أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي لهروشي - القبيلة العلوية تحرض عملائها من جديد للقيام بمسيرات شعبية لتمويه العالم والتهرب من تورطها الإجرامي في حق المغاربة .















المزيد.....

القبيلة العلوية تحرض عملائها من جديد للقيام بمسيرات شعبية لتمويه العالم والتهرب من تورطها الإجرامي في حق المغاربة .


علي لهروشي
كاتب

(Ali Lahrouchi)


الحوار المتمدن-العدد: 3205 - 2010 / 12 / 4 - 19:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


.

يعرف المغاربة الأحرار بما ليس فيه شك و لا تردد أن الفساد بكل أشكاله قد انتشر انتشارا غريبا بالهيكل المغربي على شكل هرمي بشكل مقصود ومخطط له ، وذلك لحاجة في نفس يعقوب ، حيث عم جميع المستويات ، والأصعدة ، فمن الفساد السلطوي المنتشر بالقصر الذي يشكل الملك الطاغوت رأسه ، إلى جانب حاشيته ، إلى الفساد بالسلطة التنفيذية ، والتشريعية و القضائية ، ثم الفساد السياسي الذي مس بعض الأحزاب السياسية ، وبعض النقايات ، والمنظمات و الجمعيات ، ثم الفساد الإداري ، و الإقتصادي ، و الإعلامي ، هذا الفساد الذي اشعل نار الرشوة ، والزبونية و المحسوبية ، هو السبب الرئيسي في انتشار الفساد الإخلاقي و الإجتماعي بين فيئة من المغاربة ، حيث صار المغرب مجرد بؤرة الفساد التي يحج إليه جهلاء الخليج العربي ممن يريدون إشباع رغباتهم الجنسية الوحشية ، وممارسة كل أشكال الشذوذ ، وأنواعه بطلاقة ، وحرية تامة ، بل في حماية تامة من القصر ، فإذا كانت غالبية الشعب المغربي تتألم غير راضية عن هذا الفساد الذي أضر بسمعة المغرب ، وألحق خسائرا جسيمة بممتلكات ومصالح بعض المغاربة من الرافضين للرشوة و الإرتشاء ، فإن هذا الفساد في جوهره قد يُعتبر في الواقع الأعمدة ، و الركائز التي يرتكز عليها حكم القبيلة العلوية المتسلطة على المغرب ، فبدون هذا الفساد لن تستمر تلك القبيلة العلوية في الحكم .
الفساد قد أضر بما ليس فيه شك بمصالح الشعب المغربي ، لكنه بالمقابل خدم ولازال يخدم الملك الطاغوت ، لأن الذي يهم هذا الملك وحاشيته بشكل قطعي هو بقائه على العرش ، وبذلك يظل الفاسدون و المفسدون هم حُماته الأقوياء ، الذين يستطعون القيام وفعل كل شيء من أجل الحفاظ على مصالحهم ، و امتيازاتهم ، وبالتالي لن يحققوا ذلك إلا إذا احتفظوا على زعيمهم الفاسد ، وتفانوا في خذمته وطاعته ، وتقديسه تقديسهم للرب و الإله إذا إقتضى الأمر ذلك ، لأن تنحية الملك الطاغوت هو بالضرورة تنحية للفاسدين و المفسدين الملتفين حوله ، ومن خلال هذا الارتباط والرباط بين المنتميين لهذه الكوكبة الفاسدة ، يستمر الحكم القمعي ، الطاغي الجائر على شعب بريء ، مغلوب على أمره .
لقد طغى الفساد بالمغرب على شكل الهرم فتم بيع وشراء كل شيء من المناصب و الوظائف بالجيش ، والشرطة ، و الدرك و القوات المخزنية ، و القضاء ، و الإدارة ،و المنتخبون بالجماعات البلدية منها و القروية ، وبالبرلمان ، ثم التعليم بكل أدراجه ، و الصحة بكل تخصصاتها ، ناهيك عن المتاجرة العلنية في مختلف الرخص في ميدان النقل و التجارة ، والفلاحة و الملاحة ، و الصيد ، و البناء ... وصولا حتى الشرف و الأعضاء البشرية . وبذلك استطاعت القبيلة العلوية تغيير كل شيء بالمغرب بدءا بأصالتة ولغته ،وصولا حتى تغييرها لطموحات بعض المغاربة المبنية حاليا