أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رويدة سالم - أباء مقدسون أم بحث عن أصالة (المبحث4 )















المزيد.....

أباء مقدسون أم بحث عن أصالة (المبحث4 )


رويدة سالم

الحوار المتمدن-العدد: 3225 - 2010 / 12 / 24 - 17:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اكتشف كارل يونغ مؤسس السيكولوجيا التحليلية طبقة من اللاوعي شبهها بقبو ضخم تُختزن فيه الأخيلة الجنسية المكبوتة وهي طبقة اللاوعي الجمعي. هذا اللاشعور الجمعي هو نتاج خبرة بشرية راكمتها الحياة الإنسانية خلال آلاف السنين وتظهر في المعتقدات والأساطير والفنون والتقاليد والعادات. بهذا يصبح الإنسان كائنا يرث تاريخ جنسه جسديا وعقليا معا ويتحول بالتالي اللاوعي الجمعي إرثا إنسانيا شاملا متشابها ودائم الحضور عند كل الناس.
هذه الوحدة للعقل البشري هي ما يفسر وحدة النسق الفكري الذي قامت عليه الثقافة الروحية البشرية وفي هذا السياق نفسر الفكر الديني الإبراهيمي ك"تطور" منطقي لما سبقه من تجارب روحية. أخذ عنها وكيفها حسب المصلحة السياسية للمجموعة. ومن هذا المنطلق تسقط القداسة ويتحول النص الديني إلى كتاب تأريخي لرؤى إيديولوجية وسياسية لجماعة بشرية لم تدخل، حسب نصها المقدس وحسب اللقى الأثرية النادرة جدا، مسرح الأحداث التاريخية الثرية بأدبياتها وحضاراتها وتراثها الفكري والقانوني، إلا بعد الألف الثانية قبل الميلاد.
أين كان الرب الإبراهيمي مختفيا طيلة ألاف السنين والتي سعى خلالها البشر لتفسير ما يحيط بهم من ظواهر طبيعية ونجحوا إلى حد بعيد في خلق آلهتهم وتكييفها حسب متطلباتهم وجعلوها لينة في تعاملها مع آلهة غيرهم من الشعوب التي احتكوا بها؟؟؟
يقول الدكتور سلطان المحيسن "إن الأبحاث الجارية أكدت وجود حضارة نطوفية جسدت وحدة حضارية هي الأقوى من نوعها بين مختلف أرجاء المشرق العربي القديم وامتدت بلون واحد وبسحنات محلية من النيل إلى الفرات ومنذ الألف العاشر قبل الميلاد" ويضيف " منذ منتصف الألف السابع تجسدت وتجذرت دلائل الوحدة الحضارية في مختلف مناطق بلاد الشام. ويعبر موقع العمق في سورية (الاسكندرون) عن هذه المرحلة كما موقع جبيل شمال بيروت وكذلك موقع بيسامون في حوض نهر الاردن والذي يحمل صفات مشرقية. أما في الرافدين فلم تكن المواقع الرافيدية بمعزل عن التيارات الحضارية الهامة التي سادت بلاد الشام حيث يعبر موقع أم الدباغية بكشوفاته عن تشابه مع كشوفات الثقافة اليرموكية ما يشي بوجود علاقات قوية بين الرافدين وبلاد الشام"
هل احتاج الرب الإبراهيمي وسط هذا الزخم الحضاري في منطقة الهلال الخصيب كل هذه الآلاف من السنين ليتجلى في النهاية لعشيرة واحدة ويكشف لها سر الوجود مصدقا لما خلقه العقل البشري من أدبيات روحية وأشكال عبادية ويميزها عن الخلق جميعا ويجعل من صلبها الأنبياء والأصفياء ويختصهم برسالاته المنزلة وحيا ربانيا عبر ملاكه (غَابْرِيأَلْ أو غَابْرِي آلْ )/ جبرائيل ذو الست مائةِ جناحٍ بل ويمدهم بعون من عنده في حروبهم ضد كل من خالفهم فيوقف الشمس في حروب الرب التي قام بها يشوع بن نون أو بملائكة لا يعادل قوتها شيء في واقعة أحد والتي قتل فيها سبعون "كافرا" قرشيا رفضوا اعتداء السرايا المحمدية على قوافلهم التجارية والإيمان بالدين الجديد؟؟؟
يقول سميث في ذات السياق" إن التوراة لم يعد هذا الكتاب الذي يختلف عن بقية الكتب.. وليس الكتاب الذي أملاه الإله أو كتبه بنفسه"
هذا القول ينطبق على باقي الكتب التي ترد من ذات النبع التوراتي مرددة ذات الأساطير والتراث الروحي ومصدقة لما جاء في الإسفار اليهودية والتي تدعي المصدر الإلهي. الكتب التي تقدس ذات الآباء متتبعة خط سيرهم بما يخدم مشاريعها السياسية. هذه الكتب التي خطها الإله الإبراهيمي بنفسه واحتفظ بها منذ مليارات السنين في اللوح المحفوظ بانتظار شعب أكرم وأنبياء مصطفين يحملون ذات الدم القبلي المقدس والتي بدل أ بشؤون بشرية عامة تمس الإنسان كانسان تختص في أغلب سورها وآياتها بعشيرة مصطفاة واحدة في حروبها وحلها وترحالها وصراعاتها مع أعدائها وبأنبياء في أخص خصوصيات حياتهم العاطفية والجنسية.
