حول تشكيل الحكومة والاتفاق السياسي بين الكتل النيابية الفائزة في الانتخابات

عصام شكري

الحوار المتمدن-العدد: 3212 - 2010 / 12 / 11 - 18:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

مقابلة جريدة نحو الاشتراكية العدد 130 الصادر بتاريخ 9-12-2010
--------------------------------------------
نحو الاشتراكية:

بعد مخاض طويل وولادة عسيرة تم الاتفاق بين الكتل النيابية الفائزة في الانتخابات على تشكيل الحكومة وتسمية الرئاسات الثلاث من خلال مبادرة مسعود البارزاني. كيف استقبلت جماهير العراق عموما" والعمال والكادحين خصوصا" تلك المبادرة والاتفاق على تشكيل الحكومة وتسمية الرئاسات الثلاث؟

عصام شكـري:

برأيي الحكومة لم تأت لا بمخاض ولا بولادة، لا هذه المرة ولا في المرات السابقة. لقد تم جلبهم للسلطة بالقوة العسكرية والحرب المدمرة وسياسة فرض الامر الواقع على الجماهير. لا ارى في تلك مخاضات او ولادات او اي صيرورات طبيعية. لقد شكلوا الحكومة كسابقاتها بالتنصيب والتدخل الايراني والامريكي والسعودي؛ بالارهاب والبلطجة وفرق الموت والاموال الطائلة المتدفقة من هنا وهناك. لا يمكن ولا يصح فهم تشكيل الحكومة الحالية على اعتبار انه حل لازمة او مشكلة ما وبالتالي جاء نتيجة مخاض او "عملية سياسية". ذلك بالطبع طرحهم هم. اكاذيبهم التي يقذفون بها على رؤوس الناس كل يوم وكل ساعة. ان ما جرى ويجري هو اعادة انتاج لعملية التنصيب وللكارثة الدموية. الناس ترى بوضوح انهم لم يكتفوا فقط بجلب نفس القوى الاسلامية والقومية والعشائرية الرجعية بل جاؤا بنفس الوجوه. نفس المالكي ونفس الطالباني ونفس الهاشمي ونفس العلاوي ونفس المشايخ والملالي لكن بمواقع اخرى في نفس اللعبة السقيمة. تغييرات تافهة في توزيع الكراسي بين المحاسيب والازلام؛ هذا الشيعي يجلس مستشارا لذلك السني وهذا القومي العربي متستشارا لذلك القومي الكردي ورئيس القبيلة الفلانية معاون لرئيس القبيلة العلانية وهكذا. ويسمون هذا نجاحا وتشكيل حكومة ؟. انا اسميه مأزق واختناق وفشل ذريع. هناك اتفاقات وصفقات سرية ابرمت بين ايران وامريكا والسعودية وتركيا وسوريا واسرائيل على وضع العراق. وقد انيط باللاعبين الصغار هؤلاء مهمة تنفيذ تلك الاتفاقات وفق معاشات تدفع لهم كمسؤولين يضاف اليها العمولات والخاوات والنهب والسلب والسرقات. صفقة ناجحة لهم على اية حال. لاحظوا ان الامور ان جرت على غير مرام المملكة السعودية تبدأ حملة تفجيرات مروعة للقاعدة والاسلاميين السنة وان جرت الامور على غير ود الجمهورية الاسلامية يتم " تفليت " مجاميع الصدر وميليشيات بدر تنهش في المجتمع، وان جرت الامور خارج رغبة امريكا يتم اقصاء هذا واقتلاع ذاك وتصفية اؤلئك، وهكذا دواليك. تلك امور معروفة في العراق وليست اشياء عجيبة.

