أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سهيلة بورزق - مدافن جماعية للجوع














المزيد.....

مدافن جماعية للجوع


سهيلة بورزق

الحوار المتمدن-العدد: 3229 - 2010 / 12 / 28 - 10:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تبق أزمة اٍلا وتطرقنا اٍليها، والأزمات في الوطن المغاربي الكبير تزداد على اختلاف
أضرارها، وتنوع سلبياتها. هناك قطعا مخرجا كفيلا بتقليص المعاناة الاقتصادية، لكن التهيئة اٍلى ذلك ناقصة أو منعدمة تماما، فحتى في الوقت الذي كان العالم فيه ينعم بالبحبوحة الاقتصادية، كان المغرب العربي مستمرا في معاناته على جميع المستويات.

تجدر الاٍشارة هنا أن معدل استيراد المواد الغذائية الأساسية من دول الخارج جد مرتفعة، لاسيما والأسعار تزداد ارتفاعا بسبب تردّي الوضع الاقتصادي العالمي، فعوض فتح مصانع غذائية جديدة، ومساعدة الشباب ماديا على تطويرالعمل الزراعي لتحقيق التكافؤ الذاتي، تصرّ الحكومات على توسيع بؤرة الحاجة الغذائية بعملية الاستيراد التي تكلّف الملايير من الدولارات، أمام تعطّل اليد العاملة الشبابية الكفيلة بالعمل لتحقيق الاكتفاء الذاتي، ولتحسين مستوى الاقتصاد في الوطن.

اٍنّ الهروب اٍلى أسهل الحلول نابع عن عجز الحكومات المغاربية سياسيا، مع عدم اهتمامها بالمستوى المعيشي لمواطنيها، بل لقد أصبحت تحفّز الشباب على المخاطرة بالفرار اٍلى أوطان أكثر أمانا، وأكثرانفتاحا، وأكثر حرية، وأكثر انتماء، بدليل أن البعض الذين عبروا الحدود اٍلى بلدان متطورة، استطاعوا رفع مستوى معيشة أسرهم الاقتصادية.

لا أعتقد أن الأزمات المختلفة وليدة الساعة، وخاصة منها أزمة نقص الغذاء، بل كان الأجدر بنا السؤال عن متى يتوقف هذا النزيف غير الانساني في قرن أصبح فيه الحيوان يمتلك من الحقوق الكثير، وتقام له المؤتمرات، وتتفاعل لأجله النقاشات على مستوى جد عال.

هل نحن بذلك نستعد لتحقير الاٍنسان المغاربي؟، ونستعد لتقليص وجوده أساسا؟، جميع الدلائل السياسية تسعى اٍلى تحقيق هذا المسعى غير النبيل بطرق غبية لا تعادل أي غباء فوق الأرض. ثم أين الفرص المتاحة للتقليل من المعاناة؟
نحن نحاول طرح أسئلة كبيرة أمام سلبية سياسة الحكومات، ونحاول البحث عن حلول غير موجودة لا بين أحلامنا ولا في أفكارنا، نحن نعاني أكثر من البحث عن اٍجابة لسؤال عالق، كان الأجدر بنا طرحه على الحكّام الذين يعلمون أن الاٍنسان في الشارع أصبح يتغدى على المزابل مثله مثل القطط والكلاب المتشردة، ومع ذلك لا يهتمون، ويرجعون كلّ الأسباب اٍلى حالة الانهيار الاقتصادي العالمي، مع أنّ القصور التي يعيشون فيها لم تتأثر بأي انهيار عالمي في أي وقت من الأوقات.

أصبحت لدى المواطن المغاربي اليوم صعوبة في الفهم من كثرة التأزّم النّفسي الذي يعيشه من جراء الأسئلة الكبيرة التي تطرح بسبب معاناته، فلا مشاكله حلّت، ولا السلطة قدّرت صبره على انشغلها الدائم بحساب الملايير من الدولارات التي تدخل خزائن الدولة، ولا جمعيات حقوق الاٍنسان تفاعلت معه، ولا خبرة الجوع والمرض والتّشرد والموت نفعوا، الموت اٍذن هو المصيدة الكبيرة الكفيلة بغربلة الشعوب، فاٍذا عاش البعض منهم فذاك دليل على بعض العنفوان لا غير.

الرجاء اٍقامة مدافن جماعية للاحتفال بالجوع في المغرب العربي، وعلى العالم تسجيل الحقيقة… القوة للشعب وحده.



#سهيلة_بورزق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غفوة
- ركعة واحدة
- أسئلة حول منهجية التّعليم
- مع حرية الفكر
- تراجع المقروئية عند العرب
- بين قوسي مصر والجزائر
- موقع فوبيا للأدب والجنون يدعوكم للكتابة
- الثقافة وطن
- رسالة اٍلى جسدي
- دونجوانية الجسد
- أنا في أمريكا
- الرجل العنكبوت
- غواية نهد
- ألو يا جزائر
- ما تقتله التكنولوجيا في رمضان
- شهرة الكاتبة العربية
- شرف الرّجال
- تقاطع
- أمريكا وسياسة عرب الداخل
- ضجيج في رأسي


المزيد.....




- الحوثيون يعلنون شن 3 هجمات استهدفت سفينتين ومدمرة أمريكية في ...
- هل تتمتع الحيوانات بالوعي؟ كيف تغير الأبحاث الجديدة المفاهيم ...
- مبابي قبل الانتخابات: أنا ضد التطرف والأفكار المسببة للانقسا ...
- هدنة تكتيكية لأهداف إنسانية بغزة: نتنياهو ينتقد قرار الجيش
- عشرات الآلاف يؤدون صلاة العيد في موسكو
- موسكو تطالب الهيئات الدولية بإدانة مقتل مصور صحفي روسي جراء ...
- خسائر إسرائيل بغزة تتصاعد.. كيف ستخرج من كمائن حماس
- خارجية سويسرا: العدد النهائي للموقعين على بيان مؤتمر أوكراني ...
- بايدن فعلها مجددا وسقط في زلة جديدة وأوباما ينقذه في اللحظة ...
- الجيش الإسرائيلي يكشف ملابسات مقتل العسكريين الثمانية في رفح ...


المزيد.....

- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سهيلة بورزق - مدافن جماعية للجوع