أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - لذوي الشوارب فقط














المزيد.....

لذوي الشوارب فقط


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 3080 - 2010 / 7 / 31 - 09:56
المحور: كتابات ساخرة
    


مِن أشهر أنواع الشوارب :
النوع الأول :
شارب ذيل الضب،وهو الشارب النحيل المعكوف كذيل الضب من طرفيه، وهذا النوع يُكلِّف صاحبه من الوقت والعناية والتهذيب فتراتٍ طويلة، قد تُؤخره عن العمل، وعن المواعيد التي يضربها لأصدقائه، وصاحبه يخشاه، ويُعجب به في الوقت نفسه، لأنه يعرف بأن كل غلطة في تهذيبه يكون ثمنها فادحا، قد تزيله بأكمله .
ولعل أبرز الصفات العقلية والعاطفية لأصحاب شوارب ذيل الضب أنهم في الغالب الأعم طيبون متسامحون،وإن أظهرهُم شاربُهم الضبي بغير ذلك، لأن الشارب المعكوف إلى أعلى يشير إلى أن صاحبه ذو مستوى رفيعٌ ، وأن سلالته تعود إلى نسل شريف المحتد .
كما أن كثيرين من أصحاب شوارب ذيل الضب قد يلجؤون إلى استخدام شواربهم تعويضا عن نقص، في الجزء العلوي من الشارب!
أما النوع الثاني:
فهو شارب المنجل، أو بالدارجة الفلسطينية ( الشنشرة) وهو في الغالب الأعم قد نَبَتَ بمحض الصدفة، وتركه صاحبه يتدلي إلى أسفل الشفتين بعد أن عجز عن مطاردته، و تأكد عدم جدوى ملاحقته عندما التحم باللحية، وشوارب هذا النوع تشبه إلى حد كبير شوارب الجيش المغولي الذي أثار الرعب في بغداد سنوات طويلة، وهو بالنسبة لصاحبه يمثل إبرازا للفم ، فهو يشبه قوسين، تقع بينهما الشفتان!
وصاحب شارب المنجل غالبا ما يكون من فئة الساخطين المتبرمين، الذين يظنون بأننا مقبلون على زمن حالك السواد، يأكل فيه القويُ الضعيف، وأن نهاية الكون آتيةٌ لا ريبَ فيها، وسوف تكون النهاية أسرع بكثير من الزمن الذي نبت فيه شاربه!
وهذا النوع لا يمضي وقتا طويلا في تهذيب الشوارب كما أصحاب النوع الأول، غير أنهم لا يقبلون بقناعات الآخرين، كما أنهم أكفأ بكثير من أصحاب الفئة الأولى في حفظ الأسرار، وعقد الصفقات!
أما النوع الثالث:
فهو شارب بيت الشِّعْر ، أوخطا الدفاع عن الشفتين ، وهو شاربان منفصلان عن بعضهما كبيت الشعر العربي الموزون المقفّى، فالشطر الأيمن يشبه الشطر الثاني في وزنه وفي حرفه الأخير، والشطران خطان مستقيمان لا يلتقيان ،بينهما وادٍ مجدبٌ يشير إلى مجرى واد منذ عهد الطفولة، أصابه القحط ، ولم تعهد تربتُهُ صالحة للكلأ.
وقد يُستعان بطول الجزأين لإخفاء أسنانٍ بارزة، أو تركتْ مواقعها بسبب الهرم والمرض، كما أن ابتسامة صاحب هذا النوع تكون أكثر سطوعا، وضحكته أكثر تأثيرا من القسمين السابقين
وهذا النمط من الشوارب غالبا ما يكون لمن يرون الحياة على حقيقتها بلا فلسفة وبلا تعقيدات، لذلك فهم يضحكون لأتفه النِّكات، ويغضبون لأبسط المنغصات !
شكا إليّ صاحب شارب ذيل الضب قائلا:
ماذا أفعل لابني الذي اعتاد أن يعيش عالة عليّ ، وقد جاوز العشرين ،لم يسع كغيره لإيجاد عمل، فهو لا يرغب في الأعمال الصغيرة، بل يبحث عن وظيفة، ولم يكتفِ بأخذ مصروفه الشخصي مني، فهو مدمنٌ على التدخين ،وقد ترك الجامعة ولم يعد إليها ، إنني أمنحه مصروفه، وهو يأكل ويشرب وينام ولا ينقصه شيء!
قلت :
نعم ينقصه شيء مهم !!
ينقصه أبٌ يناقشه، يرشده، ويأخذ بيده !
قال :
ماذا أفعل ، فهو يتعمد ألا يدخل البيت وأنا موجودٌ فيه !
قلت: معظم الأبناء ينفرون من الآباء الذين يواصلون لومهم وتحقيرهم بادعاء النصيحة.
إن الأبناء يحبون الآباء الذين يشركونهم في مشاكلهم، ويصادقونهم،وهم يحبون الآباء،الذين يشجعونهم، ولا يُحبطونهم ،ويأخذون بيدهم في مناحي الحياة، ويجنبونهم مشقة إعادة التجارب الخاطئة مراتٍ ومراتٍ ، فمستقبل الأبناء يشكله الآباء في لحظات صفاء!
إن الأوقات التي يقضيها كثيرٌ من الآباء في تربية وتهذيب شواربهم أمام المرايا، أطول بكثير من الأوقات التي يقضونها في تربية وتثقيف أبنائهم !!
ملاحظة "أحضر إليَّ صديقٌ قصاصةَ مجلةٍ كنتُ قد كتبتُ فيها هذه المقالة منذ ثمانية عشر عاما"



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أشجار الدر
- الإعلام ولغة الهعخع !
- الشامي والمسيري هل نضيع تراثهما؟
- إسرائيل هي بطل كأس العالم في كرة القدم
- قصة قط الشيخ عبّاس
- نوادر عن الأحزاب والتطرف
- كتاب نصف السماء وقتل النساء
- التاريخ الفلسطيني بالمقلوب
- شكرا يا إسرائيل
- دعوة اليهود للهجرة من فلسطين
- ألفية القدم، لا القلم
- الإعلام يغتال أطفال فلسطين
- شخصيات إسرائيلية تصف إسرائيل
- إسرائيل تغرق في البحر 1/6/2010
- لقاء حصري مع برنارد لويس 30/5/2010
- صحافة التطريز
- معلمو حل الاختبارات
- إسرائيل تشبه كوريا الشمالية
- لفتة دعم لشومسكي
- من يوميات منكوب


المزيد.....




- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - لذوي الشوارب فقط