نحو الاشتراكية:

هل يمكننا اعتبار الاتفاق على تشكيل الحكومة وتسمية الرئاسات الثلاث بمثابة انفراج للأزمة السياسية في العراق؟

عصام شكــري:

كما بينت فان من الخطأ في التحليل اعتبار انهم جاءوا او شكلوا الحكومة على اساس انهم حل او انفراج لما يسمى الازمة. الواقع بكل تفاصيله يقول انهم هم اصل وجوهر الازمة. هم اس المشكلة. هم الكارثة وهم قوى الكارثة وهم اصحاب مشروع التقسيم الطائفي والديني والعشائري والقومي والمذهبي وتحقير المرأة وتدمير المدنية في العراق. من يعمل التفجيرات في الاسواق ومحطات الباصات ؟ من يغتال المخالفين ؟ من يطلق عصاباته الاسلامية ترعب الجماهير والنساء والاطفال في الشوارع ؟ من يقتل بكواتم الصوت ويقتحم البيوت ويرتدي الاقنعة ؟ من يمارس التعذيب في السجون والمعتقلات في وزارة الداخلية والدفاع ؟ من يغذي الحقد الطائفي والديني بين صفوف الجماهير ؟ من يزج بالاف الجماهير كل شهر لمسيرات دينية يدفع اليها الناس دفعا ويأسا من وضعهم ليجدوا انفسهم بين متفجرات الاعداء الطائفيين من الجانب الاخر ؟. من يقوم بذلك ويعمق الاحقاد ؟ انهم هم الاسلاميين الشيعة والسنة والقوميين العرب والكرد والتركمان والعشائريين والبعثيين وغيرهم. هل مجئ هؤلاء انفراج ؟ ام احتقان وتلبد اجواء ويأس؟.

نحو الاشتراكية:

قاطعت كتلة العراقية الجلسة الأولى للبرلمان على أعقاب فقرة انتخاب رئيس الجمهورية بحجة عدم الالتزام بالاتفاقية الموقعة بين علاوي والمالكي والبارزاني، في حين هناك آخرين يقولون بأنهم قاطعوا الانتخابات لعدم التصويت على تولي جلال الطالباني رئاسة الجمهورية. كيف تقيم ذلك؟ وما هي قرائتك لذلك الحدث؟

عصام شكـــري:

لا ارى في العراقية وغير العراقية سياسيين يمكن الركون الى اتفاقاتهم. لقد غيروا اتفاقاتهم عشرات المرات. ان هدفهم هو المكوث في السلطة وادامة النهب والسلب والسرقات وعقد صفقات "البزنز" اطول مدة ممكنة. لا اكثر ولا اقل. يتحالفون كما تحالف صدام مع رؤساء العشائر والافخاذ وفرق وميليشيات وعصابات ومخابرات امريكية وايرانية وسعودية وفرق قتل وموت واغتيالات. ان اعتبارهم كسياسيين كثير برأيي وان علينا ان نراهم كما هم. حفنة من الرجعيين.

بالنسبة لكتلة العراقية فمن الواضح انها خرجت خاسرة. هم نفسهم ضربوا مهزلتهم التي حرصوا كثيرا على تسميتها بالانتخابات. الان لا يتم سوى الحديث عن "المشاركة" وال"توافق". بدلا من دعوة علاوي الفائز بتلك المهزلة فانهم عملوا تحالف اسلامي شيعي ضده. لا لانه بعثي سابق، ولا لانه علماني كما يدعي بعض مناصريه كذبا، بل لانه وكتلته ”العراقية“ يمثل خط امريكا. ان ايران لا تريده. لقد نصبت ايران من طهران المالكي رئيسا للوزراء. المالكي وحزب الدعوة والتحالف الشيعي (الذي سيتصدع الان ويرجع الى حالته الاصلية) سيعطي علاوي بالطبع طاولة عرجاء يجلس عليها في الرواق الخارجي لحكومتهم. علاوي الان غاضب وهو يهدد بان مجلسه الديكوري الذي اخترعوه له ان لم يكن تنفيذيا فانه لن يقبل. الجمهورية الاسلامية لا تريد علاوي ولا خط امريكا الذي يمثله القوميون العرب والسنة. انها اوامر "ملالي المرسيدس".

