أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - توفيق أبو شومر - أسباب تألق وانطفاء المواقع الصحفية الإلكترونية بسرعة















المزيد.....

أسباب تألق وانطفاء المواقع الصحفية الإلكترونية بسرعة


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 3131 - 2010 / 9 / 21 - 15:31
المحور: الصحافة والاعلام
    


(دراسة إعلامية)
لماذا تتألق مواقع إلكترونية صحفية بسرعة البرق، ثم تنطفئ وتخبو هالتها، ويقلّ الطلبُ عليها، بسرعة أكبر بكثير من سرعة علو وهبوط منزلة الصحافة الورقية؟
سؤالٌ مطروحٌ على متصفحي شبكة الإنترنت ، وهو جديرٌ بالنقاش، ويحتاج إلى دراسات وأبحاث عديدة، لأنه يُناقش مستقبل الشبكة العنكبوتية.
للإجابة عن الاستفهام السابق ينبغي أن نُعَرِّف أولا الصحافة الإلكترونية الرقمية، ونحدد أقسامها ، قبل أن نشرع في تفسير سبب انطفاء وهج هذه الصحافة.
فالصحافة الإلكترونية في الغالب الأعم تنقسم إلى أربعة أقسام وهي :
أولا: صحافة الأفراد والشخصيات، وهي صحافة تحمل الطابع الشخصي، وتعكس وجهات نظر الشخصية التي أسستها ، وأشرفت على تنفيذها، وهذا القسم هو أكثر الأقسام انتشارا في الشبكة.
ويتسم هذا النوع بالسمات الآتية:
- هو جهد يدخل في إطار الدعاية لمالك الصحيفة، حتى وإن ادَّعى مالكها الحيادية والنزاهة، وأقصد بالدعاية ترويج اسم المؤسس، والحصول على منافع إعلانية مالية.
- يدخل هذا النوع من الصحافة في إطار (الارتجالية) الخالية من التخطيط المسبق،وتصبح الصحيفة منبرا للأتباع والمريدين، وتغدو شخصية المؤسس هي الطاغية في مجمل العمل الصحفي، وهذا بالطبع يُضعِف أبرز مبادئ وركائز العمل الصحفي كالحيادية والموضوعية والتوازن.
- لا يتقيد هذا النوع بأبرز القوانين والمواثيق الصحفية، بل إنه –من منطلق جلب المنافع- يقوم بالبحث عن الإشكالات والمنازعات، وقد يعمد لإثارة الفتنة للحصول على الانتشار.
- يعتبر دور هذا النوع في مجال التثقيف والتوعية دورا محدودا للغاية، لأنه يظل دائم البحث عن الاستقطاب لغرض الرفعة الشخصية، حتى ولو كان الثمن هو نشر الخرافات والأباطيل بين جمهور القارئين.
- لا تلتزم غالبية هذا النوع بحقوق الملكيات الفكرية، بل تسعى لسرقة الحقوق والملكيات الفكرية، لغرض تكثير رواد الموقع الصحفي.
ثانيا: صحافة التكتلات والتجمعات، وتشمل الجمعيات والمؤسسات والروابط الأهلية والشعبية، وهذا النوع يشارك النوع الأول في كثير من السمات السابقة، وهو يختلف عن النوع الأول في بعضها منها:
- التركيز على الدعاية للرابطة والجمعية كبديل عن الاسم الشخصي، وما يتبع ذلك من نشر المبادئ الأساسية للجمعية والرابطة أو التكتل.
- وضوح الدعاية بمختلف أنواعها وأشكالها لجهات دعم هذه الرابطة أو الجمعية.
- استخدام الموضوعات الصحفية كخادم للفكرة ، وفي كثير من الأحيان ، تحوير الموضوعات الصحفية لخدمة أهداف الرابطة أو الجمعية.
- تبدو جرعات التثقيف والتوعية في هذا النوع من الصحافة أفضل من النوع الأول السابق.
