني أن نخبة قليلة من مثقفين، تسبق أسمائهم صفات طويلة وثقيلة القيمة، سماعيا على الأقل، لم يفهموا المقروء الفلسفي أو حتى الأدبي البسيط ... وراحوا نحو تفسيرات هرطقية ومواعظ دينية لا علاقة لها بالنص القصصي، أو الوعي الإبداعي بصفته نشاط يؤدي إلى اكتشاف جديد ، يعتمد على استيعاب أوسع ما يمكن من الثقافة الإنسانية، كشكل من أشكال الوعي الثقافي والاجتماعي، مما يعني أن بينهم وبين الثقافة والرؤية القصصية ومفهوم الإبداع الفلسفي، المحيط الأطلسي بكل اتساعه.ولو جاءت الهرطقة من قراء عاديين، لتفهمت الموضوع ونسبته لمسألة تطور الوعي والتأثيرات الشعبية للفكر الماضوي السائد في المجتمعات العربية.
ولا بد من توضيح أن الإبداع هو حالة من حالات الوعي، وليس مسألة انفعالية، كما يتوهم البعض. والإبداع يقود المبدع إلى إعادة صياغة ذاته من جديد ، أشبه بولادة جديدة ، وهنا القيمة الإنسانية السامية للمحرك الإبداعي في المجتمع ، ليس في الثقافة الروحية ( الكتابة الأدبية) فقط ، إنما في الإبداع المادي للمجتمع ، عبر تطوير وسائل الإنتاج والرقي الاقتصادي وما يتطلبه المجتمع من ضروريات الحياة العصرية المتطورة.
حتى في القصص البسيطة، والساخرة، مثلا قصة: "حتى يهديهما الله" يمكن إيجادها عبر غوغل أو الرابط التالي: (http://www.jamaliya.com/ShowPage.php?id=5789) هناك فكرة فلسفية بسيطة عن "فشل التفكير المنطقي" لدى بعض الناس (استمرار بطل القصة في شرب الخمر بحجة انه يشرب عن صديقيه)... وليس مجرد لسعة فكاهية. أو غمز ضد الدين، كما تفلسف بعض الجهلة، وراحوا يحفرون أنفاقا فكرية توصلهم إلى زمن لم يعد يربطنا به إلا حكايات تاريخية هناك شك بصحتها أيضا..!! والمضحك أن ناقد حصيف "أوضح" لي أن الخمر محرمة، ليس لشاربها فقط، بل كل التعامل "الثقافي" فيها ولا يجوز الكتابة عنها إلا بالذم وتصوير مفاسدها !!
مثلا في قصة لي تحمل اسم "أرملة على الشاطئ" يمكن إيجادها عبر "غوغل" أو الرابط التالي: (http://www.akherkhabar.net/content/view/9415/82/ ) انتقدتني إحدى "المثقفات" الكبيرات، لأن الأرملة، بطلة القصة، تخرج للبحث عن علاقة جديدة قبل مضي أربعين على وفاة زوجها وان الدين يقول "كيت وكيت". رغم أن القصة تعالج ما يسمى "المنفعية" ، أي فيها نقد للفكرة القائلة إن "الهدف يعطي للوسائل المتبعة مصداقيتها". وان "المصداقية الأخلاقية لتصرف ما تتقرر بناء على النتائج". بالطبع أنا لا اطرح رأيي إنما أقدم حالة قصصية ساخرة، ولو كنت "المثقفة"، أمدها الله ببعض العقل ، تفهم المقروء لما التجأت إلى نصوص دينية لتصويبي ، حتى "أُصوب" الأرملة في تصرفاتها. أي أن القصة حسب هذا الفهم الضيق، هي دين وعبادة وشريعة ومواعظ وقيود متزمتة وانغلاق فكري وإنساني.. والكاتب يجب أن يستأجر مفتي ( وما أكثرهم اليوم ) ليظل على صواب في كتاباته..
اعتمدت في الكثير من القصص الجديدة ، على طرف سمعتها وشكلتها كما يلائم جو القصة ، لكشف مضمون فلسفي عميق في معناها!!
ليس من المتبع أن يفسر الكاتب أفكاره.. أي أن يقدم اللقمة كاملة الهضم للقارئ، أو لنقاد لا يفهمون فلسفة المقروء.. أنا لا أكتب للتسلية كما اتهمني ناقد حصيف. ويبدو أن الكثيرين من حملة ألقاب كبار المفكرين وكبار النقاد وكبار الكتاب، لا يختلفون في "فشل تفكيرهم المنطقي" عن القارئ البسيط. على الأقل القارئ العادي يجد ما يضحكه (وهذا بحد ذاته ضمن شروط اللعبة القصصية وفن القص).. أما بعض "الكبار" فيدعون أن قلمهم "شرفني" حين كتبوا عن قصة لي وإنهم عادة لا يكتبون إلا عن "كبار الأعمال" والبعض لم أقرأ ما كتبه لأنه حولها إلى خطبة دينية مكررة مملة مستعرضا عضلاته في حفظ النصوص الدينية وسرد الممنوعات حسب تفكيره القروسطي.. وجميعهم بالتلخيص الأخير يثبتون جهلهم الثقافي واللوجي ( العقلي المنطقي ) لمفهوم الأدب وفلسفة الثقافة والقدرة على التفكير بمنطق ثقافي ، وليس بآلية مبرمجة بعقلية قتل الميكي ماوس.
عندما لا أعرف شيئا عن الكاتب وآفاقه المترامية الأطراف، وتجربته الحياتية والثقافية، لا أستطيع أن أضعه في خانة وأبدأ بإطلاق الأحكام (الرصاص) عليه!!
فقط في ثقافتنا العربية هذا الأمر جائز لأننا بصراحة نعاني من أمية مثقفين وانتشار طبقة متثاقفين "يعرضون محاسنهم" مثل بعض نجمات الفضائيات، ويا ليت محاسنهم بنفس المستوى ، لعذرناهم!!
إن مفهومنا للقصة يعاني من قصور فكري. القصة قادرة أن تحل مكان مقال سياسي أو فكري، مكان تحليل اجتماعي أو أخلاقي. مكان رؤية مستقبلية . مكان كتابة نقدية في مجالات متعددة، وليس في مجال الإبداع الروحي فقط.
المشكلة تتعلق كما أراها بتطوير قدراتنا القرائية، وتطوير وعينا ومعارفنا حول عالمنا وحضاراته وخروجنا من حالة الشلل الحضاري والإبداعي بمفهومه الإنتاجي – إنتاج الخيرات المادية ، وليس الإبداع الروحي فقط.
القصة كما أرى، تجاوزت مرحلة التسلية إلى مرحلة الوعي والفكر، وهذا لا ينفي متعة القراءة، بل يضاعفها بمفهوم أن مخاطبة الوعي في القصة، تضاعف متعة القراءة بسبب الإضافة الكبيرة لمضامين النص، ومخاطبة الوعي إلى جانب الحس الإنساني للقارئ.
الرسائل التي تصلني تحمل الكثير من الملاحظات الممتعة والجادة وبعضها أفادني إلى ابعد الحدود ، وبالطبع هناك كبار المفكرين " الذين شرفوني بالكتابة عني" أثبتوا أن فكرهم وفهمهم يعاني من التباس وعقد تحتاج إلى عيادة طبيب نفسي وليس إلى عيادة كاتب مثلي لا يملك إلا تعميق ضياعهم الفكري وشططهم العقلي !!
نبيل عودة- كاتب، ناقد وإعلامي ورئيس تحرير جريدة المساء
[email protected]
www.almsaa.net



