أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نزار احمد - جمهورية قندهار الفافونية تهاجم الشيوعيين















المزيد.....

جمهورية قندهار الفافونية تهاجم الشيوعيين


نزار احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3212 - 2010 / 12 / 11 - 04:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أزدحمت مواقع احزاب الاسلام السياسي بمقالات خطتها اقلامها المأجورة والمتملقة غايتها تشويه واسقاط سمعة الشيوعيين. هذه الحملة اتخذت اولا جانبا دبلماسيا عبر بيانات المراجع ورجال الدين وكوادر الاحزاب الاسلامية وذلك عن طريق وصف الاصوات المناهضة لاجراءات اغتصاب حريات المواطن المنصوص عليها في الدستور على انها أصوات شاذة ومنبوذة تسكر وتعربد وتعيث فسادا في المجتمع. بعد ذلك بدأت الاقلام المأجورة بتعريف هذه الاصوات على انها عناصر الحزب الشيوعي الاصيل. فقبل يومين اطل علينا المعمم محمد اليعقوبي باجتهاد سوقي لايقال حتى في الميخانات جاء فيه: "منذ يوم الاثنين الماضي حيث قامت قوة أمنية بتنفيذ القرار الحكيم والشجاع لمجلس محافظة بغداد بغلق الملاهي الليلية ومحال بيع الخمور العلنية ترتفع اصوات معترضة على القرار ومتباكية على حريات الفرد في العراق الجديد. والغريب أن يتصدر تلك الحركة ما يسمى بإتحاد أدباء العراق، ولا أدري أي أدب يحمله هؤلاء وهم يتنكرون لهوية الأمة ومقوّمات وجودها، وأي حريّة يطالب بها هؤلاء لمجموعة من الأشرار تسكر وتعربد وتعيث فساداً في المجتمع, إن هذه المجاميع الضالة لو كانت تمارس فسقها وفجورها في بيوتهم الخاصة لما تعرضت لهم القوات الأمنية، ولكنهم انتهكوا كل المقدسات علنا وجهاراً وتحدّوا كل القيم متذرعين بتأويلات لفقرات وردت في الدستور ، وقد جرّأهم على وقاحتهم سكوت الجهات الحكومية والأمنية على أفعالهم المنكرة. لقد أثبت ما يسمى باتحاد الأدباء انه لا أدب له ولا حياء والعار له ولكل من ساند حركته هذه ولقد كان ينقل لنا عما يجري في ناديهم من سكر وعربدة ومخازي (حتى ان بعضهم يبول على بعض حينما يملأون بطونهم بالإثم والحرام) فلم نكن نصدق حتى كشفوا عن وجوههم القبيحة بهذا التحرك الوقح. ".

اما المعمم الثاني صدر الدين القبانجي القيادي في المجلس الاعلى الاسلامي فقد اعتبر في خطبة القاها في الحسينية الفاطمية اجراءات انتهاك الحريات الشخصية بانها معركة من اجل الاسلام مضيفا بأن رواد نادي اتحاد الادباء والكتاب صدرت منهم اعتداءات سافرة على المواطنين ومحرماتهم داعيا الى غلق جميع النوادي تطبيقا لقانون صدام حسين رقم 82 لسنة 1994 عندما عين المقبور نفسه حاميا وراعيا للاسلام ومتخذا امير المؤمنين لقبا له. لاحظوا قراءنا الكرام كيف تختلف عناصر الاسلام السياسي على المناصب والغنائم وتتحول الى اعداء تمقت احدها الأخر ولكن عندما تتحول القضية الى مسألة لها علاقة بسمومها او عقائدها التي انشأت من اجلها تتحد جميعها ولا كأن شيئا كان.

لم تدهشني بتاتا حملة التشويه ضد الشيوعيين التي بدأت تقودها المرجعيات الدينية وعناصر الاسلام السياسي واقلامها المسمومة ولكن ما ادهشني واعجزني عن ايجاد تفسير مقنع له هو مساندة وتطبيل الاقلام الشيوعية التي اكن لوطنيتها ونضالها ونزاهتها اسمى آيات التقدير والاحترام لاحزاب الاسلام السياسي. فهذه الاقلام التي طالما قارعت دكتاتورية وتعسف النظام العفلقي بين ليلة وضحاها تحولت الى اقلام لا هم ولا غم لها سوى ايجاد التبريرات غير المقنعة لفساد واضطهادية وانتهازية ودجل ونفاق وخيانة الاحزاب الاسلامية. لم تكن في يوم من الايام المرجعيات الدينية او احزاب الاسلام السياسي صديقا للشيوعية بل على عكس ذلك كانت تحاربها منذ يوم نشأتها في العراق ولسبب واحد وهو تناقض المبادئ والقيم والاهداف والمنهج, فالحزب الشيوعي العراقي عرف بنظافته وشفافيته وثقافته ووطنيته وكفائته واخلاصه ودفاعه عن حقوق وحريات المواطن والعمل الجاد على تثقيفه فكريا وعلميا والنهوض بواقعه الاجتماعي والثقافي والاقتصادي والمعيشي والنضال من اجل مساواة الرجل والمرأة ومحاربة الطائفية والعنصرية وجميع اشكال التمييز العرقي والديني والاجتماعي والعشائري. بينما لاهم ولا غم للمرجعيات الدينية واحزابها الاسلامية سوى تطبيق ولاية الفقيه وابقاء المجتمع متخلفا اقتصاديا وثقافيا وعلميا وتقنيا واقتصاديا واغتصاب الحريات الشخصية للمواطن واستبداد ومعاملة المرأة على انها كيان ناقص وجدت لغرض خدمة حاجات وغرائز وشهوات الرجل لأن ذلك يمدها مكونات القوة والتحكم والنفوذ. السبب الرئيسي الذي تأسس من اجله حزب الدعوة والذي كان تلبية لرغبة شاه ايران كان من اجل التصدي للفكر الثقافي الشيوعي وعندما لم ينجح هذا الحزب بمهمته هذه اصدرت المرجعية فتوتها الشهيرة سيئة الصيت والتي نعتت بها الشيوعية بالكفر والالحاد. هذه الفتوى الجائرة منحت حزب البعث وحرسه القومي غطاء شرعيا لابادة الشيوعيين بعد انقلاب شباط الاسود.