ثالثا: صحافة الماكياج الورقي، وأعني بها ، الصحف الورقية التي افتتحت لها مواقع إلكترونية لغرض جلب الدعاية للمطبوعات الورقية، وهذا النوع يختلف عن النوعين السابقين فيما يلي:
- تخصيص الموقع الإلكتروني لغرض الدعاية للمطبوع الورقي، فتَحجِب مواقعُ كثيرةٌ تفصيلات الأخبار والمقالات المهمة ، حتى يُضطر القارئ لشراء الصحف الورقية، أو دفع اشتراك نظير قراءته للموضوعات والتقارير الصحفية المحجوبة .
- جعل الموقع الإلكتروني خادما فقط للصحيفة الورقية، فتبخل رئاسة الصحيفة، عن تعيين طاقم صحفي مستقل للموقع الكتروني، وتُتبعه لرئاسة تحرير الصحيفة الورقية نفسها، مما يجعلها ترى نفسها بمراياها الخاصة فقط.
- إن تأثير هذا النمط في مجال التوعية والتثقيف العام محدودٌ أيضا، والسبب يعود إلى أن الغاية الرئيسة منه هي الدعاية والإعلان بالدرجة الأولى.
رابعا: الصحافة الحزبية والسلطوية، وهي مجموعة المواقع التي تشرف عليها الأحزاب والمؤسسات والدوائر والوزارات الحكومية في النظام الإعلامي السلطوي .
وهذا النوع يشارك الأنواع السابقة في بعض الخصائص السابقة ، ولكنه يختلف عنها في السمات التالية:
- يمكن تمييز هذا النوع بسهولة من خلال الشعارات والعناوين والأسماء الواردة في الموقع، ويمكن معرفة تبعيته للسلطات والأحزاب.
- يمنع هذا النوع (التفاعلية) الحرة على الموقع ، والتي تتمثل في آراء المتابعين والقارئين،أو يقوم بتزييف الآراء، لغرض مدح السلطات صاحبة الموقع.
- معالجة المشكلات من خلال رؤية الحزب ، وتحريف الأحداث والأخبار الصحفية لتخدم الحزب أو السلطة صاحبة الموقع الصحفي الإلكتروني.
- يعتمد استمرار الموقع وبقائه على الدعم المالي المستمر للجهات الرسمية والحكومية صاحبة الموقع.
- إجبار الشركات والمؤسسات الوطنية على وضع إعلاناتها في الموقع، لغرض تمويله والحفاظ على بقائه.
وهناك سؤالٌ آخر، يقع في إطار السؤال الأول وهو ما سبب تألق موقع صحفي جديد بسرعة فائقة؟
وهل يعود هذا التألق إلى مصداقية الموقع؟ أم أنه يعود إلى كفاءة مصمميه؟
أم أنه يعود إلى شغف القارئين والمتابعين بما يعرضه الموقع المتألق؟
إن الإجابة عن السؤال تفرض علينا أن نعرض السمات المطلوبة لإنجاح موقع صحفي.
ولعل أبرز سمات نجاح الموقع الصحفي في عالم اليوم يعود أولا إلى :
كفاءة الموقع في إشباع رغبات القارئين، وتحقيق طموحاتهم في المواقع الصحفية الإلكترونية، وتتمثل رغباتهم في :
- الإجابة عن أسئلتهم المطروحة، المتمثلة في أبجديات الخبر الصحفي، وهي أسئلة: مَن- لماذا- أين- كيف- متى ، بشرط أن تكون أكثر تشويقا للقارئ من صيغ الإعلام الأخرى المكررة.
- تفسير ما يجري من أحداث، بصورة تختلف عن التفسيرات الرسمية المحافظة التي اعتاد الإعلام الرسمي عليها.
- تقديم الخدمات المطلوبة والمرغوبة بأشكالها وأنواعها، ومن أبرز الخدمات التي يسعى إليها الجمهور، خدمات القطاعات الحكومية والشركات والمؤسسات، وأخبار الجامعات والمدارس وأرقام هواتف المؤسسات وغيرها.
- إشباع نهمهم في إقحامهم كطرف مؤثر في الموقع الصحفي، من خلال التفاعل معهم، وإشراكهم في التعليقات على الأخبار والآراء المبثوثة في الموقع.
