أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حوا بطواش - الرجل الخطأ- الحلقة الثانية عشر والأخيرة














المزيد.....

الرجل الخطأ- الحلقة الثانية عشر والأخيرة


حوا بطواش
كاتبة

(Hawa Batwash)


الحوار المتمدن-العدد: 3221 - 2010 / 12 / 20 - 21:33
المحور: الادب والفن
    



صُدمتُ بفادية تعترف لي بأن فراس اغتصبها خلال فترة ابتعادنا، كي يجبرها على اقناعي بالعودة اليه. فمرّت بفترة عصيبة، واضطرّت للموافقة على طلبه كي تُبقي على ما فعل بها في طي الكتمان. وبعد مدة وجيزة، حصل ما لم تكن تتوقّعه على الإطلاق. اذ اكتشفت بأنها حامل! ولم يكن هناك شك بأن فراس هو الأب. فغرقت في حزن وأسى، ولم تعلم ماذا تفعل؟! هل تخبر زوجها بحقيقة ما حصل؟ أم تخبره بحملها وتتصرّف وكأنه هو الأب؟

وقعَت في حيرة كبيرة، وانتظرَت شهرين كاملين دون ان تُعلم احدا بخبر حملها. ثم استسلمت أخيرا وأخبرت أشرف بحملها!

سألتها: "وكيف كان رد فعله؟"

فقالت: "في البدء، بدا متعجبا... مصدوما. وبقيَ صامتا وشاردا خلال أيام. لم أعرف ماذا أفكّر. لم تبدُ عليه علامات السعادة، وكأنه كان يدرك كل شيء! وبعد ذلك، عرفت سبب عدم سعادته. فقد اعترف لي، امام دهشتي، بأنه يعلم انه ليس الأب! ولا يمكن ان يكون هو الأب! فقد بات غير قادر على الإنجاب بعد حادث تعرّض له قبل سنوات، وهو الأمر الذي كان يخفيه عني طوال الوقت! ولم يكن يقبل بأن يعرض نفسه على الأطباء لعدم حصول الحمل. فقد كان يعلم ان السبب منه وليس مني. وكان يقول لي دائما، ببساطة، بأن ذلك مشيئة الله."

تنهّدت فادية بحزن، وكفّت عن الكلام.

"وماذا حدث بعد ذلك؟" طلبت أن أعرف. "كيف تقبّل الأمر؟"

"اعترفت له بكل شيء. أخبرته عما فعله بي صديقه الحميم، والسبب الذي دفعني لإخفاء
الأمر... وكل شيء!"

"وكيف كان رده؟"

"بقي صامتا وشاردا، كما كان منذ ان أخبرته بحملي."

"ألم يغضب؟"

"لا شك انه كان يحترق من الداخل! لقد كان انسانا هادئا جدا، ولا يبدي انفعالاته ابدا."

بعد ذلك اليوم، تطوّرت الأمور بسرعة كبيرة. فقد وجدت الشرطة بصمات احد المشتبهين بهم، الموقوفين لديها، على صورة فراس التي وُجدت في موقع الجريمة. وتبيّن ان الرجل كان قاتلا محترفا، كلّفه أشرف بقتل فراس! واتّفق معه على أن يترك النادي مبكّرا، كي يكون فراس وحده، فقد كان من عادتهما مغادرة النادي معا. وهكذا، ادّعى أشرف المرض وغادر النادي مبكرا. وصرّح الرجل، بأنه حين كان جالسا في سيارته بانتظار خروج فراس من النادي، رأى رجلا يخرج من احدى السيارات التي كانت في الموقف، يقترب من أشرف ويطلق رصاصة عليه من الخلف! ثم ركب القاتل سيارته وغادر المكان بسرعة. اما هو، فقد ذُهل مما رأى، فغادر المكان بدوره في تلك اللحظة.