هذه الكتب لو نظرنا إليها ككتب تأريخ لفكر ورؤية سياسية لفترات معينة من مجد مدن وقبائل ودول سنجدها ثرية ومليئة بجزئيات عن واقع فكري وسياسي لزمن لا يتجاوز حدود معاصريه ومن أسسوه لخدمة مصالح آنية لأقوام مكنتهم القوة العسكرية أو الإيديولوجية من السيادة لكن القول أنها وحي من إله خاص بشعب مختار ومميز عن باقي البشر هو إجحاف بحق النص والإله الذي ينسب له التأليف وبحق البشرية بصفة عامة.
أولا، لأن النص لا يحتمل بأي حال أن يكون عاما للبشر جميعا والأخبار القبلية والمغرقة في الخصوصية التي تحويها التوراة والقرآن بليغة الدلالة
فكتب موسى أو الأسفار الخمسة والأسفار التاريخية وأسفار الأنبياء كلها عرض لتاريخ بني إسرائيل الذي يبحث عن الشرعية التاريخية حيث يُذكر في أغلب الأسفار صلتهم الوثيقة بأصل البشر وتميزهم منذ البدء كحفدة "سام" الذي باركه أبوه والرب وتيههم وتأسيسهم لحكم وإرسائهم لقوانين وتاريخ أنبيائهم.
القرآن أيضا مغرق في الخصوصية فما الفائدة من التعرض إلى أصل محمد الإبراهيمي وذكر سير الآباء التوراتيين وتمجيدهم و التوسع في ذكر حياة النبي الخاصة أو لعن أبي لهب أو الشانئ الأبتر؟؟
العبرانيون كما تُؤكد ذلك البحوث الأثرية التي قام بها علماء أثار يهود غايتهم إثبات صدق توراتهم، كانوا مجهولي الأصل والانتماء. فهم خليط من القبائل الرحل التي يقول البعض أنها قدمت للمنطقة من أسيا محملة بتراثها الروحي ومن الرعاة المشردين في الصحراء ومن الخارجين عن القانون والمنبوذين والعصابات (وهذا ما يؤكده هذا النص الوارد في التوراة "بنيامين ذئب يفترس، في الصباح يأكل غنيمة وعند المساء يقسم نهبا).
هذه الشراذم المتفرقة التي لا أصل تاريخي لها ولا انتماء جغرافي محدد والتي عانت العبودية الفرعونية والأسر البابلي سعت إلى الانغلاق على ذاتها والذوبان في جماعتها.
صعد الكهان في نصهم المقدس كل قهرهم واستغلوا كل عدوانيتهم إزاء الحضارات القوية المحيطة بهم و التي أذلتهم و حاولت طمس هويتهم في إذكاء روح الانتقام و التكتل حول مفاهيم سلفية تجمعهم ثم كعشيرة متشرذمة بلا موروث حضاري مميز خلقوا أصلا مزعوما ربطوه بأصل البشر. في سعيهم للبحث عن الشرعية و التميز الذي يدعونه. خلق الكهان المؤلفون الفعليون للنص التوراتي شخصيات أسطورية وخلقوا بينها علاقات أبوة. افترضوا في جهلهم المعرفي المطبق بالتاريخ الحقيقي لسلالات الكائنات الحية ومن بينها العوائل البشرية على حد تعبير السيد خزعل الماجدي التي عمرت الكوكب أن للبشرية أب واحد هو ونسله الأجداد الفعليون والمباشرون للعبرانيين في علاقة قرابة دموية ادعوا أنها أكيدة في حين انه من المستحيل إيجاد دليل تاريخي يثبت هذا النسب المزعوم. فبدون دارسة أل"ADN" لا يمكن إثبات نسب بهذا الشكل الذي يؤكده النص الديني ثم المسكوت عنه في سير الآباء كبير جدا والفترات التي يهمل النص الديني ذكرها تمتد لمئات من السنين كذرية إسماعيل الجد المباشر لمحمد ابن عبد الله "قثم" القرشي. علم الآثار الذي قدم لنا جزئيات بسيطة عن حضارات ضاربة في القدم وشخصيات أثرت في سير الأحداث التاريخية بل والذي كشف عن مستحثات كلوسي وأردي وسلام والذي كشف عن احترام النيونتردال لأفراد جماعتهم عبر مراسم الدفن التي قاموا بها كوضع الأزهار مع جثة طفل صغير أو جثة المعاق الذي كان يحتاج عناية المجموعة ليبلغ ذلك السن الذي توفي فيه /دين الانسان –فراس السواح/ لم يكشف عن أثار تثبت دخول ما يسمى بالإسرائليين إلى أرض كنعان بقيادة يشوع بن نون ولا إمكانية أي وجود لما يسمى بدولة "كل إسرائيل" المنسوبة إلى داوود و سليمان رغم سعي جمعيات أثرية يهودية لأثبات صدق التوراة والحق الشرعي في "أرض الميعاد"
أدعاء أنهم ذرية آدم أب البشرية، المباشرون الذين جاؤوا من نسل ابنه نوح ومن أفضل أبنائه وأكثرهم مباركة من طرف الرب "سام" الذي كان من ذريته إبراهيم وإسحاق وإسماعيل "الذبيحين بحسب اختلاف الرواية الدينية لكل جماعة" ويعقوب وموسى والأسباط هو حاجة نفسية للجماعة تخدم مشروع سياسي أيديولوجي سطره الأحبار وتبناه فيما بعد الحواريون ومؤلفو القرآن.
في سيرة نوح الكارز نجد "قال الرب أمحو عن وجه الأرض الإنسان الذي خلقته. الإنسان مع بهائم ودبابات وطيور السماء. لاني حزنت أني عملتهم. وأما نوح فوجد نعمة في عيني الرب... ولد نوح ثلاثة بنين ساما وحاما ويافث" لكن هذه الولادة ليست اعتباطية فهي تخدم مشروع واضح المعالم يتضح بشكل جلي في سفر التكوين 9: 20-29 "وابتدأ نوح يكون فلاحا وغرس كرما. وشرب من الخمر فسكر وتعرّى داخل خبائه. فأبصر حام أبو كنعان عورة أبيه واخبر أخويه خارجا. فأخذ سام ويافث الرداء ووضعاه على أكتافهما ومشيا إلى الوراء وسترا عورة آبيهما ووجهاهما إلى الوراء. فلم يبصرا عورة أبيهما. فلما استيقظ نوح من خمره علم ما فعل به ابنه الصغير. فقال ملعون كنعان. عبد العبيد يكون لإخوته. وقال مبارك الرب اله سام. وليكن كنعان عبدا لهم. ليفتح الله ليافث فيسكن في مساكن سام. وليكن كنعان عبدا لهم"
لا يخجل مؤلف النص الديني من ذكر خطأ الاب الذي يسكر حتى فقدان الوعي ويحاسب الابن الذي رأى عورة ابيه ويلعنه ليصير بحكم رباني عبدا لإخوته يجوز انتهاك كرامته وسلب أرضه في سبيل بناء الدولة الحلم. المشروع السياسي الإسلامي يتبنى ذات الفكرة ليظهر بهذا النسب تميزه وحقه في الريادة بمباركة ربانية تمكنه من الحقائق المطلقة والشرعية في فرض دينه واستعباد باقي البشر
"روى الإمام أحمد أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ( سام أبو العرب وحام أبو الحبش ويافث أبو الروم )"
ويضيف المسلمون في تحديد هذا النسب المقدس "سام : أبو العرب وفارس والروم واليهود والنصارى
حام : أبو السودان من المشرق الى المغرب , السند والهند والنوب والزنج والحبشة والقبط والبربر
يافث : أبو الصقالبة والخزر ويأجوج ومأجوج والصين "
من ذرية سام جاء إبرام او إبراهيم وهو الجد المباشر للعبرانيين اليهود ثم المسيحيين ومن بعدهم المسلمين حسب النص الديني. يتمسكون بالانتساب إليه فهو الأصل القومي وهو المؤسس الأول للدين واليه تنسب ديانة التوحيد بتجلياتها الثلاث. لكن بالعودة للأدبيات الميثولوجية والبحوث التاريخية نجد ان هذه الشخصية كانت لها أوجه عدة.
يقول كمال الصليبي "التقليد الكهنوتي الذي قام بجمع سفر التكوين قد دمج أسطورة أبرام العبراني الذي يمثل بشخصه قبيلة ابرام العبرانية المذكورة مع أسطورة ابرام الآرامي وأساطير أخرى عن بطل اسمه أبرام" كما يوضح الصليبي في كتابه "أسرار التوراة" أن أبرام في سفر التكوين يحمل اسمين : أبرام وأبراهام وهو مزدوج الهوية فهو ابرام الارامي اخو ناحور من نسل أرامي حسب الاصحاحين 11 و12 لسفر التكوين
وهو أبرام العبراني الغني والذي له مواش وذهب وفضة والذي ارتحل من اور الكلدانيين الى بلاد كنعان وتوقف في حران.
لكن هذه الشخصية لها أوجه أخرى تتمثل في أبرام اليمن ابن تارح الذي هو في الاصل أبرام العابري وهو ليس شخصا تاريخيا بل اسم قبيلة قديمة من اليمن اسمها برم.
وهو ايضا، لو أخذنا بعين الاعتبار محاورته للرب وعقده معه الميثاق، في بعض النقوش اليمنية، برم اليمني الاله العقيم زوج ساراي التي لم تلد له والذي وعده الرب يهوه بان تكون كل الشعوب من نسله لو تنازل عن الوهيته وقبل الختان. / ابراهيم في الثقافة العربية – الدكتور التهامي العبدولي/
بجرأة أكثر، يمكننا أيضا إضافة وجه يتمثل في البر همن الهندوسي. نجده في" كتاب الأوبانيشاد الذى ترجمه للعربية الكاتب التونسى عبدالسلام زيان"
تبدأ «الاوبانيشاد» مع (فاجاسرافا) وابنه (ناخيكيتا) الذي يتعرض لابتلاء تلخصه قصة شديدة الشبه بقصة إبراهيم وابنه إسماعيل حيث لا نجد الشبه فقط في الخطوط العامة للقصة بل حتى في بعض الجمل.
"يا أبتِ أهبك نفسي فافعل بها ما تشاء
ستجدني من الطيعين الممتثلين"
"أتوسل إليك ألا يصاب أبي بهلع من أجلي
وأن يزول غضبه عني وأن يعرفني ويستقبلني يوم تردني إليه.
يرد الموت قائلا:
بإرادتي سيتعرف أبوك عليك ويحبك مثلما في السابق
ستصير نفسه مطمئنة
وينام هانئا عندما تبعث حيا"
أي هذه الوجوه هو أبرام الأديان الإبراهيمية أم أن هذه الشخصية هي خليط من كل الوجوه الأسطورية طوعها العقل العبراني وتبناه التابعون في محاولة لاسترداد الأب وتأسيس مشروع سياسي على أسس ضاربة عميقا في التاريخ والأصالة؟؟؟
ذكر أبناء إبراهيم مسكوت عنه في أغلبه فالنص الديني يخبرنا أن إسحاق تزوج رفقة" بنت بتوئيل بن ناحور بن آزر وأنه نبي وله رسالة وأن الله أوحى إليه، وأنزل إليه طائفة من الشرائع و أنه عليم و من الصالحين وأن الله بارك عليه
في حين يختفي ذكر إسماعيل مباشرة بعد إرساء دعائم بيت الله بواد غير ذي زرع.
كما يغيب ذكر العبرانيين المقيمين ببلاد كنعان طيلة فترة العبودية الفرعونية ولا يذكر النص الديني إلا ما له علاقة بالمشروع السياسي الهادف لبناء الدولة بالنسبة للأحبار العبرانيين أو إيجاد شرعية روحية تربطه بالأصول التوراتية لمحمد ابن عبد الله.
بالنسبة لموسى وداوود وسليمان الذين النصوص المقدسة في تمجيدهم وذكر عظمة دورهم التاريخي ومملكتهم، أقتبس من كتاب الدكتور بشار خليف في كتابه العبرانيون في تاريخ المشرق العربي هذه الفقرات:
[" يرد في سفر التثنية / الإصحاح الرابع والثلاثين – السطر العاشر / أنه " لم يقم بعد نبي في إسرائيل مثل موسى ". ولكن الحقائق العلمية تؤكد أن كلمة " نبي " لم تدخل قاموس اللغة اليهودية القديمة إلا في زمن متأخر جداً عن عهد موسى المفترض في التوراة !.
ويقول الباحث كاسيدوفسكي:
" إن مجرد القراءة السطحية للأسفار الخمسة الأولى تبين هشاشة الأساس الذي قامت عليه أسطورة كتابة موسى لهذه الأسفار "]
في حين حول داوود وسليمان نجد:
[" عمد كتّاب التوراة إلى وصف مملكة شاؤل وسليمان وداود على أنها ذات فاعلية سياسية تسيطر على المنطقة بين النيل والفرات، كذلك قصة هيكل سليمان الذي قُّدم وكأنه من عجائب الدنيا السبع.
لا بل وأن سفر الملوك الثاني وسفر الأخبار الأُول يأتي على ذكر أن سليمان بنى " تدمر" في البرية.
يقول الباحث الفرنسي " بيير روسي ":
" إن التاريخ المصنوع للعبرانين خارج النصوص التوراتية هو الصمت الكلي المطبق. فلا الكتابات المنقوشة على الآثار ولا القوانين ولا الدساتير تكشف أثراً قليلاً للعبرانيين. فعلى آلاف النصوص المسمارية أو المصرية أو مكتبة أوغاريت أو نينوى، وحتى في النقوش الآرامية. في ذلك كله لا تذكر كلمة عبري وأشهر ملوك التوراة هما داود وسليمان لم يصبحا قط موضوع وقائع تاريخية.
ليس هناك أبداً ذكر للملحمة والوقائع الحربية المعزّوة لعبور العبرانيين. فالعدم كامل، مثلما هو قطعي وجازم ".]

هؤلاء الآباء المصطفون والمقدسون أين ذهبت أثار كل عظمتهم سواء من حيث حكمتهم أو ملكهم؟؟؟
كيف يُخلد التاريخ قوانين حمورابي التي تُدرس في الجامعات ولا يَذكر قوانين موسى والتي في أغلبها سرقات. أليس التشابه الملفت بين قوانين حمرابي والقوانين التوراتية دليل فاضح أيضا على بشرية النص الذي يدعي انه وحي منزل؟؟؟ على سبيل الذكر لا الحصر
الكسر بالكسر والعين بالعين والسن بالسن (لاويين 24:20
وإن أخذ رجل يضاجع امرأة متزوجة فليموتا كلاهما. (تثنية 22:22)
من ضرب أباه وأمه فليقتل قتلاً (خروج 21: 15).
ومن قتل بهيمة، فليعوّض مثلها، نفساً بدل نفس (لاويين 24:18).
وإن نطح الثور عبداً أو أمة، فليؤد إلى سيده ثلاثين مثقالاً من الفضة والثور يرجم (خروج 21:32).