- التعرف على ظلال الأحداث والأخبار والمشكلات الجارية وانعكاساتها في المجتمع، والاستفادة من أساليب الدعاية والإعلان بمختلف أشكالها.
إن عوامل النجاح السابقة، ليست بالضرورة هي كل العوامل، بل إن هناك عوامل أخرى تساهم في نجاح الموقع الإلكتروني الصحفي لا تقل عن العوامل السابقة أهمية منها:
كفاءة التصميم الفني للموقع الإلكتروني، وقدرته على المنافسة وتقديم مختلف أشكال الصحافة، كالصور ومقاطع الفيديو، والخدمات العامة.
وهناك أيضا مطلوبات أخرى تساعد في تألق الموقع الصحفي، وهي قدرته على التجديد، ومرونة الموقع وسرعته، وهذه الصفات الشكلية ، لم تعد ترفا في عالم الصحافة الإلكترونية، بل إنها جوهرٌ يضاف إلى المضمون الصحفي الإلكتروني .
ومن مُطيلات عمر المواقع الصحفية، قدرة الموقع على التغيير، وذلك باستقطاب كفاءات جديدة من الكتاب ومن الصحفيين، بشكل دائم ، وألا يتحول الموقع الصحفي في فترة وجيزة إلى مقرٍ وظيفي حكومي، يقيس فيه الصحفيون جهودهم بما يتقاضونه من مرتبات نظير جهودهم.
ومن خصائص المواقع الإلكترونية الأكثر طلبا، هو قدرتها على معالجة القضايا والمشكلات المسكوت عنها في المجتمع، والتي يُحجم كثيرٌ من الإعلاميين التقليديين عن طرقها، خوفا ورهبة من أن تُفسَّر أقوالهم تفسيرا سيئا فيتعرضون نظير ذلك للمتاعب.
ولعل أبرز خصائص المواقع الإلكترونية الأكثر شهرة ، هو تحولها من مواقع صحفية من الدرجة الثانية إلى مواقع صحفية من الدرجة الأولى، عندما تصبح مصدرا للأخبار الموثوقة، وللتحليلات الصحفية الجادة، وهذا التحول يعزز كفاءتها ويمنحها القدرة على التأثير الثقافي والتوعوي.
كما أن المواقع الصحفية الأكثر انتشارا تتصف بصفة أخرى لا تقل أهمية عن الصفات السابقة، وهي أن العمل في الموقع الناجح هو في الغالب ليس فرديا، بل هو عمل فريق صحفي كامل، ويظهر ذلك في صياغة الأخبار والتحليلات ، وانتقاء الموضوعات والمقالات، بحيث يشعر القارئ بأن للموقع هدفا ورسالة صحفية واضحة ، لا تنحصر فقط في الإبلاغ والإخبار، بل تتعدى ذلك لتصل إلى الغاية وهي التأثير في القارئ وإرشاده وتوعيته.
وهناك أيضا سمة أخرى تميز المواقع الصحفية الأكثر طلبا وشهرة، وهي شعور القارئ والمتابع للشبكة ، بأن هذا الموقع الصحفي لم يسقط في يد منظومة الدعاية والإعلان، ولم يعلن استسلامه لهذه المنظومة ، فيتخلى عن رسالته السامية، لمنفعة الإعلان والدعاية، ويأتي هذا الانطباع للقارئ بسهولة ويسر عندما يلج إلى الموقع مباشرة، ويشاهد الصفحة الأولى للموقع الصحفي !
وهذا الانطباع مهمٌ جدا لإطالة مسيرة الموقع الصحفي، فالقارئون حساسون قادرون على تمييز المواقع المرتزقة التي تعيش بالكامل على الإعلان ، والمواقع التي تُسخر الإعلانات لخدمة القارئين، ولتعزيز التثقيف والتوعية، فالإعلانات سلاحٌ ذو حدين، فإما أن يستولي الإعلان على الموقع الصحفي الإلكتروني وتصبغه بالصبغة الإعلانية الفاقعة، وإما أن يُقدِّم له جرعة منشطة تساعده على تحقيق أهدافه، وهذا بالطبع يعتمد على كفاءة الطاقم المشرف على الموقع الإلكتروني.
