أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فاروق سلوم - مواطن من الدرجه الثانيه














المزيد.....

مواطن من الدرجه الثانيه


فاروق سلوم

الحوار المتمدن-العدد: 3196 - 2010 / 11 / 25 - 10:31
المحور: كتابات ساخرة
    


كان ظهور كتله شيعيه سياسيه كبيره في العراق يشكل حتمية تاريخيه وفق معطيات الواقع ،
و هي الى جانب البعد التاريخي لظهورها فأنها حتميه لثقل الأغلبيه المنبثقه عن صناديق الأقتراع . وان الأعتراض على تلك الحقيقه فأنه مكابرةً لذات لاتعيش عصرها بصدق ، دون ذاكره اوفهم للتاريخ او رؤيةٍ واقعيه للصراع الطويل ، كما يشكل نمطا من التعامي عن الحقائق الكبرى التي شهدها العراق وشعبه خلال عقود . وكان الأمل معقودا دائما ان يكون هدف الدفاع عن الحقوق العامه للعراقيين ومستقبلهم وحياتهم وامنهم ومتطلبات وجودهم هو هدف هذه الكتله السياسيه الكبيره بتأييد متوقع ومباركة من المكوّن الكردي العراقي .
التراجيديات الكبيره التي تمثلت في صراع الهويات والأنفلات والأستهداف وظهور تشكيلات مسلحه لاتستجيب للتعليمات ،وتخرج على ارادة مقلديها والأنشقاقات والخلافات السياسيه والعزلات والأنفرادات وظهور واختفاء المحاور والأئتلافات ، كانت مظهرا من مظاهرالصراع الداخلي لهذه الكتله الكبيره واختلاف اطرافها وارادات شخوصها وتأثير اجندات سياسيه على منهجيتها واهدافها . العنف المضاد والتفجيرات الكبيره واحلال الدم العراقي من قبل تنظيم القاعده وصراع الأجندات العربيه والأقليميه والدوليه فاقم الأختلال والتصدع والأبتعاد عن الهدف بين اطراف الكتله الشيعيه التي عقد الأمل على تبنيها مصالح العراقيين عموما دون استثناء، وكرّس انماطا من الأنفلات والتهديد بتفجر الحرب الأهليه وبخاصة اثر تفجيرات 22 شباط 2006 التي استهدفت المراقد الدينيه في سامراء والتي كادت آثارها ان تعصف بكل شيء .
التشنج الداخلي للحدث لم يكن خلف ابواب موصده بل ان القوات الأمريكيه استدعت ثلاثين الف جندي لتدعيم حضورها لمواجهة الصدام المتوقع ،وكانت الأحياء المقفله والمصائد الطائفيه والأغراق في لعبة الخطف والموت على الهويه واختلاط ازياء المسلحين واهدافهم كانت صورة من صور التعبير كل بطريقته كما اقترحها خطاب رئيس الوزراء ابراهيم الجعفري يوم ذاك . ومذ اعلنت خطط فرض القانون ومطاردة الأرهاب واجتثاث اسباب الحرب الطائفيه الأهليه ، واجراءات الدوله والقوى الأمنيه ماتزال تتصاعد يوما اثر يوم دون مراجعه . وتواصل الأجهزه الأمنيه مضاعفة السيطرات في العاصمه خصوصا ،وهو مايسهم في اضافة الكثير من التعقيدات التي جعلت من حياة العراقيين سلسلة من المعاناة والأذى لايشمل فقط خسائر العمل والوظيفه والمال والدم وانهيار سلم القيم ، بل يصل الى مستويات من التجريح والأهانه اليوميه على الهويه وعلى الأسم وعلى العنوان ومنطقة السكن وعلى مرآى ومسمع المواطنين الآخرين وامام الزوجة والأطفال ، وان اي اعتراض من اي مواطن انما يعرضه للأعتقال والتهمة الجاهزه بالأرهاب ، حتى ليبدو المكوّن العراقي بمختلف الهويات والمسميات الأخرى مواطنين من الدرجة الثانيه . ان ذلك مسؤولية وطنية وأخلاقيه كبرى حريٌ بممثلي الكتله السياسيه الأكبر ان تكون اولى مسؤولياتهم العمل على تكريس روح المواطنه والمساواة والعدل وان التغاضي عنها يعني تكريس الخراب والعداء بين مكونات الشعب العراقي . لقد اشتغل التطييف السياسي على نمط من استدراج متعمد ولصق للتهم بخدمة تلك المكونات للأجنبي. وكأننا نعيش زمن اللادوله او زمن ملوك الطوائف .
