أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي سالم - أبناء الفقراء














المزيد.....

أبناء الفقراء


علي سالم

الحوار المتمدن-العدد: 3243 - 2011 / 1 / 11 - 23:27
المحور: الادب والفن
    


أبناء الفقراء
قصيدة علي سالم

لأني انا الرب
فسأصيح بصوت عال
لكي تتأكدوأ ياأصحاب المؤخرات السمينة،
يامن تدعون التنبؤ بالغيب
وتعاقبون من تشاؤون
بأن من كان من صلبي
لم يضحك مثلكم
على أسمالي وبؤسي ،
وكان حينما كنت أنا على الصليب
يجفف الدماء النازلة من عيوني
بشفتيه
وعينيه
إنه إنا
وأنا هو
فلماذا كل هذا التعنت وكل هذه السخرية ؟
من كل هولاء الذين تسمونهم
في حفلات مجونكم
بالغجر
أو النور
أو سوكينارية
أو شيوعية
أو هنود حمر
أو مغول
أو أفغان
أو شروكية ملحان
كلهم
كل هولاء المغضوب عليهم
وغيرهم الكثيرون
من المذنبين
دون ذنب !
كل هولاء الذين وضعتموهم في سلة مهملاتكم الطبقية
لكل هولاء
الصامتون
الصائمون
الصائتون
الصائحون
دون جدوى
الثائرون
الخارجون على القانون
الخارجون من عبق الطين ورائحة المجاري ...
هولاء
الذين تكرهون ...
هولاء القبيحون
القذرون
الفائحون بأعفن الروائح
أقول لكم
بأنهم
كلهم عيالي
" لأن المساكين عيال اللة "
تتأففون من رائحتهم وهي نفحة التراب و الطين
والقمح و الطفولة التي أنضجتها أنفاسي في ملامح وجوههم المغيبة في سجلات مراكز التجنيد
وبين تلافيف الارض الحرام ومقابر النسيان التي حفرتها بساطيل جنرالاتكم الزائفون لوجوههم التي تصرخ دون تحفظ
بصوتها العالي جداً
حتى النهاية
التي لن يرجع منها أحد
تصرخ بصوتي
صوت الرب الذي سيقول في النهاية
طوبى لهولاء الذين يُقتلون أكثر من مرة !
طوبى لهم
عندما لن يجدوا
خلف تخوم النهايه
سوى جثتي
ينزلونها من فوق صليب المحبة
لكي يحرثوها ويزرعوا فوق ثراها قمحهم
ليطعموا بخبزه أفواه الكادحين المساكين والمنبوذين
طوبى لعيالي
طوبى
لمن سيجوع منهم في المنافي
ليشتري في غربة الشارع
فرشاة وعلبة ألوان
لكي يرسم على وقع صوت سيد محمد وعبادي العماري
وقع سنابك الطغيان
على وجه أمه الجنوبية
طوبى لكريم كاظم ناصر
طوبى لكريم فصام
طوبى لصلاح نقابة
طوبى لأبو زويط
وكل هولاء الذين يشبهونهم
المزدحمون على بوابات
مكاتب اللجوء
الحالمون بوطن
لم يأت
وقد لايأتي ابداً ؟

لهم جنتي هولاء الذين بلا مأوى على الارض
لهم حبي هولاء الذين بلا حب على الارض
لهم حضني هولاء الذين بلا حضن على الارض
لو كان لإله أن يكره لكرهت هذا الهمس الذي يدعي التحضر
ولفضلت عليه صراخ المجدفين حتى بإسمي
كم يطربني غضب الثوار
حتى أولئك الذين لم يتبق لهم
سوى الهمس بلغة غير مفهومة
أؤلئك الذين يودعونهم دوماً
في مكان إسمه الشماعية
أو في سجن إسمه أبو غريب
أو كوة مسيجة بالقضبان إسمها
مركز للجوء .
كيف لي كإله عاطل ومتشرد
أن أبكي مع هولاء دون أن يحسوا بعناء قلبي ؟
يالي من إله عاطل
لايعرف غير الشكوى والأنين
لكني لازلت
أثق بالمساكين
وبالعاطلين عن العمل
أثق بالنشالة الفقراء
وكل السارقين
الذين
لايجدون ثمن الدواء
لأطفالهم المرضى بالسرطان
في أزقة بغداد الخلفية
أثق بكل من يقول بأن اللون الأحمر
أخضراً
وبأن اللون الأخضر
أحمراً
وبأن اللون الأصفر سيكون
أحمراً وأخضرا
لكن هل تعني الألوان شيئاً للمساكين
عندما يعبروا شارع الحياة الخطر ؟
لكم جنتي
ياابناء الفقراء
ياصانعي الجمال
ياصانعي الإختلاف
ياصانعي القلق الخلاق
ياأبناء الشوارع الخلفية
التي تعلو بين جنباتها
ضربات قلوب الحالمين
أنتم الذين يتهمهم المتنفذون
بالجريمة والإنحلال
أولئك المترفون
المتسربلون بالجريمة والتفاهة ورائحة العطور الثمينة
الذين ينسون عامدين أو غافلين
إني أنا الرب !
ربكم !
رب الفقراء
الذين يخطئون دائماً مرتين
وفي الحالتين هم على صواب !

علي سالم



#علي_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - حديث الفصول -
- زهرة الصيف الأخيرة
- أحبك
- لاتتركيني !
- فاتن
- قليل من النور
- المتوحد
- فاتونائيل
- الشبح
- لا توقظ القمر
- قصيدتان الى - ف -
- ربما كان لنا ميعاد
- Allah قصيدة لهنري واردزورث لونغفيلو
- The nexpected - اللامتوقع لجاك لندن
- فتى في فرنسا - قصة لجي دي سالينجر - J.D. Salinger
- دبلن تحت المطر
- قصة قصيرة 1999
- -خطوة واحدة أخرى-
- هامش في زمن الحرب قصيدة للشاعر الانكليزي ستيفن واتس
- حكاية شهرزاد الثانية بعد الألف


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي سالم - أبناء الفقراء