أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رشيد قويدر - ساكا شفيلي جورجيا ومحرقة غزة














المزيد.....

ساكا شفيلي جورجيا ومحرقة غزة


رشيد قويدر

الحوار المتمدن-العدد: 2630 - 2009 / 4 / 28 - 05:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


« قبل يومين من عيد ميلاد السيد المسيح، ارتفعت الإعلام الإسرائيلية في العاصمة الجورجية تبليسي، سارت المظاهرات الطلابية لتأييد العملية العسكرية المزمعة ضد قطاع غزة... ضد الإرهاب..، إسرائيل دولة صغيرة وهي مضطرة للدفاع عن نفسها.. لا يوجد فرق بين الحرب في اوسيتيا الجنوبية وجورجيا وبين قطاع غزة وإسرائيل، كما بين روسيا وجورجيا وبين الإرهاب والديمقراطية..»
هذه المفردات وغيرها هي من مقالة نشرت في صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية، إبان العدوان الصهيوني على قطاع غزة، وتحت عنوان: « جورجيا تؤيد إسرائيل» بقلم خاتونا مشفيدوبادزة، أما الأهم فهو صفة كاتبة المقالة والمذيل: «مركز التحليل الأمني الجورجي» والصحيفة الاسرائيلية فقد أخذته من الموقع الرسمي للخارجية الجورجية كما أشارت بذلك.
لقد أدلى ساكاشفيلي بدلوه في العدوان على غزة، من موقعه واستتباعه وتماهيه، موقعه من النضالات الحقيقية ضد العنصرية ومن أجل التحرر وضد التمييز العنصري، في حالة قطاع غزة كأكبر معتقل إنساني في العالم، حين تكون محرقة المدنيين من السكان هي مجرد خلفية أو ديكور، وهو ذاته الهامشي العائد للتو من مغامرة خائبة وتشردية إنسانية في اوسيتيا الجنوبية، قد التبس عليه أن يستخلص العبرّ من قسوة الدرس، ومن إغراءات الارتزاق، الحالة العزيزة على قلب الاستعماريين المعاصرين، تماماً ما يذكرنا بما يجري في جنبات هذا العالم من وقائع مشؤومة، تماماً مثل حكومات الدمى في سيراليون أو ليبيريا التي تتاجر بالماس الدموي، وتبقى بفضل المساعدات المسماة «قوات حفظ السلام» التابعة للنظام الدولي، عملية انقاذ ساكاشفيلي الذي هو أحد تلقيحات وسيناريوهات جورج بوش وكابوسه النيو ليبرالي الطويل وبعد حملته الدموية الاوسيتية.
هنا يمكن أيضاً تتبع العامل الإسرائيلي في« ميثاق الشراكة الإستراتيجية الأميركية ـ الجورجية»، الذي سارعت إدارة بوش الجمهورية المنصرفة يوم 9 كانون الثاني (يناير) الماضي إلى توقيعه، وقبل أيام قليلة من تنصيب اوباما وادارته الديمقراطية الجديدة، حيث سارعت وزيرة الخارجية السابقة كونداليزا رايس إلى توقيعه مع نظيرها الجورجي غريغول فاشادزه، في سياق المخططات المشتركة لتلعب جورجيا ساكاشفيلي دور إسرائيل في القوقاز، وإقامة قواعد جوية أميركية وإسرائيلية تستخدم الأراضي الجورجية كمنصة للعدوان التقليمي، وقواعد بحرية أميركية على سواحل البحر الأسود، تُستخدم للاستقطاب السياسي والابتزاز وللتوترات الإثنية في القوقاز والإقليم.
سبق وأن كشفت حرب القوقاز الكثير عن حجم التغلغل الإسرائيلي، وعن العديد من الإسرار في جورجيا إثر عدوانها على اوسيتيا الجنوبية، خاصةً على الصعيد العسكري والأمني والاقتصادي، ولم تمنع نتائج الحرب والهزيمة الماحقة لجورجيا من استمرار التعاون بينهما، وتصعيده لا يتوقف عند تزويدها بالسلاح الأميركي المتطور عبر إسرائيل تفادياً للإحراج المباشر لواشنطن، وتدريب الجيش الجورجي في جميع التخصصات، إلى جانب إعادة التنظيم والتسليح لهياكله وأجهزة مخابراته، وأجهزة إمداده اللوجستي، وهذا كله هو ما تكشف عنه التقارير الإسرائيلية ذاتها.
ففي تقرير نشرته صحيفة « يديعوت احرونوت» الإسرائيلية بتاريخ (21/11/ 2008)، تناول حجم التعاون المشترك والعلاقات الوثيقة بين جورجيا وإسرائيل، أنه قد وصل إلى نسبة « 300 من بين 400 مستثمر أجنبي في جورجيا هم إسرائيليون، وبنسبة 35 بالمئة من جميع المشاريع»، ويتحدث التقرير عن الدور الإسرائيلي الكبير هناك، باعتباره «نافذة الفرص»، وعن انتشار الشركات الأمنية الإسرائيلية وخدماتها وشركات السلاح العديدة، إلى جانب الوجود المكثف لأجهزة استخباراتها وممثليها الأمنيين الرسميين.
ويحمل الموقف الجورجي من قضية الشعب الفلسطيني ومحرقة غزة جملة من المعطيات في سياق الشراكة الإستراتيجية مع إسرائيل، منها ارتباط الدور ببرامج الإخلال بتوازنات الأوضاع الإقليمية في مناطق القوقاز الشمالي والجنوبي والبحر الأسود، ربطاً بمنطقة شرق المتوسط، وعليه دأبت إسرائيل على تمهيد المسرح الجورجي من موقعه على البوابة القوقازية، ولأعمال معادية ومخططات وسيناريوهات تتعدد عناوينها وتتوحد مضامينها.
ساكاشفيلي صلة الوصل كليّ الحضور، معتدياً محتلاً في العراق، وقحاً إلى صف مجرمي محرقة غزة، متضامناً مع العدوان الصهيوني الفاشل على لبنان صيف 2006، وسيتطوع لذات المهمة في أماكن أخرى، الوضع الذي يملي على العرب تأمين مصالحهم وأهدافهم وغاياتهم الموحدة، عبر إستراتيجية الرد المناسب، فوحدها القدرات الذاتية هي الأساس لأمنهم.

