أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - رشيد قويدر - بديل الإصلاح الفلسطيني ... التدمير الذاتي















المزيد.....

بديل الإصلاح الفلسطيني ... التدمير الذاتي


رشيد قويدر

الحوار المتمدن-العدد: 2747 - 2009 / 8 / 23 - 05:52
المحور: القضية الفلسطينية
    


كتب ياسر الزعاترة في جريدة "الدستور الأردنية" صفحة "قضايا وآراء" بتاريخ 13/8/2009 تحت عنوان: "المشهد الفلسطيني بنظر حواتمة المناهض لحماس"، استهلها بالتالي: "في مؤتمره الصحفي الأخير، قدم الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين نايف حواتمة توصيفاً قديماً جديداً للوضع الفلسطيني لم يغادر مربع الانحياز ضد حركة حماس، الأمر الذي لم تغير فيه تلك الانتقادات الخجولة للسلطة وحركة فتح".
ويختتم المقالة بالقول: "المشكلة بالنسبة لحواتمة هي المحاصصة بين فتح وحماس، وهي اللازمة التي يكررها أمام أي صحفي (...) الحوار الجماعي هو البلسم الشافي، مع أن قدرته على الشفاء لا تتعدى الاكتئاب الناتج عن الشعور بالهامشية، لما تشكل حصتهم في الواقع الشعبي حتى لو تمت الانتخابات وفق قانون القائمة النسبية الكاملة".
بين المقدمة والختام يحتج الزعاترة على حلول إنهاء الانقسام؛ يحتج على وثائق الإجماع الوطني الفلسطيني الموقعة، بما فيها وثيقة "الوفاق الوطني" التي وقعت عليها حماس ذاتها، ثم مجمل خلاصات الحوارات الفلسطينية الشاملة بالقاهرة 26 شباط، 10-19 آذار 2009، ويأخذ على حواتمة تمسكه بها؛ ورفضه لأية اتفاقات محاصصة ثنائية بين فتح وحماس، وتمسكه بطريق الخلاص الوطني والوحدة الوطنية من الانشقاق الفلسطيني وما آل إليه، فبديل الإصلاح الفلسطيني حروب التدمير والانتحار الذاتي.
بات واضحاً لمن يقرأ أن الزعاترة متأثر عقلياً وذهنياً بمدرسة "النقل على العقل"، والمفارقة هنا أنه يسيء للنقل ذاته، ويسقط عليه تأويلاته، يجتزئ ما يريد، وصولاً إلى مفارقة أن يستخلص القارئ بأن الزعاترة يرفض "باسم حماس" طبعاً استحقاق الانتخابات التشريعية القانوني مطلع العام المقبل.
أما المفارقة في هذا فهو الاعتداد الشكلي معبراً عنه بـِ "طول اللسان"، ضد جهة محددة معروفة بدأبها على استعادة اللُحمة والوحدة الوطنية وتحمل على أكتاف مسارها الوطني المسلح الثوري أكثر من خمسة الآف شهيد من قادة وكوادر ومقاتلين في ميادين قتال العدو الصهيوني. والمنطق يقول أن مَنْ لديه هذه الثقة وهذا الاعتداد يذهب مباشرة للانتخابات، فضلاً عن كونها مسألة قانونية، وعليه يجتزىء جوهر المسائل والأفكار الأساسية والمعالجات المتداولة للخلاص الوطني الفلسطيني، ومعها مجمل المناظرات التي يقوم عليها الجدل والحوار المنطقي، يقيم عليها عملية قسرية لتحويلها إلى مسائل غير قابلة "محرمات"، يضعها في تابوت مغلق كما يفترض الزعاترة في تسلسله التفكيري.
وعليه ندعو للعودة للشعب بانتخابات التمثيل النسبي الكامل لبناء وحدة المجتمع ومؤسسات السلطة ومنظمة التحرير الفلسطينية، وهنا المفارقة الطريفة فحماس وافقت على انتخابات التمثيل النسبي الكامل وبدون عتبة حسم للمجلس الوطني الجديد الموّحد لمنظمة التحرير داخل وخارج الأرض المحتلة، بينما تتراجع عن ذلك بانتخابات المجلس التشريعي للسلطة الفلسطينية وتتمسك حتى الآن بمشروع 60% تمثيل نسبي و 40% دوائر على مستوى المحافظة دائرة واحدة بأغلبية الصوت الواحد، وتطرح عتبة الحسم 8% لاحتكار السلطة بين فتح وحماس والكل تحت سلطة الاحتلال.
يقول الزعاترة في التعليق: "الخلاف في الساحة الفلسطينية خلاف سياسي بين برنامجين، وليس بين فتح وحماس"، فهل يعرض لنا برنامج حماس بنقاط كي نميّز بين البرنامجين، خاصةً وأنه يأخذ على حواتمة مطلب "حركة تحرر تقاتل وتفاوض في الآن نفسه"، ولنسأله فعلاً: لماذا حماس تفاوض عبر طرف ثالث؟ لم يقل رأيه بخطاب الأخ خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، والذي أطلق به موافقة الحركة على دولة فلسطينية على أراضي عام 1967 وعودة اللاجئين الفلسطينيين، يقفز عنه ويقوم بتأويله بالتمييز بين برنامجين.
هنا يمكن رصد الارتحال والارتجال والترحيل، والهدف الإمساك بلجام التفكير لترويضه ومنع انطلاقه، وذلك بإلقاء التوصيفات على عواهنها عند أصغر مسألة وأدنى خلاف، أليست هذه مدرسة "صكوك الحرمان" وأسلحته في المعركة بدلاً من استعادة المسائل العلمية من براثن التسليم الغبي غير العلمي. بدلاً من فتح كوة للعقل كي يتنفس منه الهواء والضياء.. وخلاصة خلاصات الزعاترة هي أن يبقى الوضع الفلسطيني على ما هو عليه من تشرذم وانقسام بين طرفين، مع الفارق أن أحدهما (الزعاترة) يدعي وصلاً بليلى الحقيقة، ليشرع مخالبه في وجوه مخالفيه.. إنه يحتكر "الحقيقة" ادعاءاً، وهنا نسأله عن نفوذ الاخوان المسلمين في الأردن خمسة مقاعد في مجلس النواب، مقعدين في برلمان كردستان العراق، والحزب الاسلامي (الاخوان في العراق) اقل من عدد أصابع اليد الواحدة، تحت عباءة جبهة الوفاق الوطني وتحت راية الغازي الامريكي ومجلس الحكم الذاتي تحت رئاسة المندوب بريمر الحاكم الامريكي وشركائه من بعده ... والوقائع كثيرة في عديد الاقطار العربية.
لا أحد يمنع أحد أن يكتب النقد الموضوعي كما يريد، لكن الزعاترة دأب بنفس لوامة مضطربة تفيض بمتضاداتها، غاب عنه التفكير والعقل في سَوْق التوصيفات والاتهامات العشوائية تجاه الجبهة الديمقراطية بالذات، اتهامات تجتذبها جهلانية بِشرِها وخيرِها مُنقادة بعسكرية التعصب، تركته في حالة طامعة غير قانعة، وبما تبدو متناقضة: متمنعة مستسلمة؛ كارهة محبة؛ قابلة رافضة؛ وهذا ما يحصل ويا للأسف على أرض الواقع، مرةً أخرى فليعرض لنا البرنامج بنقاط محددة..
إن حقيقة ما يدور في فلسطين على ضفتيّ الانشقاق معروفة، لن يتمكن الزعاترة من تغطيتها بمختلف الأقنعة والشعارات، أو تصويرها بغير صورها، ذلك لأن فلسطين تنطق وبأعلى صوتها ولا يخيفها أحد، ولأن صوتها مكلل بألوان تعدديتها الزاهية التي لن تحتكر بأحادية أو ثنائية أو لون محدد واحد. لأن تجارب التاريخ تنطق بذلك؛ ولن يتمكن الجهل والظلام مهما طاردا النور أن يستطيعا اطفائه..
ندرك الآن أن أولى المهمات في رحلة العقل العظيمة هي أولاً لتحرير الآخر من تعصبه، من سياطه الكثيرة المعلقة على أشجار الحياة، رحلة تحرير الذات من انغلاقها، حتى تتجلى صورة إنسانها، فيظهر الفيض بمرآة المستفيض، حينها نستطيع الكلام عن تحرير الأرض والأوطان.




