|
رؤساء وقادة مدى الحياة
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 3234 - 2011 / 1 / 2 - 16:26
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قّدمَ نواب الحزب الحاكم في اليمن السعيد ، يوم أمس ، مشروع قانونٍ الى البرلمان ، بتثبيت الرئيس المؤمن المجاهد " علي عبد الله صالح " رئيساً للجمهورية اليمنية مدى الحياة !. وعلى إعتبار انهم يملكون الأغلبية ، فمن المتوقع ان يُمّرَر المشروع ويصبح قانوناً نافذاً . ومن الطبيعي ان المبررات التي سيقت ، كانتْ متلائمة مع العقلية السياسية الشرقية المُتخلفة ، وان مصطلحات " الضرورة التأريخية " و " القائد الفَذ " و " المَسيرة الظافرة " ووو ..الخ ، من ضمن الخطاب المُوّجَه الى الجماهير الغفيرة المًصّفِقة لل " الزعيم " الواقف بالمرصاد لكل المؤامرات الخارجية والداخلية التي تُريد الشّر باليمن الرغيد وشعبه السعيد !. وبهذه الخطوة الجريئة الصادقة، إختصرَ نواب الحزب الحاكم ، الجُهد الذي كان يُبذَل على إخراج " مسرحيات " الانتخابات الرئاسية ، والتي كان علي عبدالله [ يمتنع ] فيها عن ترشيح نفسهِ ، فكانتْ المظاهرات العارمة تخرج في صنعاء وبقية المدن اليمنية ، تُطالب الرئيس بالعدول عن قرارهِ وترجوهُ وتتوسلِ إليهِ ، ان يُرشح نفسه لينتخبوه بالإجماع ، ويتمتعوا بحكمهِ الرشيد لهم !. وعلى كُل حال هذه ليست بُدعة يمنية ، إذ ان " بو رقيبة " التونسي كان رئيساً مدى الحياة ، وكذلك " حافظ الأسد " ، ومن الناحية العملية فان " القذافي " و " مبارك " و " البشير " و " زين العابدين " و " بوتفليقة " ، أي معظم " الرؤساء " العرب هُم رؤساء مدى الحياة ، والبقية ملوك واُمراء هُم بالأساس حاكمون حتى مماتهم !. الإستثناء الوحيد كان طيب الذكر " سوار الذهب " الرئيس السوداني في المرحلة الانتقالية الذي تنحى بعد إنتهاء الفترة المُحددة . عندنا في العراق ، ومنذ 1958 ، لم يُنهي اي رئيس جمهورية حكمهُ بصورةٍ طبيعية او موافقة للدستور ، ف " عبدالكريم قاسم " قُتِل في إنقلابٍ دموي ، و " عبد السلام عارف " قُتِل في حادث سقوط طائرة مُفتَعَل ، و " عبد الرحمن عارف " عُزِلَ في إنقلابٍ عسكري ، و " احمد حسن البكر " اُجبِرَ على الإستقالة ، و " صدام حسين " اُطيح بهِ بعد غزوٍ أجنبي . والمشكلة ليسَ في رؤساء الجمهورية فقط ، بل ان " قادة الأحزاب " في مثل بلداننا ، يبقون عادةً جاثمين على قيادة الحزب مدى الحياة أيضاً ... فكمْ كانتْ ستكون التجربة العراقية الجديدة ، مُجدية ورائدة ، لو تَسامى القادة الجُدد فوق المصالح الشخصية والرغبة الجامحة للبقاء في السلطة ... وكمْ كان سيكون رائعاً لو ان " نوري المالكي " وبصورةٍ طوعية تنازَلَ عن ترشيح نفسهِ لدورةٍ ثانية لرئاسة الوزراء .. او ان " جلال الطالباني " بادرَ بنفسه الى تسليم منصب رئاسة الجمهورية الى شخصٍ آخر بطريقةٍ متحضرة راقية ، مُكتفياً بدورةٍ رئاسية واحدة ومُعطِياً دَرساً الى الآخرين في تداول السُلطة ... وكَم كان سيكون بدايةً لحياة سياسية مُتجددة في الاقليم والعراق عموماً ، لو أصّرَ " مسعود البارزاني " على عدم ترشيحهِ لرئاسة الحزب ... لو يدرك رؤساءنا وقادة أحزابنا ، مدى الإستياء الذي يشعر به المواطن المصري مثلاً ، لطول حُكم حسني مبارك وتمسكهِ اللامعقول بالسلطة ومحاولتهِ توريثها لإبنه ، أو يأس وإحباط الشعب السوري ومَللهِ من حكم الحزب الواحد القائد ، والضغط الذي يرزح تحته الشعب اليمني ، من جراء حكم عبدالله صالح الطويل الأمد ... فربما يشعرون بالخطأ الفادح بالتمسك المُبالَغ بهِ بالسلطة .. وربما يقتنعون بضرورة التداول والتغيير !.
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الشهرستاني : لايوجد فساد في عقود النفط والكهرباء !
-
- شط العرب - خوش فندق !
-
رواتب الرؤساء والنواب .. سرقة وفسادٌ مُقَنن
-
- بيضات - البعث في صندوق السرداب
-
حتى القمامة ... نعجزُ عن رفعها ؟
-
مافيات الفساد .. والشرفاء
-
أنا وأصدقائي المسيحيين
-
أقرباء المسؤولين
-
حكومة وزير تربيتها - تميم - لاتُبّشِر بخَير
-
جلسة تمرير الحكومة الجديدة .. ملاحظات اولية
-
حُكم الاسلام السياسي .. جحيمٌ مُبّكر
-
قانون التظاهر .. خطوة الى الوراء
-
الرئيس نفسه يقول : كُفوا عن التمجيد !
-
ما هي مطاليبنا ؟
-
الخروج من السابع .. الى أين ؟
-
دجلة بغداد في خطر
-
أعطوه ألف ألف درهم
-
على هامش مؤتمر ح د ك في أربيل
-
إعفاء مُزّوري الشهادات من العقاب
-
هل يُغادر - إبليس - العراق ؟
المزيد.....
-
الاتحاد الأوروبي يشكل لجنة لمكافحة سرقة المساعدات الغربية في
...
-
الأردن.. حريق كبير بأشجار حرجية في عجلون (فيديو)
-
كييف ستطلب بيانات حول سحب توقيعي العراق والأردن من بيان -قمة
...
-
لابيد: كان على نتنياهو حل الحكومة بدلا من مجلس الحرب
-
بسبب ارتفاع الحرارة.. إيقاف تفويج الحجاج إلى الجمرات في الذر
...
-
عائلة نائبة رئيس كولومبيا تتعرض لإطلاق نار
-
الاحتلال يعلن إصابة 16 جنديا ويحرق صالة المغادرين في معبر رف
...
-
انطلاق حملة انتخابات البرلمان الفرنسي ومخاوف من أقصى اليمين
...
-
إذاعة الجيش الإسرائيلي: تأسيس فرقة جديدة لجنود الاحتياط
-
إعلام إسرائيلي: يجب التحقيق بشفافية في أسباب تدمير مدرعة الن
...
المزيد.....
-
الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت
...
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
-
قبو الثلاثين
/ السماح عبد الله
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
-
ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
المزيد.....
|