أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - رشيد قويدر - تقرير فينوغراد وأولمرت ...الإفلات المقصود للقيادة السياسية















المزيد.....

تقرير فينوغراد وأولمرت ...الإفلات المقصود للقيادة السياسية


رشيد قويدر

الحوار المتمدن-العدد: 2195 - 2008 / 2 / 18 - 08:30
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


حسم تقرير > النهائي، في جزئه الثاني الجدل المفتعل في لبنان والمنطقة، حول نتيجة الحرب والعدوان على لبنان صيف عام 2006، بإقراره بجلاء ووضوح انتصار المقاومة اللبنانية، في الفقرة الأولى التي تقول: >. ويمكن فهم الجدل المفتعل حول نتيجة الحرب، بتصريح وزيرة الخارجية الأميركية مع الأيام الأولى للحرب: << بتغيير قواعد اللعبة وإقامة شرق أوسط جديد>>، أي وضع لبنان في النقاط العلام في <<ملف اعادة تشكيل الشرق الأدنى>> الأميركي، بمنح إسرائيل والولايات المتحدة دوراً أمنياً في لبنان، وفي إستراتيجية <<الفوضى الخلاقة>>، القائمة على إشعال الفتن وتأجيج العصبيات، المنهج الرئيسي للمشروع الأميركي الفدرالي في لبنان.
ولعل الجزء السري من التقرير تحت دعوى<< المصلحة العليا للدولة>> وحماية علاقاتها، قد أشار إلى أطراف لبنانية محلية وعربية وإلى اتصالات ومواقف بشأن الحرب في لبنان وأهدافها، الأمر الذي سبق وتعرض له حينها مندوب <<إسرائيل>> في الأمم المتحدة، بتشجيع الكيان الصهيوني على تصعيد العدوان، نحو الوصول إلى << حل جذري يمنع العودة إلى ما كانت عليه الأمور قبل بدء الحرب>>، وتردد أصداء هذه الجملة في غير مكان إبان الحرب والعدوان على لبنان.
لم يتطرق التقرير العلني إلى دور الإدارة الأميركية في قرار الحرب، التي وقفت عثرة أمام المحاولات الدولية المختلفة لوقفها على مدى شهر كامل، وضغطت لتصعيدها وتبريرها بكل همجيتها، وضربها بعرض الحائط لمسلة القوانين الدولية بشأن الجرائم الحربية، فالحرب قراراً أميركياً بتنفيذ صهيوني. ويمكن أدراك ذلك في نص خطاب رجال الاحتياط من قادة ومقاتلي اللواء 55 الصهيوني، خطاب الاحتجاج الذي أرسلوه موقعاً إلى وزير الدفاع ورئيس
الأركان حينها، وهذا اللواء شارك في الأيام الأخيرة من الحرب على لبنان، وعاد في حال من الصدمة بسبب الخسائر التي تكبدها، بعد ارتطامه بصخرة المقاومة. لقد اغفل التقرير العلني الإجابة على الأسئلة الصهيونية، التي ارتفعت مباشرة منذ أن وضعت الحرب العدوانية أوزارها، وعلى وهج النزيف البشري في عديد الجيش، التي ضربت منظومة قيم صهيونية، زرعها روادها المؤسسون، ربطاً بالعقيدة الصهيونية ومستقبلها، ومنها نظرية<< التفوق على العرب مجتمعين، والجيش الذي لا يقهر>>، فثمة من يرى أن الحرب قد كشفت عن ضرورة إعادة تجهيز الجيش الأسرائيلي على النحو الذي يمكنه من <<مواجهة الأخطار الجديدة>>، وكان الأكثر تعبيراً عن ذلك وزير الدفاع السابق، الليكودي موشيه أرينز، فقد تناوله في مقال تحت عنوان <<مرثية للهزيمة>> في صحيفة <<هآرتس>> 13(أغسطس)2006، حول المخاطر المتنوعة التي ستواجهها <<إسرائيل>> في المستقبل، آخرون طالبوا بانضمامها إلى حلف شمال الأطلسي بحيث تصبح دولة تتمتع بكل مزايا العضوية، وجعل أمنها جزءاً من أمن الدول الأعضاء فيه.
كما تولدت لحظة أن وضعت الحرب أوزارها، أسئلة مأزق الوجود وعدم الجدوى، تعميقاً لشعوراً المأزق التاريخي لإسرائيل، بما يتجاوز كثيراً الحرب ذاتها، لكنها ترتبط بتداعياتها بالكشف عن شعور عارم بأن أزمة الحرب تمسها في الصميم، وتلقي ظلالاً قائمة حول مستقبلها وقدرتها على البقاء، بعد أن فتحت الأعين على إمكانية هزيمتها. في هذا النموذج عبر العالم الإسرائيلي الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد إسرائيل أومان، عن شكوكه باستمرار وجود الدولة العبرية على المدى البعيد، مشيراً إلى أن <<عدداً كبيراً مما ينبغي من اليهود لا يدركون لماذا هم موجودون هنا>>، متسائلاً: << إذا لم ندرك لماذا نحن موجودون هنا، وأن إسرائيل ليست مجرد مكان للسكن فيه، فإننا لن نبقى>>، ورأى أن <<الإرهاق الوطني>> شكل أحد الأسباب الرئيسية لنتائج حرب لبنان، مؤكداً أن <<الإرهاق في وضع دولة إسرائيل سيؤدي إلى الموت، كما يحدث خلال تسلق الجبال، فإذا ما علق متسلق الجبال على جانب الحبل، وبدأ الثلج بالتساقط، يجب أن يبقى حذراً وإلا سيموت>>.