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسيحيون في الشرق: هل هم المشكلة او الغطاء لمشكلة الانظمة ا ...
- العنصرية.. وباء أخلاقي، اجتماعي، ثقافي وسياسي
- العرب قضية أمنية بنظر حكومة نتنياهو
- لغتنا العربية وهويتنا القومية ؟
- كورنت- 30 كيلو غرام يدمر دبابة 100 طن
- انجاز فلسطيني مرحلي هام: إجماع دولي واضح ضد الاستيطان وضد سي ...
- الحاخامات أيضا يتكلمون باسم الرب !!
- - صارخ ٌ في البرِّيَّة - للشاعر شفيق حبيب
- متى نغير مجتمع الكوتات النسائية؟!
- ثقافتنا تغير شكلها
- سميرة تفسر علم المنطق
- ملابسات الفاجعة الرهيبة في مصنع تكرير النفط في حيفا
- عونطة إسرائيلية
- أزمة المقال الصحفي
- الفن عندما يرقى الى مستوى المسئولية
- دولة الفقراء
- جامعة عربية في الناصرة مشروع نهضوي حضاري سيغير وجه مجتمعنا
- من يستفيد من الهجوم على مشروع الجامعة العربية في الناصرة؟!
- حكومة تفصل القوانين لبقائها
- هل يعرف قادة اسرائيل لغة غير لغة الحرب؟!


المزيد.....




- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عودة - التباس الوعي القصصي