كاتب فلسطيني



#رشيد_قويدر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بعد ماركس ... الإفراج عن المنهج
- روسيا و«استراتيجيات التوتر» الأطلسية
- نقد -الملامات- التجريبية ... نقد الخلو من الروح النقدية
- خداع الذات ... بديلاً عن البوصلة الوطنية الفلسطينية
- روسيا والقفقاس... إعادة تعريف الجيوسياسي
- دلالات أرقام الشهداء ... ووهج التنوير
- دولة واحدة ... شعارات مُبهرة ... ورقص في الظلام
- الإرهاب النووي الإسرائيلي.. والخروج من الالتباس
- تقرير فينوغراد وأولمرت ...الإفلات المقصود للقيادة السياسية
- الحكيم ... لا صوت إلا للكفاح
- الطامة الكبرى للذهنية البليدة
- ...في نماذج «الديمقراطية» الأميركية
- موسكو وطهران... ديناميات الجيوبولتيك والمصالح المشتركة
- الإسلام السياسي والسلطة الدينية... وصنّاع التعاسة
- روسيا والانتقال من الاعتراض إلى تأكيد الإرادة
- مكة 2 ... جنيف 2 ... ومآل المصداقية السياسية
- النيوليبرالية و((السلام الديمقراطي))... ومسارات الأوهام
- الفهم المنكوس للعودة وإعادة تعريف القضية الفلسطينية
- في تفاهات العقل المتخلف وثقافة القطيع
- حواتمة وحتمية الحل الوطني الديمقراطي الفلسطيني


المزيد.....




- أمين عام حزب الله نعيم قاسم يرد على تهديدات اغتيال خامنئي وو ...
- شبكة CNN تحقق في الضربات الإسرائيلية على مسؤولين إيرانيين با ...
- بالشرق الأوسط.. مواقع أبرز قواعد أمريكا العسكرية بعد التلويح ...
- شبح حرب العراق يلوح في أفق الخلاف القائم بين ترامب ورئسية جه ...
- بوغدانوف: علينا حصر الصراع الإسرائيلي الإيراني وبذل كل ما في ...
- مصر توجه رسالة لواشنطن وطهران
- -روس كوسموس-: روسيا ستساهم في تحقيق أول رحلة فضائية لرائد إن ...
- بعد الإعلان عن اغتياله.. مستشار خامنئي: أنا حي ومستعد للتضحي ...
- عراقجي: لا تفاوض حول برنامجنا الصاروخي
- تقرير بريطاني: التفوق الجوي الإسرائيلي يهيمن.. لكن المعادلة ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رشيد قويدر - ساكا شفيلي جورجيا ومحرقة غزة