أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حوا بطواش - الرجل الخطأ- الحلقة السادسة














المزيد.....

الرجل الخطأ- الحلقة السادسة


حوا بطواش
كاتبة

(Hawa Batwash)


الحوار المتمدن-العدد: 3182 - 2010 / 11 / 11 - 20:25
المحور: الادب والفن
    



إلتقيتُ بعامر وأخبرته بكل حزن وأسف بشأن قراري بالعودة الى زوجي، وشرحت له انني أفعل ذلك من أجل سعادة ابنتي ليلى. ثم قلت له إن فراس ربما يكون قد تغيّر، وأني سأحاول ان أكون سعيدة معه بأية طريقة. ولكن عامر بدا غير مصدّق أن ذلك قد يحصل.

وهكذا، افترقنا مرة ثانية فراقا مُرا وصعبا أكثر من ذي قبل، وعدت الى بيتي مع زوجي وابنتي، وفي داخلي أمل مرتقب لبداية جديدة. أحسست ببعض الراحة للتغيّر الحاصل في معاملة فراس لي، وقد شجّعني ذلك لبذل جهد للتفاهم معه، وربما استطعت ان أحبه، بطريقة ما، من أجل ابنتنا... ومن أجلي أيضا.


عدت الى مقاعد الدراسة، بعد ان وافق فراس على اكمال دراستي ونيل شهادتي الجامعية، وقد ساعدني ذلك لتخطي أزمتي النفسية. حاولت جاهدة ان لا أفكّر بعامر، الا أني لم أفلح كثيرا في ذلك. كانت الأفكار تنهال علي رغما عني، وخاصة خلال الليل، ولم تكن ملامح وجهه تفارقني كما رأيتها في لقائنا الأخير. أحسست بالعطف نحوه، وعاتبت نفسي كثيرا وكرهتها جدا، حين فكّرت في مدى الجرح الذي سبّبت له مرة أخرى بعد ان أطلقت العنان لنفسي وتعلّقت به، وعلّقته بي مرة اخرى، في حين كنت ما أزال متزوجة من فراس، وكنت ممتنّة بداخلي بعدم علم احد بما حدث بيننا خلال فترة ابتعادي عن زوجي، عدا عن فادية التي كنت واثقة بأنها لن تخبر أحدا بالأمر.

راودني السؤال: لو علم فراس بالأمر هل كان سيعيدني اليه؟ لم أكن متأكدة، ولم أكن أريده ان يعلم بعد ان قررنا ان نطوي صفحة الماضي ونفتح صفحة جديدة من حياتنا.

جاء أشرف وفادية لزيارتنا وكانت سعادتهما من أجلنا واضحة. خرجنا معا لتناول العشاء في احد المطاعم وأمضينا وقتا لطيفا كما في السابق. كنت ممتنة لهما في داخلي على اهتمامهما الكبير ومساعدتهما لنا، وأحسست انهما صديقين حقيقيين لنا في زمن قلّ فيه الأصدقاء الحقيقيون، او انعدم، فلولاهما لما كان يحدث الصلح بيني وبين فراس. وما حدث، في الواقع، وطّد العلاقة بيننا، على الأقل بيني وبين فادية، التي كانت صديقة حقيقية لي وأختا عزيزة، ولم أعرف كيف يمكن ان أكافئها.

"لا تقولي ذلك!" أسكتتني فادية في الحال عندما قلت لها ذلك. "لم نفعل شيئا، وهذا أقل ما يمكن ان نفعل. المهم ان تكونوا سعداء انت وفراس وليلى."

"آمل ذلك. ليلى هي كل حياتي وسأفعل كل شيء من اجلها."

"ولكن فراس قد تغيّر ايضا، أليس كذلك؟"

"نعم، تغيّر حقا، وهذا يريّحني ويحيّرني بذات الوقت."

"لماذا؟"

"لأنني لا أدري ان كان بإمكان الرجل ان يتغير الى هذه الدرجة خلال وقت قصير، الا اذا كانت في نفسه غاية يريد تحقيقها."

"غايته ان يحافظ على عائلته وسعادة عائلته، فلماذا يحيّرك ذلك؟"

"لأنني أخشى ان يعود الى سيرته الأولى بعد حين."

"صدقيني، انه يحبك ويحب ليلى، وهو حريص على سعادتكما انتما الإثنتين."

"أتمنى من كل قلبي ان تكوني على حق."

ابتسمَتْ لي تُطمئنني، ولم نعد الى ذلك الحديث بعد ذلك.