ويعتمد وهج المواقع الصحفية الإلكترونية على التغذية الراجعة ، وهي مجموعة اللجان التي تتابع عمل الموقع، فالمواقع الإلكترونية التي ليست لها لجان استشارية ، أو هيئات إدارية قوية وفاعلة، فإنها تذوي وتذوب بسرعة البرق، وتنطفئ شعلتها بعد ظهور مواقع أخرى جديدة .
ولعل أبرز مهمات اللجان الاستشارية والهيئات الإدارية للمواقع الصحفية الإلكترونية، هو إمداد الصحيفة بالآراء والأفكار الخلاّقة التي تعزز بقاء وتألق الصحيفة الإلكترونية.
ولا يجب أن ننسى مساحة الحرية الممنوحة في الصحيفة للأخبار والتحقيقات والمقالات، فمساحة الحرية في الصحيفة تحدد عمر الصحيفة وألقها وتوهجها، وكلما ضاقت مساحة الحريات، قل الوهج وانطفأت شعلة الصحيفة، والعكس صحيح.
ومساحة الحرية في الصحف ظلت خلال العصور مقياسا صادقا لانتشار الصحف وقدرتها على المنافسة والاستمرار، وتعتبر مساحة الحرية في الصحف، مُعادلا جيدا لمساحة الإعلان، بحيث لا يطغى الإعلانُ على الإعلام ، ويقصيه ليصبح هو السيد، حينئذٍ تتحول الصحيفة إلى صورة إعلامية ممسوخة.
أما الصحف الإلكترونية التي تشغل حيزا جغرافيا واسعا في الشبكة، وليس لها جمهورٌ كبير،وهي مجموعة الصحف الارتجالية ومرايا الشخصيات الفردية ودعايات الأحزاب والتنظيمات وغيرها، والتي تظهر في بدايتها كفلاش سريع ثم تنطفئ،وهذا النوع من الصحافة هو الأكثر انتشارا في عصر الألفية الثالثة.
وأعتبر انتشار هذه الظاهرة دليلا مَرضيا، أو لعله فايروس إعلامي خطير يصيب الشبكة كلها بالعطب، فهو يشغل جزءا كبيرا من حيزها ، مما يزيد في بلبلة جمهور المبحرين عبر الشبكة، ويضللهم بأسماء ومواقع إلكترونية عديدة، ويحول بينهم وبين الحصول على المعلومات والمعارف المفيدة من المواقع الأكثر ثقة .
كما أن استسهال إنشاء مواقع إلكترونية عبر الشبكة ، بحيث صار سهلا لكل فرد أن يؤسس شبكته الإلكترونية الخاصة، بدون أن يخسر شيئا. كل ما سبق يجعلني أعتبر هذه المواقع بؤرا لنشر فايروسات ، فقد تحولت كثيرٌ من هذه المواقع إلى بؤر وحاضنات لأمراض عديدة، وإذا أردنا أن نحلل بعض أمراض هذا النوع من الصحافة الإلكترونية العشوائية فإننا نجد ما يلي:
- ظهور الصحافة المُقَنَّعَة ،فتعمد مواقع إلكترونية كثيرة إلى حيلة خطيرة، وهي إخفاء هويتها، فتلبس القناع، وتشرع في نشر الأمراض، وهذا الإخفاء للهوية، باستخدام أسماء وألقاب مستعارة يدفع القارئين لاستخدام الصحيفة استخداما سيئا، فتنتشر البذاءات وأنماط السباب والشتائم والتهم، ويتحول الموقع الإلكتروني الصحفي إلى سلة من سلات القمامة في شبكة الإنترنت، يلجأ إليه المرضى والمصابون بالعقد النفسية، ويصبح الموقع مباءة لنشر فايروسات الجهالات والأباطيل والتطرف والعنف، ودفيئة لتفريخ العنصريات والعصبيات العرقية والدينية والحزبية.