على ذات الرؤية يبين روبين بدهستور في مقالته <<الهزيمة المؤلمة>> في <<هآرتس>> 16 آب (أغسطس) 2006، الإخفاق في الحرب السادسة، متناولاً موازنة <<إسرائيل المخصصة للدفاع>>، والمقدرة بـ11 بليون دولار سنوياً، فضلاً عن <<15 بالمئة من الناتج القومي الخام>> للأمن سنوياً، وأن هذه الموازنة ليست ثابتة ونهائية، بل هي في تزايد مستمر، ويقارنها بالنسبة لعدد السكان مع موازنة الدفاع اليابانية، فتصل إلى 15 ضعفاً عنها، وثلاثة أضعاف موازنة دفاع الولايات المتحدة ودوماً بالنسبة لعدد السكان. لقد جسدت هذه المراجعات الساخنة على جمر نتائج الحرب وبعد توقفها، بأن الحرب بالأسلوب الذي اتبعته المقاومة، وبما أفضت من نتائج، قد أسقطت هيبة المؤسسة العسكرية الصهيونية في الصميم، وعبر عنها ران بيرتس في صحيفة <<معاريف>> 14 آب (أغسطس) 2008، في معرض وصفه الأزمة الكبرى في <<إسرائيل>>، بأنها <<الضربة الشديدة التي تلقاها الردع الإسرائيلي، ومن يدعي غير ذلك وأن الأمر لم يكن كذلك، يواصل ثقافة الكذب على الذات>>، معدداً فقدان المصداقية والتعمية على الحقيقة حتى في التقارير العسكرية عن الخسائر. أما جدعون سامت في صحيفة هآرتس 16 آب (أغسطس)، فقد طالب بتعزيز العلاقة مع أوروبا <<بدلاً من تلقي التعليمات من البيت الأبيض ووزيرة خارجيته رايس>>، ملمحاً بأن حرب إسرائيل على لبنان، هي بالنيابة عن الولايات المتحدة. مع مطلع العام الحالي جاء أيضاً تقرير <<الخارجية والأمن>> الإسرائيلية، الذي أكد بالعبرية الفصحى أن الجيش الصهيوني <<أصيب بالعمى في لبنان>>، موجهاً له انتقادات عنيفة حول إدارته العدوان، والتي سماها <<حرب لبنان الثانية>>، وجاء في 151 صفحة أن الجيش الإسرائيلي <<تماهى مع حزب الله، وأصيب بالعمى ما أدى إلى تعاظم منطق العدو>>، دون أن يحمل ٍأولمرت مسؤولية خاصة، لكنه تضمن انتقادات شديدة للقرارات التي أصدرتها الحكومة، مضيفاً <<إن الجيش فشل في تحقيق الهدف المركزي من الحرب (...) وكان فشلاً مادياً خطيراً>>. وكانت لجنة الأمن والخارجية الإسرائيلية قد بدأت التحقيق في حرب <<لبنان الثانية>> منذ أيلول (سبتمبر)2006.
لقد خلص تقرير <<فينوغراد>> إلى أن <<الجيش فشل وفوت فرصة ولم يحقق النصر، وهو خصوصاً يتحمل الثغرات وحالات الخلل الأخرى>>، لقد تمكن رئيس الحكومة الإسرائيلية من الإفلات، لأن التقرير جاء أخف في انتقاداته له عن التقرير الأول، ويمكن في هذا الجانب تلمس الدور الأميركي، والذي برز في زيارة بوش الأخيرة وامتداحه المتواصل لأولمرت، بل يمكن أيضاً إدراك ذات المنحى على إيهود باراك زعيم حزب العمل باتخاذه قرار البقاء في الحكومة، خلافاً للوعد الذي قطعه على نفسه بالانسحاب من الحكومة بعد صدور التقرير، فإذا ما انسحب حزب العمل من الحكومة ستسقط فوراً، وتتجه <<إسرائيل>> إلى الانتخابات المبكرة.
كما قفز التقرير في جزئيه الأول والثاني، عن السؤال الأول الجوهري والأهم وهو قرار الحرب، ومن زاوية بطلان حروب العدوان، حين انطلق من تسليم مسبق بحق <<إسرائيل>> بشن العدوان والحروب كيفما ترى ومتى شاءت، كما قفز عن جرائمها ضد الإنسانية وضرب البنية التحتية المدنية والمؤسسات العامة، وعدم التزامها بالقانون الدولي، كدولة <<فوق>> القانون الدولي والقرارات الدولية، وبالذات اتفاقية جنيف الرابعة التي تضمن حماية وحقوق المدنيين إبان الحرب.
مع <<فينوغراد>> وبدونه، و بالشهادات المقتضبة التي عرضناها، فإن <<إسرائيل>> جريحة يغمرها إحساس مرير بالفشل والهزيمة، وأمام قوة من طبيعة شعبية ذات إرادة، وأخذت تحسب حساباً عميقاً على المناحي المشابهة، حين تفكر في استعادة هيبة ردعها، دون إغفال استهدافها العدوان على لبنان في المستقبل، فهذا الهدف لم يتغير، رغم الإحساس بالفشل.
لقد أقرت<<إسرائيل>> بالحقيقة الكبرى التي خرجت بها من عدوانها وحربها، وهي أن المقاومة اللبنانية الباسلة قد حققت انتصاراً نوعياً، ستتواصل تداعياته وانعكاساته على مستقبل الصراع في المنطقة بين إرادة الاستقلال والتحرر والمخططات المعادية، كما قطع الإقرار والاعتراف الصهيوني بالفشل على البعض العربي الذي شكك لأسباب معروفة بانتصار المقاومة، لارتباطه بسقف السياسات الأميركية، وعليهم الآن قراءة الاستخلاصات الصهيونية بتفحص وبعيون مفتوحة على الحقيقة.
يحق للبنان وشهدائه الأبطال وحزب الله ومقاومته الباسلة، أن يفخروا، بما ينطوي عليه التقرير من إقرار واعتراف بالفشل، ولم يكن ذلك يقع لولا الشهامة والشجاعة والحكمة للمقاومة اللبنانية، قيادةً ومقاتلين وعموم مؤسساتها الأمنية والعسكرية والإعلامية والاجتماعية، وبما امتازت به من تضحيات دفاعاً عن الوطن



