أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نبيل عودة - انجاز فلسطيني مرحلي هام: إجماع دولي واضح ضد الاستيطان وضد سياسة حكومة إسرائيل















المزيد.....

انجاز فلسطيني مرحلي هام: إجماع دولي واضح ضد الاستيطان وضد سياسة حكومة إسرائيل


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 3216 - 2010 / 12 / 15 - 08:24
المحور: القضية الفلسطينية
    


تظهر تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد، الذي انتقد ربط الفلسطينيين المفاوضات مع إسرائيل بموضوع الاستيطان، أنه متحمس للمفاوضات والحل السياسي والدبلوماسي الذي انتهجه الفلسطينيون.
قال بشار: "القضية قضية أرض وليس مستوطنات". والسؤال هل المستوطنات تبني في كوكب الزهرة؟!
ألم تقد عملية الاستيطان إلى خلق واقع جغرافي جديد لم يعد من الممكن تغييره في العديد من المناطق خاصة حول القدس، وداخل القدس نفسها؟
الرئيس السوري ربما يكون قد طرح تصويراً سليماً من حيث رؤيته أنه لا بد من التفاوض مع إسرائيل من أجل إخراج المنطقة من حالة الحرب التي تخيم عليها، وأن تستعيد سوريا أيضا أراضيها في الجولان المحتل.
الفلسطينيون لا يفاوضون حباً في التفاوض، إنما أمامهم مشروعاً وطنياً ملحاً.
مشكلة المستوطنات التي طرح الفلسطينيون موقفاً حاسماً حولها، يجب النظر إليها من الزاوية السياسية والدبلوماسية والقانونية.
بكلمات أخرى، أوافق مع الرئيس السوري أن المفاوضات يجب أن تستمر، ولكن يجب الآن إيجاد الصيغة المناسبة التي تتعلق بمستقبل المستوطنات، هو ليس شرطاً مسبقاً للفلسطينيين. إنما قاعدة هناك إجماع دولي غير مسبوق حولها، بني بقوة بفضل السياسة التي اتبعها المفاوض الفلسطيني.
السلطة الفلسطينية، بقيادة محمود عباس، رغم كل صراخ النقد الغبي حولها، نجحت بانجاز سياسي دبلوماسي قانوني بالغ الأهمية. وهو ما غاب كما يبدو عن بال الرئيس السوري ومنتقدي السلطة الفلسطينية عامة ومحمود عباس شخصيا.
الموقف الفلسطيني نجح بطرح قضية المستوطنات بإطارها الصحيح الذي ظل غائباً وهامشياً إلى حد ما، في كل ما يتعلق بالطرح الدولي حول موضوع دولة فلسطينية وحل سلمي.
اليوم بات واضحاً أن أي حديث عن دولة فلسطينية وحل سلمي يعني تنظيف الأرض الفلسطينية من المستوطنات. وانها تشكل العائق الكبير في العملية السلمية، الى جانب التأكيد بعدم شرعيتها بشكل لم نعرفة بهذه القوة والوضوح في السابق، مبرزا ان الموقف الاسرائيلي الرافض لتجميد البناء في المستوطنات ، هو رفض عملي لإنهاء الاحتلال ولإقامة دولة فلسطينية ، ومن هنا شاهدنا التحرك الأوروبي نحو الاعتراف بدولة فلسطينية والأمريكي اللاتيني بالاعتراف العلمي .
الموقف الدولي، بما في ذلك الموقف الأمريكي، رؤيته واضحة ومطروحة بشكل غير مسبوق، بأن المستوطنات هي العاقة الكبرى في التقدم نحو حل سلمي وإقامة دولة فلسطينية، وبات التصريح والقناعة بعدم شرعيتها بارزاً وملحاً وقوياً وحجر الأساسي في أي مفاوضات، بدل الصوت الخافت غير المسموع وغير المتنبه لخطورة الاستيطان ومسؤولية إسرائيل عن نتائجه.
ويكفي للدلالة على نجاح النهج الفلسطيني من موضوع ربط المفاوضات بتجميد الاستيطان أن الرؤية أضحت واضحة أمام العالم أجمع إلى أن النهج الاستيطاني الإسرائيلي يتحمل كامل المسؤولية عن استمرار النزاع في الشرق الأوسط، وامتداده إلى مسافة أوسع، تشمل إيران وتركيا أيضا، مما يشكل خطراً أيضا على أوروبا، وعلى دول عديدة في عالمنا تتعرض لتهديدات التيارات الراديكالية الإسلامية،والسويد نموذجا، ولم يعد من الممكن تحميل الفلسطينيين مسؤولية فشل المفاوضات أو تعثرها، وهم لا يملكون أصلا ما يمكنهم تقديمه للجانب الاسرائيلي، الا منع انتفاضة جديدة ستكون انتفاضة معولمة شديدة التدمير، تحمل ظواهر انتحارية غير مسبوقة، وقد تلقي تأثيرا خطيرا على مجمل الأمن الدولي !!
صحيح أن هذا التهديد الراديكالي ليس جديداً، ولكن ربطه بهذا الشكل البارز مع الاحتلال الإسرائيلي، والاستيطان، كان خطوة هامة لوضع الموقف الإسرائيلي كعامل سلبي لا تغطيه التصريحات السلمية وقبول مبدأ دولتين كما أعلن رئيس حكومة إسرائيل، نتنياهو، دون ان يوقف الاستيطان الكولنيالي كخطوة لا مناص منها لو كان صادقا في طرحه، بدل ذلك يواصل سياسات احتلالية فظة تتنكر للحقوق الأساسية للفلسطينيين ، وتواصل احتلال الأرض وتدمير الاقتصاد الزراعي ، والحد من التطور الاقتصادي وبناء البنى التحتية للدولة الفلسطينية العتيدة ..
يكفي لدلالة على نجاح النهج الفلسطيني. أن مجموعة من 29 شخصية من كبار القادة الأوروبيين، الذي كانوا في السلطة خلال العقد الماضي دعوا إلى اتخاذ إجراءات مشددة ضد إسرائيل رداً على سياستها الاستيطانية ورفضها التزام القانون الدولي.
هذا لم نسمعه سابقاً بمثل هذا الوضوح وهذا الحسم.
مجموعة أل 26 وضعت سلسلة توصيات للقيادة الحالية للاتحاد الأوروبي ، مما يمثل خطوة جديدة تماماً في وضوحها وحدتها مشيرين إلى أن شخصيات أمريكية محورية اقترحت أن أفضل طريقة لمساعدة الرئيس الأمريكي باراك أوباما في جهوده لنشر السلام، هي جعل السياسة الإسرائيلية المتعنتة والمتملصة من الجهود الأمريكية مكلفة جداً لإسرائيل. والقصد مكلفة ليس أمريكيا فقط بل على المستوى الدولي، وهذا يتوافق تماما مع البدائل الفلسطينية أيضا.
لا بد من ربط موضوع الاعتراف بدولة فلسطينية بحدود عام 1967، التي أعلنتها البرازيل والأرجنتين وهناك دول أخرى من أمريكا اللاتينية في الطريق، بنجاح المجهود السياسي والدبلوماسي الفلسطيني بإبراز الوجه الحقيقي لإسرائيل من العملية السلمية حين ربطت التفاوض بالمستوطنات، أيضا المتحدثة باسم الاتحاد الأوروبي كاترين أشتون استجابت لرسالة أل 26 قائد أوروبي سابق وقبلت موقفهم كاملا.
إذن ربط المفاوضات بتجميد الاستيطان، طرح موضوع المستوطنات بكل مخاطرها وحدتها، وأعطى للفلسطينيين اعترافاً دولياً واسعاً، بعدم شرعية أي مستوطنة تقام في الأراضي الفلسطينية أو في القدس المحتلة.
هذا مكسب سياسي ودبلوماسي وقانوني سيمهد الطريق للبدائل الفلسطينية .ولا ارى ان الأمريكيين من الغباء، ليقفوا في مواجهة العالم كله، وهناك معلومات غير مؤكدة بشكل قاطع، أن التحرك الأوروبي جاء بتنسيق مع الأمريكيين .
من هذا المنطلق يجب إيجاد صياغة لمواصلة المفاوضات، بحيث يكون واضحاً سلفاً أن أي تغيير ديموغرافي تجربة إسرائيل في المناطق الفلسطينية، هي لوحدها تتحمل مسؤوليته بصفته تجاوزاً للقانون الدولي ولحقوق الشعب الفلسطيني .
من هنا رؤيتي ان رفض المفاوضات في الظروف الجديدة التي تشكلت دوليا، بدون تثبيت المكاسب بحيث تشكل قاعدة لإستمرار التفاوض ، المباشر او غير المباشر، لن يكون لصالح الفلسطينيين. وربما من هذه الزاوية يجب فهم تصريحات الرئيس السوري .