وواضح ان الأجراء الأمني والصاق التهم وسرعة الأعتقال وضياع الرأس المسؤول هو الخطر الأول ازاء مايتهدد حياة العراقيين التي تفتقد الى ابسط المتطلبات . وواضح ان المسؤول السياسي والأداري لايقرأ التقارير الشهريه للمركز الوطني للأحصاء حول نسب التضخم وشمولها معظم الحاجات الظروريه للعائله العراقيه كما ان قرارات الجبايه التي تصدرها وزارات ودوائر انقطعت خدماتها عن المواطن بشكل واضح مثل الدوائر البلديه والضريبه وبعض الدوائر الخدميه وآخرها النموذج الأكثر تعبيرا جباية وزارة الكهرباء للأجور بأثر راجع ووفق تسعيرة جديده على خدمة ظروريه لا تتوفر للمواطن. واذا كان العدل يتحقق بالقانون الذي تحميه مجموعات انسانيه مؤهله فأن توفير متطلبات العيش الكريم هي اكثر الأجراءات ظرورية اليوم لتجاوز العيش في ظروف غير انسانيه يتعرض لها الجميع . واحيانا يقف المواطن حائرا امام موظف بسيط يتحول عبر الأجراءات الأستثنائيه والأدعاء الى موظف اقوى من السياسي والوزير ومن المختص بحكم ماتتوفر له من حماية سياسيه اودينيه حتى تغدو المطالبة بمحاسبته نمطا من استهداف طائفه او حزب او شخص اعتباري . واحيانا يتحول موظف صغيراوفرد في حماية مسؤول اوسكرتير او فرد من افراد السيطرات العسكريه المنتشره الى قوه تضع المواطن امام مستحيلات لاحل لها ، بل ان ربط تلك العناصر بوجود السياسي والديني او بسلوك المفسدين والمسيئين هو نمط من اقرار المحميات والمداجن والمزارع في بنية الدوله لتمعن بأهانة المواطن وابتزازه وتهميشه بشكل تبدو ان هناك متاريس مدرعه ورغبة بأبقاء حكومة اللادوله . انني لااريد ان افتري على الحقائق لكن قراءة وقائع الحياة اليوميه للمواطن العراقي تضعنا امام الحقيقه في ميادين الحياة اليوميه و التعليم ووالجامعات الخاصه والأقتصاد والنقل والخدمه الصحيه وتوفير الغاز والكهرباء والأسعار وسلامة السير وتكريس القوانين وظروف العمل والبطاله وعدالة توفر الفرص وملف الهجرة المفتوح دائما كجرح نازف . وفي كل بلدان العالم تتفجر الخلافات السياسيه لكن لااحد يختلف على خدمة المواطن واحترامه .. وكأني استعيد مقولة نعوم تشومسكي اليائسه : في هذا الشرق لايتغير شيء ومايتبدل فقط هو الماكنه التي تطحن امامها كل شيء .



#فاروق_سلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شمس تحت الصفر
- العبَر في التاريخ والعمران والمساكنة
- فاصل السنبله
- إبرة البارومتر السياسي
- الثناء على طاقة البقاء الرافديني
- فاطمه المحسن : الشهاده التي انتصرت على ثقافة المراءاة والأجت ...
- مالذي كانوا يفعلونه في ايران
- الأنسان مابعد العراقي
- نهار غائم
- كلام
- ملوك الجبال
- دورة الرماد
- الكوريدا العراقيه
- احتواء القنبله الفراغيه
- اسبارطه
- نحن ومستقبل الرايخ العربي
- مشروع السيّد
- ذكرى اصطياد الفيل العراقي
- من يقلب الطاوله على الأمريكان ..
- تحالفات الأضداد والطريق الشائك الى الغد


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فاروق سلوم - مواطن من الدرجه الثانيه