- بروز صحافة السرقات ، فقد تحولت مواقع إلكترونية كثيرة لاستخدام أرخص أساليب الانتشار السريع، المتمثلة في سرقة الحقوق والملكيات الفكرية، وذلك بفك شيفرات البرامج الرقمية المختلفة، وانتحال الموضوعات وسرقة المقالات والأبحاث والدراسات والسطو على الأفلام والكتب وغيرها من الأعمال الفنية،بالإضافة إلى نشر الشائعات، نظير أن يصبح المتصفح البريء عضوا في الموقع، أو فردا من مستهلكي الإعلان .
- هيمنة اللغة الدارجة فقد اعتمدتْ تلك المواقع لغة البذاءات المحكية بدلا من اللغة الفصحى كأداة رخيصة للحوارات، فانتشر مرض اللغة المحكية الدارجة، وهذا بالطبع يترك آثارا سيئة على اللغة وأبنائها، ويحول اللغة الفصحى إلى لغة من الدرجة الثانية!
فقد أصبح الحوار باللغة الفصحى في معظم هذه المواقع مكروها ومُنفِّرا، وهذا بالطبع يساهم في نشر الجهالات والأمية الثقافية.
- سيطرة الجاهلين على هذه المواقع، وتكوين لوبيات مرضية ، ونشر الأمراض الاجتماعية عبر كثير من هذه الشبكات، وتتضاعف خطورة الأمراض المنتشرة في هذه الشبكات لعدم وجود جهات قادرة على علاج تلك الأمراض، مما يساهم في تكاثر الأمراض الاجتماعية وتعزيز انتشارها.
- استخدام أسلوب الغواية والإدمان وهو من الأمراض الشائعة في كثير من مواقع هذا النوع من الصحف، وهو استخدام العواطف لا العقول ، فتقوم مواقع كثيرة بالتغرير بالمرضى المنتشرين عبر الشبكة ، فتوقع بهم باستخدام الصور الجنسية، وأساليب الحوار التغريرية في المحادثات التي تكون في الغالب محادثات مفبركة ، حيث يتقمص كثير من أصحاب المواقع أدوار النساء وأسماءهن للبحث عن مريدين وأتباع من طائفة المرضى زوَّار الشبكة العنكبوتية.
ومما يجدر ذكره أن قدرة الأفراد على التخفِّي في شبكة الإنترنت، باستخدام عناوين إلكترونية عديدة ، وأسماء عديدة يتيح لهذه المواقع نشر أفكارها وأمراضها في قطاع واسع من متصفحي الشبكة.
وإذا أضفنا إلى ما سبق الشُحَّ في المواقع التثقيفية والتنويرية في الشبكة ، قياسا بعدد المواقع التغريرية، فإننا نكون قد أوضحنا الأخطار المحدقة بمتصفحي الشبكة ، وبخاصة من الشباب الجُدد، ممن يظنون بأن المعلومات التي تقدمها هذه الشبكات ، هي معلومات موثقة.
إن غياب الثقافة الإلكترونية في مدارسنا، وعدم جعل هذا الموضوع موضوعا دراسيا ، داخلا ضمن المقررات وخاضعا للحوار والنقاش، يدفعني إلى التحذير من خطورة تفشي ظاهرة المواقع الإلكترونية العشوائية المُغررِّة الخطيرة.
وبهذا نكون قد أشرنا إشارات سريعة إلى مواطن الخلل في أهم أجزاء الشبكة العنكبوتية، وهي المواقع الصحفية الإلكترونية الارتجالية العشوائية التغريرية، التي أصبحت في منزلة انتشار المُدمنات بأنواعها وأقسامها.
كما أن قلة المواقع التنويرية الثقافية في الشبكة، تجعل شبابنا أكثر عرضة للإصابة بأمراض الشبكة العنكبوتية.