على الوصولية والانتهازية والنفعية ،و الأنانية ، وحب الذات أكثر من اللازم ، مستغلة في ذلك عواطفهم ، وعوزهم وفقرهم ، وتحويلهم إلى مجرد مغاربة ينتظرون أية فرصة يستطعون من خلالها التخلص من وضعهم الإجتماعي المحزن ، و المخزي ، بنهج سيلسة - جوع كلبك يتبعك - ومن تلك الزاوية استطاعت القبيلة العلوية ممارسة صيدها في الماء العكر ، حيث وزعت رخص النقل ، والحانات ، والصيد ، ومقالع الأحجار و الرمال ، والخشب، وما إلى غير ذلك من الرخص على العملاء ، و العاهرات و السماسرة ،و الوسطاء لخلق شبكة من الأتباع ، و الأنذال وتحريكها كلما تطلب الأمر ذلك.. و هذا هو حال المغرب كما أراده الزنادقة الذين يصنعون الأحداث في السر و العلن من أجل مصالحهم .
في هذا الإطار حرض هؤلاء الزنادقة في الخفاء بعض المغاربة للقيام بالمسيرة التي عرفتها مدينة الدار البيضاء مؤخرا ، حيث شملت حسب منابر إعلامية مسخرة مليونين ونصف المليون شخص ، للتعبير عن تنديدهم و و قوفهم في وجه كل المحاولات المغرضة للمساس بالصحراء ، واحتشد مئات العملاء حاملين صور الملك الطاغوت ، ثم الأعلام الحمراء ذات النجوم الخضراء التي لم تكن في يوم من الأيام لا رمزا ولا شرفا ، ولا شعارا للمغاربة الأصليين ... كما رددت المنابر الإعلامية المسخرة من قبل الديكتاتور نفس الأسطوانة التالية ، وإن اختلفت صيغتها ، وإخراجها ، حيث أجمعت تلك المنابر اللقيطة على الخبر التالي " اصطف ممثلون عن أحزاب سياسية ومركزيات نقابية ومنظمات ، وفاعلون جمعويون ، و فنانون ، و رياضيون إلى جانب مئات الآلاف من المواطنين ، ليعبروا عن إدانتهم القوية وتصديهم للمواقف العدائية للسلوكات الاسبانية الإعلامية المشينة، و الانحياز المغرض لبعض التيارات السياسية ذات التوجهات العنصرية ."
من هنا يمكن لكل عاقل أن يتسائل أسئلة مشروعة، و عريضة مفادها : من هو العنصري الحقيقي مقارنة بين المغاربة والاسبان ؟ من يحتقر المغاربة الضعفاء من الفقراء و الكادحيين ؟ و من يحرم الأمازيغ من إطلاق الأسماء الأمازيغية على أبنائهم ؟ من يعامل هؤلاء معاملات سيئة بالإدارات ، والمستشفيات ، ومراكز السلطة ، وممرات الجمارك ، إنطلاقا من أسمائهم أو رناتهم اللسنية ، او حتى عناوينهم السكنية ؟ ألم تنتشر العنصرية بشكل فاضح وفضيع بمغرب قسمته القبيلة العلوية ، وعملائها إلى مغرب نافع ومغرب غير نافع إقتصاديا ، وسياسيا ، وفلاحيا ، ثم قسمت المغاربة إلى مجرد - اشلوح الكنز واشلوح العز واشلوح الخنز - أليست هذه هي العنصرية الحقيقية التي يتوجب محاكمة القبيلة العلوية دوليا على إثرها ؟
كما أضافت تلك المنابر الإعلامية المغربية المسخرة في قصاصتها ما يلي : " بهذه الشعارات فضح المشاركون في هذه المسيرة الشعبية الأكاذيب التي ما فتئت تروج لها بعض المنابر الصحفية التي لم تتوقف عن الخروج عن أخلاقيات المهنة باستغلالها صور أطفال فلسطينيين أبرياء كانوا ضحية العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة في انحياز تام للروايات المنافية للواقع والماسة بعدالة القضية الأولى للشعب المغربي. لقد كانوا صفا واحدا، يعبروا عن استنكارهم استغلال القضية الوطنية الأولى في حسابات انتخابية ضيقة، ويؤكدوا عزمهم الدفاع بالغالي والنفيس عن المصالح العليا للمملكة والتصدي بكل الوسائل لكل من تسول له نفسه المس بسيادة الوطن . " من هنا يمكن طرح الأسئلة التالية : من هو الإعلام الحقير الذي زاغ عن أخلاقيات المهنة حقا ؟ ألم يكن هو الإعلام المغربي الذي يسبح بحمد الملك ، والذي غسل عقول بعض المغاربة بتضخيمه لشخصية الملك ، و لأعضاء حاشيته و كأنه ملك لا يذهب للمرحاض ليسلم مؤخرته لثقب محفور في الأرض من أجل إفراغ بطنه من البول ، و الريح ، و الغائط كما تفرض ُسنة الحياة و الطبيعة الإنسانية ذلك على البشر جميعا ؟ من يكذب على من ياترى ؟ هل يعتقد ما يسمى بالإعلام المغربي أو العربي أنه قد يصل في يوم من الأيام تحت حكم الحكام الطغاة حتى إلى العٌشر مما وصل إليه الإعلام الأوروبي بما فيه الإعلام الإسباني ؟ أليس من الحشمة والعار أن يجمع الإعلام المغربي على الكذب ، و الإفتراء على الشعب البريء ، وهو يصدر الأزمة المغربية الداخلية إلى الخارج ، عندما يتعمد أن يتهم الأخرين كإسبانيا و الجزائر بما حدث مؤخرا بالصحراء ، فيما أن القبيلة العلوية المسلطة على الحكم هي التي زرعت الأشواك ، فلابد لها بذلك أن لا تحصد سوى الأشواك، و بذلك تظل هي السبب في كل ما يتعرض له المغاربة من مآسي .؟؟ كما أضافت تلك المنابر بدون حشمة ولا حياء : " كما أصروا على أن يظهروا للعالم على أن الصحراء هي أرض الأجداد، فلا تقسيم ولا حدود في تحدي قوي ، طالما أبانوا عنه كلما أحسوا أن المصالح العليا للمملكة باتت مهددة من قبل أطراف معادية. ورددوا في هذه المسيرة الشعبية، التي عكست صورة ملحمية عن وحدة الصف الوطني، شعارات منددة بالمواقف المخزية التي أبان عنها الحزب الشعبي الإسباني الذي ضغط من أجل أن يعتمد البرلمان الأوروبي قراره المتسرع والمنحاز، بخصوص أحداث العيون . وشكلت هذه المسيرة مناسبة لتكريم عناصر قوات حفظ النظام الذين سقطوا شهداء في الوقت الذين كانوا فيه يؤدون واجبهم الوطني وللاعتراف بالجهود التي تبذلها هذه القوات دفاعا عن ثغور المملكة. وفي أكثر من دلالة، شكلت هذه المسيرة رسالة واضحة تبرز الالتزام التام من قبل كل المغاربة بالبقاء معبئين، وتشكيل جبهة مشتركة أمام كل التهديدات التي تمس الوحدة الترابية للمملكة. ويظهر حجم التعبئة الشعبية لهذه المسيرة عمق المشاعر الوطنية ومدى تشبث المغاربة بوحدة وطنهم وإصرارهم على الدفاع عن حقوقهم الشرعية، مما يقدم الدليل الواضح على التحامهم ووقوفهم صفا واحدا دفاعا عن السيادة الوطنية والوحدة الترابية للبلاد باذلين كل التضحيات في سبيل القضايا المقدسة للمملكة.. " انتهت القصاصة الحزينة التي لم تعبر في واقع الأمر سوى على رأي من حررها ، لأنه لا يعقل أن ُيضخم الإعلام المسخر من هذه المسيرة المشبوهة ، لأنها لا تمثل في الواقع حتى سبعة في المائة من الشعب المغربي ، الذي يئن تحت الاستبداد ، و العبودية ، كما يكتوى بنار الفقر ، والجوع ، والعوز ، و الحرمان والبطالة القاتلة ، مما تسبب في انتشارالأمراض النفسية . كما أن الحزب الشعبي الاسباني ليس بإمكانه مهما بلغت قوته أن يضغط على الاتحاد الأوروبي لوحده ليصدر قرارا يدين فيه المغرب ، لأن الاتحاد الأوروبي لن يخضع لأي ضغط ، لكونه لا يمثل حزبا أو حزبين ، بل يمثل قوة دولية تتمثل في سبعة وعشرين دولة ، وبالتالي فهذه المسرحيات لن يثق بها سوى ضعاف النفوس.