بعد الاحتلال الامريكي للعراق (سابقا كنت اعتبره تحريرا ولكني انا ايضا كنت مغشوشا بهذه التسمية الخاطئةحيث تغيرت التسميات ولكن الواقع ظل ثابتا) مباركة المرجعيات الدينية للعملية الديمقراطية ودخول الاحزاب السياسية فيها كانت لاسباب مرحلية تكتيتية حيث نكون سذجاء عندما نتوهم بأن المرجعيات والاحزاب الاسلامية تؤمن بالديمقراطية والحريات الشخصية والمواطنة ومناهضة سياسات التمييز. هذه المكونات لا تعترف الا بولاية الفقيه الاستبدادية الاضطهادية القمعية التعسفية المتخلفة بكل معنى الكلمة. عناصر احزاب الاسلام السياسي يمكن تقسيمها الى ثلاثة اقسام. القسم الاول هي العناصر غير المعترفة بالدين اصلا واغلبها لها جذور او ارتباطات بعثية. هذه العناصر اقتنعت عقائد ومنهجية الاسلام السياسي من اجل الاختلاس وسرقة المال العام وتهريبه الى ارصدتها الخاصة في ايران والامارات والاردن وسوريا ومصر ودول اوربا وامريكا. القسم الثاني يتمثل بالعناصر الدينية سلوكا وفكرا. هذه العناصر والتي تحرك بوصلة الاسلام السياسي لايهمها سوى تطبيق ولاية الفقيه, اما القسم الثالث فهي عناصر مؤمنه دينيا ولكنها اباحت لنفسها الفساد واختلاس المال العام والثراء على حساب رغيف المواطن. لذلك ومنذ دخول عناصر احزاب الاسلام السياسي العملية الديمقراطية المستوردة اتبعت هذه الاحزاب ستراتيجيتين متناقضتين. الاولى سرية متمثلة بتقوية وبسط نفوذها المالي والعسكري والاداري والاعلامي والمصادرة التدريجية لقيم ومبادئ الديمقراطية واغتصاب الحريات والحقوق المنصوص عليها في الدستور العراقي وتسيس القضاء وخنق حرية الصحافة وتهجير والتصفية الجسدية للكوادر الوطنية والعلمانية والليبرالية والعلمية والثقافية. وستراتيجية ظاهرية متمثلة بالنفاق والكذب والخداع والدجل والتضليل بخصوص ايمانها بمبادئ الديمقراطية واحترام حقوق وحريات المواطن والمواطنة. لذلك ومن اجل تنفيذ ستراتيجيتها السرية فانها استغلت موقعها في السلطة بافتعالها ومساهمتها واشعالها الحرب الاهلية واثارتها للنعرات الطائفية ومساهمتها في التخلف الاقتصادي والثقافي والفكري والاجتماعي للمجتمع لأن ذلك يساهم مساهمة كبيرة في بسط نفوذها وتحويل العراق الى فيتنام ثانية مما اجبر امريكا على تغيير حساباتها في العراق فبدلا من دعمها لديمقراطية مشابه لديمقراطية الغرب اقتنعت الادارة الامريكية باستحالة تطبيق الديمقراطية في العراق فبدأت بمغازلة فكرة الدكتاتور المعتدل او المضاجع للمصالح الامريكية. لذلك وبعد ان اشتد ساعد هذه الاحزاب وزاد نفوذها المادي والعسكري والاعلامي والسلطوي بدأت تدريجيا بمصادرة الديمقراطية واول خطوة اتخدتها بهذا المجال هو تجاوزها على اغلب نصوص الدستور العراقي المتعلقة بالانتقال السلمي للسلطة وركوعها للضغوطات الايرانية بفرض حكومة فصلتها مرجعية خامنئي على قياسها الخاص. ايضا بدأت مجالس المحافظات والوزارات الخاضعة لهذه الاحزاب الاسلامية بتطبيق قوانين الشريعة الاسلامية ابتداء من اجبار تلميذات المرحلة الابتدائية على ارتداء الحجاب الاسلامي, ومرورا بغلق صالونات الحلاقة وصالات السينما والمسارح وتحريم المهرجانات الغنائية وغلق النوادي الاجتماعية والترفيهية والملاهي ومحال بيع المشروبات الروحية وغيرها من الممارسات الاستبدادية القمعية المناهضة لنصوص الدستور. اعتقد كل هذه الممارسات تفسر لنا سر تعلق وعشق وود احزاب الاسلام السياسي لقوانين صدام حسين كقانون 82 لسنة 1994 وقوانين ابنه الكسيح عدي والتي تنظم اعمال الاندية والاتحادات الرياضية وابقاء كلمة الله اكبر التي خطتها اصابع صدام في العلم العراقي وهي اكبر اهانة تقدم لشهداء المقابر الجماعية ومدينة حلبجة والاهوار والانفال وغيرها من المجازر الجماعية.