ويجب أن نشير إلى أن هناك مواقع ثقافيةً كثيرةً تستحق الاحترام والتقدير، ولكنها لا تحظى بالشعبية المطلوبة، لأنها في الغالب تُعاني من أزمات مالية، بسبب انصراف الكثيرين عنها، ولجوئهم للمواقع الأكثر تغريرا، كما أن الجهود المُسيِّرة لكثير من المواقع الثقافية، هي جهود فردية في الغالب، ولا تحظى بالدعاية والإعلان، ولا تتوفر في كثير منها الشروط المطلوبة لنجاحها، ومن أهم هذه الشروط:
- أن تتخصص المواقع الثقافية في جهد ثقافي واحد، كأن يتخصص موقع في نشر الثقافة التاريخية ، أو نشر المعارف الفلسفية ، أو في مجال نشر ثقافة الفنون الإبداعية كالشعر والرواية والآداب، وألا يخلط الموقع الثقافي كل الثقافات، حتى يتمكن من التركيز، لزيادة الجرعة الثقافية .
- أن تكون أهداف تلك المواقع محددة وواضحة سواء في الجمهور المستهدف، كأن يكون الجمهور من الشباب ، أو من متوسطي الثقافة ، أو من المبدعين، لأن أكثر المواقع لا تحدد أهدافها بدقة ويكون توجهها في الغالب لكل القطاعات السابقة دفعة واحدة ، فتفقد أهدافها ورسالتها، وتصبح مجرد عنوان على الثقافة لا غير.
- أن يكون للمواقع الثقافية هيئة استشارية كفؤة قادرة على إدارة الموقع الثقافي، وتغيير مساره، وتحديد نقاط القوة والضعف في الموقع.
- أن يُشارك الموقع الثقافي مواقع ثقافية أخرى وأن يعقد معها عددا من الاتفاقات للترويج لأكبر عدد من المواقع الثقافية، لغرض نشر الثقافة والتوعية ، بحيث تكون الروابط مبنية على مبدأ التكاملية، وليس على مبدأ التنافس وإلغاء الآخر.
- أن تأخذ بعض المواقع على عاتقها مهمة الترجمة الثقافية من اللغات الأخرى، إلى اللغة العربية لإثراء المشهد الثقافي وتعزيز الوعي، ونشر الثقافة العالمية ، بخاصة في أوساط الشباب.20/9/2010



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فئران في شوارع غزة
- مجانين بني إسرائيل
- بزنس الطب والدواء
- رسالة فلسطينية إلى عوفاديا يوسيف
- ثلاثة أخبار متفرقة
- تطهير وطني عرقي
- السياسة في إسرائيل
- جامعاتنا العربية وهارفارد
- هل قاتل السود في أمريكا فلسطيني؟
- قصتي مع الطاهر وطّار
- نحن كشاجميون
- أخبار صحفية ليست بريئة
- لذوي الشوارب فقط
- أشجار الدر
- الإعلام ولغة الهعخع !
- الشامي والمسيري هل نضيع تراثهما؟
- إسرائيل هي بطل كأس العالم في كرة القدم
- قصة قط الشيخ عبّاس
- نوادر عن الأحزاب والتطرف
- كتاب نصف السماء وقتل النساء


المزيد.....




- هل ستفتح مصر أبوابها للفلسطينيين إذا اجتاحت إسرائيل رفح؟ سام ...
- زيلينسكي يشكو.. الغرب يدافع عن إسرائيل ولا يدعم أوكرانيا
- رئيسة وزراء بريطانيا السابقة: العالم كان أكثر أمانا في عهد ت ...
- شاهد: إسرائيل تعرض مخلفات الصواريخ الإيرانية التي تم إسقاطها ...
- ما هو مخدر الكوش الذي دفع رئيس سيراليون لإعلان حالة الطوارئ ...
- ناسا تكشف ماهية -الجسم الفضائي- الذي سقط في فلوريدا
- مصر تعلق على إمكانية تأثرها بالتغيرات الجوية التي عمت الخليج ...
- خلاف أوروبي حول تصنيف الحرس الثوري الإيراني -منظمة إرهابية- ...
- 8 قتلى بقصف إسرائيلي استهدف سيارة شرطة وسط غزة
- الجيش الإسرائيلي يعرض صاروخا إيرانيا تم اعتراضه خلال الهجوم ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - توفيق أبو شومر - أسباب تألق وانطفاء المواقع الصحفية الإلكترونية بسرعة