عصام شكري
الحوار المتمدن-العدد: 3111 - 2010 / 8 / 31 - 02:43
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
أيتها الصديقة العزيزة والرفيقة المخلصة والمفعمة بالانسانية، لقد رحلت قبل اوانك بكثير وكان امامك قائمة طويلة ل ”مالعمل“، كان امامك طريق شيق وامال عريضة. لم تمنحك الحياة فرصة اكثر من ذلك. كانت نيويورك الصاخبة اكثر انسانية والفة بوجودك.
التقيتك اخر مرة قبل اشهر معدودة وكنت مدعوا لندوة حوارية مع كنعان مكية وهو كما تعرفيه سياسي عراقي يميني طبل للحرب على العراق و“كافح“ من اجل دكه وتهديم جدرانه على رؤوس قاطنيه، كانت المحاضرة في جامعة بمانهاتن في نيويورك. لم يحضر السياسي، ربما خشي من نقدك وهجومك وان كان لا يعرفك بالطبع، ولكنك كنت معنا تقوينا وتشدي من عزيمتنا. لم توفري فقط بيتك وامكانياتك بل حضرت وناقشت وهاجمت من سبب الحرب وقتل الناس بكذبة ”التحرير“. منزلك الجميل والوادع في كوينز كان مأوانا وكنا سعيدين بوجودك الرقيق معنا. منحتي حركتنا كل ما لديك، كل ما يمكن ان يكون لك كان لنا وكنت ترفضين ان نسألك. كنت اكثر من رائعة ياجنيفر ونحن ممتنون جدا لك.
ولكن الموت فرقنا. ولم نتمكن حتى من ان نقول لك : الوداع.
بامكاني فقط الان ان اقول لك وداعا ايها الانسانة الرقيقة. وداعا يامن دافعت عن ملايين الناس والنساء في العراق وكنت تخافين عليهم من الطائرات والقنابل كمن تخاف على ابناءها. لا املك سوى ان اتعهد بمواصلة طريقك ـ طريقنا، درب الحرية والمساواة والانسانية — درب الاشتراكية .
وداعا جنيفر، وداعا ايتها الصديقة العزيزة.
لن تخبو ذكراك فينا.
———————
عصام شكـــري
#عصام_شكري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