اما بخصوص حيادية ووقوف المرجعية على مسافة واحدة فهذه الكذبة الكبرى بدون مقارنة. المرجعية تؤيد وتبارك جميع الخطوات التي تتبعها احزاب الاسلام السياسي السرية منها والمعلنة ابتداء من فساد وعبث عناصر الاسلام السياسي وانتهاء بمصادرتها لحريات وحقوق المواطن وسعيها الى تأسيس ولاية الفقيه. المرجعية استفادت كثيرا من وجود احزاب الاسلام السياسي في السلطة فمثلما كانت تقف المرجعية ضد تثقيف وتعليم والنهوض بواقع المواطن ابتداء من منعه الحصول على الجنسية العثمانية التي كانت تمنحه فرص التعليم والتوظيف ومرورا بمقاطعها للحكم الملكي وعدائها للنظام القاسمي وانتهاء بصمتها حول فساد وعبثية وتقصير وانتهاكات حكومات ما بعد احداث 2003.

اجلا ام عاجلا العراق في انتظاره معركة فكرية مصيرية ما بين التخلف والتمدن. معركة ما بين عناصر الاسلام السياسي والمرجعيات الداعمة لها والتي تسعى الى تأسيس دولة الفقيه او دولة اسلامية مشابه لولاية الوفقيه ولا فرق عندها ان كانت دولة قندهارية او صفوية تغتصب بها حريات المواطن وحياته الترفيهية ولا تجلب لنا سوى التخلف والفقر والتشرذم والاضطهاد والفساد والتعسف وهضم حقوق المرأة وتغرقنا ليل نهار بالشعائر الدينية واللطم والتطبير وضرب الزناجيل والزحف على الركب والسير حفاة الاقدام واغتصاب خمس قوتنا وترجعنا الى العصر الحجري وبين كوكبة المثقفين والوطنيين والتي تسعى الى التمدن والتعصر والتطور ومواكبة الثقافة والعلم والتقنية الحديثة والحياة الترفيهية والمساواة والحريات الشخصية وحريات الرأي والتعبير والازدهار الاجتماعي والالتحاق بباقي الشعوب. هذه المعركة لايقودها الا المثقفون والوطنيون واولهم عناصر الحزب الشيوعي رغم كوني لا انتمي لهذا الحزب الاصيل.



#نزار_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا قائمة تقوم للعراق الا بفصل الدين عن الدولة
- قطر 2022 أعظم فضيحة في تأريخ الامبراطورية الفيفاوية
- وزارة التربية بعصمة مها الدوري
- نحن اللاطائفيون نطالب بحقيبة وزارية
- شكر وتقدير الى الصديق فالح حسون الدراجي وامور اخرى
- مطبات اجراءات تشكيل الحكومة
- قراءات في طبيعة وتحديات حكومة وبرلمان السنوات الاربع القادمة
- جيران العراق لايحبون العراق
- اسباب تأجيل اجتماع الطاولة المستديرة
- اسباب اضطهاد الشيعة
- اهمية وتوقيت نشر وثائق ويكي ليكس
- يادولة اللاقانون: سئمنا سماع اسطوانة البعث (صارت مزنجرة ومتص ...
- ترشيح المالكي حلا للازمة ام تأزيما لها
- أليس عيبا ومخزيا ثرثرة عناصر الاسلام السياسي عن الزامية نصوص ...
- النوايا الحقيقية لاطراف تشكيل الحكومة العراقية
- استحالة القضاء على الارهاب العراقي في ظل الوضع السياسي الراه ...
- اين القضاء العراقي من خروقات وتعطيل الدستور؟
- استحالة تشكيل الحكومة العراقية بدون تدخل الامم المتحدة او ام ...
- ما لا تعرفه عن نتائج الانتخابات (دراسة رياضية تحليلية)
- للمرة الثالثة ادعو العراقية والقانون لتشكيل الحكومة المقبلة


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نزار احمد - جمهورية قندهار الفافونية تهاجم الشيوعيين