#رشيد_قويدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقتطفات من كتاب عمر القاسم
- ساكا شفيلي جورجيا ومحرقة غزة
- ما بعد ماركس ... الإفراج عن المنهج
- روسيا و«استراتيجيات التوتر» الأطلسية
- نقد -الملامات- التجريبية ... نقد الخلو من الروح النقدية
- خداع الذات ... بديلاً عن البوصلة الوطنية الفلسطينية
- روسيا والقفقاس... إعادة تعريف الجيوسياسي
- دلالات أرقام الشهداء ... ووهج التنوير
- دولة واحدة ... شعارات مُبهرة ... ورقص في الظلام
- الإرهاب النووي الإسرائيلي.. والخروج من الالتباس
- تقرير فينوغراد وأولمرت ...الإفلات المقصود للقيادة السياسية
- الحكيم ... لا صوت إلا للكفاح
- الطامة الكبرى للذهنية البليدة
- ...في نماذج «الديمقراطية» الأميركية
- موسكو وطهران... ديناميات الجيوبولتيك والمصالح المشتركة
- الإسلام السياسي والسلطة الدينية... وصنّاع التعاسة
- روسيا والانتقال من الاعتراض إلى تأكيد الإرادة
- مكة 2 ... جنيف 2 ... ومآل المصداقية السياسية
- النيوليبرالية و((السلام الديمقراطي))... ومسارات الأوهام
- الفهم المنكوس للعودة وإعادة تعريف القضية الفلسطينية


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - رشيد قويدر - بديل الإصلاح الفلسطيني ... التدمير الذاتي