مفاهيم خاطئة ..( حكومة تكنوقراط ) .. الحلقة الثانية

صادق سالم

الحوار المتمدن-العدد: 3234 - 2011 / 1 / 2 - 21:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

كثر الحديث في السنين الأخيرة عن مصطلح التكنوقراط وحكومة التكنوقراط واعتبره الكثيرين هو الحل الناجح والأمثل لحل كل مشاكل البلد المستعصية ,لا بل ذهب البعض على ان مشاكل العراق الأساسية هو بسبب عدم تطبيق وتكوين حكومة تكنوقراطية !؟.
وحكومة التكنوقراط حسب التعبير العام والذي يؤمن به الكثيرين هي حكومة تتألف من وزراء مختصين في مجال عمل وزاراتهم وعلى درجة علمية عالية ( بهذا الاختصاص ) ومن ذوي الشهادات العليا ( دكتوراه فما فوق ) وليس ادنى من ذلك .
حسنا هذا كلام جميل ولكن هل ينجح في تكوين وزارة ناجحة , لندقق في ذلك ؟؟!.

اولا لنعرف ما هي مواصفات الوزير الناجح .

ان الوزير يعتبر رأس السلطة في الوزارة أي انه هو القائد والموجه لعمل الوزارة والمسؤول الاول عن قراراتها واختيار مستشاريها وكبار موظفيها كما انه سيكون بالتالي المسؤول عن وضع خطط العمل لتلك الوزارة حسبما يراه مناسب للنهوض بها والرقي والتطور في مجال اختصاصها والذي سينصب بالتاكيد لخدمة المواطن , فالوزارة كأي تجمع تحتاج الى قائد ينظم عملها ليتوحد ويتوجه جهدها نحو هدف واحد . وايضا ولكي ينجح هذا التجمع ( الوزارة ) بالعمل والحركة المنسقة يجب ان يتقبل صاحب هذا الموقع الرأي الاخر ويجب ان يستشير مستشاريه وذوي الخبرة وان لا يتزمت برأيه بل يغلب راي الاكثرية ما دام يصب بخدمة المواطن .
و لو دققنا قليلا بتلك المواصفات ( والتي اعتقد ان الجميع يتفق عليها ) سنجد انها تنطبق على الإداري الناجح وليس لاختصاص الوزارة شأن هنا !!.
فإذن ان من اهم صفات الوزير الناجح وبالتالي وزارة ناجحة وبالنتيجة حكومة ناجحة , هي ان يكون اداري ناجح , فان كان ( مع هذه الصفة الاساسية ) من ذوي الاخصاص في مجال عمل الوزارة فخيرا على خير لكن الاهم هو الادارة لانه بادارته الناجحة سيختار المستشارين ذوي الاختصاص والمدراء العامين ذوي الدراية بامور الوزارة , وبادارته الناجحة سيستطيع توحيد وتوجيه جهود وطاقات الجميع لهدف واحد وطريق واحد وسيستطيع ان يحقق كل الاهداف والطموحات المرجوة منه .

هذا من جانب اما من جانب اخر لو كان الوزير من اصحاب الاختصاصات العاليا والشهاداة العالية وليس له من الادارة شيء ما الذي سيحدث ؟؟.
ان المعروف من صفات العلماء انهم يؤمنون بنظرياتهم التي يتبنوها فقد , ونجد بالنادر ان يتقبلوا نظريات غيرهم , فهم اذن متزمتون ( عادة ) بأفكارهم ولا يتقبلون الرأي الاخر الا ماندر لاعتقادهم ان نظريتهم هي الاصح وهي الافضل للتطبيق , فلو اعطينا لهؤلاء سلطة لإدارة تجمع ما ( كوزارة مثلا ) سيكون الاستبداد صفه من صفاتهم وسيسعون لتطبيق ما يؤمنون به هم فقط ويكون تقبلهم لرأي الاخر صعب جدا باعتبار ان رأيهم هو الأصح وستكون المسألة مسألة اثبات الذات اكثر من نجاح هذا التجمع

ومما سبق نستطيع ان نصحح تعريف حكومة التكنوقراط الى ان حكومة التكنوقراط هي :- حكومة تتكون من وزارات في كل وزارة قائد اداري ناجح ( وزير ) ومستشارين ومدراء عامين من ذوي الاختصاص بمجال عمل الوزارة ومن حملة الشهادات العليا بحيث يرجع اليهم الوزير بكل قرار يتخذه .

ولتأكيد كلامنا السابق أدعو القراء الكرام التدقيق في سيرة عمل وزيران من الحكومة السابقة وتقييم نتائجهما , ودون اي تعليق مني

الوزير الاول هو السيد بيان جبر

والوزير الثاني هو العالم ( النووي ) الدكتور حسين الشهرستاني

#صادق_سالم (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل