أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جورج فارس - موجة التزييف... وإعلاء راية الحق....














المزيد.....

موجة التزييف... وإعلاء راية الحق....


جورج فارس

الحوار المتمدن-العدد: 3222 - 2010 / 12 / 21 - 01:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نعرف الحق.... والحق يحررنا.....

إن ادعاء امتلاكنا للحقيقة المطلقة سيثبت محدوديتها وسينفي عنها بالضرورة صفة المطلق، لأن المطلق لا يمكن تحجيمه. ولكن بالمقابل سيكون لدينا إشكالية كبيرة في أنه إن كانت الحقيقة المطلقة غير مُدرَكة فكيف لنا أن نصل لها يوماً؟ وكيف لنا أن نعرف حجم الزيف الذي نعيش فيه؟
إن نسبية الحقيقة تنطلق من كونها رؤية وانطباع شخصيين يتحولان إلى إعتقاد راسخ، ولكن أليس كونها نسبية يعني احتمالية وجود تزييف فيها؟ فلماذا ندعوها حقيقة؟ وهل من الصحيح أن نقول عن كل ما هو نسبي بأنه حقيقة؟ فمع وجود أكثر من حقيقة نسبية متعارضة سيكون لابد من وجود تزييف في إحداها على أقل تقدير، وبالتالي لا يمكننا أن ندعو أياً منها حقيقة نسبية بل معتقد نسبي، فالمعتقد نسبي لكن الحقيقة مطلقة.
أما عندما تتكامل بعض المعتقدات النسبية فنحن إما نكون في طريقنا باتجاه فهم أفضل لبعضٍ من الحق المطلق أو باتجاه آخر بعيداً عن ذلك الحق وكل ذلك يعتمد على درجة مصداقية تلك المعتقدات التي تكاملت. وهنا تكمن المعضلة الأكبر وهي عن المعيار الذي يمكننا من خلاله تقييم تلك المصداقية من عدمها وبالتالي معرفة هل نحن في الاتجاه الصحيح نحو ذلك المطلق أم نسير في اتجاهات أخرى دونه. وحتى مع إيجادنا لهذا المعيار ستبقى المعضلة بلا حل من جديد لأنه سيكون معياراً شخصياً ونسبياً أيضاً لتزداد المعضلة تعقيداً.
ولكن إن اتفقنا بأن الحق يحرر فبذلك يمكننا القول بأن مقدار ونوعية الحرية الداخلية التي يعيشها المرء تكون مؤشراً على مدى مصداقية ذلك النسبي في حياته. فالمرء وعندما يتلامس مع الحق لا يمكن أن يبقى في الزيف ليومٍ آخر لأن الحق سيمتلكه وسيطلقه حراً، وأما أولائك الذين ما زالوا يقبعون في الزيف فربما لأن لهم فيه منافع ومصالح كثيرة.


إن كان الحق يحرر فإن المحبة تبني.....

لطالما ظننت بأن الكراهية هي النقيض للمحبة وإن كان هذا صحيحاً نوعاً ما، ولكن وبقليلٍ من التفكير أدركت غير ذلك، لأنه إن كانت المحبة كأسلوب حياة هي الخروج من ذاتي وإنطلاقي باتجاه الآخر سيكون بالتالي نقيضها هو التمحور والدوران حول الذات أي الأنانية.
فعندما أتحدث عن المحبة كشعور يعتمل في داخلي أكون بالضرورة في الطرف النقيض للكراهية، ولكن عندما أقصد المحبة كأسلوب حياة يجمعني بباقي البشر فأنا أكون على نقيض مع الأنانية، فبالمحبة أبني نفسي وأساهم في بناء الآخر وأسمح له ببنائي أيضاً، أما أنانيتي فهي البداية لتدمير نفسي ومن هم حولي، وربما لذلك نرى في هذه الأيام من يدمرون أنفسهم ومن حولهم وغالباً لأنهم لم يدركوا هذا المستوى من المحبة.


الحق والمحبة، كم نحن بحاجة لهما في أيامنا هذه لمواجهة موجة الزيف والأنانية تلك التي تجلد الآخر وتحط من إنسانيته، تشتمه وتكفّره، تستعبد اتباعها وتسخّرهم لأهدافها، وتستخدمهم كقنبلة موقوتة هدفها التدمير وإعلاء راية الحق. وأتساءل أين الحق في كل هذا؟ وما هو هذا الحق المبني على دماء البشر؟ وإن كان هذا حقاً فالزيف كم يكون؟ وهل المحبة تميت الآخر أم هي من يموت كي يحيا الآخر؟
كم تمنيت لو أن الحق والمحبة يظهران كبشر حتى ندركهما ونحيا معاً.


إلى كل القلوب الطيبة أهدي محبتي.....
وإلى كل من يواجه الزيف بكلمة حق أنحني إجلالاً واحتراماً.....
وإلى أتباع الزيف أقول "أنّ كل مملكة منقسمة على ذاتها ستسقط إن عاجلاً أو آجلاً...."






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجرد أفكار متناثرة....(من هنا وهناك)....
- ما لم يفعله المسيح...
- الإله مالك مصنع تصميم وإنتاج وبرمجة الآلات الإنسانية...!
- رسالة إلى إله اللا إنسانية...
- قدسية الأنبياء...
- النص أم الإنسان.... من يقدّس الآخر؟
- إنسانية الإنسان... ودور الألوهة...
- أبي وأنا وإلهي.... وأيضاً إله القنابل...
- إلهٌ من صُنعِ العبيد...
- وجود الإله... هل يعني عدم حدوث كوارث؟
- كل شيءٍ يبدأ من الداخل...
- الإيمان بالغيبيّات...
- الوجود الأزلي... ما بين المادية والألوهة
- حول وجود قوة ماوراء كونية واعية...
- إلهٌ ما... وحقائق...
- قصة الحياة والموت...
- الصليب... وأفكار...
- يسوع المسيح... ومجرد تساؤلات...
- أيها الإله.... أين أنت من زلزال هايتي؟
- صورة إلهك...!


المزيد.....




- شاهد.. أزمة حكومية تواجه نتنياهو بعد إنسحاب الأحزاب الدينية ...
- عودة -التكية الإسلامية-.. مشروع اجتماعي يثير الجدل في مصر
- “متع طفلك” تردد قناة طيور الجنة الجديد على الأقمار الصناعية ...
- طالب يهودي يقاضي جامعة برلين الحرة لتقصيرها في مواجهة معاداة ...
- ماما جابت بيبي..خطوات تثبيت قناة طيور الجنة بيبي على القمر ن ...
- -نشاط مالي غير مشروع-.. السلطات الأردنية: كشفنا شبكة تمويل س ...
- إبقاء ثلاثة من فقهاء مجلس صيانة الدستور بقرار من قائد الثورة ...
- ساكو يوجّه نداء استغاثة للسوداني: أنقذوا مقابرنا المسيحية ال ...
- اتهامات للمستوطنين الإسرائيليين باستهداف مواقع دينية مقدسة و ...
- قائد الأمن الداخلي في السويداء: دخلنا المدينة بالتنسيق مع ال ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جورج فارس - موجة التزييف... وإعلاء راية الحق....