ناهد سلام
الحوار المتمدن-العدد: 3243 - 2011 / 1 / 11 - 02:02
المحور:
الادب والفن
يصادف اليوم يوم مولد زميلتي في العمل ، ببراءة وابتسامة تهربت من إمكانية طرح سؤال حول عدد سنين عمرها وذكرت أنها في حسابها على موقع الفيس بوك اخفت عمرها الحقيقي ، والسبب يكمن الاستهزاء بعمرها ، ماذا تفعلي عزيزتي في هذا الموقع الشبابي !! اظنها تخوفت من هذا الرد القاسي الذي قد تسمعه .
كانت تلتقط لنا الصور الجماعية ولأولادها فلذات أكبادها ، وخوف يدفعها للخلف ويكبل يديها من انجاز الفيديو الذي يجمعنا سوية بها ونشره على حسابها في الموقع ، تقول أنها تشعر أنها لحظات الوداع فهي المرة الأولى التي تلتقط الصور وتسعى جاهدة أن تجمع تلك الوقفات اللحظية محاولةَ بث الحياة الخالدة من خلال الصور مع من تحب وتصادق ، بقلب يرجف وينبض بتسارع على غير عادته المستقرة ، تتخوف من الموت .
ظنت أنها تودع عالمها الصغير وتترك لنا هذه الصور لنتذكرها بعد مماتها ، لم يستغرق مني التعليق سوى بعض الجمل البسيطة ، دلال انظري للموضوع من زاوية أخرى ، لقد بت تعطين قيمة للأحداث من حولك لم تكوني توليها أهمية من قبل ، يوم ميلادك حدث هام وينبغي له أن يكون كذلك حتى لو كنت أنت المحتفلة الوحيدة به ، شاركتها اني قد اهديت نفسي هدية في احد اعياد ميلادي .
لماذا تنتظرين الخسارة لتعرفي قيمة الربح ؟ أتعيشين وحيدة لتميزي دور الصداقة في حياتك ؟ ألن تدركي أهمية الحب بدون الشعور بالخوف ؟ وبلا احتلال لن تولي أهمية للحرية ؟ أعط قيمة اكبر للأشخاص والأحداث من حولك حتى تعيشي اللحظة بفرح قدر الإمكان وعلى أتم وجه فالزمن لن يسير إلا قدما وعقارب الساعة لن تقف مهما حاولنا ، لست ِأنانية إن تجملت لذاتك وسعيت لفرحك وإنسانية منك اكبر ان بادرت وانجزت ما غفل عنه أفراد أسرتك للم الشمل وراب صدع العائلة ، ابدا ليس الوقت متأخر لمعاودة ترتيب أولوياتك حتى وانت تتقدمين في العمر ، لعله الوقت الامثل لادراك اهمية ودور ما غفلت عنه خلال سنون حياتك المنقضية ، دمعت عيناها قائلة لا أريد هدايا سوى أن يكون أحبائي وأولادي بخير تلك هديتي .
كل عام والجميع بخير
سلام
#ناهد_سلام (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