أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جورج فارس - إنسانية الإنسان... ودور الألوهة...














المزيد.....

إنسانية الإنسان... ودور الألوهة...


جورج فارس

الحوار المتمدن-العدد: 3020 - 2010 / 5 / 31 - 15:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تعددت المسمّيات الدينية وتنوعت وكلها كانت بهدف تقسيم البشر ما بين كافرٍ ومؤمنٍ، ديني ولاديني، متدين وعلماني، عقلاني علمي متحضر وخرافي أسطوري بدائي، إلهي ومادي. ولم تعد هذه الألقاب تُستخدم لمجرد التعبير عن الحالة الفكرية التي يعتقد بها المرء لكنها أصبحت أفضلية للبعض على الآخر، وأحقية للحياة يراها البعض تخصه فقط ومن خلالها يقوم بتضفية الآخر وفرض شريعته ولو قسراً. وعلى أساس هذه المسميات انقسم العالم فيما يمكن تسميته بمعسكرات فكرية تتلاقى حيناً وتختلف حيناً ما نتج عنه صراع فكريّ كبير، فمن عجز عن الخوض في عالم الأفكار هذا اتجه إلى العنف بديلاً لضعف حجته، والكل يتحدث عن خير البشرية وأن ما لديه هو الأفضل للإنسان.

كبشرٍ اختلفنا في الألوهة ما بين وجودها من عدمه، ومن اتفق فيها فقد اختلف في تحديد طبيعتها، ولم نستطع أن نتوحد في انسانيتنا وهي الشيء المشترك فيما بيننا، وهذا ما يحدث الآن:
الإنسان يقتل الإنسان لنصرة إلهٍ ما.
الإنسان يتسلط على الإنسان لتطبيق شرائع إلهٍ ما.
الإنسان يهين الإنسان وفقط من أجل معتقده.
الإنسان يستغل الإنسان من أجل مصالحه وأرباحه.
إنسانٌ يسترزق من جهل الآخرين، وآخر يضحي بحياته في محاولة تنويرهم.
إنسانٌ عيّن نفسه نائباً عن الإله لمراقبة البشر ومحاسبتهم، وآخر وجد في نفسه إنساناً كالآخرين فعاش محاولاً رفع مستوى الحياة انطلاقاً من نفسه.

ويبقى السؤال المهم لماذا حتى الآن لم نلتقِ في انسانيتنا؟
وأعتقد أن الإجابة تكمن في التصور المرسوم عن الإنسانية والمتواجد في داخل كل منا، حيث أن هذا التصور هو في الغالب مستمد من نظرة إله كل منا تجاه هذه الإنسانية.
فالإله الذي يكون هو الهدف والغاية بالنسبة لنفسه سيكون البشر بالنسبة له بلا قيمة وأحقيتهم في الحياة ستنبع من مدى خنوعهم له وتطبيقهم لكل ما جاء به من تشريعات بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى، وبالتالي سيكون أتباع هكذا إله يهتمون بالشرائع والتنظيمات حتى ولو على حساب إنسانية الإنسان.
أما الإله الذي يكون الإنسان هو هدفه وغايته فسيكون كل ما يفعله هو من أجل نقل هذا الإنسان إلى حياة أفضل وسيكون الإنسان بالنسبة له هو أهم من أي اعتبارات أخرى لأن المحبة في النهاية ستفرض نفسها كعمل مطلوب من الإله تجاه هذا الإنسان قبل أن يطالب الإنسان بأن يحبه ويعبده، وبالتالي فإن أتباع هكذا إله ستكون انسانيتهم هي الهدف الذي يسعون إليه باعتبار أن هذا ما يفعله إلههم ويطالب به وبالتالي سيكون تطبيق الشرائع هي حرية شخصية يختارها الفرد بنفسه.
وأما من لا يؤمن بوجود إله فسيكون واحد من إثنين
الأول هو من لا يريد وجود أي نوع من أنواع الألوهة حتى لا يلتزم بأي أخلاق وقيم وبالتالي يعيش بدون رقيب ويفعل ما يريد، أما الآخر فهو ينطلق من الإنسان ليصل بالإنسان إلى الأفضل ولذلك فهو لم ير أي إله يعمل بهذا المبدأ، أو أنه لا يهمه أصلاً وجود إله من عدمه فالمهم هو الإنسان.

ومع اختلاف آلهتنا ستختلف أهدافنا ومحاور اهتمامنا حول أهمية الإنسان وأهمية تشريعات الإله وطالما أننا لم نتمكن من تجاوز هذا الإختلاف الفكري فلن نلتقي يوماً، وهذا ما سيقودنا للبحث عن مدى مسؤولية تشوه التصور الداخلي عن الإنسان والإله في جعل البعض يرى الآخر باعتباره كائن حي من نوع آخر عليه إما الخنوع أو قبول التصفية، وعن مدى أهمية المحبة والإحترام المتبادل فيما بيننا كبشر وقبول أحدنا الآخر بغض النظر عن الإختلافات وليس الخلافات بجميع أنواعها.


وللجميع محبتي واحترامي،،،،






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبي وأنا وإلهي.... وأيضاً إله القنابل...
- إلهٌ من صُنعِ العبيد...
- وجود الإله... هل يعني عدم حدوث كوارث؟
- كل شيءٍ يبدأ من الداخل...
- الإيمان بالغيبيّات...
- الوجود الأزلي... ما بين المادية والألوهة
- حول وجود قوة ماوراء كونية واعية...
- إلهٌ ما... وحقائق...
- قصة الحياة والموت...
- الصليب... وأفكار...
- يسوع المسيح... ومجرد تساؤلات...
- أيها الإله.... أين أنت من زلزال هايتي؟
- صورة إلهك...!
- المعتقدات...(الخروج من الزنزانة)...
- المعتقدات...(النسر الحر)...
- المعتقدات...(القطار البشري)...
- إلى المبجّل أبيقور... حول صلاح وقدرة الكائن الأسمى
- لماذا لا نحيا معاً؟...!
- ما بين المحبة والموت...
- صلاة أم شريط مسجل....!


المزيد.....




- -الأعباء ثقيلة ولكننا لا ننحني إلا الله-.. السيسي يوجه خطابا ...
- ماما جابت بيبي..أحدث تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سات ...
- مستعمر يدعس شابا من كفر الديك غرب سلفيت
- ما بعد 7 أكتوبر.. كيف تراجع نفوذ الإخوان عربيا؟
- اضبطها على جهاز الأن تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد على ال ...
- أضبط حالاً تردد قناة طيور الجنة بيبي على القمر نايل سات وعرب ...
- -إسرائيل- تدرس إعادة الوجود اليهودي الدائم في قبر يوسف بنابل ...
- إيهود باراك: يجب إعطاء الأولوية لإسقاط حكومة نتنياهو
- رصاص في المسجد واختطاف الإمام.. حادث يشعل المنصات اليمنية
- يا غنماتي.. تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد على القمر الصنا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جورج فارس - إنسانية الإنسان... ودور الألوهة...