أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رشيد قويدر - سيدة النجاة..














المزيد.....

سيدة النجاة..


رشيد قويدر

الحوار المتمدن-العدد: 3243 - 2011 / 1 / 11 - 15:08
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


«إلى شهداء كنيسة سيدة النجاة في بغداد، يبقى الأمل الطافح..
ويبقى صليب النجاة رمزاً للمحبة»..

سيدة النجاة بهالتها النورانية؛ سيدة النجاة أُم الفادي وأم الشهداء..
مُذْ كنت طفلاً، كَمْ أعجبت بهذا الاسم: ـ
سيدة النجاة...
سيدة المشيئة...
سيدة التجلّي...
سيدة الرجاء...
الآب والابن والروح القدس إله واحد.. دلالات الصليب الساميّة... تستعيد مباهج الفرح.. الأمل المتألق؛ رمزاً للمحبة والتسامح.
ها هي الألواح الوحشية للتراكم اللاهوتي.. للنار على الأرض وجيبها الإنسان.. الآلهة المفخخة جحيمها الناس.. تبتلع الأطفال.. تفقأ الأحداق.. تجرف الحدائق... آلهة الدم والخراب.
قال مولاي جلال الدين الرومي «النور واحد والمصابيح متعددة»، أكتب بقلم مولاي: «الحّي هو الذي يولد من العشق»..
لا أحد يحتمل هذا الحزن.. هذا الغضب... هذا الوجع.. هذا العجب...
لا أحد يدرك ما يكفي من الحزن كي نتفقد أحلامنا...
الدم في سيدة النجاة.. ينبوع الكلمة الطيبة.. ينبوع المحبة، يجتمع الشعراء على بابها... على مشارفها يطيب الترتيل والغناء...
وأرى ما رأى السومريون ما قبل التوحيد السماوي.. أولئك الذين يوصفون بـِ «الوثنية»: ـ
«مآسي البشر.. بعد أن انفصلت السماء عن الأرض.. قامت السماء باستعبادها»...
يبكي الناقوس.. ويبكي الزيتون المقدسي في جبل الزيتون.. تبكي كنيسة أمُ الأحزان.. ويبكي الحلم والجمال والخلاص..
تقام الجريمة بالحزام الناسف والرصاص.. يقيم الشُّر "القصاص".. الدم على قصائد المحبة.. على جدائل الطفولة المسترسلة حتى أخر مقطع في النشيد... على تمادي الطفولة بالأدعية بملابسها الملائكية.. على أمنيات البراءة و«على الأرض السلام، وبالناس المسّرة»... يأتي على صورة خلقنا.. على مرايا الروح.. على الحزن المعتق في مرايا الوجوه..
يبكي الناقوس... حقاً... حقاً
صدقاً... صدقاً
على رهبة المؤمنين في خشوع الليل.. على المجرم في تيههِ الوحشي.
على الحزن الموحش في هارمونية الموت... ويبكي ابن عربي... ويبكي الحلاج..
لا أحد ينقذنا إلا أن نرتل معاً في قداس الحياة.. الحياة... ونردد مع شكسبير:ـ
«احترس من الإنسان الذي ليست في روحه موسيقى»..
الدم على بيانو سيدة النجاة.. على الناي.. على الحنجرات الصادحة..
أعداء معجزة الخلق وإنجيل الإنسان .. أعداء فن الحياة وشيفرتها السحيقة.. أعداء الموسيقى وما حمله الإنسان معه من فردوس السماء.. وتراً ما زال ينبض في القلب... الموسيقى التي تسكنها الأرواح جاءت مع الإنسان من هناك... مُذْ علمنا الغراب كيف نواري الدماء.. كيف نعيد الروح المخطوفة إلى فردوسها..
إلى روض تمردها بتفاحة المعرفة.. الروح التي تفلت من معابدها القديمة...
أكتب «ايميلاً» للسماء.. لا نريد أن تكون الحياة حائط مبكى.. أو معبداً للصلاة على الموتى، نريدها عرساً في الأرض لنسترد ما فاتنا من خُطى.. لنسترد ما فاتنا من عبور نوراني.. في سندس الأرض وسندس السماء.. نريدها أن تخرجنا من بريتَّنا.. كما نريد تفاحة أخرى لآدم..
في هذا الحزن الجارح.. لا أحد ينقذنا إلا أن نرتل معاً..
لا أحد نستغيث به إلا سيدة النجاة.. المحبة في مواجهة الحقد والعماء..
كي لا يمتصنا الظلام... كي لا نوغل في عمق بحر الشهقة...
كي لا نُسْفَحُ على حافة أمنية.. كي لا يأكلنا الإرهاب من القدم إلى الرأس ...
ويبقى الحلم الإنساني الذي لا نملك غيره.. لنعيد للسماء تراتيلها...
هلليلويا ... هلليلويا.. هلليلويا
ويبقى صليب النجاة رمزاً للمحبة والتسامح..
رمزاً للندى والمطر على صحاري العقول الخالية..
كاتب فلسطيني



#رشيد_قويدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الديمقراطية- ... تحديات الخيار الوطني التحرري والديمقراطي
- الفرا والدوران في المتاهة ... !
- خلف الارهاب الأعمى ... فكرة جبانة سوداء
- القاسم الذي كتب في حلكة الزنازين أجمل قصص الكفاح والحب
- عمر القاسم مؤسس وعميد الحركة الأسيرة
- البنية السياسية الراهنة للنظام العالمي ... نحو التعدد القطبي
- -الطائفية في مواجهة الدولة الوطنية-
- تطورات السياسة التركية.. والصلف الاسرائيلي
- شجاعة النقد والإصلاح ... بؤس الأكاذيب
- قراءة في الورقة المصرية ...
- كيف يرسم المثقف الجذري المفكر رؤيته للمستقبل
- الفلسطينيون في اللقاء الثلاثي ....وخفّي حَُنين
- حال -الأمة- بين عبد الناصر ... ونحن
- أبا هادر يليق بك المنبر
- بديل الإصلاح الفلسطيني ... التدمير الذاتي
- مقتطفات من كتاب عمر القاسم
- ساكا شفيلي جورجيا ومحرقة غزة
- ما بعد ماركس ... الإفراج عن المنهج
- روسيا و«استراتيجيات التوتر» الأطلسية
- نقد -الملامات- التجريبية ... نقد الخلو من الروح النقدية


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رشيد قويدر - سيدة النجاة..