أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جورج فارس - النص أم الإنسان.... من يقدّس الآخر؟














المزيد.....

النص أم الإنسان.... من يقدّس الآخر؟


جورج فارس

الحوار المتمدن-العدد: 3077 - 2010 / 7 / 28 - 00:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تأتي قدسية أي نص من مدى ما يقدمه من تقديس واحترام للحياة وللإنسانية وللحرية وللعلاقات البشرية.

فلا يوجد أي نص مقدس بذاته ولكن هناك نص قدّس الإنسان واحترمه فما كان من الإنسان بالمقابل إلاّ أن يقدسه ويحترمه. ومن هنا يمكننا الإنطلاق في سبيل وضع كل ما يسمى مقدساً أو سماوياً أو إلهياً تحت المجهر وخصوصاً أن شهادة أي نص عن نفسه باعتباره سماوي هي شهادة غير كافية ولا تقدم الإقناع الكافي للباحث الحقيقي.

إن عدم كون النص بشرياً لا يعني بالضررورة كونه سماوياً، كما أن كونه بشرياً لا يعني أنه لا يمتلك الحس السماوي.

نص فوق إنساني (نص سماوي): إن كلمة سماوي هنا لا أريد الإشارة بها إلى ضرورة وجود إله ما لهذا الكون وهو من وَضع هذا النص ولكنها مصطلح سأستخدمه للتعبير عن تلك التعاليم التي ترتقي بحياة الإنسان وتنقله خطوة أو خطوات نحو الأمام، وبالتالي يمكن لأي نص إنساني أن يكون سماوي لما فيه من تعاليم وتشريعات ترتقي بنا.

نص دون إنساني (نص بدائي): هو ذلك النص الذي تقوم شرائعه بإعادة الإنسانية إلى المراحل البدائية في العلاقات بين البشر والتي تعطي الغرائز والرغبات أولية ولو على حساب حياة الإنسان وقيمته، ولذلك لا تستحق تلك النصوص البدائية أن نطلق عليها أي تسمية بشرية لأنها من إنتاج مخلوقات لم تتمتع بالحس الإنساني الكافي لإضفاء صفة البشرية على هكذا تعاليم. وبالتالي لا يمكن لأي نص بدائي (وهو مصطلح غير كافي لكنه الأكثر تهذيباً من بين الخيارات المتاحة) لا يمكن لهكذا نص أن يكون بشرياً فكم بالحري أن يكون سماوياً.

إن كون النص مقدساً لا يعني أنه صالح لكل زمان ومكان.
فلكل زمان ظروفه التي تحكمه ولكل مكان قوانينه التي يخضع لها والنص المقدس عليه أن يحترم هذه الظروف والقوانين وأن يتطور معها ليجاري مسيرة الحياة وإلاّ فإن قدسيته ستتحوّل إلى نوع من الفلكلور أو التراث، وهنا تكمن مشكلة النصوص التي تسمى مقدسة، فالنص الذي يهتم بالمحافظة على حرفه سيخسر روحه بمرور الزمن وأما النص الذي يهتم بروحه وبمواكبته لتطور الحياة على حساب شكله فسينال احتراماً أكبر حتى وإن لم يراه البعض مقدساً. فالنص بكل مكوناته من لغة ومعاني وتعاليم هو وليد زمان ومكان محددين، لذلك فالبدائي سيزداد بدائيةً بمرور الزمان وأما السماوي فسيزداد تألقاً حتى وإن تجاوزته البشرية يوماً لأنه سيبقى أساساً وعنواناً للمحبة والإحترام والمساواة.

فالنص المقدس برأيي الشخصي هو ذلك النص الذي يساعدك على تجاوز حروفه لتنطلق مستنداً عليه دون أن تكون أسيراً له، فتستفيد منه بما يناسب واقعك دون أن يعود بك ويحمّلك عبء حياةٍ أخرى تجاوزتها البشرية بسنين ضوئية.
النص المقدس هو ما يقدّسك ويقدّس حياة الآخرين حولك فلا تستطيع أنت إلاّ أن تقدسه وعندها سيحترمه الآخرون من أجلك حتى وإن لم يعترفوا بسماويته.

وفي حال سلمنا بوجود إلهٍ في السماء (وهو ما أؤمن به ولكنه ليس مجال نقاشنا هنا) فلابد من القول بأن أي نصٍّ إلهيٍّ لن يكون سماوياً إن لم يحمل الروح الإلهية مكتوبة بأيدي إنسانية تظهر رؤية الإله (وليس تعليماته) لحياة البشر، وغير ذلك سيكون نصاً متطفلاً على الذات الإلهية.







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنسانية الإنسان... ودور الألوهة...
- أبي وأنا وإلهي.... وأيضاً إله القنابل...
- إلهٌ من صُنعِ العبيد...
- وجود الإله... هل يعني عدم حدوث كوارث؟
- كل شيءٍ يبدأ من الداخل...
- الإيمان بالغيبيّات...
- الوجود الأزلي... ما بين المادية والألوهة
- حول وجود قوة ماوراء كونية واعية...
- إلهٌ ما... وحقائق...
- قصة الحياة والموت...
- الصليب... وأفكار...
- يسوع المسيح... ومجرد تساؤلات...
- أيها الإله.... أين أنت من زلزال هايتي؟
- صورة إلهك...!
- المعتقدات...(الخروج من الزنزانة)...
- المعتقدات...(النسر الحر)...
- المعتقدات...(القطار البشري)...
- إلى المبجّل أبيقور... حول صلاح وقدرة الكائن الأسمى
- لماذا لا نحيا معاً؟...!
- ما بين المحبة والموت...


المزيد.....




- “مغـامرات عصومي ووليد” اضبط تردد قناة طيـور الجنة التحديث ال ...
- حل مشكلة التشويش على تردد قناة طيور الجنة مع الترددات الصحيح ...
- تثبيت تردد قناة طيور الجنة الحديث 2025 وخطوات تثبيتها بطريقة ...
- موعد عيد الأضحى 2025.. تفاصيل فلكية دقيقة وتوقعات بالإجازات ...
- الضفة الغربية.. جيش الاحتلال يهدم منزلين فلسطينيين في سلفيت ...
- إريش فْرِيد شاعر يهودي نمساوي أحرق مؤيدو إسرائيل قصائده
- دلفين هورفيلور حاخامة يهودية فرنسية تدعو لكسر الصمت بشأن جرا ...
- زعيم كوريا الشمالية يزور -الأب الروحي-: سيظل خالدا بأذهاننا ...
- وزير الخارجية الإيراني: لا مكان للأسلحة النووية في عقيدتنا ا ...
- ايس كريم ايس كريم .. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 على ال ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جورج فارس - النص أم الإنسان.... من يقدّس الآخر؟