#رشيد_قويدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكيم ... لا صوت إلا للكفاح
- الطامة الكبرى للذهنية البليدة
- ...في نماذج «الديمقراطية» الأميركية
- موسكو وطهران... ديناميات الجيوبولتيك والمصالح المشتركة
- الإسلام السياسي والسلطة الدينية... وصنّاع التعاسة
- روسيا والانتقال من الاعتراض إلى تأكيد الإرادة
- مكة 2 ... جنيف 2 ... ومآل المصداقية السياسية
- النيوليبرالية و((السلام الديمقراطي))... ومسارات الأوهام
- الفهم المنكوس للعودة وإعادة تعريف القضية الفلسطينية
- في تفاهات العقل المتخلف وثقافة القطيع
- حواتمة وحتمية الحل الوطني الديمقراطي الفلسطيني
- تناقضات سوء الإدراك السياسي
- نفاقيات شعبوية ... الإسلامويون وثقافة التضليل السياسي
- روسيا والدرع الصاروخي الأميركي والوضع العالمي
- اليسار الفلسطيني والعربي ... عوامل التراجع والنهوض
- التاريخ الفلسطيني وتأصيل الفكر السياسي المعاصر
- صراع المحاصصة الدموي في قطاع غزة
- -نايف حواتمة ومحطات الكفاح الفلسطيني بين الدولة والثورة-
- الزعاترة والهروب على نحوٍ واعٍ أو غير واعٍ
- الزعاترة وتسويق كوابيس-الثنائية الحدّية-


المزيد.....




- مصر.. صورة دبابة ميركافا إسرائيلية بزيارة السيسي الكلية العس ...
- ماذا سيناقش بلينكن في السعودية خلال زيارته الاثنين؟.. الخارج ...
- الدفاعات الروسية تسقط 17 مسيرة أوكرانية جنوب غربي روسيا
- مسؤولون في الخارجية الأمريكية يقولون إن إسرائيل قد تكون انته ...
- صحيفة هندية تلقي الضوء على انسحاب -أبرامز- الأمريكية من أمام ...
- غارات إسرائيلية ليلا على بلدتي الزوايدة والمغراقة وسط قطاع غ ...
- قتلى وجرحى جراء إعصار عنيف اجتاح جنوب الصين وتساقط حبات برد ...
- نصيحة من ذهب: إغلاق -البلوتوث- و-الواي فاي- أحيانا يجنبك الو ...
- 2024.. عام مزدحم بالانتخابات في أفريقيا
- الأردن.. عيد ميلاد الأميرة رجوة وكم بلغت من العمر يثير تفاعل ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - رشيد قويدر - تقرير فينوغراد وأولمرت ...الإفلات المقصود للقيادة السياسية