نحو الاشتراكية:

هل تجد أي فرق نوعي بين ما يحدث حاليا" بخصوص تشكيل الحكومة وتسمية الرئاسات الثلاث وبين ما حدث في الانتخابات السايقة؟

عصام شكــري:

الاجواء الان اكثر احتقانا من ذي قبل بينهم. اليوم الحرب ليست ضد القاعدة او التنظيمات الاسلامية او البعثية او ما سموي بالمقاومة بل انتقلت الى داخل صفوف القوى الحاكمة التي نصبتها امريكا. عندما جلبوا المالكي في الدورة السابقة فقد كانت هناك خطة امريكية لمسك العراق بقبضة حديدية سموها "الدولة المركزية". ارادوا ان يصنعوا من المالكي رجل دولة. اظطر المالكي حينها لتمرير هذه السياسية باطلاق اسم "دولة القانون" على قائمته ليدخل المنافسة مع القوى الاخرى ونأى بنفسه كليا عن القوى الاسلامية الشيعية الاخرى وفتح جبهة حرب شرسة مع التيار الصدري والمجلس الاعلى. اليوم المالكي رجع الى "الحضيرة" باوامر الملالي كما قلت. اقصد بالطبع علي خامنئي واحمدي نجاد وبقية الجلادين الحاكمين في ايران. نصبوه هم حاكما على العراق لضرب محاولات امريكا استقدام القوميين العرب الموالين لها. ولكن يجب ان اذكر ان ايران تحتاج علاوي لانه "الصمغ" الذي يلصق التحالف الشيعي ويمنعه من التفتت. ان المالكي سرعان ما سيحاول النأي بنفسه مجددا عن حلفاءه وينتاب التصدع الائتلاف الشيعي من جديد. المالكي فشل في الماضي على كل صعيد؛ الصعيد الامني والاجتماعي والمعيشي والتجاوزات والانتهاكات. ومع ذلك رجع الى السلطة. لم يعود المالكي الى السلطة لانه "حلال المشاكل" وليس لانه "رجل الدولة المركزي" هذه المرة ، بل للوقوف بوجه التيار القومي العربي وممثله البعثي السابق اياد علاوي وبدعم ايراني كامل وعلى مضض من قبل امريكا.

نحو الاشتراكية:

باعتقادك، هل سيكون هناك أي تاثير يذكر على الوضع الأمني والمعاشي لجماهير العراق بعد الاتفاق على تشكيل الحكومة وتسمية الرئاسات الثلاث؟

عصام شكــري:

ان الفرق الوحيد بين الاوضاع قبيل تشكيل الحكومة و بعدها هو العامل الخارجي واقصد معرفة القوى الدولية مع من ستتعامل و لمن تمنح شرعية السلطة في العراق. الان اعطوها للمالكي وللتحالف الاسلامي الشيعي. اعطوها بشكل من الاشكال لايران. اما بالنسبة للجماهير فان الفوضى والاظطراب وفقدان الامان والطمأنينة وتعميق الرجعية والدين والطائفية والقومية والعشائرية وانحطاط المجتمع المدني وتدهور وضع المرأة وسيطرة ونفوذ رجال الدين وعصابات الاسلام السياسي جار على قدم وساق ولن تتغير الاوضاع في هذا الاطار الا نحو الاسوأ لان تلك القوى ستزيد من صراعاتها على السلطة وتعمق التناحر المذهبي اكثر فاكثر مع كل خطوة في ذلك الصراع.