أمام سعي اليهود الحثيث لإثبات صدق أساطيرهم ومروياتهم أليس غريبا هذا العجز التام عن إيجاد أي لقي أثرية تثبت الوجود الفعلي شخصيات يعظمها النص الديني التوراتي والإسلامي ويؤكد وجودها وتأثيرها على مجريات الأحداث التاريخية للمنطقة مما جعل بعض العلماء كعالم الاثار الاسرائيلي زئيف هيرتزوغ يقول " صحيفة هآرتس 28/10/1999
نقلاً عن السفير اللبنانية 1/11/1999
" إن الحفريات الأثرية المكثفة في أرض (إسرائيل) خلال القرن العشرين، قد أوصلتنا إلى نتائج محبطة،
كل شيء مُختلق،
ونحن لم نعثر على شيء يتفق والرواية التوراتية.
إن قصص الآباء في سفر التكوين / ابراهيم – يعقوب – اسحق / هي مجرد أساطير.
نحن لم نهبط إلى مصر، ولم نخرج منها.
نحن لم نته في صحراء سيناء.
نحن لم ندخل إلى فلسطين بحملة عسكرية.
وأصعب الأمور أن المملكة الموحدة لداود وسليمان التي توصف في التوراة بأنها دولة عظمى، كانت في أفضل الأحوال مملكة قبلية صغيرة.
إنني أدرك باعتباري واحداً من أبناء الشعب اليهودي وتلميذاُ للمدرسة التوراتية، مدى الإحباط الناجم عن الهوة بين آمالنا في إثبات تاريخية التوراة، وبين الحقائق التي تتكشف على أرض الواقع "؟؟
ألا تضرب هذه المبالاغات والمغالطات التاريخية النص الديني في أوجهه الثلاث في الصميم وترمي بادعائه القداسة في مزابل التاريخ وتجعل منه مؤلفات أيديولوجية وأدبية صرفة خدمت مشاريع سياسية مغرقة في الخصوصية والمحلية؟؟؟؟



#رويدة_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العشيرة المُصطفاة و وهم القداسة : المبحث 3
- المبحث 2 : الله: خالق قدسي او مخلوق ميكافيلي
- حضارات الديانات الابراهيمية بين العقيدة و السياسة (جزء1)
- دين الإنسان البدائي و سيوف التوحيد الإبراهيمي
- أحلام رهن الاعتقال/ خيبة الاله
- أحلام رهن الاعتقال : هكذا رأيت الإله
- القطيع العربي : كرة القدم نموذجا
- أحلام رهن الاعتقال/ الحرية شمس يجب ان تشرق
- القطيع العربي و ثور الدالية
- أحلام رهن الأعتقال / الإله يتعثّر بجلبابه
- شفير الهاوية [الجزء 3 و الاخير ]
- شفير الهاوية [الجزء 3 الاخير ]
- شفير الهاوية [الجزء 2]
- شفير الهاوية [الجزء 1 ]
- ضحايا [ الجزء 6 ] 
- المراة بين الدعارة الشرعية و سفاح المحارم [الجزء 3]
- ضحايا [ الجزء 5]
- ضحايا [ الجزء 4 ]
- المراة بين الدعارة الشرعية و سفاح المحارم [الجزء 2 ]
- المراة بين الدعارة الشرعية و سفاح المحارم [الجزء 1 ]


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف بيّاض بليدا والراهب والرا ...
- الاحتلال يقيد وصول المسيحيين لكنيسة القيامة بالقدس في -سبت ا ...
- الجبهة اللبنانية واحتمالات الحرب الشاملة مع الاحتلال.. وقمة ...
- جامعة الدول العربية تشارك فى أعمال القمة الاسلامية بجامبيا
- البطريرك كيريل يهنئ المؤمنين الأرثوذكس بعيد قيامة المسيح
- اجعل أطفالك يمرحون… مع دخول الإجازة اضبط تردد قناة طيور الجن ...
- ما سبب الاختلاف بين الطوائف المسيحية في الاحتفال بعيد الفصح؟ ...
- الرئيس الصيني يؤكد استعداد بلاده لتعزيز التعاون مع الدول الإ ...
- الاحتلال يشدد إجراءات دخول المسيحيين إلى القدس لإحياء شعائر ...
- “أحلى أغاني البيبي الصغير” ضبط الآن تردد قناة طيور الجنة بيب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رويدة سالم - أباء مقدسون أم بحث عن أصالة (المبحث4 )