أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - صادق سالم - الادارة بين القيادة والاستشارة














المزيد.....

الادارة بين القيادة والاستشارة


صادق سالم

الحوار المتمدن-العدد: 2936 - 2010 / 3 / 6 - 20:16
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


ان المراكز القيادية هي من اهم واخطر المناصب في أي ادارة ( حكومات وزارات دوائر منظمات أو المؤسسات ) , وذلك لما لها من دور خطير في تسير الجماهير وتحديد وجهاتها كما لها نفس خطورة الدور في نجاح او فشل تلك الإدارات وبالتالي ستكون العامل الاهم في نجاح او فشل الكثير من القضايا المصيرية ,

ولهذا السبب فان علم الاجتماع وعلوم كثيرة اخرى قد أسهمت بشكل كبير في وصف وتحديد مواصفات القيادة الناجحة وقد وضعت الكثير من النظريات والصفات لنجاح تلك القيادة , كما يوجد العديد من الطرق التدريسية لتعليم و خلق قيادات ناجحة تستطيع استلام المناصب القيادية بنجاح.

ونحن هنا الآن بصدد تسليط الضوء على سبب فشل بعض تلك القيادات الإدارية برغم تمتعها بالكثير من الصفات القيادية الناجحة حسب نظريات علم الاجتماع السابقة ورغم صدقها وإخلاصها وإيمانها بقضيتها ؟.

ولتحديد الأسباب يجب أولا ان نشرح ماهية أنواع القيادة او أقسامها ان صح التعبير .

فالقيادة تقسم بصورة عامة الى نوعين - استشارية وميدانية - .

فالقيادة الاستشارية : هي إدارة لها القدرة على تحليل المشاكل والحوادث بإسهاب وبصورة دقيقة ومفصلة استنادا الى المعلومات المتوفر لها من خبرتها الشخصية والوقائع المنقولة لها من القيادات الميدانية ( ميدان عمل الإدارة ) واستنباط مقترح او مجموعة من المقترحات او كما يمكن ان نسميها توصيات لتلك المشاكل او الحوادث ( قد تكون ملزمة او لا ) لكي تنقل بعد ذلك الى القيادة الميدانية لتنفيذ هذا المقترح او اختيار إحدى التوصيات حسب ما تراه مناسب لواقع المشكلة التي تواجههم .

أما الإدارة القيادية : فهي قيادة ميدانية لها القدرة على استنباط قرارات فورية ومجابة مشاكل العمل الميداني ولها القدرة على توجيه دفة العمل واحتواء جميع العاملين تحت امرتها ولا تتوقف لتحليل مسهب ومفصل للقرارات الروتينية واليومية البسيطة بل تتخذ قرارات فورية ( و مسألة أن تكون دكتاتورية أو ديمقراطية فهذا أمر آخر لسنا يصدده الآن ) . ولكن عندما تواجهها بعض القرارات المصيرية قد ترجع للقيادة الاستشارية بذلك .

الان وقد عرفنا صنفي الإدارة سنعرف ما الذي يسبب فشل بعض الإدارات رغم تمتعها بالكثير من الصفات المؤهلة للقيادة .

الامر ببساطة هو خلط الأوراق وعدم فهم طبيعة ونوع الإدارة المرشحة لمنصب معين هل هي إدارة استشارية ام قيادية , فتوضع الادارة ذات الميول والمواصفات الاستشارية بمنصب قيادي والادارة ذات المواصفات القيادية بمنصب استشاري , وهنا تبدء سلسلة من القرارات التي تنتهي بفشل تلك الاداراة وكما يلي :

اذا وضعت قيادة ذات مواصفات استشارية في منصب اداري فتلك الطامة الكبرى , فان هذه الادارة ستقوم بعملية تحليل وتمحيص وتشخيص لأبسط القرارات اليومية وستخرج بمجموعة من المقترحات لاي عمل يومي مما يسبب الارباك لدى موظفي تلك الادارة ويجهلون تماما ماذا تريد بالضبط ادارتهم ان يفعلوا او يتصرفوا هل الى الشمال ام الى الجنوب للشرق ام للغرب مما يسبب نفور العاملين من تلك الادارة وانسحابهم من العمل وبالتالي خسارة طاقات قد تكون خلاقة ومفيدة جدا في ذاك العمل , هذا من جانب من جانب اخر فان الفترة التي تخذ فيه هذه القرارات اليومية او الروتينية سوف يسبب زحمة لدى تلك الإدارة من المقررات التي تنتظر النظر اليها الامر الذي يسبب تاخر معظم اعمال تلك الإدارة الذي يؤدي بالنتيجة الى انهيار بطيء ولكن مستمر ومتصاعد وبالنتيجة الفشل الكامل ( هذا برغم صدق تلك الادارة وايمانها بقضيتها ) .

اما اذا عكسنا الامر ووضعنا ادارة ذات ميول قيادية في مكان استشاري فالأمر سيء أيضا ولكن ليس بسوء المثال الاول حيث ان هذه القيادة سوف تبت بشي من العجلة بالقرارات التي ترفع اليها دون تمحيص وتدقيق كافي مما قد يسبب بعض المشاكل الميدانية , هذا من باب من باب أخر قد لا تجد حلول لبعض القرارات مما يسبب أيضا تأخر واضح في البت بها , نعم قد لاتصل الأمور الى الفشل الكامل ولكنه بالتأكيد بعيد جدا عن النجاح .

من هنا يجب ان نعرف ان الصدق والايمان بالقضية ليس عاملا كافيا لنجاح أي قيادة لا بل ان التمتع بمواصفات قيادية ايضا ليس كافي اذا لم تدرس وتصنف بصورة جيدة وتوضع في مكانها الصحيح والمناسب



#صادق_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفارقات اتخابية
- نداء الروح
- شوق الحبيب
- مولدات الجريمة
- اجتماع عائلي ديمقراطي
- الجريمة والعقاب


المزيد.....




- “اطلبها فورا هُنـــــا eccp.poste.dz“ كيفية طلب البطاقة الذه ...
- حرب غزة تصرف صندوق بيزوس عن استثمار 30 مليون دولار في إسرائي ...
- وزير المالية الأوكراني يعترف بوجود صعوبات كبيرة في ميزانية ا ...
- تباطؤ نمو الاقتصاد الأميركي وارتفاع معدلات التضخم بالربع الأ ...
- انخفاض أسعار مواد البناء اليوم الخميس 25 أبريل 2024 في الأسو ...
- نمو الاقتصاد الأمريكي 1.6% في الربع الأول من العام
- بوتين: الاقتصاد الروسي يعزز تطوره إيجابيا رغم التحديات غير ا ...
- الخزانة الأمريكية تهدد بفرض عقوبات على البنوك الصينية بزعم ت ...
- تقرير: -الاستثمارات العامة السعودي- يدير أصولا بنحو 750 مليا ...
- البنك الدولي: توترات الشرق الأوسط تهدد التقدم العالمي بشأن ا ...


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - صادق سالم - الادارة بين القيادة والاستشارة