وبعد ذلك الإعتراف، بات واضحا ان أشرف أراد قتل فراس. فرغم كونه رجلا هادئا ولطيفا بطبعه، الا انه فقد اتّزانه وثار ثائره حين علم ان صديقه الحميم قد تعرّض لزوجته الحبيبة بأبشع جريمة ممكنة، وفعل بها ما هو كان عاجزا عن فعله، اذ زرع في احشائها طفلا. فلم يستطِع مواجهة ذلك الا بقتله. ولكن الأمر انقلب على رأسه! فقُتل هو دقائق قليلة قبل ان يتم قتل فراس على يد الرجل الذي استأجره لهذا الغرض! ولكن، من الذي قتل أشرف اذن؟ ولماذا؟ ما مصلحته بذلك؟ وهل كان فراس هو المقصود؟

حقّقت الشرطة في كل الإتّجاهات، وفي النهاية، عادت الى نفس النقطة. لم يوجد أي سبب واي احد لديه مصلحة في قتل أشرف! حتى فراس لم يكن يعلم، ولا حتى يشكّ، بأن أشرف علم من فادية بفعلته الشنيعة، ولم يلمس منه أي تغيّر في معاملته له. فقد حرص أشرف على عدم اثارة شكوكه، وبقي يعامله كصديق، كما في السابق، حتى لا يحسّ بشيء. وبذلك، يكون أشرف قد قُتل خطأً، وفراس من كان مستهدفا.

فعادت الشكوت تحوم حولي انا وعامر. وعادت الشرطة للتحقيق معي ومعه مرارا. حتى اعترف عامر أخيرا بأنه الفاعل! وانه قتل فراس لأنه حرمه ممن أحبّها حبا كبيرا... حرمه مني مرتين. وجُنّ جنونه حين علم بحملي وعدم نيّتي تركه، وأيقن أني لن أكون له مدى الحياة. فقرر قتله! وحين طلبت منه مساعدتي في كشف طبيعة العلاقة بين فراس وتلك المرأة، وجدها فرصته للتخلّص منه. فجاء ورأى صورته التي أعطيته اياها، وخطّط لقتله عند خروجه من النادي. فكان بانتظاره في موقف السيارات. وعندما رأى أشرف خارجا من النادي، لم يميّزه من الخلف، وخاصة انه يشبه فراس الى حد كبير في تكوينه الجسدي. فظنّ انه فراس... وقتله، وهرب من المكان ظانا انه قتل فراس! ثم فوجئ حين علم بأنه قتل صديقه، أشرف، وليس فراس!

أُدين عامر بالقتل عمدا وعن سابق اصرار. ولم تثبت ادانتي بالمشاركة معه في الجريمة، فتمّ الإفراج عني. وأدين فراس بالإغتصاب وتمّ الطلاق بيننا، وعدت الى بيت أهلي مع ابنتي ليلى وجنيني الذي في بطني. وبقيت فادية تحمل في أحشائها طفلا بريئا، يكبر يوما بعد يوم، وعادت الى بيت أهلها في قريتها. وبقينا نحافظ على صداقتنا كما كانت. وبعد ان وُلد ابنها وولدت ابنتي الثانية، توطّدت العلاقة بيننا. فرغم كل شيء، كان ابنها وابنتَي اخوة من أب واحد.


النهاية



#حوا_بطواش (هاشتاغ)       Hawa_Batwash#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرجل الخطأ- الحلقة الحادية عشر
- الرجل الخطأ- الحلقة العاشرة
- الرجل الخطأ- الحلقة التاسعة
- الرجل الخطأ- الحلقة الثامنة
- الرجل الخطأ- الحلقة السابعة
- الرجل الخطأ- الحلقة السادسة
- الرجل الخطأ- الحلقة الخامسة
- الرجل الخطأ- الحلقة الرابعة
- الرجل الخطأ- الحلقة الثالثة
- الرجل الخطأ- الحلقة الثانية
- الرجل الخطأ- الحلقة الأولى
- منازلة الصمت- قصة قصيرة
- مذكرات عاملة في سوبر ماركت- الجزء الثاني
- مذكرات عاملة في سوبر ماركت- الجزء الأول
- العودة- قصة قصيرة
- حدّثتني جدتي...
- بيت الأحلام- قصة قصيرة
- الشاردة- قصة قصيرة
- حب خلال الهاتف- قصة قصيرة
- أحلام كبيرة- الحلقة الحادية عشر والأخيرة


المزيد.....




- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حوا بطواش - الرجل الخطأ- الحلقة الثانية عشر والأخيرة