أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - توفيق أبو شومر - اذكروا محاسن لغتكم العربية














المزيد.....

اذكروا محاسن لغتكم العربية


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 3226 - 2010 / 12 / 25 - 18:06
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


اعتدتُ منذ سبعة وثلاثين عاما أن أكتبُ عن لغتنا، أعراضها وأمراضها، مُذكرا القارئين باليوم العالمي للغة العربية، يوم الثامن عشر من ديسمبر لمناسبة اعتماد لغتنا كلغة دولية في مؤسسات الأمم المتحدة.
مرّ يومُ اللغة العربية هذا العام في معظم أجواء أمة العرب كغيمة صيف، لم يرها أحد،فلم أرصد أي احتفال كبير ذا شأن بهذا اليوم العالمي الذي أقرتْهُ الأمم المتحدة في عام 1973
نعم نحن مشغولون بالسياسة ، فلم تعد اللغةُ العربيةُ ملائمة لأفواهنا،لأن خبزَ أفواهنا مملوءٌ بسوس اللهجات واللغات الأخرى، أما نداواتنا فتنشر الأمراض المزمنة للهجاتِ في قواميسها ومصطلحاتها، وتتولى ألسنتُنا شنق اللغة، ثم تلفظها شفاهُنا جثثا هامدة!
فأطفالنا اليوم يرضعون أثداء بقايا اللغاتٍ الأخرى، وقادتنا وسياسيونا ومثقفونا حوَّلوها إلى مشاجب يعلقون فوقها نظرياتهم السياسية التضليلية ، التي تُبرز عجزهم وبؤسهم وقلة حيلتهم!
أما معلموها فهم ناسجو أكفانها، وحافرو قبورها، يُجرعونها لطالبيها كدواء انتهى تاريخُ صلاحيته، بملاعق مسطحة مثقَّبة .
أما وسائل إعلام العرب، فقد أصبح الحديثُ الفصيحُ في معظم برامجها وحواراتها ومسلسلاتها تقعُّرا وفذلكة وتنطُّعا وفلسفة ، تُنفِّر السامعين .
لن أستعيدَ مرة أخرى قصيدة الشاعر حافظ إبراهيم التي يعاتب بها أبناء اللغة وأهلها على إهمالهم لها ، فماذا سيقول الشاعر لو عاش بيننا اليوم؟
هل سيدفنها بقصيدة جديدة، أم أنه سيقيم لها تأبينا بذكرى مرور قرن على بقائها في غرفة الإنعاش؟
ما أروع العرب !!!
فهم يملكون سبعة مجامع لغوية للغتهم المشتركة الواحدة ، تقوم بالنحت والتشريع وفق رؤية أعضائها، وهم اليوم يضعون لغتهم على سرير التشريح الطبي، ويُعملون في جسدها المشارط السياسية.
إن معظم المكاتبات الحكومية مملوءة بالأخطاء اللغوية، وصار الخطأ قانونا، أما الصواب فصار استثناءً !
حتى الشيك البنكي، لا يقبله كثير من موظفي البنوك إذا كتب باللغة الصحيحة، مثلما حدث لي عندما كتبت الرقم بالحروف" ادفعوا لأمري ألفي دولار"
فأصرَّ الموظف على زيادة حرف النون لكلمة (ألفي) وأصررتُ على شطبها، وأمضيتُ ساعات في الحوار والجدل، لأقنع الموظف بصحة كتابتي!!
كما أن معظم معلمي اللغة العربية في المدارس والجامعات يشرحون قواعدها وآدابها بالدارجة!!
نجحت كل دول العالم في تطويع تكنولوجيا العصر لخدمة لغاتها، فصاغوا لغاتهم في قوالب تعليمية جميلة بأشكال مختلفة، وظلتُ لغتنا العربية تحتاج إلى الغوَّاصين والمنقبين عن دُررها ليتمكنوا من الاستغناء عن الطريقة التقليدية الجامدة في تدريس قواعدها ونحوها، فقواعد اللغات في العالم تُدرس من خلال النصوص، وليس من خلال الألفيات الشعرية.
ما تزال وسائل الإعلام العربية لا تلتزم بالحد الأدنى الأدنى من اللغة الفصحى، ولم تقم بإعداد مسلسلات وفنون بهذه اللغة.
وفي الختام فإن اللغات هي مرايا أهلها، تعكس ضعف الضعفاء، وقوة الأقوياء.
فالأقوياء يجعلون لغتهم رمزا للعزة والإباء، أما الضعفاء فينسبون لها هوانهم وعجزهم !



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزة تشارك في إطفاء حريق الكرمل
- دعوا الطفولة تنضج في أطفالكم
- صلاة على روح دولة إسرائيل
- تهمتان جديدتان في إسرائيل
- أمراض نفسية في غزة
- انفلونزا شمشونية في إسرائيل
- ديمقراطية الحواجز في إسرائيل
- فلتحيا الأونروا
- براءة إسرائيل من دم عرفات
- بكاء على أطلال القدس بمناسبة العيد
- المستحيلات الإسرائيلية الخمسة
- وباء الإحباط
- معزوفة على كونشيرتو القدس
- وليمة ويكيلكس الإعلامية
- احترسوا من تهمة اللاسامية
- نحت فلسفي من غزة
- بيرس حكيم بني إسرائيل
- اضحكوا بلا قيود
- احذروا المساس بالاستيطان المقدس
- أسباب تألق وانطفاء المواقع الصحفية الإلكترونية بسرعة


المزيد.....




- مواقف جديدة لإيران بشأن التخصيب النووي: استئناف القتال مع إس ...
- فيديو- مشاهد مؤثرة لطفل فلسطيني يركض حاملاً كيس طحين وسط واب ...
- رقم قياسي - هامبورغ تشهد أكبر مسيرة في تاريخها لدعم -مجتمع ا ...
- ويتكوف يلتقي في تل أبيب عائلات الرهائن الإسرائيليين المحتجزي ...
- -واشنطن بوست- تنشر صورا جوية نادرة تكشف حجم الدمار الهائل ال ...
- المبعوث الأمريكي ويتكوف يلتقي في تل أبيب عائلات الرهائن الإس ...
- -ما وراء الخبر- يناقش أهداف زيارة الرئيس الإيراني لباكستان
- والد الطفل عاطف أبو خاطر: أولادنا يموتون تجويعا أو تقتيلا عن ...
- مصادر إسرائيلية: أسبوع حاسم ستتخذ فيه قرارات تغير وجه الحرب ...
- رئيسها زار باكستان.. هل بدأت إيران ترتيب الميدان لحرب جديدة؟ ...


المزيد.....

- السيرة النبوية لابن كثير (دراسة نقدية) / رحيم فرحان صدام
- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - توفيق أبو شومر - اذكروا محاسن لغتكم العربية