www.almsaa.net
[email protected]



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحاخامات أيضا يتكلمون باسم الرب !!
- - صارخ ٌ في البرِّيَّة - للشاعر شفيق حبيب
- متى نغير مجتمع الكوتات النسائية؟!
- ثقافتنا تغير شكلها
- سميرة تفسر علم المنطق
- ملابسات الفاجعة الرهيبة في مصنع تكرير النفط في حيفا
- عونطة إسرائيلية
- أزمة المقال الصحفي
- الفن عندما يرقى الى مستوى المسئولية
- دولة الفقراء
- جامعة عربية في الناصرة مشروع نهضوي حضاري سيغير وجه مجتمعنا
- من يستفيد من الهجوم على مشروع الجامعة العربية في الناصرة؟!
- حكومة تفصل القوانين لبقائها
- هل يعرف قادة اسرائيل لغة غير لغة الحرب؟!
- إسرائيليات
- إذا اضطررنا سنقسم كذباً
- انتفاضه في عين ماهل
- إسرائيل بعد 26 أيلول .. دولة يحكمها رسميا المستوطنون!!
- ثرثرة عربية في مواجهة النووي الإسرائيلي
- ملاحظات حول قرار لجنة المتابعة إعلان الإضراب بذكرى انتفاضة أ ...


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نبيل عودة - انجاز فلسطيني مرحلي هام: إجماع دولي واضح ضد الاستيطان وضد سياسة حكومة إسرائيل