فإذا كان هناك لابد من البحث عن مجرم ليتم تلفيق التهمة إليه ، فإن المجرم الحقيقي بالدرجة الأولى فيما حدث بالصحراء مؤخرا هو القبيلة العلوية وعملاءها ممن كانوا على متن المروحيات مرفوقين بأعضاء المينيرسوا وهم يصورون بأجهزة التصوير المجرمين من الدرجة الثالثة ، أي الصحراويون وهم يذبحون بدم بارد أفراد القوات المساعدة وأفراد الدرك ، دون أن يتدخل أحد ممن يصورون تلك الأحداث المآساوية من الأعلى عن قرب أو عن بعد لإنقاذ حياتهم ، بل تركوهم يذبحون بالسكاكين الحافية ، ويقتلون رميا بالأحجاركما تقتل الأفاعي ، فهل يتخيل أي عاقل أن مثل هذا الأمر قد سيحدث بمنطقة أخرى من المغرب دون أن تحرق القبيلة العلوية الأخضر و اليابس قبل أن يتربص أي مواطن بأي فرد من قواتها القمعية ؟ لكن للصحراء وضع أخر ، وللصحراويين قيمة أخرى أفضل من قيمة المغاربة جميعا ، لقد تركوهم يذبحون كالخرفان على يد الصحراويين ، لأنهم مجرد أفراد أمازيغ من القوات المخزنية من الدرجة السفلى ، والغريب في الأمر أن الإعلام المسخر قد حولهم إلى شهداء ، وكأنهم قد قتلوا على يد إسرائيل أو الفاتيكان ، فيما أنهم في واقع الحال مجرد مجرمين من الدرجة الثانية ، لانتمائهم للقوات المحافظة على استمرار حكم المجرمين الأولين الذين يتمثلون في القبيلة العلوية ، وعلى رأسهم الملك ، لقد أخذت صور المذبحة ، والرجم بالحجر من أجل عرضها على أنظار العالم بأسره ، لأستقطاب المؤثرين في شؤون السياسة الدولية ، والحقوقيين لطرح القبيلة العلوية الذي تخطط له وعملاءها بعيدا عن الشعب المغربي ، لكن السحر إنقلب عن الساحر ، فتمت إذانة المغرب بكل المحافل الدولية ، وخسر بذلك بعض المغاربة هيبتهم ، ورهانهم على ربح الصراع الدائر حول الصحراء.. و بالتالي فإن أحداث العيون كانت مجرد مواجهة ميدانية بين المجرمين بإختلاف درجاتهم ، فيما أن الشعب المغربي هو الخاسر في كل الأحوال، عندما تسرف أمواله لشراء رضى الصحراويين ، بترويضهم على الكسل ، و الانتظارية ، والانتهازية ، والوصولية ، والاتكالية ، و النفاق بعيدا عن المثل الصيني القائل : " لا تعطيني سمكة بل علمني كيف أصطادها "
إن لغة التحدث بإسم الجميع لم تعد تنفع أبواق القبيلة العلوية التي تسمح لنفسها بالتحدث بإسم جميع المغاربة في قضايا مختلفة ، دون أذنى احترام لهذا الشعب الذي من حق أفراده أن يكون لهم رأي أخر غير الذي يروجه الإعلام المسخر ، فالمسيرة الخضراء أو البيضاء لا تعنيني شخصيا كمغربي في شيء ، ولا تعني كل المغاربة من أمثالي كما يحلوا للبعض أن يروج لذلك الإجماع الهش ، لأنني لن أساند لا من قريب ولا من بعيد أي مسيرة يقودها العملاء ، كما أثمن موقف الإتحاد الأوروبي ، وأدعوه للكف حتى عن استقباله لمن يدعي تمثيلية المغاربة ، كالفاسي وغيره ، لأن هؤلاء مجرد دخلاء ، وعصابات عائلية منظمة استولت على الحكم بالمغرب ، كما أناشد هذا الاتحاد أيضا بتجميد الوضع المتقدم الذي منحه للمغرب ، و الكف فورا عن المساعدات المالية الضخمةالممنوحة للمغرب ، التي قد تبلغ سنة 2014 حوالي ستمائة مليون أورو ، بالرغم من أن هذه المبالغ المالية لا تصل إلى الأهداف التي مُنحت من أجلها ، بل تفرق بين المافيا المتحكمة في المالية ، و الاقتصاد ، والقرارات السياسية ، وتتحول إلى مجرد عصي وأسلحة تستعمل ضد الأبرياء من الشعب ، لترويضهم عن الطاعة العمياء لقبيلة علوية لايشرف حكمها أحد ، ثم أحثه على المزيد من الضغط على هذه القبيلة العلوية وعملاءها للتوقف عن قمع ، وإحتقار المغاربة وممارسة العنصرية ، وسياسة الأبارتايد ضدهم .
لقد توصلت بمقال من الأمين العام للشبيبة الإسلامية المغربية - عمر وجاج - عبر بريدي الإليكتروني ، بالرغم من كوني بعيدا كل البعد عن هذه الشبيبة ، التي أختلف معها إيديولوجيا ،وعقائديا لكنني قد ألتقي معها سياسيا فيما يتعلق بمواجهة الملك الحاكم الطاغي ، وهذا المقال اعرضه كما هو ، وذلك من أجل المزيد من تنوير الرأي العام المغربي ، هذا نصه : " كان ميلاد محنة الحركة الإسلامية المغربية ومحنة القضية الصحراوية في زمن واحد عندما دعي فضيلة الشيخ عبد الكريم مطيع الحمداوي من طرف بنسودة مستشار الملك الراحل وإدريس البصري وزير داخليته للمشاركة في مسيرة شهر نوفمبر 1975، فاعتذر عن المشاركة لالتزامه بموعد في المملكة العربية السعودية لحضور الندوة العالمية للشباب الإسلامي بالرياض. حينئذ تقرر التخلص منه باعتباره مناهضا لخطة الملك في استرجاع الصحراء وفتح صفحة سوداء بالهجوم على الحركة الإسلامية المغربية وتشريد أبنائها. بذلك تم استرجاع الصحراء تحت مظلة من الظلم والتعذيب والمطاردة وانتهاك الحرمات، استمرت وما زالت مستمرة لحد الآن، أي لأكثر من خمس وثلاثين سنة، ضربت فيها كل التيارات الإسلامية وشرد فيها الأطفال والأمهات والزوجات والأسر، من دون أن يشعر النظام بأي مسؤولية بين يدي ربه عن أي من هذه المظالم.
واليوم وقد تبين الصبح لذي عينين وذهبت هباء جهود النظام في ضبط الصحراويين وترويضهم يوم الاثنين 8 نونبر 2010 - وما يوم مخيم "كديم إيزيك" بسر - فتألب الرأي العام العالمي على النظام المغربي الذي حوصر في زاوية ضيقة يبكي وحده ويندب حظه، هل له أن يتذ كر أن لِمَا ألحقه بالدعاة من ظلم واضطهاد دورا في فشله الصحراوي؟ هل يستطيع أن يربط إيمانيا بين فشله الصحراوي وبين ما قدمه على مذبح الصحراء من دماء الدعاة إلى الله، ودموع أبنائهم، ومن مطاردات لهم في الآفاق وتشريد لهم بين أمم الأرض؟
هل يستطيع أن يربط إيمانيا بين فشله الصحراوي وبين ما تقوم به زبانيته من تعذيب للمعتقلين بما يعجز القلم واللسان عن وصفه؟ هل يستطيع أن يربط إيمانيا بين فشله الصحراوي وبين التهم الملفقة الكاذبة التي تنسج لتغطية سفك دماء المسلمين وانتهاك أعراضهم واستباحة حرماتهم؟ هل يستطيع أن يستوعب عقديا أن معركةً دُفِعَ مهرًا لها دماءُ أولياء الله، لن يكون حصادها إلا غضب الله؟ هل يستطيع أن يراجع نفسه ويتذكر مصيره بين يدي ربه وقد استباح الوطن لكل فاسد شاذ وجففه من كل مصلح آمر بالمعروف وناه عن المنكر؟ أم أنه سيصم أذنه ويطلق لمزاجيته العنان شتما لا يصلح أمرا، وسبا لا يجدي نفعا؟ نقول هذا لا شماتة بالنظام فما من خلق المسلم أن يشمت، ولكننا نذكر به من كان له قلب أو ألقى السمع واستوعب ارتباط الأسباب بالنتائج غيبا وشهودا { وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ} إبراهيم 42." انتهى المقال.
إن المسيرة الحقيقية التي يتوجب القيام بها هو المسيرة الكبرى للمطالبة برحيل القبيلة العلوية ، وحكم ما يسميه العملاء بالشرفاء ، لأن العصر لم يعد يقبل هذه المواصفات العنصرية التي تنم عن احتقار الأخرين ، واستصغارهم كأنهم مجرد أقزام تحت أقدام العمالقة العلويين الذين يدعون إنتمائهم لسلالة الرسول، وذلك قصد استغلالهم الواضح لبرائة وسذاجة ، وعاطفة بعض المغاربة ممن يسبح بحمد الملك الطاغوت.

علي لهروشي
مواطن مغربي مع وقف التنفيذ
أمستردام هولندا
عضو الحزب الاشتراكي الهولندي
عضو هيئة تحرير جريد هولندية محلية



#علي_لهروشي (هاشتاغ)       Ali_Lahrouchi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحداث مدينة العيون كما يراها مغاربة أخرون
- الجزء الثالث من موضوع :ضرورة إعادة النظر جذريا في التاريخ ال ...
- الجزء الثاني من موضوع :ضرورة إعادة النظر جذريا في التاريخ ال ...
- الجزء الأول من موضوع:ضرورة إعادة النظر جذريا في التاريخ المغ ...
- قصيدة : سنحييكم كي نقتلكم من جديد
- أخيرا تقرير لجنة- دافيدس- ينتقد بحدة مشاركة هولندا في العدوا ...
- مجرمة الحرب ليفني لم تزور المغرب كشعب وكبلد بل زارت أهلها با ...
- أفراد من الجالية المغربية بالخارج يريدون الإنتقال بأنفسهم من ...
- القنصلية المغربية بأمستردام ، عندما ينمو التخلف في قلب مدينة ...
- الاتحاد الأوروبي يصدر موقفا أيجابيا لصالح النساء المغربيات ض ...
- -فايزة أُمُو حماد- : المرأة المغربية التي هزت عاطفة المجتمع ...
- قبول الدعوة ضد اسبانيا مبدئيا من قبل المحكمة الأوروبية لحقوق ...
- العدل يحمي الملك الديكتاتور وحاشيته من الشعب وطبقاته الفقيرة ...
- الصهيونية الأمريكية تصنع الحدث الجديد لتموه به العالم ، مجبر ...
- الديكتاتور بالمغرب يعرض قواته القمعية في ذكر ما يسمى بتأسيس ...
- الديكتاتوربالمغرب يعرض قواته القمعية في ذكر ما يسمى بتأسيس ا ...
- حوار جريدة المشعل مع المعارض الأمازيغي علي لهروشي
- على هامش انسحاب أعضاء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل من البر ...
- على هامش الفيلم المنتظر ، والكاريكاتور المسيئين للرسول و للق ...
- مرثية إلى نزار قباني


المزيد.....




- بوتين: ليس المتطرفون فقط وراء الهجمات الإرهابية في العالم بل ...
- ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
- شاهد: طلاب في تورينو يطالبون بوقف التعاون بين الجامعات الإيط ...
- مصر - قطع التيار الكهربي بين تبرير الحكومة وغضب الشعب
- بينها ليوبارد وبرادلي.. معرض في موسكو لغنائم الجيش الروسي ( ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع وقاذفات صواريخ لـ-حزب الله- في ج ...
- ضابط روسي يؤكد زيادة وتيرة استخدام أوكرانيا للذخائر الكيميائ ...
- خبير عسكري يؤكد استخدام القوات الأوكرانية طائرات ورقية في مق ...
- -إحدى مدن حضارتنا العريقة-.. تغريدة أردوغان تشعل مواقع التوا ...
- صلاح السعدني عُمدة الدراما المصرية.. وترند الجنازات


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي لهروشي - القبيلة العلوية تحرض عملائها من جديد للقيام بمسيرات شعبية لتمويه العالم والتهرب من تورطها الإجرامي في حق المغاربة .