في الأيام القليلة التالية، تبيّن لي وجه آخر لفراس لم أكن أراه من قبل، وأحسست بالرضا تجاهه لأول مرة منذ زواجنا، وكبر الأمل في نفسي كي أعرف شيئا من السعادة معه. وجدته يبادر لنخرج معا للترفيه والإسترخاء، فكنا نخرج ومعنا ليلى لتناول الأكل في احد المطاعم او التسوق في المراكز التجارية او مجرد السير قرب شاطئ البحر. وكان يعاملني بلطف لم أعهد فيه من قبل، ويحاول ارضائي طوال الوقت، حتى بدأت أحس تجاهه بشيء من الإرتياح... وربما بدأت أستلطفه.

وهكذا مضى علينا شهر أشبه بشهر العسل الذي لم أعِشه في حياتي... الى ان تلقيت اتّصالا ذات يوم على هاتفي عندما كنت في الجامعة.

"آلو؟"

"كيف حالك صوفيا؟" عرفت صوت المتصل في الحال. انه كان عامر.

فوجئت به كثيرا. "... عامر؟؟"

"يسعدني انك ما زلت تتذكرين صوتي." قال.

ارتبكت قليلا، ولم أعرف بماذا أرد! وماذا أقول!

سألته بعد سكوت طويل: "هل هناك شيء؟"

"أردت فقط ان أسمع صوتك." قال بنبرة يعتريها الحزن.

ارتبك الكلام في فمي والحيرة لفّت تفكيري. ولكنني عرفت ان عليّ ايقافه عند ذلك الحد. قلت له: "عامر، لا يجوز ان تتصل بي وتقول لي هذا الكلام بعد ان عدت الى زوجي."

"أعرف ذلك. لا تتصوري كم قاومت نفسي ولكن..." لم يكمل كلامه، الا انني أحسست بالكمالة خلال صمته.

"انا آسفة." قلت. "ولكن يجب ان أنهي المكالمة الآن."

"لا! انتظري! لا تقفلي الخط!"

فعلت كما طلب دون قول شيء. قال بعد لحظة: "آه لو كنت تعلمين ما أحسّ به! ألم تشتاقي الي؟"

لم أرد بشيء.

"أنسيت كل شيء بهذه السرعة؟"

بقيت صامتة أقاوم الغصة التي في حلقي. فقال هو: "هكذا؟ بهذه البساطة رميت كل شيء وراءك؟"

قلت متضايقة: "عامر، انا آسفة. ولكننا لا نستطيع ان نكون معا. يجب ان تقبل بذلك. يجب ان تنساني."

"انساك؟؟؟ بعد كل ما كان بيننا؟"

"أرجوك! لا داعي لأن نضيف شيئا. لقد اتّخذت قرارا بالعودة الى فراس، وقد شرحت لك وضعي واعتذرت منك. أعرف اني ظلمتك، ولكن... أرجوك! أرجوك ان تسامحني... وتنساني."

"ليتني كنت أستطيع فعل ذلك! انت لا تعرفين العذاب الذي أعيش فيه... وعشت فيه من قبل. آه لو تعلمين كم أحببتك!"

"أرجوك لا داعي لهذا الكلام الآن. لنكن واقعيين وننهي ما كان بيننا بود."

"كم انت باردة! بهذه السهولة نسيت حبي؟"

"يجب ان ننسى! لماذا لا تريد ان تفهم ذلك؟! اننا لسنا لبعض. هكذا شاءت الظروف، وهذه حال الدنيا. لا يمكننا فعل شيء. لقد عدت الى زوجي وانتهى الأمر."

"صوفيا، انت تضحّين بنفسك وسعادتك من اجل رجل لا يستحقك!"

هبط علي الصمت وقبض على قلبي شعور عميق بالضيق، ربما لأني عرفت انه على حق.

يتبع...



#حوا_بطواش (هاشتاغ)       Hawa_Batwash#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرجل الخطأ- الحلقة الخامسة
- الرجل الخطأ- الحلقة الرابعة
- الرجل الخطأ- الحلقة الثالثة
- الرجل الخطأ- الحلقة الثانية
- الرجل الخطأ- الحلقة الأولى
- منازلة الصمت- قصة قصيرة
- مذكرات عاملة في سوبر ماركت- الجزء الثاني
- مذكرات عاملة في سوبر ماركت- الجزء الأول
- العودة- قصة قصيرة
- حدّثتني جدتي...
- بيت الأحلام- قصة قصيرة
- الشاردة- قصة قصيرة
- حب خلال الهاتف- قصة قصيرة
- أحلام كبيرة- الحلقة الحادية عشر والأخيرة
- أحلام كبيرة- الحلقة العاشرة
- أحلام كبيرة- الحلقة التاسعة
- أحلام كبيرة- الحلقة الثامنة
- أحلام كبيرة- الحلقة السابعة
- أحلام كبيرة- الحلقة السادسة
- أحلام كبيرة- الحلقة الخامسة


المزيد.....




- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حوا بطواش - الرجل الخطأ- الحلقة السادسة