نحو الاشتراكية:

هل أن الأتفاق السياسي بين الكتل النيابية الفائزة على تشكيل الحكومة ثمرة للحوار والتفاهم المشترك بين تلك الكتل؟ أم كانت نتيجة للضغط السياسي الخارجي من مختلف القوى الأقليمية والدولية؟

عصام شكــري:

طبعا "الحوار والتفاهم" هو ثمرة الضغط وليس العكس. اقصد بالضغط ضغط الطبقة البرجوازية داخليا واقليميا وخارجيا. ولكن التفاهم هو ايضا الية "غريزية " لاؤلئك لبقاءهم في السلطة. ان التشرذم لا يخدمهم كطبقة وان البرجوازية ترى على حق ان عليها توحيد قواها خلف دولة ما. وبرأيي لعبت اعتراضات الجماهير دور تحذيري وان نزول الجماهير الى الشارع لعب دورا لا بأس به في توحيد صفوف هؤلاء حول ضرورة الخروج من حالة التشرذم وتشكيل السلطة وربما ايضا اللجوء مؤقتا الى البطش كما فعلوا عندما جلبوا حسين الشهرستاني المشهور بكراهيته للعمال وللاتحادات العمالية واستخدامهم القمع السافر ضد قادة العمال. ان ادامتهم للقوانين المعادية للعمال مثلا هي مهمة من مهمات السلطة. ولكنهم لن يستطيعوا حل حالة التشرذم والتجاذبات مطلقا وكل ما يمكن ان يقوموا به هو "تلصيق الامور". قوى الاسلام السياسي خاصة في المنطقة وهي الجمهورية الاسلامية الايرانية والمملكة السعودية لن تكف عن دعم هذا الطرف او ذاك من اجل عدم السماح لاعداءهم بالسيطرة على السلطة في العراق. لذا فان التفاهم جاء ثمرة الضغط وحتى التخويف والتهديدات المباشرة. ولكن لهذا الضغط مفعول وقتي فقط يتحدد برأيي بضرورة تشكيل السلطة وانجاح الدولة في العراق.

نحو الاشتراكية:

باعتقادك هل أن الاتفاق على تشكيل الحكومة على أعقاب مبادرة البارزاني ستكون بمثابة عنصر لتقوية الموقع السياسي للقوميين الكرد في الساحة السياسية العراقية وفي الموازنات السياسية الأقليمية؟

عصام شكــري:

في تحليل حزبنا السابق قلنا ان القوميين الكرد فقدوا مواقعهم التي كسبوها كعرابين للحرب الامريكية على العراق. فقدوها الى الابد. ان مبادرة البرزاني هي عبارة دعائية تهدف الى ضخ بعض الاهمية للقومين الكرد العشائريين ولكن وضعهم متدهور والنقمة الجماهيرية ضدهم في كردستان في اوجها ولا تتطلب الا شرارة لتشتعل لهيبا. امريكا بعد ان اعطتهم "ظهرها" هي الان في حالة من الشلل والعجز عن حل مشاكلها هي نفسها وتركت هذه القوى تتخبط وتنهش بعضها البعض. القوميون الكرد يريدون ارضاء الجمهورية الاسلامية وتركيا الان وهم تقدموا بوثيقة في هذا الاتجاه اي باتجاه ارضاء تلك القوى وهذا ما جعلهم يبرزون على سطح الاحداث. وتماما كما سيتمزق التحالف الهش للاسلاميين الشيعة فان الموقعية الانقاذية االطارئة للقوميين الكرد ستعود الى وضعها الاصلي؛ وضعية الحكام المحليين الجشعين الموصفين ب"فراعنة" كردستان لا اكثر.

نحو الاشتراكية:

صرح مسعود البارزاني في احدى لقائاته الصحفية بأن اصرار التحالف الكردستاني على التمسك بمطلب رئاسة الجمهورية هو استحقاق قومي وليس انتخابي باعتبار أن الكرد يشكلون القومية الثانية في العراق بعد العرب هذا من جهة ومن جهة اخرى كان ذلك المطلب ردا" للشوفينيين العرب الذين يعتبرون الكرد كمواطنين من الدرجة الثانية. كيف تقيم ذلك؟ وهل تعتبر أن ذلك المطلب هو مطلب لجماهير كردستان؟

عصام شكــري:

الاستحقاق القومي كلمة لا معنى لها يراد بها التوهيم بان حقوق الجماهير الكردية ستضمن بوجود الطالباني او برهم صالح او غيرهم في بغداد. لو كان ذلك صحيحا فلم لا يبعد هؤلاء القوميون جماهير كردستان عن المحيط الدموي لصراعات الاسلاميين في بغداد وجنوب العراق ووسطه وينأوا بهم ويأسسوا الدولة المستقلة التي طالما تحدثوا عنها ؟ ان الامر مرتبط بمصالحهم هم لا مصالح الجماهير. ان مصلحة الجماهير لا ترتبط مطلقا بالبقاء الان داخل العراق وتحت نفوذ الاسلاميين والقوميين والجمهورية الاسلامية وهذا الوضع الكارثي الخانق. ولكن مصالحهم تتطلب البقاء مع رفاقهم الاسلاميين ومع خطط الجمهورية الاسلامية.
ان دليل كلامي هو الوضع البائس لجماهير كردستان على كل صعيد والفقر والحرمان وتشديد قبضة التسلط والبطش للسلطة واعتقال المعارضين واغتيال التحرريين كما حدث مثلا مع سردشت عثمان لانه انتقد فحش السلطة في اربيل والتفاوت الطبقي المهول بين الاثرياء وبقية الجماهير. طبعا هناك من سيقول ولكن طلبكم باستقلال كردستان لن يغير من اوضاع التفاوت الطبقي بل سيعمقها. ردي هو ان القوى القومية الكردية الحالية هي جزء من وضع شامل عراقي ودولي وبالتالي فان قدرتهم على القمع والبطش تستمد من هذه الاوضاع تحديدا ومن مكانتهم داخل هذه المجاميع الدينية والقومية . حين تستقل كردستان فان موقعية القوميين الكرد ستتعرض الى اهتزاز شديد وحينها ستجابههم الجماهير وربما تزيحهم. من هنا فهم لا يريدون الاستقلال لكردستان. انهم خائفين من تغير الاوضاع لغير صالحهم. انهم قوى سببت الكارثة وان مصلاحهم تتطلب عدم تغيير الاوضاع. ومن هنا يتباهي البرزاني برئاسة الجمهورية وهو منصب كارتوني متوارث الان اكثر منه مكافأة على دورهم في الحرب كما كان في السابق.

نحو الاشتراكية:

على ضوء الاتفاق السياسي بين الكتل في لقاء أربيل والاتفاق على تشكيل الحكومة وتسمية الرئاسات الثلاث. كيف ترى المستقبل السياسي للعراق؟ وهل ستتمكن العراق من الخروج من البند السابع لمجلس الأمن ويالتالي تحقيق السيادة والاستقلال وانهاء السيناريو الأسود؟

عصام شكـــري:

انهاء السيناريو الاسود ليس مرتبطا بانهاء العمل بالبند السابع. ان البند السابع هو صناعة الامم المتحدة وهو بلا معنى. ان البند السابع قرار اتخذ حين غزى العراق الكويت وفرض الحصار الاقتصادي والتجويع عليه. ولكن سؤالي هو هل يعاني الطالباني والبرزاني والمالكي وعلاوي والصدر والحكيم من الحصار الاقتصادي والجوع ؟ تحت البند السابع كم قصر اشترى هؤلاء ؟ لو كان البند السابع يمس مصالح هؤلاء فان الامم المتحدة سترفعه في اليوم التالي. ان الحصار الاقتصادي هو ممارسة ومفهوم سياسي دولي لا انساني وان البند السابع جزء من هذه الممارسة. ولكن البند السابع لا يجيب على مسألة وحشية قرارات الهيئة الدولية تلك بل على مسألة تافهة ومنافقة يسمونها الاستقلال الوطني والسيادة وهم الذين جاءوا بالدبابات والمجنزرات الامريكية . العجيب ان علاوي والمالكي والحكيم وغيرهم من دعاة الحرب والدمار والقتل والاحتلال يتباكون على استقلال العراق ويطالبون رفع البند السابع ولكن من جلبهم الى السلطة غير الجيش الامريكي والسي اي ايه وجيش القدس الايراني !؟.
الوضع السياسي في العراق لن يتغير من قبل الاطراف الحاكمة اليوم. نكرر ان جبهة البرجوازية اليوم ليست كما في السابق. اليوم هي عاجزة كليا وهذا واضح ليس على صعيد محلي او اقليمي بل وحتى عالمي. كل قواهم عاجزة وان امريكا نفسها عاجزة في كل المجالات. اما جبهة الجماهير فهي ليست عاجزة ولكنها ضعيفة. هناك فرق بين العجز والضعف. الطبقة البرجوازية عاجزة عن الحل رغم ان لديها كل الامكانيات ولكن الطبقة العاملة والجماهير وقواها الانسانية ضعيفة وليست عاجزة. ان الضعف يعالج بتوحيد الصفوف والالتفاف حول الاشتراكية لان الاشتراكية توحد البشر، كل البشر، وتقوي صفوفهم. الحل الوحيد لعجز البرجوازية هو في حل عجزها بازاحتها عن السلطة. ان حزبنا يسعى لان يلعب دور في توحيد صفوف الجماهير وتقوية ساعدها لرمي هؤلاء في المزبلة. الوضع السياسي مسألة رجراجة ونحن نحاول ازاحة الامور نحو تدخل صفوف الجماهير وتصعيد نضالاتها وحينها لا يمكن توصيف الوضع السياسي في العراق وفق رغبات قادة الميليشيات هؤلاء.

نحو الاشتراكية:

ما هو الموقف الرسمي للحزب الشيوعي العمالي اليساري العراقي حول ما يجري حاليا" في العراق؟ ووهل سيفرض التغيرات المرافقة للأوضاع الحالية على تغيير التاكتيك النضالي للحزب وتغيير بعض الخطط والتاكتيكات النضالية؟

عصام شكــري:

كما بينت فاني لا ارى ان هناك تغييرات جدية في الاوضاع. كانت الطبقة الحاكمة مشرذمة ومازالت. المالكي كان في السلطة ومازال. الطالباني كان رئيسا وما يزال. علاوي كان معترضا وما يزال. الجماهير تنزف دماء غزيرة جراء الارهاب الاسلامي وماتزال. الاوضاع الامنية كانت تتدهور وماتزال. اوضاع جماهير كردستان المحرومة سيئة وماتزال. ليس هناك تغيير الا نحو الاسوأ برأيي.

وبالنسبة لمهماتنا فان لدينا وظائف نخطط لانجازها في كل مرحلة. الشيوعية العمالية في العراق اليوم تريد ان تبرز الاعتراضات الجماهيرية وان تلعب دورا قياديا فيها. حزبنا يريد ان يعلي من صوت الاعتراض والاحتجاج وتوحيد صفوف الجماهير والطبقة العاملة. نحن ننشد ان نقوي جبهة الجماهير ونحذرها من جبهة تلك القوى الاسلامية والقومية لانهم رأوا بأم عيونهم ماهية تلك الجبهة الوحشية. ان التصدي للمعاناة الاجتماعية الهائلة في العراق والمتمثلة باوضاع البطالة والجوع والفقر هو احد اهم وظائفنا في هذه المرحلة. لا نعمل "تاكتيكات" معهم ولا نريد ان نخوض في وحل الدماء الذين خلقوه كما يفعل بعض ادعياء الشيوعية.

يجب ان اشير الى ان وضع الطبقة العاملة في العراق اليوم افضل نسبيا. لا اقصد من الناحية المعيشية او الصحية او الانسانية بل من ناحية الاعتراض وتقدم الميدان. ان تحسين اوضاع الجماهير سيقوى ساعدهم ويجعلهم ينزلون لتغيير الامور. حزبنا يقف في قلب جبهة الجماهير وفي قلب جبهة العمال والكادحين والمحرومين والنساء وكل الانسانيين.

#عصام_شكري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات